اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القائدة
موضوع موفق جدا احسنت الاختيار اخينا سيد علي
اذ فتحت لنا بابا لاسترجاع مواقف في محبة الله هزت البشرية جمعاء سجلها التاريخ في رياضه الفسيح .. ملحمة أخوية فريدة تآلفت فيها الأرواح و تعانقت فيها الأفئدة ، بين المهاجرين و الأنصار ..
ها هو سعد بن الربيع الأنصاري يفتح ذراعيه للمهاجر عبد الرحمن بن عوف يقاسمه ماله و زوجه !!! محبة في الله بين انصاري و مهاجر لا لشيء سوى في الله وحده و ابتغاء مَرْضَات الله وحده ! لله درك يا سعد أوتقاسمه زوجك ؟! تطلق حتى تحصن أخاك !!؟ هنا نشهد اخوة في الله سمت و اعتلت النفس ، ركبتها يا سعد و لم تركبك !
فحينما نحب في الله فإننا نرى الحياة برمتها قسمة بيننا و بين من نحب ، نقاسمهم كل شيء في مرضاة الله و ابتغاء وجه الله .
|
قد ذكرتي سعداً فبهم تسعد أيامُ المُهتدي ، ورجالا كان يُحسبُ الواحد فيهم بأمة لا بألف ، قد سبقوا ولن يُسبقوا ،فعالهم ما عرفتها البشرية من قبل قط كانوا كالجسد الواحد حقا ، منطلقهم نصرة دين الله وغايتهم إعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله تحابوا على ذلك و عاهدوا على ذلك فكان سلمان الفارسي و بلال الحبشي رضوان الله عليهم إخوانهم و أحب إليهم من أنفسهم وكان أبى لهب عدواً لهم ومنه تبرؤا وهو من هو في القرابة و العشيرة ، فسبحان الله الذي ألف بين قلوبهم فكانوا مدارس تُخرج إلى يوم الدين رجالاً مؤمنين أشداء على الكافرين ، رُحماء بينهم لا يُعرف خليفتهم وهو بينهم من صدق تواضعهم لبعضهم البعض ، فاللهم أخرج من أصلاب المؤمنين أمثالهم و ارزقنا صُحبتهم و اختم لنا معهم في مواطن يُعز فيه دينك و يُذلُ فيه أعداءك واجعلنا ممن أحببتهم وأذنت لهم بالمحبة فيك وبك وارزقنا بغض أعداءك و البراءة منهم يارب العالمين أمين و أقول لأختي أبشري أختاه فإن صدق المحبة في الله باقية و إن غابت مدة فقد عادت ولو لا بعض الأسباب ذكرت لكم قصة أبو إبراهيم حفظه الله ولا تعجبي إن قلت لكم هو فرنسي الأصل و النسب وقد كان نصرانياً فهداه الله للإسلام فإن رأيته حسبته قد عاد من زمن السلف و على هيئته فلا تسأل ما ترك سُنة إلا وطبقها والله إني أتذكره وقد اقشعر بدني سبحان الله لم يتجاوز الخمسة و عشرين سنة وقد آتاه الله عقيدة راسخة مثل الجبال فكان إن ذكرنا ضائقة ما يحمد الله وهو رافع إصبع التشهد مبتسم الوجه وفرح ويكرر أخي لا تحزن الحمد لله الحمد لله أتى إلي وهو يُنادي يا عبد الله يا عبد الله ما عندي إلا هذه القطعة من الخبز سأقسمها معك أنت أخي وأنا أخوك ؟؟ و كأنه ينتظر مني التأكيد فلم أنتبه للقصد في المرة الأولى فكررها أنا أخوك وعينه إلى عيني و كأنه ينتظر مني أن أقول نعم و ما علم أبو إبراهيم أن سبب تأخيري الإجابة هو انبهاري بحالته إذ لأول مرة أرى معنى الحب في الله وقد تشخص في هيئة أبو إبراهيم الفرنسي رحمه الله حياً وميتا فقلت له نعم أنتي أخي فكاد يطيرُ بها فرحاً ومازلت أذكره و سأذكره فنعم المُقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم كنت يا أبو إبراهيم أحبك الذي أحببتنا فيه ولاحول ولاقوة إلا بالله