ليست كل التخصصات تؤدي لتحقيق عيش كريم و ليست كل المهن متساوية و الا لكانت لها نفس المكانة في المجتمع و أفضل دليل هو الفرق في الرواتب يعكس ما لا يريد المجتمع الاعتراف به فالحقيقة أن حاجة المجتمع لأفراده تختلف و بالتالي قيمتهم تختلف ليس كأفراد و لكن كجزء من المجتمع و ستدرك ذلك تدريجيا بعد أن تخرج من الوسط الوحيد الذي تعرفه و هو المدرسة
الحقيقة أن الدراسات الجامعية ليست تأشيرة للحصول على عمل الا في التخصصات التي مازالت تعاني نقص في الاطارات و هي قليلة جدا لذا انصح كل من لم يتوجه الا أحد هذه الاختصاصات أن يفكر في الدراسات العليا على أنها شيء تقوم به لرفع مستواك التعليمي بالدرجة الأولى لأن أغلب ما ستتعلمونه فيها لن يكون ذا فائدة في الحياة العملية حتى ان كنت خريج دكتوراه فمنصب العمل غير مضمون. بالنختصر حصولك على وظيفة يتعلق بامتلاكك للمهارات المطلوبة في الوظيفة و هذه لن تكتسب سوى القليل منها في الجامعة و ثانيا يتعلق شبكة معارفك وهذه الأخيرة غالبا تكون أهم من المهارات لأنك تحتاج لفرصة أولا لكي تثبت قدراتك و لن تحصل عليها في الغالب ان لم تكن على علاقة بالأشخاص المناسبين
أدرك أن كلامي مثبط للعزائم و لكن تمنيت أن أحدا أخبرني به قبل 8 سنوات لذا ارتأيت أن أخبركم حتى تفكروا جيدا بعد صدور النتائج فيما اذا كنتم تريدون دخول الجامعة أو اعادة البكالوريا لأنه قرار سيوفر عليكم تضييع سنوات من حياتكم لا يكمن استرجاعها.