لي شرف كبير أن أكون أول من يجيب مسعاك. مسعاك الذي حير أذهان العقلاء من نقطة المقابلة التي وضعت أول ما وضعت للفساد. تساءلت و السنين تمر عن مقابلة توجت بنقطة 4 من 4، أي النقطة تامة، و مقابلات توجت بـ 2 من 4 أو أقل، تساءلت عن الفرق بين أصحاب هذه النقاط ؟ هل يستطيع الشخص و هو خريج حديث العهد بالتعليم العالي أن يحصد النقطة كاملة من أول مقابلة ؟ هل هو مخلوق معصوم عن الزلل ؟ هل نحن أمام جيل جديد من الأساتذة الخارقين (الأستاذ السوبر مان على حد تحوير تعبير نيتشه) ؟.
كان في أحد الأيام أن استشرت بخصوص إجراء مسابقة شفافة لتوظيف أساتذة جامعيين في دولة خليجية و وجدت أنهم نالهم في هذه المسابقات ما ينال منا هنا. و اقترحت عليهم أن يسجلوا المقابلات الشفوية على شريط سمعي بصري و تعرض هذه المقابلات مرفقة بالنقطة و ملف يحتوي على صورة المرشح مع نسخة من أي وثيقة رسمية تحتوي على صورة للمرشح (حتى لا يقوم الأساتذة بوضع الصور غير المناسبة مكان الصور المناسبة عند المقارنة) أقول تعرض على لجنة الانتقاء التي تضطلع بتقييم المسابقة الشفوية و تصادق عليها بناءا على الشريط و النقطة و الملف. أما عن اللجنة فاقترحت أن تكون لجنة مختلطة، أي متكونة من أساتذة من نفس الجامعة التي تجري المسابقة و أساتذة من خارج الجامعة بنسبة تعادل الثلث. و بعد تطبيق الخطة الأولى (خطة توثيق المقابلة) حققت هذه الجامعة نجاحا ملحوظا و هي اليوم - أقصد الجامعة - من أحسن الجامعات الخليجية في مجال شفافية مسابقات التوظيف بحيث أنها نالت جائزة في إحكام التنظيم و نزاهة التوظيف بها. و اتصلوا بي في أحد الأيام راجين أن يتم اعتماد هذه الخطة في الامتحانات الشفوية و بخاصة في كلية الطب و طلبوا اقتراحات أخرى، فقلت لهم أن التوثيق كاف، كاف، كاف بدون أية شروط أخرى.