السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل نبيل ، أنا أعذرُك و إن كنتُ أتوقع حدوث ما حدث منك عند قرائتك (أُعلِمَكَ)
أنا ما كتبتُ أُعَلِّمَكَ بل كتبتُ أُعلِمَكَ
أنا قصدتُ إعلامكَ لا تعليمكَ ، و ربّما لاحظتَ أنّي أتحرّى التشكيل و التشديد في كتابتي ، لكنّني تركتُ رسمَ السكون فوق العَين لأنّي ما رسمتُ شَدَّةً فوقَ اللاّم ، و و الله (إنتبه أنا أجعل الله شاهدًا على ما أقول) صدّقني إنّي كتبتُ تلك الكلمة و راودني إحساسٌ أنّك ستقرأها على التعليم لا على الإعلام ، لكن مع ذلك قلتُ في نفسي لن يُخطئها ، لكن قدّر الله و ما شاء فعل ، و أنتَ عندي معذور على ردّة فعلك ، و أنا لست بعالمٍ كي أعلِّمَ الناس و أَعرِفُ قَدرَ نفسي جيّدًا ، و لكن نحن إخوة و نُفيدُ بعضنا البعض دون تعالُمٍ أو تطاوُلٍ على الآخرين.
و الله لو قرأتَ كلمة أُعلِمَكَ كما أردتُها لفهمت قصدي
أنا أردت إعلامك بأنّني أنصح (مع أنّي لا أحب أن أتكلّم بذلك) لأنك اضطررتني لذلك في ردِّك الأوّل عليّ
أنا غير متناقض أخي الحبيب ، أنا ملتزم بهذا الأصل ، فالأصل في النصيحة أن تكون سرِّيَّة و إلاّ كانت فضيحةً بدلاً من النصيحة ، لكن لمّا خشيت أن يفهم البعض من كلامك هذا أنّي أتكلّم هكذا دون أن أذهبَ و أُناصِحَ الناس ، أردتُ إعلامك أنّي أُناصِح ، فهل أنا متناقضٌ بالله عليك أخي أنصِفني و لا تظلمني أنا أخوك
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ". أخرجه أحمد (رقم 5646) ، و البخاري (رقم 2310) ، و مسلم (رقم 2580)
حُسنُ الظّنِّ بك واجبٌ عليّ فأنتَ أخي المسلِم
و الله يا نبيل في ولايتنا يوجد ما أبعد مِن ذلك، هنالك من حتى لا يتردّد في قتلِك (عافانا الله و إيّاك) إذا أردت أن تُكلِّمه ، و للأسف ولايتنا مازالت غارقة في وحل العروشيّة و العصبيّة القبليّة و نحن نعاني منها الشيء العويص و الله المُستعان
سأجيبك اضطرارًا لا تناقضًا فافهمني بارك الله فيك
أنا ألقي السلام على الخاصّ و العامّ ، لأن نبيّنا عليه الصلاة و السلام نهانا عن سلام الخاصّة ، أنا أمُرُّ فأُلقي السلام و لا يهمني ردّ أم لم يردّ
لن أتقبّلهُ بروحٍ علميّة ، و لا رياضية ، بل سأتقبّلهُ بروحٍ أخويّة ، فالأخوّة أعظم من الاثنين
فإن كنتُ ظلمتُك أو أخطأتُ في حقِّكَ فاعفو عنّي و سامحني فلدَيَّ مِن الذنوب ما يكفيني
وفّقك الله و رفع قدركَ في الدارَين
و سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك
و صلى الله و سلّم على نبيّنا محمد ، وعلى آله و صحبه أجمعين
أخوك في الله أبو الخير