بقدر فرحتنا و ابتهاجنا بنهاية عهد الإستبداد ، فإننا نستبطئ التلذذ بحلاوة الإنعتاق من ربقة الحقرة و التهميش و الفساد الإداري ، لأن رأس الحية قطع و ذيلها أو أذيالها لا زالت تقفز هنا و هناك ، و رغم أن المدعو "خرشي" قد ذهب بلا رجعة إلا أن البيئة المستنقعية المتعفنة التي عاش و عاث فيها لا زالت تتودد الى المدير الجديد "حفظه الله" ، و نحن جد متوجسون من بطانة السوء و رواد العهد البائد و الذين لن يتركوا وسيلة لاستمالة "الوافد الجديد" ليجلسوه على عرش الإمبراطورية "القذر" حتى يكملوا مخططاتهم و مؤامراتهم التي لم و لن تتوقف في يوم من الأيام ، حتى لو تطلب الأمر تجنيد فريق من "الطلبة" و السحرة ، و ذوي الذمم الرخيصة و النفوس الدنيئة .
- فالمدعو "الباء" و الذي أقفل المدخل الأمامي للمديرية لسواد عينيه و حتى لا يصبح الممر المخصص لمصلحته ممرا للكادحين من عمال التربية الذين يفوح منهم عرق الكد و العمل . "الباء" زوج السيدة المديرة "الفاضلة" و التي أعلنت مؤخرا أن زوجها "سينظف مديرية التربية من أبناء تمنراست " ، لا زال في أوج جبروته وإبان صولاته و جولاته و غير معني بتغيير المدراء فهو فوق مستوى المدراء.
- السيد "الأسمر" المتأنق و الذي يتقن جيدا لغة العام "سام" لا زالت مصلحته تدار بطريقة " يا سعد اللي بغيناه ، يا ويل اللي كرهناه" ، و يمكن حتى لمرتدي "البذلة الرياضية " و "الشاب المتقاعد" الذي خرج من نافذة النقابة أن يدليا بدلوهما في تعيين فلان أو إبعاد علان .
- "الدائخ" صاحب مفتاح مصلحة الإمتحانات أو مصلحة "المعانات" و الذي لم يقبض يوما على دفة الأمور إتضح أن موظفا في مصلحته إذا غاب في عذر أو عطلة فإن المصلحة كلها تنهار حتى أصبح هذا الموظف المجتهد "الشجرة الصغيرة التي تغطي الغابة بأكملها" ، و أقرب مثال هو المهزلة التي حصلت في المسابقة المهنية الأخيرة .
- "الأصلع الرشيق" و الذي انتزعت أظفاره و أنيابه قبل أشهر و أيام لا زال يلقي بظلاله الداكنة على كثير من الأمور تجري في كواليس المديرية المستباحة ، فرغم إنزاله مرغما من فوق عرش "الخدمات" إلا أنه لا زال لم يصدق أنه أصبح خارج بؤرة الضوء ، و ما زال يمني نفسه و يردد في داخله " رمضان بلا حمود بوعلام .... ما كانش منها..." حتى أن ابني العم الرياضي و الجمركي ما زالا يحملان السلال المليئة بالدجاج و الأطايب و ينتظران الإذن بالدخول الى منزل المدير الجديد ، و السيارة السوداء لم تعد الى حظيرة "أمشون" بعد ، من يدري ؟ ربما احتاجها المدير الجديد .
- فريق الموظفين "البوكيمون" الذين يتحولون في خرجة هواء طلق من أصحاب مكاتب الى طباخين و شوايين و حمالي أمتعة ، على أهبة الإستعداد للذهاب رفقة المدير الجديد الى إحدى شعاب تمنراست الخضراء و ما أكثرها .
ووو......ووو......ووو......وووو......
في الأخير نؤكد أن فرحتنا لم تكتمل لأن الورم الخبيث قد استؤصل من جسدنا و غرس في جسد إخواننا في وادي سوف ، نسأل الله أن يعينهم على تقليم أظافره و إفقاده الشهية حتى لا يلتهم كل شيء.