هل تتذكرون أيام العشرية ، حينما كانت كل أدعيتنا مقتصرة على أمر واحد وهو <الله يعطينا العافية>فلما لاحت في الأفق بوادرها نسينا معاناتنا وأصبحنا نقول لا نريد مصالحة ونسينا ما عانيناه جراء سوء الفهم للدين وللوطنية.
الرسول -صلى الله عليه وسلم -عند فتح مكة كان باستطاعته أن يقتل كل من عرقل الدعوة الإسلامية لكنه عفا عنهم وقال <اذهبوا فأنتم الطلقاء > ولم يقتل هند بنت عتبة بن ربيعة التي قتلت عمه حمزة -رضي الله عنه- ولم تكتفي بقتله بل مزقت بطنه ونزعت كبده ومضغتها ثم لفظتها،لكنها أبلت بلاء حسنا بعد إسلامها .
الرسول -صلى الله عليه وسلم-لا ينطق عن الهوى ويعلم أن في الصلح خير ،نعم أنا معكم حينما تقولون أن القصاص هو الحكم الشرعي الذي يطبق على القاتل على ولكن عند الفتنة يكون الصلح هو الحل الأمثل،وإخواننا الذين غرر بهم فأخطئوا الطريق يجب أن ننظر إليهم كتائبين ونتقبل منهم توبتهم وننسى الماضي لنصنع مستقبلا زاهرا.