الصداقة بمفهومها الصحيح والدقيق نادرة في وقتنا إن لم أقل مستحيلة ، لعدة أمور منها التكنولوجيا التي طغت وحب المصلحة والنفاق والتملق وإن صادف وقلت الحقيقة لصديقك أو نصحته فمن الوارد جدا أن يغضب منك ، لهذا على المرء حتى وإن نصح فلينصح بأسلوب رقيق وبحكمة وليس بفظاظة وخشونة فقد قال الشاعر بشار بن برد
إن كنت في كل الأمور معاتبا *****صديقك لم تلق من تعاتبه
وأيضا إنصراف كل طرف إلى حياته وخوض معترك الحياة وإنشغاله بعيدا عن صديقه ، خصوصا نحن النساء أغلب صداقاتنا تتوقف بعد الزواج وتبقى مجرد إتصالات بين الحين والأخر بالهاتف وهذا في نطري أحسن من الإنقطاع كليا
قديما قال العرب ثلاث من المستحيلات العنقاء والغول والخلّ الوفيّ ، هذا قديما فما بالك بعصرنا الحالي ، ولكني شخصيا أؤمن بأنه لا زالت هناك قلوب صادقة وفية حتى وإن أخذتها هموم الحياة وإنشغالاتها بعيدا ولكن تبقى موجودة ولعلّ دعوة طيبة في ظهر الغيب خير من كل لقاءات الدنيا ، حتى وإن تباعدت القلوب ولكن الأرواح تتلاقى دوما