السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الله تعالى:
" اهْبِطُوا مِصْرًا " 61 البقرة
ثم اختلف القرّاء فـي قراءة قوله: { مِصْراً } فقرأه عامة القرّاء: «مصراً» بتنوين الـمصر وإجرائه وقرأه بعضهم بترك التنوين وحذف الألف منه. فأما الذين نوّنوه وأجروه، فإنهم عنوا به مصراً من الأمصار لا مصراً بعينه، فتأويـله علـى قراءتهم: اهبطوا مصراً من الأمصار، لأنكم فـي البدو، والذي طلبتـم لا يكون فـي البوادي والفـيافـي، وإنـما يكون فـي القرى والأمصار، فإن لكم إذا هبطتـموه ما سألتـم من العيش.
وقد يجوز أن يكون بعض من قرأ ذلك بـالإجراء والتنوين، كان تأويـل الكلام عنده: اهبطوا مصراً البلدة التـي تعرف بهذا الاسم وهي «مصر» التـي خرجوا عنها، غير أنه أجراها ونوّنها اتبـاعاً منه خط الـمصحف، لأن فـي الـمصحف ألفـا ثابتة فـي مصر، فـيكون سبـيـل قراءته ذلك بـالإجراء والتنوين سبـيـل من قرأ:
{ قَوَارِيرَاْ * قَوَارِيرَاْ مِن فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيراً }
[الإنسان: 15-16] منوّنة اتبـاعاً منه خط الـمصحف. وأما الذي لـم ينوّن مصر فإنه لا شك أنه عنى مصر التـي تعرف بهذا الاسم بعينها دون سائر البلدان غيرها.
وقد اختلف أهل التأويـل فـي ذلك نظير اختلاف القرّاء فـي قراءته.
جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري
" وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ .." 21 يوسف
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا عمرو بن مـحمد، قال: ثنا أسبـاط، عن السديّ، قال: انطلق بـيوسف إلـى مصر، فـاشتراه العزيز ملك مصر، فـانطُلق به إلـى بـيته فقال لامرأته: { أكْرِمي مَثْوَاهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنا أوْ نَتَّـخِذَهُ وَلَداً }.
جامع البيان في تفسير القرآن / الطبري
المراد بمصر هنا هو القطر المعروف و هو بلد مصر و كلمة مصر هنا ممنوعة من الصرف وردت أربع مرات في القرآن وهي معرفة
( قال الذي اشتراه من مصرَ لامرأته أكرمي مثواه)[ يوسف/ 21]
( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصرَ إن شاء الله آمنين)[يوسف/99]
( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون)[ الزخرف/51].
(وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصرَ بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة)[يونس/87].