إن المشكل الذي نعاني منه كمجتمع أقول كمجتمع جزائري بالخصوص هو آفة الكذب فقد انتشرت هذه الآفة انتشار الطاعون حيث أصبح التحايل والهروب من الحقيقة وتغليط الناس وعدم الاعتراف بالحق والتحايل عليه ومحاولة الالتفاف عليه عملة متداولة ولا شك أن كل هذه الأمور هي أنواع من أنواع الكذب.
كثير من الناس يدركون الحقيقة ويعلمون حينما تخاطبهم بنصيحة ما بأنهم على خطأ ولكن هروبا من الشعور بالنقص ونظرا لأن أنفسهم قد طغت عليهم لا يجدون مخرجا ومنفذا سوى التحجج بحجج واهية خصوصا إن كانت تلك الحجج ترفع من شأنهم فحين ترتبط حجة عدم ارتداء الحجاب بالتقدم والتطور لا شك بأنها حجة يتعلق بها كل من يريد الهروب من الشعور بالنقص ولكن هذا لا يمنع من كون الكثير من الأشخاص وخاصة الصغار منهم لم يجدوا من يوجههم في البداية إلى الطريق الصواب. هذا من جهة..
الجهة الثانية هو أننا ربما بصدد معالجة النتائج في عوض معالجة الأسباب التي تقف وراء النتائج فالمرأة العربية حينما وصلت لعدم ارتداء الحجاب كان ذلك ربما نهاية لعمل طويل وتخطيط وجهد قام به الغرب من أجل إفساد تلك المرأة وتشويه صورة الدين وأهله في الوقت الذي كنا فيه نحن نياما بالتالي لابد علينا أن نبدأ من البداية.
أمر آخر هو أن المغلوب دائما مولع بتقليد الغالب فالدول الغربية وصلت إلى تقدم مادي معتبر في الوقت الذي نغط نحن في سبات عميق بالتالي من تبرجت من نساء المسلمين لا شك بأنها رأت القوة في تبرج الغرب.
إن التصرفات البشرية تنبع من خلفية ذهنية ومعرفية موجودة في عقل الإنسان علينا أن نسأل كيف كان مسار اكتساب المعلومات والطباع من طرف الكثير من النساء الجزائريات، يا أخي نحن قوم نحب الكسل والمظاهر والتلفزيون ونحب القيل والقال ولا نحب العلم والتعلم بالتالي معروف كيف يكون مستوانا المعرفي ومستوانا من حيث الطباع.
إن أردنا التغيير فعلا علينا أن نكون أقوياء ومثالا يحتدى به ونهجر معيشة الدعة حينها لابد وأن ترى المرأة المتبرجة القوة في الحجاب والإسلام ولا تنتظر شخصا بل اصنع دولة الاسلام في نفسك وأعتقد أنه لا يوجد شيئا أحسن دعوة للناس من مثال يحتدى به.