انها ظاهرة الهدر الاجتماعي.. التي تنتشر في المجتمعات الاستبدادية... اذ يعتمد المستبد حتى يدوم حكمه.. الى هدر و تضييع الطاقات الشبانية و الكفاءات بهذه الطريقة التراجيدية المريرة... فغياب المرافق الترفيهية و الحدائق العامة التي تبقى مغلقة - ان وجدت طبعا - في وجه الجمهور أغلب الاوقات... وقت الفراغ الكبير الذي لا يجد الشاب البطال المعدم أن يقضيه بسبب البطالة... و عدم القدرة على التنقل الى مناطق أخرى للترفيه أو العمل.. ما يؤلم أكثر أن الكثير من هؤلاء الشباب يملكون مواهب كثيرة و طاقات علمية عالية... أذكر صديقا لي هو الان في الولايات المتحدة الامريكية... كان دائم الجلوس في ساحة عمومية أمام البلدية حتى التصق ذكر اسمه بهذه الساحة... و كان دائم التدخين و تناول القهوة...حتى فقد معظم اسنانه. و هو في زهرة شبابه.. لكن من حسن حظه أن مارك زوكربيرج Mark Zuckerberg مؤسس الفيسبوك انقذه اذ تعرف على امراة من ولاية تكساس و هو الان قد تزوجها و يعيش معها... و بقيت الساحة المقابلة للبلدية وحيدة بعد ذهاب حبيبها.... تبا للنظام السياسي الحالي بقيادة صاحب الفخامة الذي دمر شبابنا و قتل فيهم جذوة الحياة حتى صار البحر و سمك البحر ارحم عليهم..