الامثال الشعبية واثرها في سلوكنا
تقال الأمثال الشعبية لانها من أبرز عناصر الثقافة الشعبية، فهي مرآة لطبيعة الناس ومعتقداتهم، لتغلغلها في معظم جوانب حياتهم اليوميه، وتعكس المواقف المختلفة، بل تتجاوز ذلك أحياناً لتقدم لهم انموذجاً يُقتدى به في مواقف عديده، والامثال تساهم في تشكيل أنمـاط اتجاهات وقيم المجتمع. الأمر الذي جعلها محوراً أساسياً لاهتمام الكثير من العلماء والباحثين المعنيين بدراسة الثقافة الشعبية و بداية الأمثال الشعبية ونشأتها، ليست وليدة الساعه،بل لكل مثل شعبي حكاية تشكل أنموذج عيش وتماثل مع التجربة التي احاطت بمن ضرب به المثل.
والمثل فن قديم موغل في القدم، وقيل كان نتيجة تجارب وخبرات عميقة لأجيال ماضية، فتناقلها الناس، فعملت على توحيد الوجدان والطباع والعادات والمثل العليا، ولذلك يقول احد الباحثين في العادات وتقاليد الشعوب _( تعد الأمثال الشعبية حكمة الشعوب وينبوعها الذي لا ينضب عندما نسعى جادين في استخلاص الأمثال ذات الحكم والنصائح الايجابية التي تقوم بدور بناء وفعال في دفع عجلة المجتمع إلى الأمام باتجاه التطور والبناء، لذلك تعد الأمثال الشعبية وثيقة تاريخية، واجتماعية( أما فيما يتعلق بنشوء الأمثال فقد اكد المختصون على انه يمكن القول إنها كانت عبر مصدرين هما ?? الإنسان العادي الذي كان كلامه يعكس تفكيره الواقعي ?? والاخر الإنسان المفكر، الفيلسوف الذي حاول تعليل الظواهر وشرحها وتفسيرها، وهو ما نجده في كتب الآداب.. وان الكثير من هذه الأمثال مبني حول قصة واقعية أو حادثة معروفة في التاريخ ?? هناك أمثال كثيرة كما قيل بنيت على خرافة أو أسطورة أو حكاية من حكايا العامة ?? وهناك من يصنف الأمثال على وفق للغة التي وصلت إلينا بها (فصحى أو عامية) على وفق الغرض الذي قيلت من أجلهعلمي، ديني، سياسي، اجتماعي، اقتصادي...) ?? ?? او مبني على أخلاقيات وضوابط اجتماعية تدفع بأفراد المجتمع لاتباعها لأن فيها الحكمة والنجاة والربح، وهي احد واعظم الاساليب التربوية المتبعة في التعليموالتي ترسم بمجموعها صورة في الوجدان الشعبي، ويرى البعض ان الامثال لم تكن وليدة نظام فكري وسلوكي بل هي رؤية الحضارة والماضي والمستقبل ، وقد نسج هذه الصوره اكثر من طرف بحيث ساهم فيها العلماء والعرافون وعلماء اللاهوت و الانسان البسيط وهذه صورة بقيت مهيمنة رغم مرور الوقت..
اما عن تشابه الأمثال رغم سمة الخصوصية التي تتسم بها الشعوب. اي انه كلما تختلف الأمثال وتتباين في التعبير نجدها أيضاً تتماثل وتتشابه.ومردود هذا التشابه في جانب كبير منه إلى حقيقة هامة مضمونها أن الأمثال، في كل مكان وزمان هي واحده في جوهرها إنساني الطابع كما ينبغي عدم إغفال دور الانتشار الثقافي.
ويعتبر المثل الشعبي من أكثر فروع الثقافة الشعبية ثراء في اللغه ويعبر في معظم حالاته عن نتاج تجربة شعبية طويلة تلخص إلى عبرة وحكمة، وعليه يكون المثل معبرا عن عادات الشعوب وأسلوب عيشهم ومعتقدهم ومعاييرهم الأخلاقية.
والمثل هو ليس مجرد شكل من أشكال الفنون الشعبية، وإنما ناتج صراع مع الحدث تدفع الى قول احد الامثال إضافة لذلك فإن المثل الشعبي يؤثِّر مباشره في سلوك الناس. فالمعنى والغاية يجتمعان في كل أمثال العالم. وهذه الأمثال وإن اختلفت في تركيب جملها أو مدلول حكمتها أو سخريتها، فهي تبقى كتابا ضخما يتصفّح فيه القارىء أخلاق الأمة وعاداتها ويعتبر ايضا لونا أدبيا معبرا طريفا يلخص تجربة إنسانية، تتردد على ألسنة الناس.
ومن الملاحظ أن هناك بعض الأمثال الشعبية ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة والوصايا ، بل إن البعض منها ينطوي على مضامين تعتبر بالغة في الدقة والمصداقية.