يا أخ عمر ..
لماذا تريد أن تدخل الجمل في سم الخياط ؟
الأستاذ الذي كلف أحد طلبته برئاسة القسم ..وانتهج سبيل الديمقراطية ..ففتح مجال الترشح ..وصنع صندوقا أدلوا فيها بأصواتهم ...الخ
كل هذا يسمى "انتخاب" ؛ ولا يسمى ديمقراطية.
نقول عنه أسلوب ديمقراطي ؛ لأنه جزء من كل ..
هو عملية جزئية ضمن منظومة متكاملة من الأفكار والأنساق والاساليب هي الديمقراطية
أما الديمقراطية فهي منهج يتضمن نظم واساليب مكونة لذلك المنهج المتكامل.
هل يمكن أن تفصل حرية التعبير وحرية المعتقد عن الديمقراطية ؟
بمعنى : هل تستطيع الإدعاء أن بإمكانك استلهام النموذج الغربي في الديمقراطية مع استثناء حرية المعتقد ؟ وحرية التعبير ؟
ستجد الغرب يصفك أنك غير ديمقراطي حتى وإن التزمت أسلوب الإنتخاب الذي تتحدث عنه ..
وماهي حرية المعتقد ؟ أليست هي حرية الردة والكفر كما تشاء ؟
هذا عدا أن نتحدث عن طامة التشريع في البرلمانات وكيف أنها تبيح للبشر التشريع فوق شريعة رب العالمين.
وهذا ما نراه عيانا في البرلمانات الغربية التي أباحت الشذوذ واللواط وزواج المثليين رفم منافاتها للطبيعة البشرية
عندما نتحدث عن الديمقراطية فلا يمكن فصلها عن بيئتها التي نشأت فيها.
هل يمكن أن تتحدث عن إسلام أمريكاني خاص ويمكن أن تعتد به وتعبتره دينا يمكن التعبد على أساسه ؟
كذلك لا يمكنك فصل مفهوم الديمقراطية عن محتواها الغربي ... شئت أم أبيت .. لأنها منتوج غربي متعلق بنمط الحياة الغربية ونظرتهم وتصورهم للحياة.
ما تعنيه أنت هو أسلوب الإنتخاب.
ولا خلاف عليه
ولكن لا يمكن اختزال الديمقراطية في الإنتخاب.
لأن لها تبعات أخرى.
لا يمكن أن تتحدث عن الديمقراطية بمعزل عن حرية التعبير وحرية المعتقد وحرية التشريع عند أهله.
لذلك نقول أن الديمقراطية شيء ؛ وما ترمي إليه شيئ آخر.
مفهومك للديمقراطية يخصك ؛ هو خاصتك ؛ ولكنه ليس المفهوم الحقيقي للديمقراطية الذي يفهمه الآخرون