السلام عليكم ورحمته وبركاته
ينطبق عليك المثل السائر بعد الجهد فسرّ الماء بالماءَ ؛ ولكن قد يوافق المعنى المعنى حتى اذا اختلف رسم الخط واللفظ وقد لا يوافقه وهما صنوان متشابهان رسما وخطاَ ، واحسن الله اليك فما قلته لا ينتطح فيه قرنان ولا يجادل فيه عاقلان انما اوتيتِ من العجلة وغلبة الظن بغير مقتضى الصواب ، فلو كان كلاما مرسلاُ متصلا بما قبله لكان خيرا لك وزينة اما وقد عقبت على كلامي المقتضب الخفيف على الاخت فانه حملني واحوجني الى الرد لما التبس عليك من الكلمِ والخطوط ، ولا اعرج على ما اتفقنا فيه وهو ظاهر بين ساطح ولكني اقول - سدد الله قولنا واصلح اعمالنا- ان النصيحة دين وتأدية النصح واجب باللين والرفق وعند الجدال بالتي هي احسن اما أن نلزم الاخر بشيء كرها وغصبا فما أظن ان هناك من يحمله على ذلك الا الحاكم وصاحب القضاء ، أما ان يكرهه العامي والخاصي فذاك شأن بعيد عن الخاصة وانما هو ديدن العوام وفي امرهم احاديث ذوات شجون ..والتوبة هي الاقلاع على ما كان والندم عليه واختلفت في تعاريفها والمعنى واحد ..اما قولك انه لا تقبل منه توبة حتى يجهر بها فالله الله في الفتوى ولا تسارعي فيها وقد تستدلين بنص خاص على عام وبمقيد على مطلق وهذا من شأن العلماء وانت عامية فلا يستأنس بقولك ولا يؤخذ به حتى تـاتي ببرهان بين ..اما ان يتوب بينه وبين نفسه ويقلع عن الامر ويندم على الماضي فهذا شأن لايعلمه الا الله فخبايا النفوس نكلها الى مولاها وبارئ النسمات اما نحن فعلينا بالظاهر افعاله واعماله ..ومازال في الناس بقية من اهل العلم والفضل ممن هم يزكون على بصيرة ويجرحون على بصيرة ..والحمد الله رب العالمين سبحانك اللهم بحمدك ولا اله الا غيرك