لواء وخبير عسكري انقلابي : الخمرات مولت إقامة المنطقة العازلة والتهجير القسري للأهالي في سيناء

[الياس محمد]

نظرة الصهاينة الى المنطقة العازلة

نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي دراسة حول المنطقة العازلة، التي تنفذها السلطات المصرية في شبه جزيرة سيناء، عند الحدود مع قطاع غزة، وتناول الفوائد والخسائر التي ستترتب على هذه المنطقة فيما يتعلق بأمن شبه جزيرة سيناء.

وقال الباحث بالمعهد، والخبير في شؤون شبه جزيرة سيناء، جاك جولد، إن القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس السيسي، دائما ما يكررون أن القضاء على الإرهاب في شبه جزيرة سيناء يتطلب التعاون مع سكان المنطقة، ولذلك فإن إقامة المنطقة العازلة يتطلب من الحكومة المصرية، بتشجيع من المجتمع الدولي، اتخاذ سياسات تفصل بين متطلباتها القانونية ومعاناة السكان، وبين المطالب غير المنطقية للجماعات الجهادية النشطة في تلك المنطقة، لكن إخلاء المواطنين الملتزمين بالقانون من منازلهم يعارض هذه الفكرة، وهو ما يدفعنا إلى الاعتقاد بأنه سيجعل من مهمة استئصال التهديدات الإرهابية من شبه جزيرة سيناء، شيئا صعبا للغاية بالنسبة إلى السلطات المصرية.

وتابع الباحث الخبير في العلاقات بين مصر وقطاع غزة، بحسب توصيف المعهد، أن الاعتقاد المصري بأن إقامة المنطقة الغازلة على الحدود مع قطاع غزة، يمكن أن يوقف تدفق تهريب الأسلحة إلى العناصر الإرهابية، إذا لم يتم تنفيذه بحذر شديد، يمكن أن يدفع بالعديد من سكان سيناء أو المناطق التي تم إخلاءها، إلى أحضان التنظيمات الجهادية العاملة في أرجاء شبه الجزيرة، وهو ما سيزيد الأمور تعقيدا أمام القيادة المصرية والجيش.

ووصف الباحث اما يحدث في شبه جزيرة سيناء من عمليات تفجيرية تستهدف الشرطة المصرية والجيش، والرد المصري على هذه العمليات، وما ترتب عليه من وضع أمني مترد، بأنه "اختبار سمعة" بالنسبة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته، لأن ما يحدث هناك رغم تعهد الحكومة المصرية باستتباب الأمن في ربوع البلاد، ينفي عنها إنجاز "الانتصار" في حربها على الإرهاب في سيناء.

وفيما يخص علاقة حماس باستهداف الجيش المصري في أكتوبر الماضي، ألمح الباحث إلى أنه غير مقتنع بضلوع حماس في إمداد جماعة أنصار بيت المقدس بالسلاح اللازم لتنفيذ العملية، ونقل عن مصادر استخباراتية إسرائيلية تأكيده للعلاقة بين التنظيمين، لكنه شدد على أنه من غير المنطقى أن تتحرش حماس بمصر في ظل وضعها السيء بعد عملية الجرف الصامد، وانتظارها لانعقاد جلسات بخصوص استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل تستضيفها القاهرة، مؤكدا أن الهدف الذي تم اختياره وأسلوب تنفيذ العملية معروفان جيدا، ولا يوجد بهما أي جديد، ولذلك فإن جماعة "أنصار بيت المقدس" لم تكن في حاجة إلى دعم خارجي من أجل تنفيذ هذه العملية.

واستطرد جولد قائلا: "بما أن التنظيمات الناشطة في سيناء تعمل بشكل مستقل، ولا تعتمد على مساعدات خارجية، فإن إقامة المنطقة العازلة على الحدود مع قطاع غزة، لن يؤثر بشكل قوي في الحد من عدد الهجمات الإرهابية التي تستهدف الجيش المصري، كما أن هدم الأنفاق الذي بدأ منذ عام 2013 لم يمنع زيادة في عمليات استهداف الجيش في سيناء".

توصيات

واختتم الباحث دراسته قائلا إن المنطقة العازلة لن تؤثر كثيرا على الوضع الإنساني في قطاع غزة، فقد احتمل الغزاويون هذا الوضع المتدهور منذ بداية هدم الأنفاق، والقضاء على تهريب البضائع من خلالها، ولهذا يجب على صناع القرار في إسرائيل ألا يقلقوا من احتمالية حدوث ردود أفعال نوعية من جانب سكان قطاع غزة، بل عليهم أن يكونوا قلقين للغاية من احتمالية أن تؤثر المنطقة العازلة مع قطاع غزة على طول أمد فترة عدم الاستقرار في شبه جزيرة سيناء، بالقرب من الحدود الإسرائيلية.