الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الجهة,المكان,الحد,الحيز ,وخزعبلات أخرى هنا تفنيدها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-23, 21:38   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثانية عشر ‏‎:‎‏ لو كان الله تعالى فوق العرش لما صح القول بأنه تعالى قريب ‏من عباده.‏

والجواب على هذه الشبهة أن يقال ‏‎:‎
ليس في القرآن وصف الله بالقرب من كل شيء أصلا بل قربه الذي في القرآن خاص لا عام؛ كقوله تعالى: {وَإِذَا ‏سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ ‏بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [11] فهو سبحانه قريب ممن دعاه.‏
وكذلك ما في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري أنهم كانوا مع النبي ‏ في ‏سفر، فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير؛ فقال: «يأيها الناس، ارْبَعوا على أنفسكم ‏فإنكم لا تدعون أصَمَّ ولا غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب ‏إلى أحدكم من عُنُق راحلته» فقال: «إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم» لم يقل: ‏إنه قريب إلى كل موجود، وكذلك قول صالح عليه السلام : {فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ ‏إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} [12] هو كقول شعيب: {وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ ‏إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [13]، ومعلوم أن قوله: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} مقرون بالتوبة ‏والاستغفار، أراد به قريب مجيب لاستغفار المستغفرين التائبين إليه، كما أنه ‏رحيم ودود بهم، وقد قرن القريب بالمجيب، ومعلوم أنه لا يقال: إنه مجيب لكل ‏موجود، وإنما الإجابة لمن سأله ودعاه، فكذلك قربه سبحانه وتعالى.‏
وكذلك قال النبي ‏ في الحديث المتفق على صحته: «إنكم لا تدعون أصم ولا ‏غائبًا، إنما تدعون سميعًا قريبًا، إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق ‏راحلته».‏
وذلك لأن الله سبحانه قريب من قلب الداعي، فهو أقرب إليه من عنق راحلته. ‏وقربه من قلب الداعي له معنى متفق عليه بين أهل الإثبات الذين يقولون: إن الله ‏فوق العرش، ومعنى آخر فيه نزاع.‏
فالمعنى المتفق عليه عندهم يكون بتقريبه قلب الداعي إليه، كما يقرب إليه قلب ‏الساجد؛ كما ثبت في الصحيح: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد» ‏فالساجد يقرب الرب إليه فيدنو قلبه من ربه، وإن كان بدنه على الأرض. ومتى ‏قرب أحد الشيئين من الآخر صار الآخر إليه قريبًا بالضرورة. وإن قدر أنه لم ‏يصدر من الآخر تحرك بذاته، كما أن من قرب من مكة قربت مكة منه.‏
وقد وصف الله أنه يقرب إليه من يقربه من الملائكة والبشر، فقال: {لَّن يَسْتَنكِفَ ‏الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدا لله وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [60]، وقال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ‏أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [61]، وقال تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ ‏وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [62]، وقال تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [63]، وقال: {أُولَئِكَ ‏الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ} [64]، وقال: {وَنَادَيْنَاهُ مِن ‏جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [65].‏
وأما قرب الرب قربًا يقوم به بفعله القائم بنفسه، فهذا تنفيه الكُلابية ومن يمنع قيام ‏الأفعال الاختيارية بذاته. وأما السلف وأئمة الحديث والسنة، فلا يمنعون ذلك، ‏وكذلك كثير من أهل الكلام.‏
فنزوله كل ليلة إلى السماء الدنيا، ونزوله عشية عرفة، ونحو ذلك هو من هذا ‏الباب؛ ولهذا حد النزول بأنه إلى السماء الدنيا، وكذلك تكليمه لموسى عليه السلام ‏فإنهلو أريد مجرد تقريب الحجاج وقوام الليل إليه، لم يخص نزوله بسماء الدنيا، ‏كما لم يخص ذلكفي إجابة الداعي وقرب العابدين له، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ ‏عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [66].‏
وقال: «من تقرب إلى شبرًا تقربت إليه ذراعًا» وهذه الزيادة تكون على الوجه ‏المتفق عليه، بزيادة تقريبه للعبد إليه جزاء على تقربه باختياره. فكلما تقرب العبد ‏باختياره قَدْر شبر زاده الرب قربًا إليه حتى يكون كالمتقرب بذراع. فكذلك قرب ‏الرب من قلب العابد، وهو ما يحصل في قلب العبد من معرفة الرب والإيمان به، ‏وهو المثل الأعلى، وهذا أيضا لا نزاع فيه، وذلك أن العبد يصير محبًا لما أحب ‏الرب، مبغضًا لما أبغض، مواليًا لمن يوالي، معاديا لمن يعادي، فيتحد مراده مع ‏المراد المأمور به الذي يحبه الله ويرضاه.(1)‏

وقال صلى الله عليه وسلم((أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل ‏الآخر,فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)(2)‏
وليس هذا القرب كقرب الخلق المعهود منهم,كما ظنه من ظنه من أهل الضلال,وإنما هو ‏قرب ليس يشبه قرب المخلوقين,كما أن الموصوف به(ليس كمثله شيء وهو السميع ‏البصير)))))(3).‏
بل هو قرب حقيقي والرب تعالى فوق سماواته على عرشه والعبد في الأرض(4)‏

و قد(( ذكر الله تعالى قربه من بعض عباده في حالتين اثنتين فقط: الأولى: ذكر في معرض إجابة دعاء من ‏دعاه حيث يقول الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}421، ‏ومعنى القرب هنا واضح، وهو قرب إجابة من دعاه، إذ هو معه، قريب منه، يرى مكانه، ويسمع دعاءه، ‏ويعلم ما يريد العبد أن يقوله قبل أن يقوله لأنه هو الذي وفقه ليدعوه، ثم هو الذي يجيب دعاءه، فهذا ‏قربه من داعيه. يقول بعض أهل العلم: إن الآية المذكورة نزلت جواباً للصحابة رضي الله عنهم حين سألوا ‏رسول الله عليه الصلاة والسلام قائلين: "ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه"؟ فأنزل الله هذه الآية. ‏
الثانية: ذكر القرب في إثابة عابديه، والمتقربين إليه بالأعمال الصالحة، وذلك قوله عليه الصلاة والسلام: ‏‏"أقرب ما يكون العبد من ربه، وهو ساجد"422، وقال عليه الصلاة والسلام: "أقرب ما يكون الرب من ‏العبد في جوف الليل الآخر"423. وورد في صحيح البخاري عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: ‏‏"كنا مع النبي عليه الصلاة والسلام في سفر، فارتفعت أصواتنا بالتكبير، فقال: "يا أيها الناس! أربعوا على ‏أنفسكم، إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إن الذي تدعونه سميع قريب، أقرب إلى أحدكم من عنق ‏راحلته". هكذا ينتهي الحديث عن المعية والقرب معاً بهد التوفيق بينهما، وبين علو الله تعالى على خلقه، ‏لنثبت بأنه تعالى مع عباده، وقريب منهم وهو في علوه، والعلو وصف ذاتي له سبحانه، دائماً وأبداً.))(5)‏
والسلف "أهل السنة والجماعة" يجرون هذه النصوص على ظاهرها وحقيقة معناها اللائق بالله عز ‏وجل من غير تكييف ولا تمثيل. قال شيخ الإسلام ابن تيميه في شرح حديث النزول ص466 جـ5 ‏من مجموع الفتاوى: "وأما دنوه نفسه وتقربه من بعض عباده فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال ‏الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله واستواءه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة ‏الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر". أهـ.‏
‏ فأي مانع يمنع من القول بأنه يقرب من عبده كيف يشاء مع علوه؟‏
‏ وأي مانع يمنع من إتيانه كيف يشاء بدون تكييف ولا تمثيل؟
‏ وهل هذا إلا من كماله أن يكون فعالاً لما يريد على الوجه الذي يليق به؟(6)‏
وقال سبحانه وتعالى ‏‎:‎‏ ((فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ))‏‎]‎هود61‏‎[‎
وقال عز وجل ‏‎:‎‏ ((وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ))‏‎]‎هود90‏‎[‎‏.‏
ومعلوم أن قوله: {قَرِيبٌ مُّجِيبٌ} مقرون بالتوبة والاستغفار، أراد به قريب مجيب ‏لاستغفار المستغفرين التائبين إليه، كما أنه رحيم ودود بهم، وقد قرن القريب ‏بالمجيب، ومعلوم أنه لا يقال: إنه مجيب لكل موجود، وإنما الإجابة لمن سأله ‏ودعاه، فكذلك قربه سبحانه وتعالى.‏
وقال تعالى ‏‎:‎‏ ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))‏‎]‎الأعراف56‏‎[‎‏ ‏
فذكر الخبر وهو ((قريب)) عن لفظ ((الرحمة)) وهي مؤنثة,إيذانا بقربه تعالى من المحسنين,فكأنه ‏قال ‏‎:‎‏ إن الله برحمته قريب من المحسنين.‏
ويوضح ذلك ‏‎:‎‏ أن الرحمة لما كانت صفة من صفات الله تعالى,وصفاته قائمة بذاته,فإذا كانت ‏قريبة من المحسنين,فهو قريب سبحانه منهم قطعا.‏
فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين،‎ ‎ورحمته قريبة منهم، وقربه يستلزم قرب رحمته. ففي حذف التاء ههنا ‏تنبيه على هذه‎ ‎الفائدة العظيمة الجليلة. إن الله تعالى قريب من المحسنين، وذلك يستلزم القربين‎: ‎قربه وقرب رحمته؛ ‏ولو قال: إن رحمة الله قريبة من المحسنين،لم يدل على قربه تعالى‎ ‎منهم؛ لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته، ‏والأعم لا يستلزم الأخص، بخلاف قربه، فإنه لما كان أخص استلزم الأعم، وهو قرب رحمته.‏
فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين، من‎ ‎التحريض‎ ‎على‎ ‎الإحسان، واستدعائه من النفوس، وترغيبها فيه غاية ‏حظ لها، وأشرفه وأجلُّه على‎ ‎الإطلاق، وهو أفضل إعطاء أُعطيه العبد، وهو قربه تبارك وتعالى من عبده، الذي هو‎ ‎غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها. فكان‏‎ ‎في العدول عن ( قريبة ) إلى ( ‏قريب ) من استدعاء الإحسان، وترغيب النفوس فيه، ما لا‎ ‎يختلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته، ولا قوة إلا بالله.‏
فتبين بهذا ‏‎:‎‏ أن الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سماواته ‏على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا ‏يكون فوقه‎ ‎شيء البتة كما قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم((وأنت الظاهر ‏فليس فوقك شيء)(7)‏





يتبع...........

------------------‎ ‎
‏(1)مجموع الفتاوى(5/503-513).‏
‏(2)رواه النسائي وصححه الألباني.‏
‏(3) فتح الباري لابن رجب.‏
‏(4)مدارج السالكين لابن القيم(3/272).‏
‏(5)الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية للشيخ محمد أمان جامي رحمه الله.‏
‏(6) القواعد المثلى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.‏
‏(7)أنظر مجموع الفتاوى(5/493) وبدائع الفوائد(3/17-32) ومختصر ‏الصواعق(2/268-271).‏








 


قديم 2010-09-23, 21:39   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثالثة عشر ‏‎:‎
قال النسفي في قوله تعالى ‏‎:‎‏ ((أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ))‏‎]‎الملك16‏‎[‎‏ أي ‏‎:‎من ملكوته في السماء,لأنها ‏مسكن ملائكته,ومنها منزل قضاياه وكتبه وأوامره ونواهيه,فكأنما قال ‏‎:‎أأمنتم خالق السماء وملكه,أو ‏لاأنهم‎]‎المشركين‎[‎‏ كانوا يعتقدون التشبيه ,وأنه في السماء,وأن الرحمة والعذاب ينزلان منه ,فقيل لهم على ‏حسب اعتقادهم ‏‎:‎‏ أأمنتم من تزعمون أنه في السماء وهو متعال عن المكان))(1).‏



والجواب عليه ‏‎:‎
هذا تحريف لكتاب الله تعالى,فقد حرّف هذه الآية بتحريفين فاضحين ‏
أما التحريف الأول ‏‎:‎‏ فهو تأويل قوله تعالى ‏‎:‎‏ ((مَنْ فِي السَّمَاءِ)) بمن ملكوته في السماء,يعني أن ‏الله تعالى ليس في السماء بل ملكوته في السماء ,وهذا تحريف محض ,لأنه خارج عن لغة العرب ولا يقتضيه ‏سياق هذه الآية ألبتة ,فإن كلمة((من)) اسم موصول بممعنى(الذي)والمراد هو الله تعالى وكلمة(في) ‏بمعنى(على) و(السماء) هو(العلو) فكل ما علا فهو سماء,فكلمة(في) ليست للظرفية,و((السماء)) ليس المراد ‏منها الفلك والجسم,بل المراد جهة العلو.‏
فمعنى هذه الآية الكريمة عند سلف هذه الأمة وأئمة السنة ‏‎:‎‏ أما تخافون الله الذي هو على السماء العالي ‏على خلقه وفوق عباده أن يرسل عليكم حاصبا ,وأن يخسف بكم الأرض.‏
ثم سياق هذه الآية وكلمة(من) الموصولة,وكلمة(يرسل)وكلمة(يخسف )مع كثرة تلك الآيات القرآنية ‏والأحاديث النبوية وفطرة جميع بني آدم عليها كلها تدل دلالة قاطعة على أن تأويل النسفي لهذه الآية ‏تحريف وهمي,كما تدل على أن الصحيح الحق الصريح هو أن الله تعالى في جهة العلو فوق العالم عال على ‏خلقه أجمعين.‏
وأما التحريف الثاني ‏‎:‎‏ وهو قول النسفي ‏‎:‎‏ إن هذه الآية محمولة على زعم المشركين من المشبهة ‏‎:‎‏ أن الله ‏تعالى فوق السماء,فقال الله تعالى لهم ‏‎:‎أنتم أيها المشركون المشبهون تعتقدون أن الله تعالى في السماء,فلم لا ‏تخافونه.‏
أقول(2) ‏‎:‎قصد النسفي أن عقيدة كون الله تعالى في السماء ,من العقائد الفاسدة للمشبهة ‏المشركين,وليست هذه العقيدة من العقائد الصحيحة للموحدين المسلمين ‏‎!!.‎
وانظر أيها المسلم كيف حرف المصنف معنى هذه الآية ‏‎!!‎‏ حتى جعل العقيدة السلفية-أي العلو لله تعالى-‏عقيدة للمشبهة والمشركين,فقد حكم على عقيدة جميع الأنبياء والمرسلين والصحابة والتابعين وأئئمة هذا ‏الدين-وهي عقيدة علو الله تعالى على خلقه-بأنها عقيدة المشبهة والمشركين.‏
وقد رد عليه العلامة الألوسي المفسر حيث قال ‏‎:‎
‏((وقيل هو مبني على زعم العرب حيث كانوا يزعمون أنه سبحانه في السماء,فكأنه قيل ‏‎:‎أأمنتم من ‏تزعمون أنه في السماء,وهو متعال عن المكان ‏‎!!‎‏ وهذا في غاية السخافة ,فكيف يناسب بناء الكلام في مثل ‏هذا المقام على زعم بعض الجهلة,كما لا يخفى على المنصف))(3)‏
ثم ذكر الألوسي عدة نصوص لأئمة الإسلام على إقرار الصفات لله تعالى ولا سيما صفة العلو له ‏تعالى,وقال((وأئمة السلف لم يذهبوا إلى غيره تعالى)).‏
أقول(4) ‏‎:‎‏ يعني الألوسي ‏‎:‎أن معنى الآية عند السلف أأمنتم الله الذي في السماء أي في العلو,بأن المراد من ‏قوله(من)هو الله تعالى لا غير.‏
ثم قال الألوسي أيضا ((وحديث الجارية من أقوى الأدلة لهم في هذا الباب ,وتأويله بما أوّلَ به الخلف ‏خروج عن دائرة الإنصاف عند أولي الألباب))(5).‏
وهذا كلام في غاية الإنصاف لمن فهمه(6).‏(أ)
وهذه جملة من تفسيرات العلماء للآية ‏‎:‎

‎- ‎قال محمد بن يزيد المبرد (286 هـ) في كتابه المقتضب: (والسؤال عن كل ما يعقل‎ ‎بـ"مَن" ‏كما قال عز وجل: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}. فـ"مَن‎" ‎لله عز وجل‎)

‎- ‎قال الطبري (310 هـ) في تفسيره‎ : {‎أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ} وهو‎ ‎الله‎.

‎- ‎قال ابن أبي زَمَنِين (399هـ) في تفسيره : {من في السماء} يعني‎ ‎نفسه‎.


قال أبو بكر محمد الصبغي (342 هـ) : (قد‎ ‎تضع العرب «في» بموضع «على» قال الله عز ‏وجل: {فسيحوا في الأرض}، وقال {لأصلبنكم في‎ ‎جذوع النخل} ومعناه: على الأرض وعلى ‏النخل ، فكذلك قوله: {في السماء} أي‎ ‎على العرش فوق السماء، كما صحت الأخبار عن النبي ‏صلى الله عليه‎ ‎وسلم‎) ‎الاسماء و الصفات للبيهقي
قال البيهقي في الأسماء والصفات (2 :165): « ومعنى قوله في هذه الأخبار "من في السماء" أي فوق ‏السماء على العرش كما نطق به الكتاب والسنة ».‏
قال أبو مظفر السمعاني (489 هـ) في تفسير الآية‎: ‎أأمنتم‎ ‎ربكم‎.‎
بل وقد قال ابن فورك الأشعري: « إعلم أنه ليس يُنكر قولُ من قال: إنّ الله في السماء. لأجل أن لفظ الكتاب ‏قد ورد به، وهو قوله: ) أأمنتم من في السماء( ومعنى ذلك أنه فوق السماء » [مشكل الحديث وبيانه 392 ‏ط: دار عالم الكتب].‏




---------------
‏(1)مدارك التنزيل وحقائق التأويل (4/22) للنسفي.‏
‏(2)الكلام لصاحب كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان) للشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي.‏
‏(3)روح المعاني(29/15).‏
‏(4) والكلام للشيخ عبد الهادي بن حسن وهبي.‏
‏(5)التنبيهات السنية(108-111).‏
‏(6)بيان تلبيس الجهمية(2/75).‏

(أ) إلى هنا ينتهي النقل من كتاب(الكلمات الحسان في بيان علو الرحمان).










قديم 2010-09-23, 21:41   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الرابعة عشر ‏‎:‎قال الزرقاني ‏‎))‎‏ إن كنتم تأخذون بظواهر النصوص على حقيقتها فماذا تفعلون بمثل ‏قوله تعالى(أأمنتم من في السماء))‏‎]‎الملك16‏‎[‎‏ مع قوله تعالى((وهو الله في السماء وفي الأرض))‏‎]‎الأنعام3‏‎[‎‏ ‏أتقولون ‏‎:‎أنه في السماء حقيقة؟أم على الأرض حقيقة؟أم فيهما معا حقيقة؟وإذا كان في الأرض وحدها ‏حقيقة فكيف تكون له جهة فوق ولا يقال ‏‎:‎له جهة تحت ؟ولماذا يشار إليه فوق ولا يشار إليه تحت؟))(1)‏
إن هذا الكلام أشبه بكلام أهل الجهل والضلال,ومن لا يدري ما يخرج منه من مقال ,من كلام أهل العقل ‏والعلم والبيان,وهو أشبه بكلام جهال القصاص والمغالطين,من كلام العلماء المجادلين بالحق(2)‏

فهو يحاول إثبات التناقض في آيات القرآن ليدعم بتعطيله وإنكاره لصفة العلو لله عز وجل,وإلا فالجواب ‏واضح ولا تناقض ولا اضطراب في كلام الله تعالى,لأننا نقول ‏‎:‎إنه لا شك أن الله تعالى في السماء,أي على ‏السماء,ولا نقول ‏‎:‎إنه في الأرض ,كما لا نقول ‏‎:‎إنه فيهما.‏
ولا نقول أيضا ‏‎:‎أنه يشار إليه إلى التحت,كما لا نقول ‏‎:‎أنه يشار إليه إلى التحت والفوق جميعا .بل ‏نقول ‏‎:‎إنه فوق العالم عال على خلقه ,ويشار إليه إلى جهة الفوق سبحانه وتعالى.‏
ولا يناقض ذلك قوله تعالى(((وهو الله في السماء وفي الأرض))‏‎]‎الأنعام3‏‎[‎‏.فإن معنى الآية كما قال الإمام ‏أحمد رحمه الله ‏‎:‎‏ هو إله من في السماء وإله من في الأرض ,وهو على العرش وقد أحاط علمه بما دون ‏العرش ,ولا يخلو من علم الله مكان .ولا يكون علم الله في مكان دون مكان,فذلك قوله تعالى((ليعلموا أن ‏الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما))‏‎]‎الطلاق12‏‎[‎‏(3)‏
قال الآجري رحمه الله ‏‎:‎‏ ومما‎ ‎يلبسون‎ ‎به على من‎ ‎لا علم معه احتجوا بقوله ‏عزوجل((وهو الله في السماء وفي الأرض)) وبقوله((وهو الذي‎ ‎في ‏السماء إله وفي الأرض إله‎))
وهذا كله إنما يطلبون الفتنة‎ ,‎كما قال الله تعالى((فيتبعون ما تشابه منه ‏ابتغاء الفتنة وابتغاء‎ ‎تأويله‎))
وعند أهل العلم من أهل الحق((وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم ‏سركم‎ ‎وجهركم ويعلم ما تكسبون)) فهو كما قال العلم مما جاءت به ‏السنن:إن الله عز وجل على‎ ‎عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه يعلم ما ‏تسرون وما تعلنون ,يعلم الجهر من القول ويعلم‎ ‎ما تكتمون‎.
وقوله عز وجل((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) فمعناه :أنه ‏جل‎ ‎ذكره إله من في السموات وإله من في الأرض ,إله يعبد في السماء ‏وإله يعبد في الأرض‎ ‎هكذا فسره العلماء))(4)‏

‏((فقوله سبحانه: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} فيها ‏الدلالة على أن المدعو الله في السماوات وفي الأرض، ويعبده ويوحده ويقر له بالإلهية من في ‏السماوات ومن في الأرض، ويسمونه الله ويدعونه رغباً ورهباً إلا من كفر من الجن والإنس، وفيها ‏الدلالة على سعة علم الله سبحانه واطلاعه على عباده وإحاطته بما يعملونه سواء كان سراً أو جهراً، ‏فالسر والجهر عنده سواء سبحانه وتعالى، فهو يحصي على العباد جميع أعمالهم خيرها وشرها.
وقوله سبحانه: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ} معناها: أنه سبحانه هو ‏إله من في السماء وإله من في الأرض يعبده أهلهما وكلهم خاضعون له أذلاء بين يديه إلا من غلبت ‏عليه الشقاوة فكفر بالله ولم يؤمن به، وهو الحكيم في شرعه وقدره العليم بجميع أعمال عباده ‏سبحانه.))(5)‏
قال الجوهري "ألّه بالفتح إلاهة أي: عبده عبادة، قال: ومنه قولنا: الله. وأصله: إلاه، ‏على فِعَال، بمعنى: مفعول. بمعنى معبود، كقولنا: إمام: فِعَال بمعنى: مفعول لأنه مؤتم به. ‏والتأليهك التعبيد والتأله: التنسك والتعبد(6) ولذلك لم يقل الله تعالى (إله السماوات والأرض) ‏وإنما قال {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.‏


--------


‏(1)مناهل العرفان (2/316)طبعة دار الكتب العلمية-الطبعةالأولى.‏
‏(2)تلبيس الجهمية (1/329-370).‏
‏(3)الرد على الجهمية ص39 المطبعة السلفية القاهرة-الطبعة الأولى-‏
‏(4) الشريعة ص 1072-1105‏‎)‎
‏(5) إجابة عن أسئلة في العقيدة للشيخ ابن باز رحمه الله نقلا عن موقعه الإلكتروني .‏
‏(6) مختار الصحاح 22.‏









قديم 2010-09-23, 21:42   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الخامسة عشر:قول حسن المحاججة ( إذا كان الله تعالى – عندكم – فوق العالم بائناً منه خارجاً منه فهو – ‏إذاً – إما أن يكون مماساً للعالم أو منفصلاً عنه , فإن قلتم : إنه مماس للعالم فأنتم مبتدعة ‏مجسمة .‏
وإن قلتم : إنه منفصل عن العالم – فيقال إذن توجد المسافة بين العالم وبين الله تعالى فهذه ‏المسافة إن كانت عدمية فصار الله مماساً بالعالم , وإن كانت وجودية , فهو جزء من العالم , ‏فيلزم أن الله منفصل عن العالم بجزء من العالم )‏
الجواب : (إن السلف قالوا : إن الله تعالى فوق العالم ‏بائن عنه وهذا القدر كاف في العقيدة , ولم يخوضوا في المسافة , هل بين الله وبين العالم ‏مسافة أم لا , وكم مقدار هذه المسافة وهل تلك المسافة جزء من العالم أم لا ؟ .‏
وذلك لوجهين : ‏
الأول : خشية الدخول في الكيف ,

الثاني : خشية الدخول في دائرة الغيب بدون الإخبار من ‏الله تعالى .‏
فالواجب على المسلم أن يعتقد أن الله تعالى فوق العرش وقاهر فوق عباده عالٍ على الكون ‏بائن عن خلقه , ولا يدخل في الكيف ولكن إذا خاصمنا مبتدع معطل فلا بد أن نقول له ‏بذاته وقلعاً لشبهاته وقطعاً لدابره : إننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام : إن الموجود ‏موجودان : خالق ومخلوق .‏
فالله تعالى بذاته وصفاته خالق , وما سواه عالم وهو الكون – وهو مخلوق والله تعالى فوق ‏الكون بائن عن خلقه .‏
فليس وراء هذا الكون شيء موجود غير الله تعالى لا المسافة ولا غيرها , فالذي ينكر علو الله ‏تعالى على خلقه بشبهة المسافة , فهو المشبه في الحقيقة أولاً لأنه قد شبه فوقية الله تعالى بفوقية ‏رجل على سطح بيته , ولذلك دخل في المسافة وكيفيتها , ثم هو المعطل ثانياً لأنه عطل صفة ‏علو الله تعالى خشية المسافة ثم هو المشبة ثانياً لأنه قد وقع في أشنع مما فر منه وهو خوف ‏الوقوع في التشبيه , لأنه لما عطل صفة علو الله تعالى خشية التشبيه وقال : إن الله ( لا داخل ‏العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته ) شبه الله تعالى المعدوم بل بالممتنع) (1)


-----------
(1)التنبيهات السنية(ص395-400)‏









قديم 2010-09-23, 21:43   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة السادسة عشر ‏‎:‎
كان في الأزل ليس مستويا على العرش وهو الآن على ما عليه كان,فلا يكون على العرش,لأن الاستواء ‏فعل حادث-كان بعد أن لم يكن-فلو قام به الإستواء قامت به الحوادث,وإن قيام الحوادث بذاته تغير والله ‏منزه عن التغير.‏
الرد ‏‎:‎
ينبغي أن يعلم بأن المشتغلين بعلم الكلام إذا قالوا(لا تحله الحوادث))أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون ‏محلا للتغيرات والاستحالات ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحليهم وتفسدهم,وهذا ‏معنى صحيح,ولكن مقصودهم بذلك أنه لا ينزل إلى السماء الدنيا ,ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء,ولا ‏يغضب بعد أن كان راضيا,ولا يرضى بعد أن كان غضبان,ولا يقوم به فعل ألبتة,ولا أمر مجدد بعد أن لم ‏يكن,ولم يستوي على عرشه بعد أن لم يكن مستويا عليه,ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ‏‏,ولن يغضب بعده مثله ,ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم,فإن هذه كلها حوادث,وهو ‏منزه عن حلول الحوادث(1)فإن هذا من اللبس والتلبيس ,وتسمية المعاني الصحيحة الثابتة بالأسماء القبيحة ‏المنفرة,وتلك طريقة للنفاة مألوفة وسجية معروفة(2).‏


والجواب على الشبهة المذكورة-التي هي أوهن من بيت العنكبوت – من وجوه ‏‎:‎

الوجه الأول‎:‎‏ من قال لكم أن الحادث لا يقوم إلا بحادث.من أين جاءت هذه القاعدة؟هل هي في القرآن ‏الكريم؟هل هي في السنة المطهرة؟هل هي في العقل؟وكل من أمعن النظر وفهم حقيقة الأمر علم أن السلف ‏كانوا أعمق من هؤلاء علما ,وأبر قلوبا,وأقل تكلفا,وأنهم فهموا من حقائق الأمور مالم يفهمه هؤلاء ,الذين ‏خالفوهم,وقبلوا الحق وردوا الباطل ومن هداه الله سبحانه وتعالى أيقن فساد هذا الكلام(3)‏
الوجه الثاني‎:‎إننا نقابل هذه القاعدة الفاسدة بقاعدة أكمل منها وأوضح وهو‎:‎‏ أن الفعال لما يريد أكمل من ‏الذي لا يفعل.والله سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء,والله يحدثُ ما يشاء,لا معقب لحكمه,فما من فعل يفعله ‏إلا وقد حدث بعد أن لم يكن.وأنتم إذا عطلتم الله عز وجل عن الأفعال الإختيارية –كالإستواء والنزول ‏والضحك والفرح والغضب-معنى ذلك‎:‎‏ وصفتمو‏‎:‎‏ بأنقص ما يكون ((والكمال في اتصافه بهذه الصفات ‏لا في نفي اتصافه بها))(4) ‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله‎:‎‏ ((الله سبحانه موصوف بصفات الكمال,منزه عن النقائص ,وكل ‏كمال وصف به المخلوق من غير استلزامه لنقص فالخالق أحق به,وكل نقص نزه عنه المخلوق فالخالق أحق ‏بأن ينزه عنه,و الفعل صفة كمال لا صفة نقص ,كالكلام والقدرة,وعدم الفعل صفة نقص,كعدم الكلام ‏وعدم القدرة,فدل العقل على صحة ما دل عليه الشرع ,وهو المطلوب))(5)‏
وقال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎
والرب ليس معطلا عن فعله***ؤبل كل يوم ربنا في شان.‏


الوجه الثالث‎:‎‏ لفظ التغير لفظ مجمل .فالتغير في اللغة المعروفة لا يراد به مجرد كون المحل قامت به ‏الحوادث(6)),بل إن لفظ التغير في كلام الناس المعروف يتضمن استحالة الشيء.‏
والناس إنما يقولون تغير ‏‎:‎لمن استحال من صفة إلى صفة‎.‎
فالإنسان مثلا إذا مرض وتغير في مرضه كأن اصفر لونه أو شحب أو نحل جسمه يقال‎:‎‏ غيره المرض.‏
وكذا إذا تغير جسمه بجوع أو تعب ,قيل قد تغير.‏
وكذا إذا غير لون شعر رأسه ولحيته ,قيل قد غير ذلك .‏
وكذا إذا تغير خلقه ودينه,مثل أن يكون فاجرا فيتوب ويصير برا أو يكون برا فينقلب فاجرا .فهذا يقال ‏عنه‎:‎أنه تغير.‏
ومن هذا الباب,قول النبي صلى الله عليه وسلم ((غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد))رواه مسلم.‏
وكذا الشمس إذا اصفرت ,قيل‎:‎تغيرت .ويقال‎:‎وقت العصر مالم يتغير لون الشمس.‏
والأطعمة إذا استحالت يقال لها تغيرت قال تعالى { فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين } محمد: 15 فتغير ‏الطعم استحالت من الحلاوة إلى الحموضة ونحو ذلك
ومنه قول الفقهاء إذا وقعت النجاسة في الماء الكثير لم ينجس إلا أن يتغير طعمه أو لونه أو ريحه وقولهم إذا نجس الماء بالتغير زال بزوال التغير ولا يقولون إن ‏الماء إذا جرى مع بقاء صفائه أنه تغير ولا يقال عند الإطلاق للفاكهة والطعام إذا حول من مكان إلى مكان انه تغير ولا يقال للإنسان إذا مشى أو قام أو قعد قد تغير ‏اللهم إلا مع قرينة ولا يقولون للشمس والكواكب إذا كانت ذاهبة من المشرق إلى المغرب إنها متغيرة بل يقولون إذا إصفر لون الشمس إنها تغيرت ويقال وقت ‏العصر ما لم يتغير لون الشمس ويقولون تغير الهواء إذا برد بعد السخونة ولا يكادون يسمون مجرد هبوبه تغيرا وإن سمى بذلك فهم يفرقون بين هذا وهذا لونه ‏لون لباس المسلمين وتقول العرب تغايرت الأشياء إذا اختلفت والغيار البدال
والناس إذا قيل لهم التغير على الله ممتنع فهموا من ذلك الاستحالة والفساد مثل انقلاب صفات الكمال إلى صفات نقص أو تفرق الذات ونحو ذلك مما يجب تنزيه الله ‏عنه
وأما كونه سبحانه يتصرف بقدرته فيخلق ويستوي ويفعل ما يشاء بنفسه ويتكلم إذا شاء ونحو هذا لا يسمونه تغيرا
ولكن حجج النفاة مبناها على ألفاظ مجملة موهمة كما قال الإمام أحمد: يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويلبسون على جهال الناس بما يشبهون عليهم حتى يتوهم الجاهل ‏أنهم يعظمون الله وهم إنما يقودون قولهم إلى فرية على الله.(7)‏

الوجه الرابع‎:‎‏ لقد جاءت الآية وفيها لفظ(ثم) مما يدل على أن الله استوى على العرش بعد أن خلق ‏السموات والأرض
قال تعالى((إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)) فالله فعال لما يريد يفعل ما ‏يشاء متى شاء جلا جلاله ولست تاركي ما جاء في القرآن بسبب تمويه الجهمية ونبزهم وإختراعهم لألفاظ مجملة يحاربون ‏بها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.‏
جاء في حديث قتادة " لما فرغ الله من خلقه استوى على عرشه " (‏ 8‏). وقال الطبري " فلما فرغ من خلق ما ‏أحب ‏استوى على العرش " (‏9 ‏).‏
ويبطل ذلك أيضاً :‏
‎•‎ ما حكاه البيهقى أن أبا الحسن الأشعري كان يذهب إلى أن الاستواء من صفات الفعل لله ، وأن الله فعل ‏فعلاً سماه ‏الاستواء وأن (ثم) تفيد التراخي وأن التراخي إنما يكون في الأفعال (‏ ‏10).‏
‎•‎ قولُ الله { وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء } وهذا بخلاف قوله { ‏ثُمَّ ‏اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } فالعرش (كان) قبل خلق السموات والأرض، أما الاستواء الذي تحدث الله عنه فهو ‏فعلٌ فعله الله بعد ‏خلق السموات والأرض.‏
وهذا يقتضيه عمل (ثم) التي إذا أتت بين فعلين ماضيين أفادت الترتيب بينهما.‏



---------------------------

‏(1)الصواعق المرسلة(ص935-936)‏
‏(2) الصواعق المرسلة(ص1500)‏‎.‎
‎(3)‎انظر النبوات(ص79) وشرح حديث النزول(ص417)‏
‏(4) مجموع الفتاوى(6/242).‏
‏(5)درء تعارض العقل والنقل(2/6).‏
‏(6)جامع الرسائل(2/44).‏
‏(7)درء التعارض مع تصرف يسير.‏
‏(8) رواه البيهقي في الأسماء والصفات بسند صحيح 2/120 والذهبي في مختصر العلو 98 .‏
‏(9) تفسيرالطبري 1/152 .‏
‏(10) الأسماء والصفات 2/152 .‏









قديم 2010-09-23, 21:44   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

آثار ضعيفة

الشبهة السابعة عشر ‏‎:‎‏ قال عبدُ القاهر البغداديُّ: قال عليٌّ: كانَ اللهُ ولا مكانَ، وهوَ الآنَ على ما عليهِ ‏كانَ‎.‎

ما زال الجهمية ومن وافقهم يضربون نصوص علو ‏الله فوق خلقه بهذه‎ ‎الرواية "كان الله ولا مكان" "وهو ‏الآن على ما عليه كان"‏‎ ‎وهذه الرواية باطلة رواية ‏ودارية ‏
‏ أما بطلانها روايةً فقد نص‎ ‎أهل العلم على أنها لا أصل لها في كتب الحديث المعتمدة‎:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه‎ ‎الله‎-:"‎وهذه الزيادة-وهو قوله:"وهو‎ ‎الآن على ما عليه ‏كان"كذب مفترى على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-،اتفق أهل العلم‎ ‎بالحديث على ‏أنه موضوع مختلق،وليس هو في شئ من دواوين الحديث لا كبارها ولا‎ ‎صغارها،ولا رواه ‏أحد من أهل العلم بإسناد لا صحيح ولا ضعيف ولا بإسناد‎ ‎مجهول"ا.هـ."مجموع ‏الفتاوى"2/272،وانظر:18/221،"درء تعارض العقل‎ ‎والنقل"5/227،"مدارج ‏السالكين"3/56‏‎.
وقال ابن حجر-رحمه الله‎-:"‎وقع في بعض الكتب في هذا الحديث:"كان الله ولا شيء‎ ‎معه،وهو الآن على ما عليه كان"،وهي زيادة ليست في شيء من كتب الحديث،نبه على ‏ذلك‎ ‎العلامة تقي الدين ابن تيمية‎"‎ا.هـ."فتح الباري شرح صحيح‎ ‎البخاري"6/244،وانظر:"عمدة القاري"15/89‏‎.‎‏ وهذه الرواية أجلُّ ‏عندهم‎ ‎من قوله تعالى {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء} {ثُمَّ ‏اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‎} ‎إذ هذه الآيات عندهم موهمة ‏للتشبيه والتجسيم والكفر، أما هذه الرواية المكذوبة ‏فهي‎ ‎صريحة في التنزيه‎.
ألم يعلم هؤلاء أن هذه الرواية المكذوبة كانت من ‏أعظم ما يحتج به‎ ‎المعتزلة، وذكر الأشعري احتجاج ‏العتزلة بها وأنها من جملة‎ ‎مقالاتهم‎(1). ‎فانظر كم ‏ورثوا عن المعتزلة حتى الآن من أمور يظنونها راية‎ ‎أهل السنة والجماعة‎.‎

وأما بطلانها دراية فإنها‎ ‎مخالفة للأدلة النقلية والعقلية،وبيان ذلك أن يقال‎:
إن هذه اللفظة يطلقها من أهل‎ ‎الضلال‎ ‎طائفتان‎:
الطائفة الأولى:المعطلة من الجهمية وغيرهم قاصدين بها‎"‎نفي الصفات-التي وصف بها نفسه ‏من استوائه على العرش‎ ‎ونزوله إلى السماء الدنيا وغير ذلك‎.
فقالوا:"كان في الأزل ليس مستوياً على العرش،وهو الآن على ما عليه‎ ‎كان؛فلا يكون على ‏العرش لما يقتضي ذلك من التحول والتغير"."مجموع‎ ‎الفتاوى"2/273‏‎.
ولا ريب أن هذا مخالف للأدلة الكثيرة المتنوعة الدالة على ثبوت قيام‎ ‎الصفات الاختيارية ‏بالله-تعالى-كما تقدم‎.
الطائفة الثانية:الملاحدة الاتحادية قاصدين بها أن الله-تعالى-"ليس معه‎ ‎غيره كما كان في ‏الأزل،ولا شئ معه‎.
قالوا:"إذ الكائنات ليست غيره،ولا‎ ‎سواه؛فليس إلا هو؛فليس معه شئ آخر لا أزلاً ولا ‏أبداً،بل هو عين الموجودات،ونفس‎ ‎الكائنات‎".
وجعلوا المخلوقات المصنوعات هي‎ ‎نفس الخالق البارئ المصور‎.
وهم دائماً يهذون بهذه الكلمة:"وهو الآن على ما عليه كان"،وهي‎ ‎أجل-عندهم-من"قل ‏هو الله أحد"ومن آية الكرسي؛لما فيها من الدلالة على الاتحاد-الذي‎ ‎هو إلحادهم-،وهم ‏يعتقدون أنها ثابتة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-،وأنها من‎ ‎كلامه،ومن أسرار ‏معرفته"."مجموع‎ ‎الفتاوى"2/274،وانظر18/221‏‎.
وهذا مخالف للأدلة النقلية‎ ‎والعقلية من عدة أوجه‎:
‎"‎أحدها‎:‎أن الله قد أخبر بأنه مع عباده في غير موضع من الكتاب‎ ‎عموماً وخصوصاً مثل ‏قوله:"وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على‎ ‎العرش"إلى قوله:"وهو ‏معكم أينما كنتم"،وقوله:"ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو‎ ‎رابعهم"إلى قوله:"أينما ‏كانوا"،وقوله:"إن الله مع الذين اتقوا والذين هم‎ ‎محسنون"،وقال:"والله مع الصابرين"في ‏موضعين،وقوله:"إنني معكما أسمع وأرى"،"لا تحزن‎ ‎إن الله معنا"،"وقال الله إني معكم"،"إن ‏معي ربى سيهدين"،وكان النبي-صلى الله عليه‎ ‎وسلم-إذا سافر يقول:"اللهم أنت الصاحب ‏في السفر،والخليفة في الأهل،اللهم اصحبنا في‎ ‎سفرنا،واخلفنا في أهلنا"؛فلو كان الخلق ‏عموماً وخصوصاً ليسوا غيره،ولا هم معه،بل ما‎ ‎معه شئ آخر امتنع أن يكون هو مع نفسه ‏وذاته؛فإن المعية توجب شيئين كون أحدهما مع‎ ‎الآخر،فلما أخبر الله أنه مع هؤلاء علم ‏بطلان قولهم:"هو الآن على ما عليه كان،لا شئ‎ ‎معه،بل هو عين المخلوقات‎".
وأيضاً؛فإن‎ ‎المعية لا تكون إلا من الطرفين؛فإن معناها المقارنة والمصاحبة؛فإذا كان أحد ‏الشيئين‎ ‎مع الآخر امتنع ألا يكون الآخر معه،فمن الممتنع أن يكون الله مع خلقه،ولا يكون ‏لهم‎ ‎وجود معه،ولا حقيقة أصلاً،بل هم هو‎!.
الوجه الثاني:أن‎ ‎الله قال في كتابه:"ولا تجعل مع الله إلهاً آخر فتلقى في جهنم ملوماً‎ ‎مدحوراً"،وقال-تعالى-:"فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين"،وقال:"ولا‎ ‎تدع مع ‏الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شئ هالك إلا وجهه"،فنهاه أن يجعل أو يدعو‎ ‎معه إلهاً ‏آخر،ولم ينهه أن يثبت معه مخلوقاً أو يقول:"إن معه عبداً مملوكاً أو‎ ‎مربوباً فقيراً أو معه شيئاً ‏موجوداً خلقه"كما قال:"لا إله إلا هو"،ولم يقل:"لا‎ ‎موجود إلا هو"أو"لا هو إلا هو"أو"لا ‏شئ معه إلا هو"بمعنى أنه نفس الموجودات‎ ‎وعينها،وهذا كما قال:"وإلهكم إله ‏واحد"[؛فأثبت وحدانيته في الألوهية،ولم يقل:"إن‎ ‎الموجودات واحد"،فهذا التوحيد الذي في ‏كتاب الله هو توحيد الألوهية،وهو أن لا تجعل‎ ‎معه ولا تدعو معه إلهاً غيره؛فأين هذا من أن ‏يجعل نفس الوجود هو‎ ‎إياه؟‎!.
وأيضاً؛فنهيه أن يجعل معه أو يدعو معه إلهاً‎ ‎آخر دليل على أن ذلك ممكن كما فعله ‏المشركون الذين دعوا مع الله آلهة أخرى؛فلو كانت‎ ‎تلك الآلهة هي إياه،ولا شيء معه أصلاً ‏امتنع أن يدعى معه آلهة‎ ‎أخرى‎.
فهذه النصوص تدل على أن معه أشياء ليست‎ ‎بآلهة،ولا يجوز أن تجعل آلهة،ولا تدعى آلهة. ‏وأيضاً؛فعند الملحدين يجوز أن يعبد كل‎ ‎شئ،ويدعى كل شئ؛إذ لا يتصور أن يعبد غيره؛فإنه ‏هو الأشياء؛فيجوز للإنسان حينئذٍ أن‎ ‎يدعو كل شئ من الآلهة المعبودة من دون الله،وهو ‏عند الملاحدة ما دعا معه إلهاً‎ ‎آخر؛فجعل نفس ما حرمه الله،وجعله شركاً جعله ‏توحيداً،والشرك عنده لا يتصور‎ ‎بحال‎!.
الوجه الثالث:أن الله لما كان،ولا شئ معه لم‎ ‎يكن معه سماء ولا أرض ولا شمس ولا قمر ولا ‏جن ولا إنس ولا دواب ولا شجر ولا جنة ولا‎ ‎نار ولا جبال ولا بحار؛فإن كان الآن على ‏ما عليه كان فيجب أن لا يكون معه شئ من هذه‎ ‎الأعيان،وهذا مكابرة للعيان،وكفر ‏بالقرآن والإيمان‎.
الوجه الرابع:أن الله كان،ولا شئ معه،ثم كتب في الذكر كل شئ-كما جاء في‎ ‎الحديث ‏الصحيح-،فإن كان لا شئ معه فيما بعد،فما الفرق بين حال الكتابة وقبلها-وهو‎ ‎عين ‏الكتابة واللوح عند الفراعنة الملاحدة-؟!"ا.هـ‎."‎مجموع الفتاوى"2/272-278‏‎

----------------------------‎
‎(1) ‎مقالات الإسلاميين‏‎ 157.‎









قديم 2010-09-23, 21:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الشبهة الثامنة عشر

قال القشيريُّ: «قال جعفرُ الصَّادقُ: مَنْ زعمَ أنَّ الله في شيءٍ أو منْ شيءٍ أو على شيءٍ فقدْ أشركَ؛ إذ لو كانَ على شيءٍ لكانَ محمولًا، أو كانَ في شيءٍ لكانَ محصورًا، أو كانَ من شيءٍ لكانَ محدثًا»[1].


سبحانَ الله!! كيفَ قوبلَ هذَا الكلامُ بأعظمِ القبولِ، وقدِّمَ على الآياتِ القرآنيةِ والأحاديثِ النبويةِ الدَّالةِ على علوِّ الله على العرشِ. فليسَ الدينُ بكثرةِ الكلامِ ولكنْ بالهدى والسدادِ.
والكلامُ على الأثرِ المذكورِ منْ وجهينِ:
الأوَّلُ:
هذَا الكلامُ وأشباهُه ممَّا اتَّفَقَ أهلُ المعرفةِ على أنَّهُ مكذوبٌ عنْ جعفرٍ، والكذبُ على جعفر كثيرٌ منتشرٌ. والذي نقلهُ العلماءُ الثقاتُ عنهُ معروفٌ، يخالفُ روايةَ المفترينَ عليهِ[2].
الثاني:
أنَّ المعاني المذكورةَ فيهِ صحيحةٌ إلَّا قولهُ «أو على شيءٍ» ففيهِ مصادمةٌ لقولهِ تعالى: {الرَّحْمَانُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى *} [طه: 5] فإنَّ استواءَ الرَّبِّ سبحانه بغيرِ كيفيَّةٍ كما قالَ الإمامُ مالكٍ وغيرهُ. وجلَّ الله سبحانهُ أنْ يكونَ محمولًا أو محصورًا؛ بلْ جميعُ الخلقِ محمولونَ بقدرتهِ محصورونَ في قبضتهِ. تعالى الله عمَّا يقولُ المعطِّلة والمشبِّهةُ علوًّا كبيرًا[3].


--------------------------------------------------------------------------------
[1] الرسالة القشيرية (1/40 - 41).
[2] الاستقامة (1/191).
[3] تنبيه النبيه والغبي في الرد على المدارسي والحلبي (ص28 - 29).










قديم 2010-10-03, 12:03   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
الشبهة الثانية عشر ‏‎:‎‏ لو كان الله تعالى فوق العرش لما صح القول بأنه تعالى قريب ‏من عباده.‏
..
.
.
.
.
.
.
.
.

وقال تعالى ‏‎:‎‏ ((إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ))‏‎]‎الأعراف56‏‎[‎‏ ‏
فذكر الخبر وهو ((قريب)) عن لفظ ((الرحمة)) وهي مؤنثة,إيذانا بقربه تعالى من المحسنين,فكأنه ‏قال ‏‎:‎‏ إن الله برحمته قريب من المحسنين.‏
ويوضح ذلك ‏‎:‎‏ أن الرحمة لما كانت صفة من صفات الله تعالى,وصفاته قائمة بذاته,فإذا كانت ‏قريبة من المحسنين,فهو قريب سبحانه منهم قطعا.‏
فالرب تبارك وتعالى قريب من المحسنين،‎ ‎ورحمته قريبة منهم، وقربه يستلزم قرب رحمته. ففي حذف التاء ههنا ‏تنبيه على هذه‎ ‎الفائدة العظيمة الجليلة. إن الله تعالى قريب من المحسنين، وذلك يستلزم القربين‎: ‎قربه وقرب رحمته؛ ‏ولو قال: إن رحمة الله قريبة من المحسنين،لم يدل على قربه تعالى‎ ‎منهم؛ لأن قربه تعالى أخص من قرب رحمته، ‏والأعم لا يستلزم الأخص، بخلاف قربه، فإنه لما كان أخص استلزم الأعم، وهو قرب رحمته.‏
فكان في بيان قربه سبحانه من المحسنين، من‎ ‎التحريض‎ ‎على‎ ‎الإحسان، واستدعائه من النفوس، وترغيبها فيه غاية ‏حظ لها، وأشرفه وأجلُّه على‎ ‎الإطلاق، وهو أفضل إعطاء أُعطيه العبد، وهو قربه تبارك وتعالى من عبده، الذي هو‎ ‎غاية الأماني، ونهاية الآمال، وقرة العيون، وحياة القلوب، وسعادة العبد كلها. فكان‏‎ ‎في العدول عن ( قريبة ) إلى ( ‏قريب ) من استدعاء الإحسان، وترغيب النفوس فيه، ما لا‎ ‎يختلف بعده إلا من غلبت عليه شقاوته، ولا قوة إلا بالله.‏
فتبين بهذا ‏‎:‎‏ أن الله سبحانه وتعالى قريب من المحسنين بذاته ورحمته قربا ليس له نظير وهو مع ذلك فوق سماواته ‏على عرشه فإنّ علوّه سبحانه على سمواته من لوازم ذاته فلا يكون قط إلاّ عاليا ولا ‏يكون فوقه‎ ‎شيء البتة كما قال أعلم الخلق صلى الله عليه وسلم((وأنت الظاهر ‏فليس فوقك شيء)(7)‏






ملخص : الله تعالى قريب بذاته من ذوات المحسنين..

فما قولك يا أخي جمال البليدي ؟









قديم 2010-10-03, 12:34   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عــــادل الميـــلي مشاهدة المشاركة
ملخص : الله تعالى قريب بذاته من ذوات المحسنين..

فما قولك يا أخي جمال البليدي ؟

نعم بارك الله فيك لأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فإن كان المخلوق لا يمكنه الجمع بين العلو والقرب فالخالق لا يشبهه شيء من خلقه تبارك وتعالى.









قديم 2010-10-04, 21:30   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عــــادل الميـــلي
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة

نعم بارك الله فيك لأن الله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فإن كان المخلوق لا يمكنه الجمع بين العلو والقرب فالخالق لا يشبهه شيء من خلقه تبارك وتعالى.

القرب نوعان : معنوي وحسي.. والذي فهمتُه من کلامكَ أنّك تقصد ــ في مسألتنا هذه ــ القرب الحقيقي الذي يستلزم المسافة !!
فهل هذا هو قصدك ؟










قديم 2010-10-04, 22:23   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
القرب نوعان : معنوي وحسي.
نعم والتفريق بينهما يكون حسب سياق الكلام .

.
اقتباس:
والذي فهمتُه من کلامكَ أنّك تقصد ــ في مسألتنا هذه ــ القرب الحقيقي الذي يستلزم المسافة !!
اللازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق.
فمصطلح "المسافة" لم يثبت لا في كتاب ولا في سنة ,وقد بينت ذلك في الشبهة الخامسة عشر.

اقتباس:
فهل هذا هو قصدك ؟
كلمة(القرب)) واضحة المعنى فهي كلمة عربية وليست أعجمية فالله تعالى يقرب من عباده حقيقة كما يشاء والأدلة على هذا كثيرة.فالله تعالى قريب من عباده عال على عرشه ولا نقول كيف.
أما المعاني الذي ذكرتها فهي في حق المخلوق أما الخالق فإنه قريب من عباده(أي:ليس ببعيد.ولو وجدت كلمة أخرى مرادفة لها لجئتك بها لكن ستعود وتسألني عن معناها أيضا!). مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء وهو أقرب إلى العبد من راحلته كما قال النبي عليه الصلاة والسلام .










قديم 2010-10-05, 12:24   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
dionysos93
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
نعم والتفريق بينهما يكون حسب سياق الكلام .

.
اللازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق.
فمصطلح "المسافة" لم يثبت لا في كتاب ولا في سنة ,وقد بينت ذلك في الشبهة الخامسة عشر.


كلمة(القرب)) واضحة المعنى فهي كلمة عربية وليست أعجمية فالله تعالى يقرب من عباده حقيقة كما يشاء والأدلة على هذا كثيرة.فالله تعالى قريب من عباده عال على عرشه ولا نقول كيف.
أما المعاني الذي ذكرتها فهي في حق المخلوق أما الخالق فإنه قريب من عباده(أي:ليس ببعيد.ولو وجدت كلمة أخرى مرادفة لها لجئتك بها لكن ستعود وتسألني عن معناها أيضا!). مطلع عليهم لا يخفى عليه شيء وهو أقرب إلى العبد من راحلته كما قال النبي عليه الصلاة والسلام .


القرب بالذات يستلزم أنه قريب بمسافة، و نحن لا نعلم قربا بالذات لا يستلزم وجود مسافة، و بهذا المعنى فاستلزامك بأن ما هو لازم في حق المخلوق لا يكون لازما في حق الخالق هو باطل بهذا المعنى، و أصل الغلط هنا هو قولكم أن الله مباين من خلقه بذاته الذي هو غلط في معنى ولفظ.
المعنى أن السلف عندما يقولون مباينا فهم يعنون المغايرة للمخلوقات أما ابن تيميه فيقرها بمعنى الإنفصال عنهم (فوق العالم) لأن البينونة بالذات بهذا المعنى تستلزم أن يكون المتصف بها قابلا للمحل و الجهة.
اللفظ أنه ذكر لفظ بذاته و هو لفظ منكر أنكره عليه العلماء المعاصرون أنه لم يرد في الكتاب و لا في السنة و لا عن أحد من الصحابة و التابعين ، فإن لفظة بذاته إذا ذكرت مع هذه الألفاظ أو ما شاكلها حصرت معانيها في المعنى الحسي الجسماني فلا يقال مثلا استوى بذاته و ينزل بذاته و يجيء بذاته و يقرب بذاته ثم يقال لا كاستوائنا و لا كنزولنا و لا كمجيئنا و لا كقربنا لأن هذا تناقض صريح.
قال ابن الجوزي: من قال استوى بذاته فقد أجراه مجرى الحسيات " دفع شبه التشبيه ص 102".
و قال الذهبي في ترجمة ابن الزاغوني :قد ذكرنا أن لفظة بذاته لا حاجة إليها و هي مشغب النفوس و تركها أولى و الله أعلم " سير أعلام النبلاء 19/607"
و قال الذهبي في كتاب العلو (ص263) ردا على قول يحيى بن عمار :بل نقول هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء .قال الذهبي : قولك بذاته من كيسك.
و قال في ترجمة الحافظ أبي القاسم التيمي :"سير أعلام النبلاء 20/86" :قلت الصواب الكف عن إطلاق ذلك ، إذ لم يأت فيه نص، و لو فرضنا أن المعنى صحيح فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا.

و قال الإمام بدر الدين بن جماعة: فمن جعل صفة الإستواء في حقه تعالى ما يفهم من صفات المحدثين و قال: استوى بذاته أو استوى حقيقة ، فقد ابتدع بهذه الزيادة التي لم تثبت في السنة و لا عن أحد من الأئمة المقتدى بهم.
و قال أبو الحسين المنادي كما نقل ابن الجوزي في دفع شبه التشبيه ص 192 : و لسنا نختلف أن الجبار لا يعلوه شيء من خلقه بحال و أنه لا يحل بالأشياء بنفسه، و لا يزول عنها لأنه لو حل بها لكان منها و لو زال عنها لنأى عنها .

نفعنا الله و إياكم









قديم 2010-10-12, 00:03   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[b]

اقتباس:
ما رأيك أن أنسج على منوالك فأقول :
أنّ العلم لما كان صفة من صفات الله تعالى, وصفاته قائمة بذاته, فإذا كان علمه في كل مكان , فهو سبحانه في كلّ مكان قطعا.
اقتباس:
ما رأيك أن أنسج على منوالك فأقول :
أنّ العلم لما كان صفة من صفات الله تعالى, وصفاته قائمة بذاته, فإذا كان علمه في كل مكان , فهو سبحانه في كلّ مكان قطعا.

لكن جاء في الآية قوله تعالى((رحمة الله قريب من المحسنين)) فجعل لفظ(قريب) مذكر لا مؤنث فدل هذا على قرب الله تعالى من المحسنين.
ولا يوجد مثل هذا في صفة العلم.

اقتباس:
إشرح لي كيف دلّ حديث الإسراء والمعراج على أنّ الإرتفاع في السماء يلزم منه القرب من الله تعالى..

ألفاظ الحديث تدل على القرب كقوله((((ودنى الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أوأدنى)).
وكذلك تردد النبي صلى الله عليه وسلم بين ربه وبين موسى عليه السلام يدل على هذا.
وكذا وصف الله تعالى للملائكة الذين عندهم ب "المقربون".
اقتباس:
إذا كان القول بالمسافة يُدخل في الكيفية فكذلك وصف الله بالإستقرار على العرش وبالحركة والإنتقال من مكان إلى مكان وبالمشي..

المسافة والحركة والإنتقال مصطلحات حادثة لذلك يجب التفصيل فيها فإن حملت معنى موافق لما جاء في الكتاب والسنة قبلناها ورددنا اللفظ(مع العلم أن هناك من الأئمة من يقول بها بالمعنى الصحيح الذي تحتمله ومنهم من ينفيها بالمعنى الباطل الذي تحمله ومنهم من يستفصل) وإن كانت باطلة تدخل في الكيفية رددناها واللفظ سواء.
اقتباس:
بل يوجد تناقض.. وكلامك هذا لم أفهمه

أقصد أن الصفات منها الإختيارية التي يفعلها الله بنفسه (تسمونها أنتم قيام الحوادث) كالإستواء على العرش لقوله تعالى(ثم استوى العرش) والإستواء عبارة عن فعل فعله الله تعالى وكذلك النزول والإتيان والكلام.
أما القرب فمنه ماهو فعل يفعله الله فيقرب من خلقه كيف يشاء(وهو خاص بالمحسنين والداعيين والحجاج يوم عرفة).
ومنه ماهو لازم لذاته كقرب العلم والإحاطة .

اقتباس:
والحلولي يقول لك الله قريب من جميع خلقه بذاته كيف يشاء..

{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16

ولا تنسى أنّ العلم صفة قائمة بذات الله ــ إبتسامة ــ



نقول له لا يوجد في الكتاب والسنة ما يدل على قرب الله تعالى بنفسه من كل موجود إنما هو خاص بل الموجود في الكتاب والسنة أن الله فوق عرشه وليس في كل مكان ويقرب وينزل ويأتي كيف يشاء.

اقتباس:
قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للواسطية:
هذه ليست الغضب عينه وإنما هي أشياء نتجت عن الغضب في الإنسان .فإذن إذا عُرِّف الغضب بهذا التعريف صار باطلا لأنه تعريف للشيء بأثره وهذا ليس بمستقيم عند المعرِّفين حتى عند أهل اللغة وعند جميع العقلاء..

فكن من العقلاء يا أخي جمال البليدي ولا تأتي بأفعال اليد وما نتج عنها وتجعلها معنى لليد (ابتسامة)

أخي الكريم أنا لم أقل أن اليد هي القبض والمسك بل قلت أن اليد ما يقبض به ويمسك به .
ففسرت اليد بالأفعال الناتجة عنها الواردة في الكتاب والسنة لكونها واضحة المعنى لكنك تسأل الكيفية بصورة السؤال عن المعنى.
قال شيخنا البراك (((والتعبير عن الأسماء والمعاني التي في معاجم اللغة منه ما هو تفسير بما يختص بالمخلوق، كتفسير الغضب بغليان دم القلب، أو تفسير الرحمة بأنها رقة، وما أشبه ذلك، ومنها ما هو تفسير بالمعنى العام الذي يصلح أن يضاف إلى الخالق وأن يضاف إلى المخلوق، كما إذا قيل العلم ضد الجهل، والحياة ضد الموت، والسمع إدراك الأصوات، والبصر إدراك المرئيات، وكثير من المعاني يصعب التعبير عنها بحد جامع مانع لكنها معقولة، مثل المحبة والبغض، بل الحياة والسمع والبصر إنما تفسر بذكر أضدادها ومقتضياتها اللازمة لها، ولا يعني ذلك نفي حقائقها فتثبت المحبة مثلاً وما تستلزمه من الثواب، والبغض وما يستلزمه من العقاب، ونفي الحقيقة وإثبات لازمها تعطيل مع ما فيه من التناقض، فإن إثبات اللازم يقتضي إثبات الملزوم، ونفي الملزوم يقتضي نفي اللازم.)).
وقال كذلك((
السؤال عن هذه الصفات على وجهين؛ سؤال عن حقائقها وكيفياتها، وهذا هو السؤال الذي قال فيه الإمام مالك: "والسؤال عنه بدعة"، لأنه سؤال عما لا سبيل إليه، ولا يمكن أحداً الجوابُ عنه.
والثاني سؤال عن معانيها، وهذه الصفات مع وضوحها لا يكون السؤال عنها إلاّ من متعنت متكلف، كالذي يسأل عن الماء والشمس والإنسان، ولا نقول إن هذه الألفاظ لا يمكن التعبير عن معناها. بل كل لفظ يمكن تفسيره إما بمرادفه أو بذكر ضده أو بذكر بعض آثاره وما يحصل به، والمقصود هو إفهام المراد وتقريبه.)
)

ولي سؤال شبيه لأسئلتك:
هل تثبت معنى العلم والسمع والبصر والحياة؟مامعناها؟.

اقتباس:
ماهو فعل القدرة ؟ وهل ذكرتُ في كلامي القيامة وخلق آدم عليه السلام و المفرد والمثنى ؟


لم تذكره في كلامك لهذا بينته لك كما بينت لك الفرق بينهما وباتضاح الفرق يسقط إلزامك.
أهل السنة يعلمون أن القدرة غير اليد غير الإستواء أما المفوضة فيجوز عندهم ذلك لأنها مجهولة عندهم من حيث المعنى مثلها مثل الحروف المقطعة في أوائل السور.
((فإن قلت ما الفرق إذا بين مذهب المفوضة ومذهب السلف .

فالجواب : أنه
اقتباس:
هو لا يُثبت الجارحة والعضو أمّا فعل اليد المذكور في القرآن والسّنّة ، الذي ذكرته أنت فهو يعلمه، فإذا سألته هل يد الله مبسوطة قال لك نعم ..لأنه متّبع لله ورسوله فيما أخبرا..


لا خلاف فيما قلت لكنه لا يفرق بينهما وبين الصفات الأخرى كما ذكرت لك .
فهو لا يقول أن لله يد حقيقية كما أخبر الله بها بل مجهولة عنده.
((عند المفوضة يجوز أن يكون معنى اليد هو العلم ، ويجوز أن يكون معنى الغضب الرحمة ، ويجوز أن يكون وجود الله هو مغفرته ، فليس لتلك الصفات دلالات لأنك لا تعرف معناها ولا ما تدل عليه بأي وجه أو شكل .

وأنت إذا قلت على مذهبهم يا غفور اغفر لي ، كما يقول يا كلام الله اغفر لي .

بينما مذهب السلف يقولون إن الرحمة معلومة لدينا ، والمغفرة كذلك ، وأنت عندما تدعوا وتقول اللهم اغفر لي ، فإنك تسأل الله بصفة من صفاته تقتضي التجاوز والستر والصفح .

وهكذا . ))من ملتقى أهل الحديث.


اقتباس:
أنت لا تعلم معنى اليد ..

بل لا أعلم الكيفية لكنني أعلم أن لله يدا حقيقية إلا أنني أجهل كيفيتها.

اقتباس:

كل ماذكره الله ورسوله عن أفعال اليد يقول به المفوض فكيف ترّد عليه وأنت لم تأت بشيء ؟

بما تقدم.
اقتباس:
هل تقصد أنّ اليد التي تعرف معناها لا حدّ لها وأنّك عاجز عن التحديد ؟
ولا تخلط أصول الفقه والإصطلاحات الفقهية بمعاني الصفات .

بل أقصد أن اليد معلومة عندنا وعجزنا عن إيجاد مرادف لها في اللغة سببه وضوح الكلمة.
هل تثبت صفة الوجود لله؟.
لا شك نعم.
فمامعنى الوجود عندك؟.
مهما كانت إجابتك فكن واثقا أنني سأرد عليك بنفس إلزاماتك.
قال العلامة البراك في تعليقعه على كلام الغزالي السابق((
مداره على أن هذه الصفات المسؤول عنها واضحة المعنى مفهومة وأنها أوضح من كثير مما تفسر به، كما ورد الاستشهاد بذلك بما قال الغزالي في العلم، ويمكن أن يقال مثله في الحياة والمحبة والرحمة والفرح، ولهذا يلجأ بعض أهل اللغة أصحاب المعاجم إلى تفسيرها بذكر أضدادها، أو يقولون: معروف.
والموردون للسؤال من الأشاعرة عليهم أن يوردوا هذا السؤال على أنفسهم فيما أثبتوه فما يجيبون به هو جوابنا عن هذا السؤال فيما نفوه، فإن كان ما أثبتوه لله من الحياة والقدرة والسمع والبصر أثبتوها بمعانيها المعقولة المفهومة على الوجه اللائق به سبحانه، والمعقول من معاني هذه الأسماء أن الحياة ضد الموت، والعلم ضد الجهل، والقدرة ضد العجز، والسمع ضد الصمم، والبصر ضد العمى، فليقولوا مثل ذلك في سائر ما نفوا من صفات الله، سواء كانوا من أهل التأويل أو التفويض، وهذا هو المطلوب.))
.

اقتباس:
يا ليتك سألتني عن قصدي ــ إبتسامة ــــ

أقصد :

عثمان بن سعيد الدارمي في النقض.
وابن جرير الطبري في التبصير.
وأبا بكر الإسماعيلي في إعتقاد أئمة الحديث.
وأبا جعفر الطحاوي في عقيدته.
وأبا نصر السجزي في رسالته إلى أهل زبيد.

هل ترى أنّ هؤلاء العلماء لم يفهموا من اليد إلا الجارحة؟

وأفهم من كلامك أنّ من فهم من النزول الإنتقال والحركة فقد قاس الخالق بالمخلوق فما قولك ؟؟


إن أهل السنة الذين قالوا بتلك الألفاظ إنما ذكروها في مقام النقض لا التقرير.
وطريقتهم في رد هذه الألفاظ المحدثة على ضربين:
الأول: إما نفيها جملة وتفصيلا(كنفي الطبري للحركة) .
الثاني: الإستفصال فيها والإقتصار على المعنى الموافق للكتاب والسنة كما هو حال الدارمي ولفظ(الحركة).
الثالث:الإستفصال في معناها فإن كان حقا قبلناها وتركنا اللفظ وإن كانت باطلة رددنا واللفظ على حد سواء وهذه طريقة شيخ الإسلام ابن تيمية.


ليتك تنقل أقوالهم للفائدة فقد اطلعت على كلام الطبري والدارمي ولم أوفق في الإطلاع على باقي كلام الأئمة الذين ذكرتهم.
أما سؤالك عن النزول فالبرغم أنه سؤال عن أمر معلوم في اللغة فهو الهبوط ضد الصعود.
[/b









قديم 2010-10-15, 15:00   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
السعيدي الاول
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

نعود بالله من الخذلان صارت عقائد المجسمة تروى ولاتطوى
نحذر إخواننا من هذا الانحراف الخطير في العقيدة والابتداع في دين الله بما لم يأذن به

وأنصح إخواني بالكتاب الرائع "تنزيه الحق المعبود عن الحيز والحدود"
https://www.zytouna.com/vb/showthread.php?t=3116




يقول الامام الكبير سيدي أحمد الدردير في قصيدة الخريدة البهية وهو يصف الله تعالى
منزه عن الحلول والجهة والاتصال الانفصال والسفه

باختصار الله لايحده مكان ولازمان .










قديم 2010-10-30, 22:48   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السعيدي الاول مشاهدة المشاركة
نعود بالله من الخذلان صارت عقائد المجسمة تروى ولاتطوى
نحذر إخواننا من هذا الانحراف الخطير في العقيدة والابتداع في دين الله بما لم يأذن به

وأنصح إخواني بالكتاب الرائع "تنزيه الحق المعبود عن الحيز والحدود"
https://www.zytouna.com/vb/showthread.php?t=3116




يقول الامام الكبير سيدي أحمد الدردير في قصيدة الخريدة البهية وهو يصف الله تعالى
منزه عن الحلول والجهة والاتصال الانفصال والسفه

باختصار الله لايحده مكان ولازمان .


لا خلاف أن الله لا يحده زمان ومكان فالله تعالى فوق العالم أي فوق جميع الأمكنة (=فوق العرش).
لكن لما خلق الله العالم(=جميع المخلوقات) هل خلقه في نفسه أم خارجا عنها؟
إن قلت في نفسه فقد قلت بقول الجهمية الحلولية(وهذا القول كفر إجماعا).
وإن قلت خارجا عنها فلا يكون العالم المخلوق إلا في السفل وربنا عزوجل في العلو.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الغلو, شبهات, عليها, والرد, واعتراضات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:45

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc