ثم ذكر الذهبي - رحمة الله – أسماء من أخذوا القراءة من الصحابة والتابعين عرضاً على أولئك السبعة من الصحابة رضي الله عنهم, وعدهم فبلغ بهم اثني عشر رجلاً وهم أبو هريرة وابن عباس وابن السائب رضي الله عنهم,
والمغيرة ابن أبي شهاب المخزومي ( هو المغيرة بن أبي شهاب بن عبدالله بن عمرو بن ربيعة, أبو هشام الشامي, أخذ القراءة عرضاً عن عثمان بن عفان, أخذ القراءة عنه عرضاً عبدالله بن عامر اليحصبي, قال الحافظ الذهبي: (( وأحسبه كان يقرئ بدمشق في دولة معاوية, ولا يكاد يُعرف إلا من قراءة عبد الله بن عامر عليه )) ( كما في معرفة القراء الكبار 1/ 41, وغاية النهاية لابن الجزري 1/ 424 و 1/ 606-607 ),
وحطان بن عبدالله الرقاشي( هو حطان بن عبدالله الرقاشي, ويقال: السدوسي, البصري, قرأ على أبي موسى الأشعري, قرأ عليه الحسن البصري وغيره, وكان كبير القدر, صاحب ورع وعلم. توفي سنة نيف وسبعين)
( كما في معرفة القراء الكبار 1/ 49 ),
والأسود بن يزيد النخعي( هو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي, تابعي, فقيه, من الحفاظ, كان عالم الكوفة في عصره توفي سنة ( سنة 75ه) انظر: تذكرة الحفاظ للذهبي: 1/ 50 والأعلام: 1/ 330),
وعلقمة بن قيس (هو علقمة بن قيس بن عبدالله بن مالك النخعي الهمداني, أبو شبل, تابعي, كان فقيه العراق, ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وروى الحديث عن الصحابة, وسكن الكوفة فتوفي بها سنة ( 62ه ) كما في الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/ 86- 92, والأعلام 4/ 248 ),
وأبو عبدالرحمن السُّلمي ( هو عبدالله بن حبيب بن رُبيُّعة, مقرئ الكوفة, ولأبيه صحبة,وولد هو في حياة النبي صلى الله عليه وسلم, وقرأ القرآن, وجوده, وبرعَ في حفظه, وعرض على عثمان, وعلي وابن مسعود رضي الله عنهم, وغيرهم, قال أبو عمرو الداني: أخذ القراءة عرضاً عن عثمان وعلي, وابن مسعود, وزيد بن ثابت, وأُبي بن كعب رضي الله عنهم.
وأخذ عنه القراءة عرضاً: عاصم بن أبي النجود, ويحيى بن وثذضاب, وعطاء بن السائب, والحسن والحسين رضي الله عنهما.
قال أبو إسحاق السبيعي: إن أبا عبدالرحمن كان يقرئ الناس في المسجد الأعظم ( مسجد الكوفة ) أربعين سنة.
وقال شعبة: عن علقمة بن مرثد عن سعد بن عبيدة: إن أبا عبدالحمن أقرأ في خلافة عثمان رضي الله عنه, إلى أن توفي في إمرة الحجاج. سنة أربع وسبعين وقيل ثلاث وسبعين. كما في الطبقات الكبرى 6/ 172- 175, ومعرفة القراء الكبار 1/ 52- 57, وسير أعلام النبلاء 4/ 267- 272, وغاية النهاية 1/ 413),
وعبدالله بن عياش ( هو عبدالله بن عياش بن عمرو بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم, ولد بأرض الحبشة, ويكنَّى أبا الحارث, حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه, وعن ابن عمر وغيره. كما في الإستيعاب ( بهامش الإصابة ) 2/ 354),
وأبو رجاء العطاردي ( هو عمران بن تميم البصري, أبو رجاء العطاردي, أخذ القراءة عرضاً عن ابن عباس, وتلقن القرآن من أبي موسى, ولقي أبي بكر رضي الله عنه, قال ابن معين مات سنة خمس ومائة وله مائة وسبع وعشرون سنة ) ( كما في معرفة القراء الكبار للذهبي: 1/ 58- 59, وتهذيب التهذيب 8/ 140),
وأبو الأسود الدؤلي ( هو أبو الأسود الدؤلي, واسمه ظالم بن عمرو, أول من أسس العربية, وكان من قرأ على علياً رضي الله عنه ) ( وترجمته في: أخبار النحويين للسيرافي 33 – 38, وطبقات النحويين للزبيدي 21 – 26, ومعرفة القراء الكبار 1/ 59 ),
وأبو العالية الرياحي ( هو رُفيع بن مهران البصري, أسلم في خلافة أبي بكر, وصلى خلف عمر, وقرأ القرآن على أبي زيد وغيرهم توفي سنة تسعين من الهجرة ) ( كما في معرفة القراء الكبار: 1/ 60 – 61, وتذكرة الحفاظ: 1/ 61 – 62) رحمهم الله أجمعين.( معرفة القراء الكبار 1/ 43 – 63 )
وهذا ليس حصراً لأولئك الذين تلقوا القرآن من الصحابة والتابعين على الصحابة رضي الله عنهم فهم خلق كثير يبلغ تعدادهم سفراً غير أن هذا يفي بالغرض من معرفة أن الصحابة تلقى بعضهم من بعض وكذلك التابعون تلقوا عنهم القرآن.
وبما أن حصر الحفاظ من الصحابة للقرآن في عهد الرسول أو بعده, بعيد المنال فإني سأشير هنا إلى أن الحصر الذي ورد في رواية أنس لأربعة من الصحابة ليس على حقيقته.
فعن قتادة قال: (( سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال: أربعة, كلهم من الأنصار: أُبي بن كعب, ومعاذ بن جبل, وزيد بن ثابت, وأبو زيد, قلت: من أبو زيد ؟ قال: أحد عمومتي )) ( مسلم, كتاب فضائل الصحابة 4/ 1914).
وروي من طريق ثابت عن أنس كذلك قال: (( مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء, ومعاذ بن جبل, وزيد بن ثابت, وأبو زيد ))( البخاري, كتاب فضائل القرآن, باب القراء من أصحاب النبي 6/ 103)