✿.•¯`•.✿ مشروع حفظ كتاب الله.....الفوج 01 ✿.•¯`•.✿ *~قرآني في قلبي*~ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > المنتدى الإسلامي للنّساء > قسم علوم القرآن > تحفيظ القرآن

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

✿.•¯`•.✿ مشروع حفظ كتاب الله.....الفوج 01 ✿.•¯`•.✿ *~قرآني في قلبي*~

مشاهدة نتائج الإستطلاع: الاستطلاع خاص بموضوع أحسن القصص القرءانية..نرجوا التصويت
الموضوع 01 5 20.83%
الموضوع 02 0 0%
الموضوع 03 6 25.00%
الموضوع 04 3 12.50%
الموضوع 05 2 8.33%
الموضوع 06 1 4.17%
الموضوع 07 7 29.17%
المصوتون: 24. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-05-10, 19:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سدرةالمنتهى
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سدرةالمنتهى
 

 

 
الأوسمة
أحسن خيمة رمضانية 1437هـ 
إحصائية العضو










افتراضي


تفسير سورة المرسلات

وهي مكية

‏[‏1 ـ 15‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ * فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ * وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أقسم تعالى على البعث والجزاء بالأعمال ، بالمرسلات عرفا، وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشئونه القدرية وتدبير العالم، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله‏.‏

و‏{‏عُرْفًا‏}‏ حال من المرسلات أي‏:‏ أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث‏.‏

{‏فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا‏}‏ وهي ‏[‏أيضا‏]‏ الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره، وسرعة تنفيذ أوامره، كالريح العاصف، أو‏:‏ أن العاصفات، الرياح الشديدة، التي يسرع هبوبها‏.‏

{‏وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا‏}‏ يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها‏.‏

{‏فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا‏}‏ هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده، ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم، تلقيه إلى الرسل‏.‏

{‏عُذْرًا أَوْ نُذْرًا‏}‏ أي‏:‏ إعذارا وإنذارا للناس، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف وتقطع معذرتهم ، فلا يكون لهم حجة على الله‏.‏

‏{‏إِنَّمَا تُوعَدُونَ‏}‏ من البعث والجزاء على الأعمال ‏{‏لَوَاقِعٌ‏}‏ أي‏:‏ متحتم وقوعه، من غير شك ولا ارتياب‏.‏

فإذا وقع حصل من التغير للعالم والأهوال الشديدة ما يزعج القلوب، وتشتد له الكروب، فتنطمس النجوم أي‏:‏ تتناثر وتزول عن أماكنها وتنسف الجبال، فتكون كالهباء المنثور، وتكون هي والأرض قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وذلك اليوم هو اليوم الذي أقتت فيه الرسل، وأجلت للحكم بينها وبين أممها، ولهذا قال‏:‏

{‏لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَت‏}‏ استفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل‏.‏

ثم أجاب بقوله‏:‏ ‏{‏لِيَوْمِ الْفَصْلِ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏‏]‏ بين الخلائق، بعضهم لبعض، وحساب كل منهم منفردا، ثم توعد المكذب بهذا اليوم فقال‏:‏ ‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ أي‏:‏ يا حسرتهم، وشدة عذابهم، وسوء منقلبهم، أخبرهم الله، وأقسم لهم، فلم يصدقوه، فاستحقوا العقوبة البليغة‏.‏

‏[‏16 ـ 19‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أي‏:‏ أما أهلكنا المكذبين السابقين، ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين، وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم لا بد من عذابه ، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون‏؟‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ بعدما شاهدوا من الآيات البينات، والعقوبات والمثلات‏.‏

‏[‏20 ـ 24‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أي‏:‏ أما خلقناكم أيها الآدميون ‏{‏مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ‏}‏ أي‏:‏ في غاية الحقارة، خرج من بين الصلب والترائب، حتى جعله الله ‏{‏فِي قَرَارٍ مَكِينٍ‏}‏ وهو الرحم، به يستقر وينمو‏.‏

‏{‏إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ‏}‏ ووقت مقدر‏.‏

{‏فَقَدَرْنَا‏}‏ أي‏:‏ قدرنا ودبرنا ذلك الجنين، في تلك الظلمات، ونقلناه من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى أن جعله الله جسدا، ثم نفخ فيه الروح، ومنهم من يموت قبل ذلك‏.‏

‏{‏فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ‏}‏ ‏[‏يعني بذلك نفسه المقدسة‏]‏ حيث كان قدرا تابعا للحكمة، موافق للحمد ‏.‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات‏.‏

[‏25 ـ 28‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أي‏:‏ أما امتننا عليكم وأنعمنا، بتسخير الأرض لمصالحكم، فجعلناها ‏{‏كِفَاتًا‏}‏ لكم‏.‏

{‏أَحْيَاءً‏}‏ في الدور، ‏{‏وَأَمْوَاتًا‏}‏ في القبور، فكما أن الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنته، فكذلك القبور، رحمة في حقهم، وسترا لهم، عن كون أجسادهم بادية للسباع وغيرها‏.‏

{‏وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ‏}‏ أي‏:‏ جبالا ترسي الأرض، لئلا تميد بأهلها، فثبتها الله بالجبال الراسيات الشامخات أي‏:‏ الطوال العراض، ‏{‏وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا‏}‏ أي‏:‏ عذبا زلالا، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ‏}‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ مع ما أراهم الله من النعم التي انفرد الله بها، واختصهم بها، فقابلوها بالتكذيب‏.‏

[‏29 ـ 34‏]‏ ‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

هذا من الويل الذي أعد ‏[‏للمجرمين‏]‏ للمكذبين، أن يقال لهم يوم القيامة‏:‏ ‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ‏}‏ ثم فسر ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ‏}‏ أي‏:‏ إلى ظل نار جهنم، التي تتمايز في خلاله ثلاث شعب أي‏:‏ قطع من النار أي‏:‏ تتعاوره وتتناوبه وتجتمع به‏.‏

‏{‏لَا ظَلِيلٍ‏}‏ ذلك الظل أي‏:‏ لا راحة فيه ولا طمأنينة، ‏{‏وَلَا يُغْنِي‏}‏ من مكث فيه
{‏مِنَ اللَّهَبِ‏}‏ بل اللهب قد أحاط به، يمنة ويسرة ومن كل جانب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ‏}‏

{‏لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين‏}‏

ثم ذكر عظم شرر النار، الدال على عظمها وفظاعتها وسوء منظرها، فقال‏:‏

{‏إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ‏}‏ وهي السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة، وهذا يدل على أن النار مظلمة، لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء، كريهة المرأى ، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها ‏[‏من الأعمال المقربة منها‏]‏‏.‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

‏[‏35 ـ 40‏]‏ ‏{‏هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ * فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}


أي‏:‏ هذا اليوم العظيم الشديد على المكذبين، لا ينطقون فيه من الخوف والوجل الشديد، ‏{‏وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ‏}‏ أي‏:‏ لا تقبل معذرتهم، ولو اعتذروا‏:‏ ‏{‏فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ‏}‏

{‏هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ‏}‏ لنفصل بينكم، ونحكم بين الخلائق،
‏{‏فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ‏}‏ تقدرون على الخروج من ملكي وتنجون به من عذابي، ‏{‏فَكِيدُونِ‏}‏ أي‏:‏ ليس لكم قدرة ولا سلطان، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ‏}‏

ففي ذلك اليوم، تبطل حيل الظالمين، ويضمحل مكرهم وكيدهم، ويستسلمون لعذاب الله، ويبين لهم كذبهم في تكذيبهم ‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

‏[‏41 ـ 45‏]‏ ‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

لما ذكر عقوبة المكذبين، ذكر ثواب المحسنين، فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏‏]‏ للتكذيب، المتصفين بالتصديق في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم، ولا يكونون كذلك إلا بأدائهم الواجبات، وتركهم المحرمات‏.‏

{‏فِي ظِلَالٍ‏}‏ من كثرة الأشجار المتنوعة، الزاهية البهية‏.‏ ‏{‏وَعُيُونٍ‏}‏ جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما، ‏{‏وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ‏}‏ أي‏:‏ من خيار الفواكه وطيبها، ويقال لهم‏:‏ ‏{‏كُلُوا وَاشْرَبُوا‏}‏ من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة ‏{‏هَنِيئًا‏}‏ أي‏:‏ من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل، ‏{‏بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم، وهكذا كل من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا وخسرانا ‏.‏

‏[‏46 ـ 50‏]‏ ‏{‏كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‏}

هذا تهديد ووعيد للمكذبين، أنهم وإن أكلوا في الدنيا وشربوا وتمتعوا باللذات، وغفلوا عن القربات، فإنهم مجرمون، يستحقون ما يستحقه المجرمون، فستنقطع عنهم اللذات، وتبقى عليهم التبعات، ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات، وقيل لهم‏:‏ ‏{‏ارْكَعُوا‏}‏ امتنعوا من ذلك‏.‏

فأي إجرام فوق هذا‏؟‏ وأي تكذيب يزيد على هذا‏؟‏‏"‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ ومن الويل عليهم أنهم تنسد عليهم أبواب التوفيق، ويحرمون كل خير، فإنهم إذا كذبوا هذا القرآن الكريم، الذي هو أعلى مراتب الصدق واليقين على الإطلاق‏.‏

{‏فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‏}‏ أبالباطل الذي هو كاسمه، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل‏؟‏ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين‏؟‏‏.‏

فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه‏.‏

فتبا لهم ما أعماهم‏!‏ وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم‏!‏
منقول من كتاب : تفسير السعدي المسمى بـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» **









 


آخر تعديل أثر 2015-05-10 في 22:42.
قديم 2015-05-10, 23:16   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أثر
مراقب سابق
 
الصورة الرمزية أثر
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سدر المنتهى مشاهدة المشاركة

تفسير سورة المرسلات

وهي مكية

‏[‏1 ـ 15‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ‏{وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا * عُذْرًا أَوْ نُذْرًا * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَاقِعٌ * فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ * وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ * لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أقسم تعالى على البعث والجزاء بالأعمال ، بالمرسلات عرفا، وهي الملائكة التي يرسلها الله تعالى بشئونه القدرية وتدبير العالم، وبشئونه الشرعية ووحيه إلى رسله‏.‏

و‏{‏عُرْفًا‏}‏ حال من المرسلات أي‏:‏ أرسلت بالعرف والحكمة والمصلحة، لا بالنكر والعبث‏.‏

{‏فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا‏}‏ وهي ‏[‏أيضا‏]‏ الملائكة التي يرسلها الله تعالى وصفها بالمبادرة لأمره، وسرعة تنفيذ أوامره، كالريح العاصف، أو‏:‏ أن العاصفات، الرياح الشديدة، التي يسرع هبوبها‏.‏

{‏وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا‏}‏ يحتمل أنها الملائكة ، تنشر ما دبرت على نشره، أو أنها السحاب التي ينشر بها الله الأرض، فيحييها بعد موتها‏.‏

{‏فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا‏}‏ هي الملائكه تلقي أشرف الأوامر، وهو الذكر الذي يرحم الله به عباده، ويذكرهم فيه منافعهم ومصالحهم، تلقيه إلى الرسل‏.‏

{‏عُذْرًا أَوْ نُذْرًا‏}‏ أي‏:‏ إعذارا وإنذارا للناس، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف وتقطع معذرتهم ، فلا يكون لهم حجة على الله‏.‏

‏{‏إِنَّمَا تُوعَدُونَ‏}‏ من البعث والجزاء على الأعمال ‏{‏لَوَاقِعٌ‏}‏ أي‏:‏ متحتم وقوعه، من غير شك ولا ارتياب‏.‏

فإذا وقع حصل من التغير للعالم والأهوال الشديدة ما يزعج القلوب، وتشتد له الكروب، فتنطمس النجوم أي‏:‏ تتناثر وتزول عن أماكنها وتنسف الجبال، فتكون كالهباء المنثور، وتكون هي والأرض قاعا صفصفا، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا، وذلك اليوم هو اليوم الذي أقتت فيه الرسل، وأجلت للحكم بينها وبين أممها، ولهذا قال‏:‏

{‏لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَت‏}‏ استفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل‏.‏

ثم أجاب بقوله‏:‏ ‏{‏لِيَوْمِ الْفَصْلِ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏‏]‏ بين الخلائق، بعضهم لبعض، وحساب كل منهم منفردا، ثم توعد المكذب بهذا اليوم فقال‏:‏ ‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ أي‏:‏ يا حسرتهم، وشدة عذابهم، وسوء منقلبهم، أخبرهم الله، وأقسم لهم، فلم يصدقوه، فاستحقوا العقوبة البليغة‏.‏

‏[‏16 ـ 19‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أي‏:‏ أما أهلكنا المكذبين السابقين، ثم نتبعهم بإهلاك من كذب من الآخرين، وهذه سنته السابقة واللاحقة في كل مجرم لا بد من عذابه ، فلم لا تعتبرون بما ترون وتسمعون‏؟‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ بعدما شاهدوا من الآيات البينات، والعقوبات والمثلات‏.‏

‏[‏20 ـ 24‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أي‏:‏ أما خلقناكم أيها الآدميون ‏{‏مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ‏}‏ أي‏:‏ في غاية الحقارة، خرج من بين الصلب والترائب، حتى جعله الله ‏{‏فِي قَرَارٍ مَكِينٍ‏}‏ وهو الرحم، به يستقر وينمو‏.‏

‏{‏إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ‏}‏ ووقت مقدر‏.‏

{‏فَقَدَرْنَا‏}‏ أي‏:‏ قدرنا ودبرنا ذلك الجنين، في تلك الظلمات، ونقلناه من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى أن جعله الله جسدا، ثم نفخ فيه الروح، ومنهم من يموت قبل ذلك‏.‏

‏{‏فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ‏}‏ ‏[‏يعني بذلك نفسه المقدسة‏]‏ حيث كان قدرا تابعا للحكمة، موافق للحمد ‏.‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ بعدما بين الله لهم الآيات، وأراهم العبر والبينات‏.‏

[‏25 ـ 28‏]‏ ‏{‏أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاءً ‎وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

أي‏:‏ أما امتننا عليكم وأنعمنا، بتسخير الأرض لمصالحكم، فجعلناها ‏{‏كِفَاتًا‏}‏ لكم‏.‏

{‏أَحْيَاءً‏}‏ في الدور، ‏{‏وَأَمْوَاتًا‏}‏ في القبور، فكما أن الدور والقصور من نعم الله على عباده ومنته، فكذلك القبور، رحمة في حقهم، وسترا لهم، عن كون أجسادهم بادية للسباع وغيرها‏.‏

{‏وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ‏}‏ أي‏:‏ جبالا ترسي الأرض، لئلا تميد بأهلها، فثبتها الله بالجبال الراسيات الشامخات أي‏:‏ الطوال العراض، ‏{‏وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا‏}‏ أي‏:‏ عذبا زلالا، قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ‏}‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ مع ما أراهم الله من النعم التي انفرد الله بها، واختصهم بها، فقابلوها بالتكذيب‏.‏

[‏29 ـ 34‏]‏ ‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

هذا من الويل الذي أعد ‏[‏للمجرمين‏]‏ للمكذبين، أن يقال لهم يوم القيامة‏:‏ ‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ‏}‏ ثم فسر ذلك بقوله‏:‏ ‏{‏انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ‏}‏ أي‏:‏ إلى ظل نار جهنم، التي تتمايز في خلاله ثلاث شعب أي‏:‏ قطع من النار أي‏:‏ تتعاوره وتتناوبه وتجتمع به‏.‏

‏{‏لَا ظَلِيلٍ‏}‏ ذلك الظل أي‏:‏ لا راحة فيه ولا طمأنينة، ‏{‏وَلَا يُغْنِي‏}‏ من مكث فيه
{‏مِنَ اللَّهَبِ‏}‏ بل اللهب قد أحاط به، يمنة ويسرة ومن كل جانب، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ‏}‏

{‏لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين‏}‏

ثم ذكر عظم شرر النار، الدال على عظمها وفظاعتها وسوء منظرها، فقال‏:‏

{‏إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ‏}‏ وهي السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة، وهذا يدل على أن النار مظلمة، لهبها وجمرها وشررها، وأنها سوداء، كريهة المرأى ، شديدة الحرارة، نسأل الله العافية منها ‏[‏من الأعمال المقربة منها‏]‏‏.‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

‏[‏35 ـ 40‏]‏ ‏{‏هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ * وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ * فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}


أي‏:‏ هذا اليوم العظيم الشديد على المكذبين، لا ينطقون فيه من الخوف والوجل الشديد، ‏{‏وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ‏}‏ أي‏:‏ لا تقبل معذرتهم، ولو اعتذروا‏:‏ ‏{‏فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ‏}‏

{‏هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ‏}‏ لنفصل بينكم، ونحكم بين الخلائق،
‏{‏فَإِنْ كَانَ لَكُمْ كَيْدٌ‏}‏ تقدرون على الخروج من ملكي وتنجون به من عذابي، ‏{‏فَكِيدُونِ‏}‏ أي‏:‏ ليس لكم قدرة ولا سلطان، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ‏}‏

ففي ذلك اليوم، تبطل حيل الظالمين، ويضمحل مكرهم وكيدهم، ويستسلمون لعذاب الله، ويبين لهم كذبهم في تكذيبهم ‏{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

‏[‏41 ـ 45‏]‏ ‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏

لما ذكر عقوبة المكذبين، ذكر ثواب المحسنين، فقال‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْمُتَّقِينَ‏}‏ ‏[‏أي‏:‏‏]‏ للتكذيب، المتصفين بالتصديق في أقوالهم وأفعالهم وأعمالهم، ولا يكونون كذلك إلا بأدائهم الواجبات، وتركهم المحرمات‏.‏

{‏فِي ظِلَالٍ‏}‏ من كثرة الأشجار المتنوعة، الزاهية البهية‏.‏ ‏{‏وَعُيُونٍ‏}‏ جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما، ‏{‏وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ‏}‏ أي‏:‏ من خيار الفواكه وطيبها، ويقال لهم‏:‏ ‏{‏كُلُوا وَاشْرَبُوا‏}‏ من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة ‏{‏هَنِيئًا‏}‏ أي‏:‏ من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل، ‏{‏بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ‏}‏ فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم، وهكذا كل من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا وخسرانا ‏.‏

‏[‏46 ـ 50‏]‏ ‏{‏كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‏}

هذا تهديد ووعيد للمكذبين، أنهم وإن أكلوا في الدنيا وشربوا وتمتعوا باللذات، وغفلوا عن القربات، فإنهم مجرمون، يستحقون ما يستحقه المجرمون، فستنقطع عنهم اللذات، وتبقى عليهم التبعات، ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات، وقيل لهم‏:‏ ‏{‏ارْكَعُوا‏}‏ امتنعوا من ذلك‏.‏

فأي إجرام فوق هذا‏؟‏ وأي تكذيب يزيد على هذا‏؟‏‏"‏

{‏وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ‏}‏ ومن الويل عليهم أنهم تنسد عليهم أبواب التوفيق، ويحرمون كل خير، فإنهم إذا كذبوا هذا القرآن الكريم، الذي هو أعلى مراتب الصدق واليقين على الإطلاق‏.‏

{‏فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ‏}‏ أبالباطل الذي هو كاسمه، لا يقوم عليه شبهة فضلا عن الدليل‏؟‏ أم بكلام كل مشرك كذاب أفاك مبين‏؟‏‏.‏

فليس بعد النور المبين إلا دياجى الظلمات، ولا بعد الصدق الذي قامت الأدلة والبراهين على صدقه إلا الكذب الصراح والإفك المبين ، الذي لا يليق إلا بمن يناسبه‏.‏

فتبا لهم ما أعماهم‏!‏ وويحا لهم ما أخسرهم وأشقاهم‏!‏
منقول من كتاب : تفسير السعدي المسمى بـ «تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان» **
باارك الرحمن فيك اختي سدر
جعل الله ما خطتته هنا في ميزان حسنااتك يا طيبة









موضوع مغلق

الكلمات الدلالية (Tags)
✿.•¯`•.✿, ✿.•¯`•.✿عرض, ۩☼◄۩نتائج, "وإن, ****, *~قرآني, +03✿.•¯`•.✿, ...................., .....الفوج, 01+02+03, 1437, للفائزات✿〰❤مبروووووك۩►☼۩, لاتضيعوها, لتنشيط, محتل, أدبي, لدرء, مساابقة, مسابقة, مسابقة:كُنِ, مشروع, مسكات, منه***, أنقطع, لطلاوة", المرجوّ, الله.....الفوج, الاخوات, التلاوة, الثالث, الباسط, التحفيظ, التجويد...ولكي, التسجيل, الحافظة, الحذر, الجديد, الحصة, الحشر, الدفع, الرحمن, الرصيد, الصلح, السادس, الصحيحة, الصور, العام, العيد, الهدى***, الناااس, النااس, الواعِد, النظير, القلمَ, القرءان, القرءان....مرحبا, القرآن, القرآن...فمن, القسم, ابداع, اخواتي, احكام, اعلان, افواج, اقرءاني, بمعارف, باقتراحااتكم, تخفيظ, بينكن...الرجااء, برواية, تسجيلات, تصحيح, تعلمي, تعلّمن, تفريط, توجد, تنظم, تضاف, بضيفتي, حلوااات؟؟, خلقت, ختمةقراءة, يبخل, يبدا, حيااتي, جديد, خيرُه✿〰❤تهانينا, دربي*~, دوما, دورة, ينظم؟؟؟, راائعة", رحللة, ريال, رفيق, صورة, عليه, فاتها, فرصة, هاام, إنطلاق, ناااااااائم...مرحبا, نادره, نافع"30, نسائية, وزده, ونوره, نقااط, قلبي, قلبي*~, قصار, قطار, كتاب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:43

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc