السلام عليكم
من بين الأمور الغريبة هو التفكير في سبب قيادة المرأة للسيارة في مجتمع أصبحت شوارعه مليئة بالذئاب البشرية ،
و ذلك طبعا ناتج على أن المجتمع الجزائري مجتمع مغلق ، لديه قابلية التكرار ، أقصد " تكرار الأفكار "
كنت دوما أطرح سؤال على نفسي ، " لو أنه قامت الجزائر بإجراء إنتخابات للإنضمام لدولة بريطانيا أو إسبانيا " ،
يعني تصبح الجزائر تابعة لبريطانيا ، فــ كم يا ترى ستكون نتيجة الإقتراع
ليس الهدف من الإقتراع هو حقيقة تغيير الدولة ، بل الهدف منه هو معرفة النسب المؤوية
هل سيوافق 50 بالمائة من الشعب ، و هل سيكون من بين تلك الــ 50 بالمائة ، هل سيكون من بينهم وطنيون حقيقيون ؟
أكيد سيكون هناك وطنيون حقيقيون يطالبون بذلك ،
و ستكون إجابتهم و تبريراتهم مقنعة جدا ، و هو :
أنهم يخافون على الجزائر من حاضرها ...
هي نفسها التناقضات التي يعيشها مجتمع جزائري مستهلك لا ينتج
مجتمع يعتبر أن الوقت يقابله المال " مناصب شغل "
و يعتبر الجلوس في المقاهي هو ميثاق تصنع به القوامة
و يعتبر أن الولوج في دهاليز الفساد هو حب المعرفة و التعرف على أمور حتى لا يقع فيها
كلها مجرد تبريرات واهية و أفكار يسهل جدا تغييرها بين عشية و ضحاها
يطرح السؤال حول سياقة المرأة للسيارة فيدخل شخص حياته كلها قضاها في المقاهي
ليعارض و بالشدة ، و الله إنه لأمر غريب و عجيب
لو قمنا بعملية حسابية بسيطة نرى أن نسبة النساء في الجزائر تكاد تساوي نسبة الرجال
و بالتالي و بما أن المجتمع الجزائري ليس بمجتمع إسلامي في ظاهره و باطنه ،
فإن خروج المرأة للعمل و قيادتها للسيارة هو أمر حتمي يفرضه المجتمع الجزائري نفسه
أحيانا كثيرة لا ألوم المسؤولين و الرؤساء ، في عدة أمور ،
مرة من المرات كنت في حافلة نقل حضري ، فتوقفت ، فأرادت إمرأة أن تصعد هي و طفلها المصاب بشلل رباعي
فنزل أحد الأشخاص ليحمل طفلها ، فحمله و وضعه في الحافلة ، و كانت المرأة لا تزال في الخارج تريد الصعود ، فشتمها أحد المارة ، فرجعت له و تشاجرت معه ، فإنطلقت الحافلة و فيها إبنها " لأن السائق يريد أن يسبق الحافلة التي ورائه " ، فنادت نادت نادت ، فحمل مساعد السائق الطفل من الحافلة ، و وضعه على الرصيف و إنطلقت ،
هذا مجرد مثال رأيته بأم عيني على مجتمع جزائري أصبح يعيش واقع غريب إنسلخلت فيه المبادئ
عن الأخلاق و أصبحت فيه الإنسانية تساوي الصفر
و ربما ذلك الشخص الذي يعارض و بشدة ، لم يقدم شيء للمجتمع و خدماته تساوي الصفر إن لم تكن سلبية
بل و هناك من يطرح السؤال و يقول : " عندما تكونين على فراش الموت ؟ "
و كأنه أحد الملكين أو قابض الأرواح أو الشيخ المنزه الذي تطهرت صفحاته فأصبح شيخ كبير ينادي و يقول : ماذا إستفدتم ؟
بارك الله فيكم