أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

أقوى الردود على من أنكر علو العزيز الودود..متجدد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-17, 20:43   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وفيك بارك الله أخي الكريم مراد

ذكر الاجماع على استواء الله على عرشه فوق سماواته



لقد أجمعت رسل الله تعالى واتفقت كتبه المنزلة([1]) بل العرب والعجم([2]) , والآدميون عربهم وعجمهم مؤمنهم وكافرهم([3]) واتفقت بذلك كلمة المسلمين والكافرين([4]) على أن الله تعالى فوق العالم عالٍ على عباده([5]) .

ولم يخالف في ذلك أحد من بني آدم إلا شرذمة من الفلاسفة والجهمية والمعطلة والأشعرية
والماتريدية([6]) .

فكلهم يشهدون بألسنتهم وفطرهم على أن الله فوق العالم وعليه فطرة المسلمين علمائهم وجهالهم وأحرارهم ومماليكهم وذكرانهم وإناثهم وأطفالهم وكل من دعا الله تعالى([7]) .


وأما إجماع أهل السنة والجماعة على استواء الله على عرشه فوق سماواته ، فقد حكاه غير واحد من أكابر العلماء.
1-الإمام أحمد ابن حنبل :
و من أجلهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، فقد روى القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة" بإسناد إلى أبي العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري قال: قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروقها، العارفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب الني صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها أو عاب قائلها، فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
ثم ساق الإمام أحمد أقوالهم في هذه العقيدة إلى أن قال: وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام، والماء فوق السماء العليا السابعة، وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء، والله عز وجل على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما، وما تحت الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة وشجرة، وكل زرع وكل نبات، ومسقط كل ورقة، وعدد كل كلمة، وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد، وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء، لا يخفى عليه من ذلك شيء، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وبقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} وبقوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } ونحو هذا من متشابه القرآن. فقل: إنما يعنى بذلك العلم، لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا، ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان. انتهى.

2-الإمام ابن عبد البر :
وقال أبو عمر ابن عبد البر: أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله:{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خلفهم في ذلك أحد يحتج بقوله. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في " القاعدة المركشية" وأقره وهو مذكور في صفحة 193 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى، ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فهذا ما تلقاه الخلف عن السلف، إذ لم ينقل عنهم غير ذلك، إذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية. انتهى. وقد نقل الذهبي كلام ابن عبد البر في كتاب "العلو" ونقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" وأقره.


3-الإمام أبو عمر الطلمنكي :
قال في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول:
" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله : وهو معكم أينما كنتم . ونحو ذلك من القرآن : أنه علمه ، وأن الله تعالى فوق السموات بذاتـه مستو على عرشه كيف شاء
وقال: قال أهل السنة في قوله :الرحمن على العرش استوى:إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.". انتهى
قال الذهبي: كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس
درء التعارض 6/250 ، الفتاوى 5/189 ، بيان تلبيس الجهمية 2/38 ، مختصر العلو 264
ونقل شيخ الإسلام أيضا عن أبي عمر الطلمنكي أنه قال: وقد أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله على عرشه بائن من جميع خلقه، وتعالى الله عن قول أهل الزيغ، وعما يقول الظالمون علوا كبيرا. انتهى. وهو المذكور في صفحة 501 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى.

4-الإمام الأوزاعي :
وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا، وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قول الأوزاعي في "الفتوى الحموية الكبرى" ثم قال: وقد حكى الأوزاعي وهو أحد الأئمة الأربعة في عصر تابع التابعين الذين هم: مالك إمام أهل الحجاز، والأوزاعي إمام أهل الشام، والليث إمام أهل مصر، والثوري إمام أهل العراق – حكى شهرة القول في زمن التابعين بالإيمان بأن الله فوق العرش وبصفاته السمعية، وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم المنكر لكون الله فوق عرشه، والنافي لصفاته، ليعرف الناس أن مذهب السلف خلاف ذلك. انتهى. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى كلام الأوزاعي في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية" ثم قال: هذا الأثر يدخل في حكاية مذهبه ومذهب التابعين انتهى.
5- الامام قتيبة بن سعيد:
وقال الذهبي في كتاب "العلو" قال أبو أحمد الحاكم وأبو بكر النقاش المفسر واللفظ له حدثنا أبو العباس السراج، قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة، نعرف ربنا أنه في السماء السابعة على عرشه كما قال جل جلاله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وكذا نقل موسى بن هارون، عن قتيبة أنه قال: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه. قال الذهبي فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة. انتهى. وقد نقل ابن القيم كلام قتيبة في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" بمثل ما ذكره الذهبي.

6-الإمام علي بن مديني :
وروى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن الحارث قال: سئل علي بن المديني وأنا أسمع: ما قول أهل الجماعة؟ قال: يؤمنون بالرؤية وبالكلام، وأن الله عز وجل فوق السموات على عرشه استوى، فسئل عن قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} فقال اقرأ ما قبله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

7-إسحاق ابن راهوية :
وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: أخبرنا أبو بكر المروذي، حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري، حدثنا أبو داود الخفاف سليمان بن داود قال: قال إسحاق بن راهويه: قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجنماع الجيوش الإسلامية" وقال الذهبي بعد إيراده: اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة كما نقله في زمانه قتيبة المذكور. انتهى.

8- الإمام أبا زرعة :
وروى الذهبي في كتاب "العلو" بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى. وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش المسلمة" ثم قال: وهذان الإمامان إماما أهل الدين وهما من نظراء أحمد والبخاري رحمهم الله تعالى.

9-الإمام الدارمي :
وقال عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب "النقض" على بشر المريسي: قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سمواته، وقال أيضا: إن الله فوق عرشه يعلم ويسمع من فوق العرش، ولا تخفى عليه خافية من خلقه، ولا يحجبهم عنه شيء. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

10-الإمام إسماعيل الكرماني :
وذكر ابن القيم أيضا في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق أنه قال: والماء فوق السماء السابعة، والعرش على الماء، والله على العرش.
قال ابن القيم: هذا لفظه في مسائله وحكاه إجماعا لأهل السنة من سائر أهل الأمصار. انتهى.

11-الإمام الآجري :
وقال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتاب " الشريعة" "باب التحذير من مذاهب الحلولية" ثم ذكر عنهم أنهم يحتجون لمذهبهم بقول الله تعالى في سورة المجادلة: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وبقوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} إلى قوله :{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} قال: فلبسوا على السامع بما تأولوا، وفسروا القرآن على ما تهوى أ،فسهم، فضلوا وأضلوا. قال والذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السموات العلا، وبجميع ما في سبع أرضين وما بينهما وما تحت الثرى، يسمع ويرى، لا يعزب عن الله مثقال ذرة في السموات والأرضين وما بينهن إلا وقد أحاط علمه به، فهو على عرشه سبحانه العلي الأعلى، يرفع إليه أعمال العباد، وهو أعلم بها من الملائكة الذين يرفعونها باليل والنهار.
فإن قال قائل: فأي شيء معنى وله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} الآية التي يحتجون بها.
قيل: علمه عز وجل، والله على عرشه، وعلمه محيط بهم وبكل شيء من خلقه، كذا فسره أهل العلم، والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} إلى قوله: { ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فابتدأ عز وجل الآية بالعلم، وختمها بالعلم، فعلمه محيط بجميع خلقه وهو على عرشه. وهذا قول المسلمين.
قال: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه، وذكر آيات في ذلك، وقد ذكرتها فيما تقدم، ثم قال: "باب ذكر السنن التي دلت العقلاء على أن الله عز وجل على عرشه فوق سبع سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" وذكر أحاديث كيرة في ذلك، وقد ذكرتها فيما تقدم ثم قال: فهذه السنن قد اتفقت معانيها، ويصدق بعضها بعضا، وكلها تدل على ما قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته، وقد أحاط علمه بكل شيء وأنه سميع بصير خبير. انتهى المقصود من كلامه ملخصا. وقد نقل الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" بعض كلام الآجري مختصرا إلى قوله: وهذا قول المسلمين.

12-الإمام العبكري :
وقال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري شيخ الحنابلة في كتابه « الإبانة » , « باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه » : أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه ، فأما قوله : ( وهو معكم ) فهو كما قالت العلماء : علمه . وأما قوله : ( وهو الله في السموات وفي الأرض )معناه أنه هو الله في السموات إله وهو الله في الأرض إله . وتصديقه في كتاب الله : ( و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله ) . واحتج الجهمي بقوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) فقال : إن الله معنا وفينا . وقد فسر العلماء أن ذلك علمه . ثم قال تعالى في آخرها : ( إن الله بكل شيء عليم ) انتهى وقد نقله عنه الذهبي في كتاب « العلو » وقال : ثم إن ابن بطة سرد بأسانيده أقوال من قال إنه علمه، وهم الضحاك والثوري ونعيم بن حماد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه .

13-الإمام القيرواني :
وذكر ابن القيم في كتابه « اجتماع الجيوش الإسلامية » عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني أنه ذكر في كتابه المفرد في السنة تقرير العلو ، واستواء الرب تعالى على عرشه بذاته أتم تقرير فقال : « فصل » فيما عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة أن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته - ثم ذكر جملة من الصفات ومنها : أنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه ، وأنه في كل مكان بعلمه - ثم ذكر سائر العقيدة وقال في آخرها : وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث ، وكله قول مالك . انتهى المقصود من كلامه .

14-الإمام الزمنين :
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » عن أبي عبد الله محمد بن أبي زمنين أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة : ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق , ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر من نفسه ، قال : ومن قول أهل السنة : أن الله بائن من خلقه محتجب عنهم بالحجب . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في « الفتوى الحموية الكبرى » .

15-الإمام الزنجاني :
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » من إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني أنه قال : أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى ، وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو ، فنثبت بذلك أن لله علو الذات ، وعلو الصفات ، وعلو القهر والغلبة . انتهى .

16-الإمام إسماعيل التيمي :
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » عن إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي أنه قال في كتاب « الحجة » : قال علماء السنة : إن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه ، وقال أيضاً : أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى . قال : فنثبت أن لله تعالى علو الذات ، وعلو الصفات ، وعلو القهر والغلبة . انتهى .

17-الإمام الباقلاني :
وقال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب « الإبانة » ما ملخصه : فإن قيل فهل تقولون : إنه في كل مكان . قيل : معاذ الله ، بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال : ( الرحمن على العرش استوى ) وقال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) قال : ولو كان في كل مكان لكان يصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض ، وإلى خلفنا ويميننا وشمالنا , وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « الفتوى الحموية الكبرى » ونقله الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتابه « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .

18-الإمام الأصبهاني :
وقال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني مصنف « حلية الأولياء » في كتاب « الاعتقاد » له : طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة , ومما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت في العرش , واستواء الله عليه يقولون بها ، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ، ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » ثم قال : فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ، ولله الحمد . ونقل ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » قوله : طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، قال : وساق ذكر اعتقادهم ثم قال : ومما اعتقدوه أن الله في سمائه دون أرضه . انتهى .
19-الإمام النيسابوري :
وقال أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الصابوني في رسالته في السنة : ويعتقد أصحاب الحديث ، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه ، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه ، وعرشه فوق سمواته . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .

20-الإمام أبن عبر البر :
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب « التمهيد » : لما تكلم على حديث النزول في صفحة 128 وما بعدها من الجزء السابع ، قال : هذا حديث ثابت من جهة النقل ، صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته ، وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة ، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم : إن الله عز وجل في كل مكان ، وليس على العرش - إلى أن قال : ومن الحجة في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع ، أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى ، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته ، لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم .
قال : وأما احتجاجهم بقوله عز وجل : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية ، لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية : هو على العرش ، وعلمه في كل مكان . وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله ، ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان ، عن الضحْاك بن مزاحم في قوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) الآية قال : هو على عرشه ، وعلمه معهم أينما كانوا . قال وبلغني عن سفيان الثوري مثله . انتهى . وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى جملة من كلامه وتقدم ذكرها . وكذلك الذهبي فإنه نقل بعض كلام ابن عبد البر في كتاب « العلو » ونقله أيضا ابن القيم في كتابه« اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقره كل منهم .


21-الإمام ابن قدامة المقدسي :
وقال الشيخ الموفق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي في كتابه « لمعة الاعتقاد » بعد أن ذكر قول الله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله : ( أأمنتم من في السماء ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية : « أين الله ؟ » قالت : في السماء ، قال : « اعتقها فإنها مؤمنة » وقوله : « ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك » وقوله لحصين بن عبيد والد عمران بن حصين : «كم إلهاً تعبد ؟ » قال : سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء ، قال : « ومَنْ لرغبتك ورهبتك ؟ » قال: الذي في السماء . قال : « فاترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك دعوتين » الحديث . وذكر أيضاً حديث الأوعال وفي آخره : « وفوق ذلك العرش ، والله سبحانه فوق ذلك » ثم قال : فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله . انتهى .

وقال الموفق أيضاً في كتاب « إثبات صفة العلو » أما بعد : فان الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء ، وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين , وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين ، وجعله مغروزاً في طبائع الخلق أجمعين ، فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم ، ويرفعون عندها للدعاء أيديهم ، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه ، ينطقون بذلك بألسنتهم ، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته ، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته . انتهى . وقد نقله ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وفيه أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .
22-أبو نعيم صاحب الحلية (336-430) هـ
قال في كتاب الاعتقاد له:
" طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه:
أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". انتهى.
قال الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد ، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري".
درء التعارض 6/261 ، الفتاوى 5/ 190 ، بيان تلبيس الجهمية 2/ 40 مختصر العلو 261

--------------------------------------------------------------------------------
[1] ) غنية الطالبين 1/63 , الصواعق المرسلة 4/1279 , ومختصر الصواعق 2/205 .
[2] ) تأويل مختلف الحديث 172 , والتمهيد لابن عبدالبر 7/134 .
[3] ) انظر مجموع الفتاوى 5/320 , واجتماع الجيوش 284 .
[4] ) رد الدلرمي على بشر المربسي 25 .
[5] ) راجع درء التعارض 6/208 , ونقض المنطق 52 , ومجموع الفتاوى 4/61 و 5/275 , والرد على الجهمية للدارمي 20-21 .
[6] ) انظر إثبات العلو لابن قدامة 131 , ودرء التعارض 6/209 , 266 , والحموية 24 , ومجموع الفتاوى 5/20 , 271 , وبيان تلبيس الجهمية 1/127 , وشرح الطحاوية 327 .
[7] ) التوحيد لابن خزيمة 1/254 , وانظر الفتاوى 5/275 .








 


قديم 2010-09-18, 01:24   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
حازم312
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمال البليدي مشاهدة المشاركة
وفيك بارك الله أخي الكريم مراد

ذكر الاجماع على استواء الله على عرشه فوق سماواته



لقد أجمعت رسل الله تعالى واتفقت كتبه المنزلة([1]) بل العرب والعجم([2]) , والآدميون عربهم وعجمهم مؤمنهم وكافرهم([3]) واتفقت بذلك كلمة المسلمين والكافرين([4]) على أن الله تعالى فوق العالم عالٍ على عباده([5]) .

ولم يخالف في ذلك أحد من بني آدم إلا شرذمة من الفلاسفة والجهمية والمعطلة والأشعرية
والماتريدية([6]) .

فكلهم يشهدون بألسنتهم وفطرهم على أن الله فوق العالم وعليه فطرة المسلمين علمائهم وجهالهم وأحرارهم ومماليكهم وذكرانهم وإناثهم وأطفالهم وكل من دعا الله تعالى([7]) .


وأما إجماع أهل السنة والجماعة على استواء الله على عرشه فوق سماواته ، فقد حكاه غير واحد من أكابر العلماء.
1-الإمام أحمد ابن حنبل :
و من أجلهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى، فقد روى القاضي أبو الحسين في "طبقات الحنابلة" بإسناد إلى أبي العباس أحمد بن جعفر بن يعقوب بن عبد الله الفارسي الإصطخري قال: قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل: هذه مذاهب أهل العلم وأصحاب الأثر، وأهل السنة المتمسكين بعروقها، العارفين بها المقتدى بهم فيها من لدن أصحاب الني صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا وأدركت من علماء أهل الحجاز والشام وغيرهم عليها، فمن خالف شيئا من هذه المذاهب، أو طعن فيها أو عاب قائلها، فهو مبتدع خارج من الجماعة، زائل عن منهج السنة وسبيل الحق.
ثم ساق الإمام أحمد أقوالهم في هذه العقيدة إلى أن قال: وخلق سبع سموات بعضها فوق بعض، وسبع أرضين بعضها أسفل من بعض، وبين الأرض العليا والسماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة عام، والماء فوق السماء العليا السابعة، وعرش الرحمن عز وجل فوق الماء، والله عز وجل على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما، وما تحت الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة وشجرة، وكل زرع وكل نبات، ومسقط كل ورقة، وعدد كل كلمة، وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد، وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم ويعلم كل شيء، لا يخفى عليه من ذلك شيء، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
فإن احتج مبتدع ومخالف بقول الله عز وجل: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} وبقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} وبقوله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} إلى قوله {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا } ونحو هذا من متشابه القرآن. فقل: إنما يعنى بذلك العلم، لأن الله تعالى على العرش فوق السماء السابعة العليا، ويعلم ذلك كله وهو بائن من خلقه لا يخلو من علمه مكان. انتهى.

2-الإمام ابن عبد البر :
وقال أبو عمر ابن عبد البر: أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل قالوا في تأويل قوله:{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} هو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خلفهم في ذلك أحد يحتج بقوله. انتهى. وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في " القاعدة المركشية" وأقره وهو مذكور في صفحة 193 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى، ثم قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: فهذا ما تلقاه الخلف عن السلف، إذ لم ينقل عنهم غير ذلك، إذ هو الحق الظاهر الذي دلت عليه الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية. انتهى. وقد نقل الذهبي كلام ابن عبد البر في كتاب "العلو" ونقله ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" وأقره.


3-الإمام أبو عمر الطلمنكي :
قال في كتابه: الوصول إلى معرفة الأصول:
" أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله : وهو معكم أينما كنتم . ونحو ذلك من القرآن : أنه علمه ، وأن الله تعالى فوق السموات بذاتـه مستو على عرشه كيف شاء
وقال: قال أهل السنة في قوله :الرحمن على العرش استوى:إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز.". انتهى
قال الذهبي: كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس
درء التعارض 6/250 ، الفتاوى 5/189 ، بيان تلبيس الجهمية 2/38 ، مختصر العلو 264
ونقل شيخ الإسلام أيضا عن أبي عمر الطلمنكي أنه قال: وقد أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله على عرشه بائن من جميع خلقه، وتعالى الله عن قول أهل الزيغ، وعما يقول الظالمون علوا كبيرا. انتهى. وهو المذكور في صفحة 501 من المجلد الخامس من مجموع الفتاوى.

4-الإمام الأوزاعي :
وروى البيهقي في كتاب "الأسماء والصفات" بإسناد صحيح عن الأوزاعي قال: كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جل وعلا، وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى قول الأوزاعي في "الفتوى الحموية الكبرى" ثم قال: وقد حكى الأوزاعي وهو أحد الأئمة الأربعة في عصر تابع التابعين الذين هم: مالك إمام أهل الحجاز، والأوزاعي إمام أهل الشام، والليث إمام أهل مصر، والثوري إمام أهل العراق – حكى شهرة القول في زمن التابعين بالإيمان بأن الله فوق العرش وبصفاته السمعية، وإنما قال الأوزاعي هذا بعد ظهور مذهب جهم المنكر لكون الله فوق عرشه، والنافي لصفاته، ليعرف الناس أن مذهب السلف خلاف ذلك. انتهى. وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى كلام الأوزاعي في كتابه " اجتماع الجيوش الإسلامية" ثم قال: هذا الأثر يدخل في حكاية مذهبه ومذهب التابعين انتهى.
5- الامام قتيبة بن سعيد:
وقال الذهبي في كتاب "العلو" قال أبو أحمد الحاكم وأبو بكر النقاش المفسر واللفظ له حدثنا أبو العباس السراج، قال: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة، نعرف ربنا أنه في السماء السابعة على عرشه كما قال جل جلاله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} وكذا نقل موسى بن هارون، عن قتيبة أنه قال: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه. قال الذهبي فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة. انتهى. وقد نقل ابن القيم كلام قتيبة في كتابه "اجتماع الجيوش الإسلامية" بمثل ما ذكره الذهبي.

6-الإمام علي بن مديني :
وروى شيخ الإسلام أبو إسماعيل الهروي بإسناده إلى الحسن بن محمد بن الحارث قال: سئل علي بن المديني وأنا أسمع: ما قول أهل الجماعة؟ قال: يؤمنون بالرؤية وبالكلام، وأن الله عز وجل فوق السموات على عرشه استوى، فسئل عن قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} فقال اقرأ ما قبله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

7-إسحاق ابن راهوية :
وقال أبو بكر الخلال في كتاب السنة: أخبرنا أبو بكر المروذي، حدثنا محمد بن الصباح النيسابوري، حدثنا أبو داود الخفاف سليمان بن داود قال: قال إسحاق بن راهويه: قال الله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجنماع الجيوش الإسلامية" وقال الذهبي بعد إيراده: اسمع ويحك إلى هذا الإمام كيف نقل الإجماع على هذه المسألة كما نقله في زمانه قتيبة المذكور. انتهى.

8- الإمام أبا زرعة :
وروى الذهبي في كتاب "العلو" بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله تعالى عن مذهب أهل السنة في أصول الدين، وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار، وما يعتقدان من ذلك فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازا وعراقا ومصرا وشاما ويمنا، فكان من مذهبهم أن الله تبارك وتعالى على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله بلا كيف، أحاط بكل شيء علما، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. انتهى. وقد ذكره ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش المسلمة" ثم قال: وهذان الإمامان إماما أهل الدين وهما من نظراء أحمد والبخاري رحمهم الله تعالى.

9-الإمام الدارمي :
وقال عثمان بن سعيد الدارمي في كتاب "النقض" على بشر المريسي: قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سمواته، وقال أيضا: إن الله فوق عرشه يعلم ويسمع من فوق العرش، ولا تخفى عليه خافية من خلقه، ولا يحجبهم عنه شيء. انتهى. وقد نقله الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".

10-الإمام إسماعيل الكرماني :
وذكر ابن القيم أيضا في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عن حرب بن إسماعيل الكرماني صاحب أحمد وإسحاق أنه قال: والماء فوق السماء السابعة، والعرش على الماء، والله على العرش.
قال ابن القيم: هذا لفظه في مسائله وحكاه إجماعا لأهل السنة من سائر أهل الأمصار. انتهى.

11-الإمام الآجري :
وقال أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في كتاب " الشريعة" "باب التحذير من مذاهب الحلولية" ثم ذكر عنهم أنهم يحتجون لمذهبهم بقول الله تعالى في سورة المجادلة: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وبقوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ} إلى قوله :{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} قال: فلبسوا على السامع بما تأولوا، وفسروا القرآن على ما تهوى أ،فسهم، فضلوا وأضلوا. قال والذي يذهب إليه أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، قد أحاط علمه بجميع ما خلق في السموات العلا، وبجميع ما في سبع أرضين وما بينهما وما تحت الثرى، يسمع ويرى، لا يعزب عن الله مثقال ذرة في السموات والأرضين وما بينهن إلا وقد أحاط علمه به، فهو على عرشه سبحانه العلي الأعلى، يرفع إليه أعمال العباد، وهو أعلم بها من الملائكة الذين يرفعونها باليل والنهار.
فإن قال قائل: فأي شيء معنى وله: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} الآية التي يحتجون بها.
قيل: علمه عز وجل، والله على عرشه، وعلمه محيط بهم وبكل شيء من خلقه، كذا فسره أهل العلم، والآية يدل أولها وآخرها على أنه العلم قال الله عز وجل: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ} إلى قوله: { ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فابتدأ عز وجل الآية بالعلم، وختمها بالعلم، فعلمه محيط بجميع خلقه وهو على عرشه. وهذا قول المسلمين.
قال: وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله عز وجل في السماء على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه، وذكر آيات في ذلك، وقد ذكرتها فيما تقدم، ثم قال: "باب ذكر السنن التي دلت العقلاء على أن الله عز وجل على عرشه فوق سبع سمواته، وعلمه محيط بكل شيء، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء" وذكر أحاديث كيرة في ذلك، وقد ذكرتها فيما تقدم ثم قال: فهذه السنن قد اتفقت معانيها، ويصدق بعضها بعضا، وكلها تدل على ما قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سمواته، وقد أحاط علمه بكل شيء وأنه سميع بصير خبير. انتهى المقصود من كلامه ملخصا. وقد نقل الذهبي في كتاب "العلو" وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" بعض كلام الآجري مختصرا إلى قوله: وهذا قول المسلمين.

12-الإمام العبكري :
وقال الإمام الزاهد أبو عبد الله بن بطة العكبري شيخ الحنابلة في كتابه « الإبانة » , « باب الإيمان بأن الله على عرشه بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه » : أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين أن الله على عرشه فوق سمواته بائن من خلقه ، فأما قوله : ( وهو معكم ) فهو كما قالت العلماء : علمه . وأما قوله : ( وهو الله في السموات وفي الأرض )معناه أنه هو الله في السموات إله وهو الله في الأرض إله . وتصديقه في كتاب الله : ( و هو الذي في السماء إله و في الأرض إله ) . واحتج الجهمي بقوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) فقال : إن الله معنا وفينا . وقد فسر العلماء أن ذلك علمه . ثم قال تعالى في آخرها : ( إن الله بكل شيء عليم ) انتهى وقد نقله عنه الذهبي في كتاب « العلو » وقال : ثم إن ابن بطة سرد بأسانيده أقوال من قال إنه علمه، وهم الضحاك والثوري ونعيم بن حماد وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه .

13-الإمام القيرواني :
وذكر ابن القيم في كتابه « اجتماع الجيوش الإسلامية » عن أبي محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني أنه ذكر في كتابه المفرد في السنة تقرير العلو ، واستواء الرب تعالى على عرشه بذاته أتم تقرير فقال : « فصل » فيما عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة أن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى ، والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته - ثم ذكر جملة من الصفات ومنها : أنه فوق سمواته على عرشه دون أرضه ، وأنه في كل مكان بعلمه - ثم ذكر سائر العقيدة وقال في آخرها : وكل ما قدمنا ذكره فهو قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث ، وكله قول مالك . انتهى المقصود من كلامه .

14-الإمام الزمنين :
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » عن أبي عبد الله محمد بن أبي زمنين أنه قال في كتابه الذي صنفه في أصول السنة : ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق , ثم استوى عليه كيف شاء كما أخبر من نفسه ، قال : ومن قول أهل السنة : أن الله بائن من خلقه محتجب عنهم بالحجب . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية في « الفتوى الحموية الكبرى » .

15-الإمام الزنجاني :
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » من إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني أنه قال : أجمع المسلمون على أن الله هو العلي الأعلى ، وأن لله علو الغلبة والعلو الأعلى من سائر وجوه العلو ، فنثبت بذلك أن لله علو الذات ، وعلو الصفات ، وعلو القهر والغلبة . انتهى .

16-الإمام إسماعيل التيمي :
وذكر ابن القيم أيضاً في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » عن إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي أنه قال في كتاب « الحجة » : قال علماء السنة : إن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه ، وقال أيضاً : أجمع المسلمون أن الله سبحانه العلي الأعلى . قال : فنثبت أن لله تعالى علو الذات ، وعلو الصفات ، وعلو القهر والغلبة . انتهى .

17-الإمام الباقلاني :
وقال أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني في كتاب « الإبانة » ما ملخصه : فإن قيل فهل تقولون : إنه في كل مكان . قيل : معاذ الله ، بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال : ( الرحمن على العرش استوى ) وقال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) قال : ولو كان في كل مكان لكان يصح أن يرغب إليه إلى نحو الأرض ، وإلى خلفنا ويميننا وشمالنا , وهذا قد أجمع المسلمون على خلافه وتخطئة قائله . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « الفتوى الحموية الكبرى » ونقله الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتابه « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .

18-الإمام الأصبهاني :
وقال الحافظ الكبير أبو نعيم أحمد بن عبدالله بن أحمد الأصبهاني مصنف « حلية الأولياء » في كتاب « الاعتقاد » له : طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة , ومما اعتقدوه أن الأحاديث التي ثبتت في العرش , واستواء الله عليه يقولون بها ، ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه، والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ، ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » ثم قال : فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ، ولله الحمد . ونقل ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » قوله : طريقنا طريق السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، قال : وساق ذكر اعتقادهم ثم قال : ومما اعتقدوه أن الله في سمائه دون أرضه . انتهى .
19-الإمام النيسابوري :
وقال أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن النيسابوري الصابوني في رسالته في السنة : ويعتقد أصحاب الحديث ، ويشهدون أن الله فوق سبع سمواته على عرشه كما نطق به كتابه ، وعلماء الأمة , وأعيان الأئمة من السلف ، لم يختلفوا أن الله على عرشه ، وعرشه فوق سمواته . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى والذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقروه .

20-الإمام أبن عبر البر :
وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب « التمهيد » : لما تكلم على حديث النزول في صفحة 128 وما بعدها من الجزء السابع ، قال : هذا حديث ثابت من جهة النقل ، صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث في صحته ، وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة ، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم : إن الله عز وجل في كل مكان ، وليس على العرش - إلى أن قال : ومن الحجة في أنه عز وجل على العرش فوق السموات السبع ، أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى ، وهذا أشهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته ، لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد ولا أنكره عليهم مسلم .
قال : وأما احتجاجهم بقوله عز وجل : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) فلا حجة لهم في ظاهر هذه الآية ، لأن علماء الصحابة والتابعين الذين حملت عنهم التأويل في القرآن قالوا في تأويل هذه الآية : هو على العرش ، وعلمه في كل مكان . وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله ، ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان ، عن الضحْاك بن مزاحم في قوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) الآية قال : هو على عرشه ، وعلمه معهم أينما كانوا . قال وبلغني عن سفيان الثوري مثله . انتهى . وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى جملة من كلامه وتقدم ذكرها . وكذلك الذهبي فإنه نقل بعض كلام ابن عبد البر في كتاب « العلو » ونقله أيضا ابن القيم في كتابه« اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقره كل منهم .


21-الإمام ابن قدامة المقدسي :
وقال الشيخ الموفق أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي في كتابه « لمعة الاعتقاد » بعد أن ذكر قول الله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله : ( أأمنتم من في السماء ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم للجارية : « أين الله ؟ » قالت : في السماء ، قال : « اعتقها فإنها مؤمنة » وقوله : « ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك » وقوله لحصين بن عبيد والد عمران بن حصين : «كم إلهاً تعبد ؟ » قال : سبعة ستة في الأرض وواحد في السماء ، قال : « ومَنْ لرغبتك ورهبتك ؟ » قال: الذي في السماء . قال : « فاترك الستة واعبد الذي في السماء وأنا أعلمك دعوتين » الحديث . وذكر أيضاً حديث الأوعال وفي آخره : « وفوق ذلك العرش ، والله سبحانه فوق ذلك » ثم قال : فهذا وما أشبهه مما أجمع السلف رحمهم الله على نقله وقبوله ، ولم يتعرضوا لرده ولا تأويله ولا تشبيهه ولا تمثيله . انتهى .

وقال الموفق أيضاً في كتاب « إثبات صفة العلو » أما بعد : فان الله تعالى وصف نفسه بالعلو في السماء ، ووصفه بذلك رسوله خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام ، وأجمع على ذلك جميع العلماء من الصحابة الأتقياء والأئمة من الفقهاء ، وتواترت الأخبار في ذلك على وجه حصل به اليقين , وجمع الله عز وجل عليه قلوب المسلمين ، وجعله مغروزاً في طبائع الخلق أجمعين ، فتراهم عند نزول الكرب يلحظون السماء بأعينهم ، ويرفعون عندها للدعاء أيديهم ، وينتظرون مجيء الفرج من ربهم سبحانه ، ينطقون بذلك بألسنتهم ، لا ينكر ذلك إلا مبتدع غال في بدعته ، أو مفتون بتقليده واتباعه على ضلالته . انتهى . وقد نقله ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وفيه أبلغ رد على من زعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية .
22-أبو نعيم صاحب الحلية (336-430) هـ
قال في كتاب الاعتقاد له:
" طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ، ومما اعتقدوه:
أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة ، لا يزول ولا يحول …. وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا: كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة… وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش واستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل ، وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم ، وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه". انتهى.
قال الذهبي: " فقد نقل هذا الإمام الإجماع على هذا القول ولله الحمد ، وكان حافظ العجم في زمانه بلا نزاع … ذكره ابن عساكر الحافظ في أصحاب أبى الحسن الاشعري".
درء التعارض 6/261 ، الفتاوى 5/ 190 ، بيان تلبيس الجهمية 2/ 40 مختصر العلو 261

--------------------------------------------------------------------------------
[1] ) غنية الطالبين 1/63 , الصواعق المرسلة 4/1279 , ومختصر الصواعق 2/205 .
[2] ) تأويل مختلف الحديث 172 , والتمهيد لابن عبدالبر 7/134 .
[3] ) انظر مجموع الفتاوى 5/320 , واجتماع الجيوش 284 .
[4] ) رد الدلرمي على بشر المربسي 25 .
[5] ) راجع درء التعارض 6/208 , ونقض المنطق 52 , ومجموع الفتاوى 4/61 و 5/275 , والرد على الجهمية للدارمي 20-21 .
[6] ) انظر إثبات العلو لابن قدامة 131 , ودرء التعارض 6/209 , 266 , والحموية 24 , ومجموع الفتاوى 5/20 , 271 , وبيان تلبيس الجهمية 1/127 , وشرح الطحاوية 327 .
[7] ) التوحيد لابن خزيمة 1/254 , وانظر الفتاوى 5/275 .
كنت اتمنى ان تذكر لنا التصورات الاخرى للعلماء المعروفين ... و الذين اثبتوا صفة العلو لله بطريقة اخرى و نسبوها ايضا للسلف الصالح









قديم 2010-09-18, 01:42   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
01 algeroi
عضو فعّال
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حازم312 مشاهدة المشاركة
كنت اتمنى ان تذكر لنا التصورات الاخرى للعلماء المعروفين ... و الذين اثبتوا صفة العلو لله بطريقة اخرى و نسبوها ايضا للسلف الصالح
كان الأولى أن تدلي برايك الموضوعي وانت ترى هذا السيل الجارف من الأدلة .. فالعبرة بالدليل لا بالتهويل ايها العالم الجليل









قديم 2010-09-19, 23:40   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أقوال الأئمة الأربعة في استواء الله على عرشه فوق‎ ‎سماواته



‎ ‎
1-الامام أبو‎ ‎حنيفة‎:‎
‎ ‎ قال:«من قال لا أعرف ربي في السماء أم في‎ ‎الأرض فقد كفر, وكذا من قال إنه على العرش ولا أدري العرش أفي ‏السماء أم في الأرض‎» . ‎الفقه الأبسط ص 46، ونقل نحو هذا اللفظ شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى‏‎ ‎‎(5/48)‎، وابن القيم في اجتماع الجيوش الإسلامية ص139، والذهبي في العلو ص 101‏‎ - 102‎، وابن قدامة في ‏العلو ص116، وابن أبي العز في شرح الطحاوية ص‎ 301.
‎ ‎ ولما سئُل عن النزول الإلهي قال‎:«‎ينزل بلا‎ ‎كيف‎». ‎عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ‏ص456، وسكت‎ ‎عليه الكوثري ,وشرح العقيدة الطحاوية ص245 , وشرح الفقه الأكبر للقاري‎ ‎ص60‏‎.

‎ وقال أبو حنيفة:«والله تعالى‎ ‎يدعى من أعلى لا من‎ ‎أسفل‎ ‎لأن الأسفل ليس من وصف الربوبية والألوهية في شيء»6. ‏الفقه الأبسط‎ ‎ص51‏‎.

‎ وقال للمرأة التي سألته أين إلهك الذي تعبده قال:«إن الله سبحانه‎ ‎وتعالى‎ ‎في السماء دون الأرض‎, ‎فقال له رجل: أرأيت ‏قول الله‎ ‎تعالى: (وَهُوَ مَعَكُمْ) (الحديد: آية 4)، قال: هو كما تكتب للرجل إني معك وأنت‎ ‎غائب عنه»2. الأسماء ‏والصفات ص 429‏‎.
‎ ‎ وقال: «لا يوصف الله تعالى بصفات‎ ‎المخلوقين, وغضبه ورضاه صفتان من صفاته بلا كيف, وهو قول أهل السنة ‏والجماعة وهو‎ ‎يغضب ويرضى ولا يقال: غضبه عقوبته ورضاه ثوابه, ونصفه كما وصف نفسه أُحدٌ صمد لم‎ ‎يلد ولم ‏يولد ولم يكن له كفواً أحد, حيٌّ قادر سميع بصير عالم, يد الله فوق أيديهم‎ ‎ليست كأيدي خلقه ووجهه ليس كوجوه ‏خلقه»3. الفقه الأبسط ص56‏‎.
‎ ‎ روى البيهقي في كتاب « الأسماء والصفات » بإسناده إلى نعيم ابن‎ ‎حماد قال : سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة ‏يقول : كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ‎ ‎جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهماً فدخلت الكوفة فأظنني أقل ما رأيت ‏عليها عشره‎ ‎آلاف من الناس تدعو إلى رأيها فقيل لها : إن ههنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له‎ ‎أبو حنيفة . فأتته ‏فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك . أين إلهك‎ ‎الذي تعبده ؟ فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ‏، ثم خرج إليها وقد وضع كتاباً‎ : ‎الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض‎ . ‎فقال له رجل‎ : ‎أرأيت قول الله عز وجل : ( وهو معكم ) قال : هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت‎ ‎غائب عنه‎ .

2-الامام‎ ‎مالك‎:‎

‎ ‎ أخرج أبو داوود عن عبد الله بن نافع‎ ‎قال:« قال مالك‎ : ‎الله في السماء وعلمه في كل مكان‎». ‎رواه‎ ‎أبو داوود في ‏مسائل الإمام أحمد ص263 , وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة ص11‏‎ ‎الطبعة القديمة , وابن عبد البر في التمهيد ‏‏(7/138‏‎).
‎ ‎ وأخرج أبو نعيم عن‎ ‎جعفر بن عبد الله قال:« كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله‎, ‎الرحمن على ‏العرش استوى، كيف استوى .
فما وجد مالك من شيء ما وجد في مسألته‎ , ‎فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في بعود يده حتى علاه الرحضاء – يعني ‏العرق – ثم رأسه‏‎ ‎ورمى العود وقال:« الكيف منه غير معقول‎, ‎والاستواء منه غير مجهول‎ , ‎والإيمان به واجب، ‏والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج‎
» ‎الحلية (6/325 , 326 )، وأخرجه أيضاً الصابوني في ‏عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17-18‏‎ , ‎من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك وابن عبد البر في التمهيد (7/151) ‏من طريق عبد‎ ‎الله بن نافع عن مالك والبيهقي في الأسماء والصفات ص408، من طريق عبد الله بن وهب‎ ‎عن مالك، ‏قال الحافظ بن حجر في الفتح (13/406 – 407) إسناده جيد وصححه الذهبي في‎ ‎العلو ص103‏‎ .

‎ ‎ روى أبو داود في كتاب « المسائل » وأبو بكر الآجري في‎ ‎كتاب « الشريعة » من طريق أبي داود ومن طريق الفضل ‏بن زياد كلاهما عن الإمام أحمد‎ ‎بن حنبل قال : حدثني سريج بن النعمان قال : حدثنا عبد الله بن نافع قال : قال مالك‎ ‎بن ‏أنس‎ : ‎الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان‎ ‎لا‎ ‎يخلو من علمه مكان ، وقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في ‏كتاب « السنة » عن أبيه ،‎ ‎وزاد بعد قوله وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ، وتلا هذه الآية : ( ما يكون من‎ ‎نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم) وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في‎ « ‎القاعدة المراكشية » أن ‏المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال‎ : ‎الله في السماء ، وعلمه في كل مكان‎ ‎، حتى ذكر ذلك مكي خطيب ‏قرطبة‎ ‎في « كتاب التفسير » الذي جمعه من كلام مالك ، ونقله أبو عمر الطلمنكي ، وأبو عمر‎ ‎بن عبد البر ، وابن أبي ‏زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء‏‎ ‎ممن لا يحصى عددهم مثل أحمد بن حنبل ، وابنه عبد ‏الله والأثرم والخلال والآجري وابن‎ ‎بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال : وكلام أئمة ‏المالكية‎ ‎وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة‎ ‎على أن الله بذاته فوق ‏عرشه‎ . ‎انتهى‎ .


3-الامام‎ ‎الشافعي‎:‎

‎ قال الشافعي:« القول في السُّنة التي‎ ‎أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ‏ومالك‎ ‎وغيرهما الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله , وأن محمداً رسول الله‎ ‎وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يَقرُب من ‏خلقه كيف شاء وأن الله‎ ‎تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء‎». ‎اجتماع الجيوش الإسلامية ص165‏‎ , ‎إثبات العلو ‏ص124 , وانظر مجموع الفتاوى (4/181-183) , والعلو للذهبي ص120‏‎ , ‎ومختصره للألباني ص176‏‎.

‎ و روى بن قدامة في صفة العلو عن الشافعي أنه‎ ‎قال: "خلافة أبي بكر حق قضاها‎ ‎الله في سمائه، وجمع عليها‎ ‎قلوب ‏أصحاب نبيه صلى الله عليه وسلم‎.


وأورد الذهبي عن المزني قال:« قلت‎ : ‎إن كان أحد يخرج ما في ضميري وما تعلق به خاطري من أمر التوحيد ‏فالشافعي , فصرت‎ ‎إليه وهو في مسجد مصر , فلما جثوتُ بين يديه قلت : هجس في ضميري مسألة في التوحيد‎ ‎فعلمت ‏أن أحداً لا يعلم علمك، فما الذي عندك فغضب ثم قال : أتدري أين أنت قلت‎ ‎نعم . قال: هذا الموضع الذي أغرق الله ‏فيه فرعون, أَبَلغَك أن رسول الله صلى الله‎ ‎عليه وسلم أمر بالسؤال عن ذلك قلت: لا قال: هل تكلم فيه الصحابة, ‏قلت: لا, قال‎: ‎تدري كم نجماً في السماء ؟ قلت: لا, قال: فكوكب منها تعرف جنسه, طلوعه, أفوله, ممَ‎ ‎خُلق قلت: لا, ‏قال: فشيء تراه بعينك من الخلق لست تعرفه تتكلم في علم خالقَه ثم‎ ‎سألني عن مسألة في الوضوء فأخطأت فيها ‏ففرعها على أربعة أوجه فلم أصب في شيء منه‎ ‎فقال : شيء تحتاج إليه في اليوم خمس مرات تدع علمه وتتكلف علم ‏الخالق إذ هجس في‎ ‎ضميرك ذلك فارجع إلى قول الله تعالى: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ‎ ‎إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ ‏فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ‎ ‎وَالْأَرْضِ) (البقرة: الآيتان 163، 164)، فاستدل بالمخلوق على الخالق ولا تتكلف‎ ‎على ما لم يبلغه ‏عقلك»20. سير أعلام النبلاء (10/31‏‎)

4-أحمد بن حنبل‎:‎


‎ ‎ قول الإمام أحمد:« نحن نؤمن بأن‎ ‎الله على‎ ‎العرش‎ ‎كيف شاء وكما شاء بلا حدّ ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد , ‏فصفات‎ ‎الله منه وله وهو كما وصف نفسه لا تدركه الأبصار»25. درء تعارض العقل والنقل‎ (2/30).

‎ وأورد ابن الجوزي في المناقب كتاب أحمد بن حنبل لمسدد22 وفيه‏‎:« ‎صفوا الله بما وصف به نفسه , وانفوا عن الله ‏ما نفاه عن نفسه ...»23. مناقب الإمام‎ ‎أحمد ص221‏‎.

‎ جاء في كتاب الرد على الجهمية للإمام أحمد قوله:« وزعم – جهم‏‎ ‎بن صفوان – أن من وصف الله بشيء مما وصف ‏به نفسه في كتابه أو حدّث عن رسوله كان‎ ‎كافراً وكان من المشبهة»24. الرد على الجهمية ص104‏‎.
‎ ‎ جاء في‎ ‎العقيدة التي رواها أبو العباس الإصطخري عن الإمام احمد في إثبات‎ ‎علو الله تعالى على العرش فوق السماء ‏السابعة‎ , ‎وأنه بائن من خلقه‎ , ‎وأنه مع الخلق بعلمه لا‎ ‎يخلو من علمه مكان‎ . ‎فليراجع كلامه فإنه مهم جداً‎
‎ ‎ وعن عبد الله‎ ‎بن المبارك أنه قيل له : بماذا نعرف ربنا , قال‎ : ‎بأنه فوق سمواته‎ ‎على عرشه بائن من خلقه‎ , ‎ولا نقول ‏كما تقول الجهمية إنه ههنا في الأرض . قال‎ ‎شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية : وهكذا قال الإمام أحمد وغيره‎ ,
وقال الذهبي‎ : ‎قيل هذا لأحمد بن حنبل فقال‎ : ‎هكذا هو عندنا‎ ,
‎ ‎ وروى القاضي أبو الحسن في « طبقات الحنابلة » عن يوسف بن موسى القطان‎ ‎قال : قيل لأبي عبد الله : والله تعالى ‏فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه‎ ‎وقدرته وعلمه بكل مكان , قال‎ : ‎نعم على عرشه , ولا يخلو شيء من‎ ‎علمه‎ .


وذكر الذهبي في كتاب « العلو » عن أبي طالب أحمد بن حميد‎ ‎قال : سألت أحمد بن حنبل عن رجل قال : الله معنا وتلا‎ )‎‎: ‎ما يكون‎ ‎من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم‎ (‎فقال‎ : ‎قد تجهم هذا‎ , ‎يأخذون بآخر الآية ويَدَعون أولها‎ . ‎هلاّ قرأت ‏عليه‎) : ‎ألم‎ ‎تر أن الله يعلم‎ (‎فعلمه معهم . وقال في سورة ق‎) : ‎ونعلم‎ ‎ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من ‏حبل الوريد‎ ( ‎فعلمه معهم‎ .

‎ ‎. وذكر الإمام أحمد‎ ‎في كتاب « الرد على الجهمية » أنهم قالوا : إن الله تحت الأرض السابعة كما هو على‎ ‎العرش , فهو ‏على العرش , وفي السموات , وفي الأرض , ولا يخلو منه مكان , ولا يكون‎ ‎في مكان دون مكان , وتلوا آية من ‏القرآن : ( وهو الله في السموات وفي الأرض ) فقلنا‎ : ‎قد عرف المسلمون أماكن كثيرة ليس فيها من عظمة الرب ‏شيء : أجسامكم وأجوافكم‎ ‎وأجواف الخنازير والوحوش , والأماكن القذرة ليس فيها من عظمة الرب شيء‎ . ‎وقد ‏أخبرنا أنه في السماء‎ – ‎ثم ذكر أحمد الأدلة من القرآن على أن‎ ‎الله تعالى في السماء , وقال بعد ذلك : وإنما معنى قول ‏الله جل ثناؤه : ( وهو الله‎ ‎في السموات وفي الأرض ) يقول‎ : ‎هو إله من في السموات , وإله من في‎ ‎الأرض‎ , ‎وهو ‏على العرش‎ , ‎وقد أحاط علمه بما دون‎ ‎العرش , ولا يخلو من علم الله مكان ولا يكون علم الله في مكان دون مكان , ‏فذلك قوله‎) : ‎لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علماً‎ ) .
‎ ‎









قديم 2010-09-19, 23:49   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


أقوال التابعين وأئمة الإسلام عبر العصور:


‎1-‎قول‎ ‎كعب الأحبار‎:‎



روى أبو صفوان الأموي‎ ‎بإسناده إلى كعب الأحبار قال : قال الله عز وجل في ‏التوراة : « أنا الله فوق عبادي‎ , ‎وعرشي فوق جميع خلقي , وأنا على عرشي ‏أدبر أمور عبادي ، ولا يخفى علي شيء في‎ ‎السماء ولا في الأرض » وقد ذكره ‏الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب‎ « ‎اجتماع الجيوش الإسلامية » ‏وقال الذهبي : رواته ثقات . وقال ابن القيم رواه أبو‎ ‎الشيخ وابن بطة وغيرهما ‏بإسناد صحيح عن كعب ، وروى أبو الشيخ في كتاب « العظمة‎ » ‎بإسناد إلى ‏كعب الأحبار قال : إن الله عز وجل خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ، ثم‎ ‎جعل بين كل سمائين كما بين السماء الدنيا والأرض ، وجعل كثفها مثل ذلك ، ثم ‏رفع‎ ‎العرش فاستوى عليه ، وقد ذكره الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في ‏كتاب‎ « ‎اجتماع الجيوش الإسلامية » وقال الذهبي الإسناد نظيف‎ .‎

‎2-‎قول‎ ‎قتادة بن دعامة‎:‎

روى عثمان بن سعيد‎ ‎الدارمي عنه أنه قال : قالت بنو اسرائيل : يارب أنت في ‏السماء ونحن في الأرض فكيف‎ ‎لنا أن نعرف رضاك وغضبك ؟ قال : إذا رضيت ‏عنكم استعملت عليكم خياركم ، وإذا غضبت‎ ‎عليكم استعملت عليكم شراركم . ‏وقد ذكره الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في‎ ‎كتاب « اجتماع الجيوش ‏الإسلامية »
وقال الذهبي هذا ثابت عن قتادة أحد الحفاظ , وروى‎ ‎ابن جرير في ‏تفسيره عن قتادة في قول الله تعالى : ( وهو الذي في السماء إله وفي‎ ‎الأرض ‏إله) قال : يعبد في السماء ويعبد في الأرض ، وقد ذكره البخاري في كتاب « ‏خلق‎ ‎أفعال العباد » بدون إسناد ورواه البيهقي في كتاب « الأسماء والصفات » ‏ثم قال : وفي‎ ‎معنى هذه الآية قول الله عز وجل : ( وهو الله في السموات وفي ‏الأرض يعلم سركم‎ ‎وجهركم ويعلم ما تكسبون‎ ).‎

‎3-‎قول‎ ‎الضحاك بن مزاحم‎:‎

روى عبد الله بن الإمام‎ ‎أحمد في كتاب « السنة » وأبو داود في كتاب « المسائل ‏‏» بإسناد حسن عن الضحاك في‎ ‎قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو ‏رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ) قال‎ ‎هو على العرش ، وعلمه معهم . وقد ‏رواه ابن جرير في تفسيره ولفظه قال : هو فوق العرش‎ ‎، وعلمه معهم أينما ‏كانوا ، ورواه الآجري في كتاب « الشريعة » والبيهقي في كتاب‎ « ‎الأسماء ‏والصفات » والقاضي أبو الحسين في « طبقات الحنابلة » وقال بعد إيراده : قال‎ ‎أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - هذه السنة . وذكره ابن عبد البر في التمهيد‎ ‎فقال : ذكر سنيد عن مقاتل بن حيان ، عن الضحاك بن مزاحم في قوله : (‏مايكون من نجوى‎ ‎ثلاثة إلا هو رابعهم ) الآية قال : هو على عرشه ، وعلمه ‏معهم أينما كانوا . قال‎ : ‎وبلغني عن سفيان الثوري مثله . وقد ذكره الذهبي في ‏كتاب « العلو » قال : وفي لفظ‎ « ‎هو فوق العرش وعلمه معهم أينما كانوا » ‏أخرجه أبو أحمد العسال ، وأبو عبد الله بن‎ ‎بطة ، وأبو عمر بن عبد البر بإسناد ‏جيد‎ .‎

‎4-‎قول‎ ‎مالك بن دينار‏‎:‎

روى أبو نعيم في‎ « ‎الحلية » عنه أنه كان يقول : خذوا فيقرأ ثم يقول : اسمعوا ‏إلى قول الصادق من فوق‎ ‎عرشه . قال الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في ‏كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية‎ » ‎إسناده صحيح‎
.‎

‎ -5‎التابعي الجليل‎ ‎مسروق ‏‎:‎

‎ ‎كان مسروق إذا حدث عن‎ ‎عائشة رضي الله عنها , قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله ‏المبرئة من‎ ‎فوق سبع سماوات‎ . ( ‎أخرجه الذهبي في العلو وقال إسناده‎ ‎صحيح‎ ) .


‎-6‎أيوب السختياني ‏‎:

قال‎ ‎أيوب السختياني‎ : ‎إنما مدار‎ ‎القوم على أن يقولوا ليس‎ ‎في السماء‎ ‎شيء . ( أخرجه‎ ‎الذهبي في العلو ‏وقال : هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل‎ ‎البصرة وعالمهم‎ ) .

7-‎‏ سليمان التيمي ‏‎:


قال‎ ‎سليمان التيمي‎ ‎رحمه الله : لو سئلت أين الله لقلت‎ ‎في السماء‎ . ( ‎أخرجه‎ ‎الذهبي في العلو‎ ) .
8- مقاتل بن‎ ‎حيان( ت قبل 150 هـ) ‏‎:


قال عالم خراسان‎ ‎مقاتل بن‎ ‎حيان‎ ( ‎ت قبل 150 هـ ) في قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو‎ ‎رابعهم ) ( المجادلة آية 7 ) : هو‎ ‎على عرشه‎ ‎وعلمه معه‎ . ( ‎أخرجه أبو داود في مسائله ص / 263 ‏بسند حسن‎ ) .

9-‎الإمام أبو حنيفة(ت 150هـ‎):


قال الإمام‎ ‎أبو حنيفة : من قال لا أعرف ربي‎ ‎في السماء‎ ‎أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على ‏العرش،‎ ‎ولا أدري‎ ‎العرش‎ ‎أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط‎ ‎ص49، مجموع الفتاوى لابن تيمية ‏ج5 ص48، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص139،‎ ‎العلو للذهبي ص101، 102، العلو لابن ‏قدامة ص116، شرح الطحاوية لابن أبي العز‎ ‎ص301‏‎]


‏10-الإمام الأوزاعي‎( ‎ت 157 هـ ) ‏‎:

‎ ‎قال عالم الشام الإمام‎ ‎الأوزاعي: كنا والتابعون متوافرون نقول : ( إن الله عز وجل‎ ‎على عرشه‎ ‎ونؤمن ‏بما وردت به السنة من صفاته ) . ( أخرجه‎ ‎البيهقي في الأسماء والصفات وصححه الذهبي في تذكرة ‏الحفاظ 1/182‏‎ ) .
‏11-الإمام سفيان الثوري ت ( 161 هـ ) ‏‎:

‎قال معدان‎ : ‎سألت سفيان الثوري عن قوله عز وجل ( وهو معكم أينما كنتم ) ‏قال‎ : ‎علمه‎ .
‎( ‎أخرجه الذهبي في السير وإسناده صحيح‎ ) .

قلت : كان الجهمية الاوائل يقولون ان الله في كل مكان - تعالى الله عن ذلك‏‎ ‎علوّا كبيرا - و يستدلون بآيات ‏المعية !! فلما سُئل الامام الثوري اجاب بأن المعية‎ ‎هنا بالعلم , و الامام الثوري يقر بأن الله فوق عرشه ‏قطعا كما نقل ذلك الامام‎ ‎السجزي حيث قال : ( وأئمتنا‎ ‎كالثوري‎ ‎ومالك وابن عيينة‎ ‎وحماد بن زيد والفضيل ‏وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله‎ ‎فوق‎ ‎العرش‎ ‎بذاته وأن علمه بكل مكان ) ( الابانة للسجزي‎ )



‏12-الإمام مالك ‏‎( ‎ت 179 هـ‏‎ ) :


قال الإمام‎ ‎مالك‎)) ‎الله‎ ‎في السماء‎ ‎وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء‎ . ( ‎أخرجه أبو داوود في مسائله ‏ص / 263 بسند صحيح‏‎ ) .
‏13-الإمام حماد بن زيد‎( ‎ت 179 هـ ) ‏‎:


قال الإمام‎ ‎حماد بن زيد: إنما يدورون على أن يقولوا ليس‎ ‎في السماء‎ ‎إله – يعني الجهمية - ( أخرجه ‏الذهبي في‎ ‎العلو بسند صحيح‎ ) .

‏14-عبد الله ابن المبارك ‏‎( ‎ت 181 هـ ) ‏‎:

شيخ الإسلام‎ ‎عبدالله ابن‎ ‎المبارك‎ ‎قال علي بن حسن بن شقيق : قلت لعبدالله بن المبارك‎ : ‎كيف نعرف ربنا ‏عز وجل ؟ قال : بأنه‎ ‎فوق السماء السابعة على‎ ‎العرش‎ ‎بائن من خلقه . ( أخرجه الدارمي في الرد على ‏الجهمية بسند صحيح ص / 67‏‎ ) .‎

‏15- قول‎ ‎أبي عصمة نوح بن أبي مريم ‏‎:‎

قال عبد الله بن الإمام‎ ‎أحمد في كتاب « السنة » حدثني أحمد ابن سعيد الدارمي ‏، سمعت أبا عصمة وسأله رجل عن‎ ‎الله في السماء هو ؟ فحدث بحديث النبي ‏صلى الله عليه وسلم حين سأل الأمة : « أين‎ ‎الله » ؟ قالت : في السماء . قال : ‏‏« فمن أنا ؟ » قالت : رسول الله . قال‎ : « ‎اعتقها فإنها مؤمنة » قال : سماها ‏رسول الله صلى الله عليه مؤمنة أن عرفت أن الله‎ ‎في السماء‎.‎



‏16-الامام‎ ‎جرير الضبي‎ ‎محدث الري ( ت 188 هـ )‏‎:‎


‎ ) ‎قال جرير بن عبدالحميد رحمه الله : كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون‎ ‎أن يقولوا ليس‎ ‎في السماء‎ ‎إله . ( أخرجه الذهبي في العلو‎ ‎بسند جيد‎ ) .


17-قال الإمام‎ ‎عبدالرحمن بن مهدي‎ ( ‎ت 198 هـ ) ‏‎:‎

قال : أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن‎ ‎يكون‎ ‎على العرش‎ , ‎أرى أن يستتابوا فإن ‏تابوا وإلا ضربت‎ ‎أعناقهم . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال نقله غير واحد بإسناد صحيح‎ ) .



‏18-أبو معاذ البلخي‎ ( ‎ت 199 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال أبو‏‎ ‎قدامة السرخسي : سمعت أبا معاذ خالد بن سليمان بفرغانة يقول : ( كان جهم على معبر‎ ‎ترمذ , ‏وكان فصيح اللسان ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم فكلم السمنية فقالوا‎ ‎له صف لنا ربك الذي ‏تعبده فدخل البيت لا يخرج منه , ثم خرج إليهم بعد أيام فقال‎ : ‎هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ‏ولا يخلو منه شيء فقال أبو معاذ البلخي رحمه‎ ‎الله : ( كذب عدو الله بل الله عز وجل‎ ‎على العرش‎ ‎كما‎ ‎وصف نفسه ) . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح‎ ) .



‏19-الامام‎ ‎منصور بن عمار‎ ( ‎ت 200 هـ ) ‏‎:‎

كتب بشر المريسي إلى منصور بن‎ ‎عمار يسأله عن قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) كيف ‏استوى ؟ فكتب إليه‎ ( ‎استواؤه غير محدود‎ ‎والجواب به تكلف , مساءلتك عنه‎ ‎بدعة‎ , ‎والإيمان بجملة‎ ‎ذلك ‏واجب‎ ) . ( ‎تاريخ الإسلام حوادث ووفيات ( 191 – 200 هـ ) ص / 413‏‎ ) .



20-‎الإمام‎ ‎الشافعي‎ ( ‎ت 204 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال رحمه الله : القول‎ ‎في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها , أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت ‏عنهم‎ ‎مثل : سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله‎ , ‎وأن الله‎ ‎على ‏عرشه في سمائه‎ ‎يقرب من خلقه كيف شاء‎ . ( ‎وصية الإمام الشافعي ص / 53 – 54‏‎ ) .


وقال أيضاً : ( وأن الله عز‎ ‎وجل يرى في الآخرة ينظر إليه المؤمنين أعياناً جهاراً ويسمعون كلامه وأنه‎ ‎فوق العرش‎ ) . ( ‎وصية الإمام الشافعي ص / 38 – 39‏‎ ) .



21- ‎يزيد بن هارون الواسطي‎ ‎ت 206 هـ‏‎
:‎
قال‎ : ‎من زعم أن ( الرحمن على العرش‎ ‎استوى‎ ) ‎على‎ ‎خلاف ما يقر في قلوب‎ ‎العامة فهو جهمي . ( ‏أخرجه أبو داوود في‎ ‎المسائل ص / 268 بسند جيد‏‎.‎

‏22-الامام‎ ‎سعيد بن‎ ‎عامر الضبعي‎ ( ‎ت 208 هـ ) ‏‎:

ذكر الجهمية فقال : هم شر قول من اليهود والنصارى , قد‎ ‎اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع ‏المسلمين , على أن الله عز وجل‎ ‎على العرش‎ ‎وقالوا هم ليس على شيء . ( كتاب العلو للذهبي‎ )



23-الامام‎ ‎القعنبي‎ ( ‎ت 221 هـ ) ‏‎

‏ قال‏‎ ‎بنان بن أحمد كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلاً من الجهمية يقول : ( الرحمن على‎ ‎العرش ‏استوى ) فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن‎ ‎على العرش‎ ‎استوى‎ ‎كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي . ‏‏( كتاب العلو للذهبي‎ )


24-‎الامام‎ ‎عاصم بن علي‎ – ‎شيخ الإمام‎ ‎البخاري – ت ( 221 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال رحمه الله : ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن‎ ‎أن في‎ ‎السماء رباً‎ . ( ‎كتاب العلو‎ )



26-‎الامام‎ ‎هاشم بن عبيد الله الرازي ت 221 هـ ‏‎:‎

‏ قال‏‎ ‎ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول : سمعت هشام بن‎ ‎عبيدالله ‏الرازي – وحبس رجلاً في التجهم فتاب فجىء به إليه ليمتحنه – فقال له‏‎ : ‎أتشهد‎ ‎أن الله على عرشه‎ ‎بائن ‏من خلقه ؟ فقال لا أدري ما‎ ‎بائن من خلقه , فقال : ردوه فإنه لم يتب بعد . ( العلو‎ )

26-‎سنيد بن داود المصيصي الحافظ(ت226ه)‏

قال أبو حاتم الرازي‎ : ‎حدثنا أبو عمران الطرسوسي قال : قلت لسنيد بن داود : ‏هو عز وجل على عرشه بائن من‎ ‎خلقه ؟ قال : نعم‎ )))‎‏ ذكره الذهبي في كتاب‎ ‎‎« ‎العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية »‏‎.‎



‏27-بشر الحافي‎ ( ‎ت 227 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال حمزة بن دهقان قلت لبشر بن‏‎ ‎الحارث أحب أن اخلوا معك , قال : إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد ‏دخل قبةً فصلى فيها‎ ‎أربعة ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده : اللهم إنك تعلم فوق ‏عرشك أن‎ ‎الذل أحب إلي من الشرف , اللهم إنك تعلم‎ ‎فوق عرشك‎ ‎أن‎ ‎الفقر أحب إلي من الغنى , اللهم إنك ‏تعلم‎ ‎فوق عرشك‎ ‎أني‎ ‎لا أؤثر على حبك شيئاً , فلما سمعته أخذنا الشهيق والبكاء فقال : اللهم إنك تعلم‎ ‎أني ‏لو أعلم إن هذا هاهنا لم أتكلم . ( السير 10 / ص 473‏‎ ) .



28-محمد بن مصعب‎ ‎العابد ( ت 228 هـ ) :

قال ‏‎:‎‏( من زعم انك لا‎ ‎تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك , أشهد أنك‎ ‎فوق‎ ‎العرش‎ , ‎فوق سبع ‏سماوات‎ , ‎ليس كما تقولوا أعداء‎ ‎الله الزنادقة . ( أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح‎ ) .



29-
‎‏ الامام‏‎ ‎الحافظ‎ ‎نعيم بن حماد الخزاعي‎ ( ‎ت 228 هـ )‏:

أخبرنا أبو‎ ‎صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله ‏في‎ ‎التوراة أنا الله‎ ‎فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي‎ ‎أدبر أمور عبادي لا يخفى علي ‏شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع‎ ‎خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن ‏شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت‎ ‎بعقابي‎)‎رواه الذهبي في العلو وصححه الألباني.‏‎



‏30-الامام لغوي زمانه‎ ‎أبو عبدالله‎ ‎ابن الأعرابي‎ ( ‎ت 231 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه‏‎ ‎رجل فقال : يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى ( الرحمن ‏على العرش استوى ) , قال‎ : ‎هو‎ ‎على عرشه‎ ‎كما هو , فقال الرجل ليس كذلك ! إنما معناه‎ ‎استولى , فقال ‏‏: اسكت ما يدريك ما هذا , العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى‎ ‎يكون له فيه مضاد فأيهما غلب ‏قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو‎ ‎على عرشه‎ ‎كما أخبر . ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة . ( أخرجه‎ ‎الذهبي في العلو وصححه الألباني‎ ) .



31-‎أبو معمر‎ ‎القطيعي‎ ( ‎ت 236 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال رحمه الله : آخر كلام الجهمية انه‏‎ ‎ليس في السماء إله‎ . (‎أخرجه الذهبي في العلو‎ )




32- الامام الحافظ‏‎ ‎إسحاق بن راهويه‎ - ‎شيخ البخاري و مسلم - ( ت 238 هـ ) :‏

قال رحمه الله ‏‎:‎‏ قال الله تعالى ( الرحمن على العرش‎ ‎استوى ) إجماع أهل العلم أنه‎ ‎فوق العرش‎ ‎استوى , ‏ويعلم‎ ‎كل شيء في أسفل الأرض السابعة . ( العلو ص / 1128‏‎ ) .

33-العزيز بن يحيى الكناني المكي‎240هـ

قال شيخ الإسلام أبو‎ ‎العباس بن تيمية في الفتاوى : ومن أصحاب الشافعي عبد ‏العزيز بن يحيى الكناني المكي‎ ‎له كتاب « الرد على الجهمية » وقرر فيه مسألة ‏العلو , وأن الله تعالى فوق عرشه‎ . ‎والأئمة في الحديث والفقه والسنة ‏والتصوف المائلون إلى الشافعي , ما من أحد منهم‎ ‎إلا له كلام فيما يتعلق بهذا ‏الباب ما هو معروف يطول ذكره . انتهى‎ . ‎


34-الامام‏‎ ‎قتيبة بن سعيد‎ 240 ‎هـ


قال : هذا قول الأئمة في الإسلام‎ ‎السنة والجماعة : نعرف ربنا‎ ‎في السماء السابعة على عرشه‎ ‎كما قال جل ‏وعلى ( الرحمن على العرش استوى‎ ) .


‏35- الإمام‏‎ ‎أحمد بن حنبل‎ ( ‎ت 241 هـ )

قال في الرد على الجهمية‎ : (‎فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ‎ ‎عَلَى‎ ‎الْعَرْشِ‎, ‎وَقَدْ قَالَ تَعَالَى: (الرحمن على ‏العرش استوى‎ )

وقال‎ : ( ‎خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش )3‏‎


و قال في‎ ‎موضع اخر : ( و قد اخبرنا انه‎ ‎في السماء‎ ‎فقال (أأمنتم‎ ‎من في السماء أن يخسف بكم الأرض‎ )

‎( ‎أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم‎ ‎حاصبا‎ )


وقال : ( إليه يصعد الكلم الطيب‎ )

وقال : ( إني متوفيك‎ ‎ورافعك إلي‎ )

وقال : ( بل رفعه الله إليه‎ )

وقال : ( يخافون ربهم من‎ ‎فوقهم‎ )

وقال : ( وهو القاهر فوق عباده‎ )

وقال : ( وهو العلي العظيم‎ )

فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ, أَخْبَرَنَا أَنَّهُ‎ ‎فِي‎ ‎السَّمَاءِ‎, ‎وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا, يَقُولُ‎ ‎اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : ( إن ‏المنافقين في الدرك الأسفل من النار) ( الرد على‎ ‎الجهمية و الزنادقة‎ )

و ايضا : قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن‎ ‎ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن ‏المبارك انه قيل له كيف نعرف‎ ‎ربنا قال في السماء السابعة على عرشه‎ ‎قال احمد‏‎ ‎هكذا هو عندنا‎
‎( ‎اثبات صفة العلو للحافظ ابن قدامة‎ )



‏36- الإمام الرباني‏‎ ‎محمد بن أسلم الطوسي‎ ( ‎ت 242 هـ ) :‏

قال ‏‎:‎‏ قال لي عبدالله بن طاهر بلغني أنك ترفع رأسك إلى السماء فقلت‏‎ ‎ولم ؟ وهل أرجوا الخير إلا ممن هو‎ ‎في السماء‎ . ( ‎أخرجه‎ ‎الذهبي في العلو‎ ) .


‎37-‎‏ الحارث بن أسد‎ ‎المحاسبي‎ ( ‎ت 243 هـ ) :‏

قال ‏‎:‎‏ ( وأما قوله : ( الرحمن على العرش استوى‎ )

‎(‎وهو القاهر فوق عباده ) و ( أأمنتم من في السماء- و ساق ادلة الفوقية و‏‎ ‎العلو - ثم قال‏‎ :

وهذه توجب أنه‎ ‎فوق العرش‎ ‎فوق‎ ‎الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه ‏أبان في هذه‎ ‎الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم‎ ‎الأرض ) ‏يعني‎ ‎فوق العرش‎ ‎والعرش على السماء لأن من كان‎ ‎فوق كل شيء على السماء في السماء ) ( كتاب ‏العقل و فهم القرآن ص 355 , تحقيق‎ ‎القوتلي‎ )


38-‎‏ الامام الكبير‎ ‎عبدالوهاب الوراق‎ ( ‎ت 250 هـ ) :‏

قال ‏‎:‎‏ من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , أن الله عز وجل‎ ‎فوق العرش‎ ‎وعلمه محيط بالدنيا والآخرة ‏‏( العلو‎ ) .

عقب‎ ‎الامام الذهبي بقوله : ( كان عبد الوهاب ثقة حافظا كبير القدر حدث عنه أبو داود‎ ‎والنسائي ‏والترمذي قيل للإمام أحمد رضي الله عنه من نسأل بعدك فقال سلوا عبد الوهاب‎ ‎وأثنى عليه‎ )



39-‎‏ الإمام الحافظ الحجة‏‎ ‎أبو عاصم‎ ‎خشيش بن أصرم‎ ‎‏( 253 ه) - شيخ أبي داود والنسائي –‏

قال في في كتابه‏‎ ‎الإستقامة‎:

‎((‎وأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض ، وقد دل في‎ ‎كتابه أنه‎ ‎في السماء‎ ‎دون الأرض‎:

بقوله: ((إني‎ ‎متوفيك ورافعك إلي وطهرك من الذين كفروا)) وقوله : ((وما قتلوه‎ ‎يقيناً‎))

وقوله : ((بل رفعه الله إليه‎))

وقال: ((يدبر الأمر من‎ ‎السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه‎))

وقوله : ((إليه يصعد الكلم‎ ‎الطيب‎))

وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف‎ ‎بكم الأرض فإذا هي تمور () ‏أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم‎ ‎قال‎:

لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء‎ ‎ولكان يصعد من الأرض إلى ‏السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء ، وقد جاءت الآثار عن‎ ‎النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله‎ ‎في ‏السماء‎ ‎دون الأرض‎ ‎ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي ‏مرتضياً‎ ‎له في التنبيه والرد ص104‏‎.



‏40-الامام‎ ‎البخاري‎ ( ‎ت256هـ ) :‏

‏ قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية‏‎ ‎باب قوله تعالى وكان عرشه على ‏الماء‎ :

قال أبو العالية استوى إلى السماء‎ ‎إرتفع‎
وقال مجاهد في استوى‎ ‎علا‎ ‎على العرش‎ )



و قال ايضا في كتابه خلق أفعال العباد‎ :


‎(‎باب ما ذكر أهل العلم‎ ‎للمعطلة الذين يريدون أن‎ ‎يبدلوا كلام الله‎


‎- ‎قال حماد بن زيد : "القرآن كلام الله نزل به‏‎ ‎جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه‎ ‎ليس في السماء إله‎" ‎ص8‏‎

‎- ‎قال ابن المبارك : "لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل‎ ‎على العرش استوى" وقيل له : ‏كيف تعرف ربنا ؟ قال‎ : " ‎فوق‎ ‎سماواته على عرشه‎ " ‎ص8‏‎

‎- ‎قال سعيد بن عامر : " الجهمية أشر قولا من‎ ‎اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل ‏الأديان أن الله تبارك وتعالى‎ ‎على العرش،‎ ‎وقالوا هم : ليس على شيء " ص9‏‎ )





41-إمام خراسان الامام‎ ‎الذهلي‎ ( ‎ت 258 هـ ) :‏

‏ قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن‏‎ ‎حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ‏ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن‎ ‎الله علمه محيط بكل ما كان‎ ‎والله على العرش‎ ( ‎العلو‎ ‎للذهبي ‏ص186‏‎ )


‏42-الامام الكبير‎ ‎أبو زرعة‎ ‎الرازي‎ ( ‎ت 264 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال عبدالرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن‎ ‎مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا ‏عليه العلماء في جميع الأمصار وما‎ ‎يعتقدان في ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار – حجازاً ‏وعراقاً ويمناً‎ – ‎فكان من مذهبهم وأن الله عز وجل‎ ‎على عرشه‎ ‎بائن من خلقه‎ ‎كما وصف نفسه في كتابه ‏وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , أحاط بكل شيء‎ ‎علماً , ( ليس كمثله شيء وهو ‏السميع البصير ) . ( كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة‎ ‎والجماعة للإمام اللالكائي , 1 / ص 198‏‎ ) .
‏43-الامام اللغوي‎ ‎ابن قتيبة الدينوري‎ ( ‎ت 276 هـ )‏

‏ قال : (والأمم كلها عربيها‎ ‎وعجميها تقول إن الله تعالى‎ ‎في السماء‎ ‎ما تركت على‎ ‎فطرها ولم تنقل عن ‏ذلك بالتعليم وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه‎ ‎وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم أين الله تعالى‎ ‎فقالت‎ ‎في السماء‎ ‎قال فمن أنا قالت أنت رسول الله صلى‎ ‎الله عليه ‏وسلم فقال عليه الصلاة والسلام هي مؤمنة ( كتاب تأويل مختلف الحديث ص‎ 272)



و قال ايضا في موضع اخر : (وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه‎ ‎بكل مكان على الحلول مع قوله ( الرحمن ‏على العرش‎ ‎استوى‎ ) ‎أي‎ ‎استقر‎ ‎كما قال ( فإذا استويت أنت ومن معك‎ ‎على الفلك ) أي استقررت ومع ‏قوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح‎ ‎يرفعه )وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه ‏عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة‎ ‎والروح إليه يوم القيامة وتعرج بمعنى تصعد يقال عرج إلى السماء ‏إذا صعد والله عز‎ ‎وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا‎ ‎كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه‎ ‎خلقتهم من معرفة ‏الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو‎ ‎العلي‎ ‎وهو الأعلى‎ ‎وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر ‏تسمو نحوه والأيدي ترفع‎ ‎بالدعاء إليه ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق‎ )

‏44-الحافظ الكبير إمام اهل الجرح و التعديل‎ ‎أبي حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي‎ 277) ‎هـ )‏

‏ قال‎ ‎الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي‎ ‎مما سمع ‏منه يقول مذهبنا وإختيارنا: إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم‎ ‎والتمسك بمذاهب أهل الأثر ‏مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى‎ ‎ولزوم الكتاب والسنة‎ ‎ونعتقد أن الله عزوجل ‏على عرشه‎ ‎بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ( أخرجه الذهبي في العلو‎ ) .
‏45- الإمام‏‎ ‎أبو عيسى الترمذي‎ ( ‎ت 279 هـ ) :‏

قال رحمه الله ‏‎:‎‏ وهو‏‎ ‎على العرش‎ ‎كما وصف نفسه في‎ ‎كتابه . ( جامع الترمذي‎ ) .
‏46-‏‎ ‎أبو‎ ‎محمد حرب بن إسماعيل الكرماني‎ ( ‎ت280 هـ ) :

قال في في مسائله التي نقلها عن أحمد بن‎ ‎إسحاق وغيرهما : ( وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من ‏علمه مكان , ولله العرش‎ ‎وللعرش حملة يحملونه .- الى ان قال‏‎ - ‎والله على عرشه‎ ‎عز‎ ‎ذكره وتعالى جده ‏ولا إله غيره ) . ( درء تعارض العقل والنقل 2 / ص 22 – 23‏‎ ) .
‏47-الحافظ‎ ‎عثمان بن سعيد الدارمي‎ ( ‎ت 280 هـ ) :

قال ‏‎:‎‏( قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق‎ ‎عرشه‎ ‎فوق سماواته‎ ) , ( ‎كتاب نقض عثمان بن سعيد ‏على المريسي الجهمي العنيد‎ ) . ‎قال الذهبي معلقاً : كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة . ( كتاب ‏السير , 13‏‎ / 322 )
‏48-ابو العباس ثعلب‎ ‎إمام‎ ‎العربية ( ت 291 هـ ) :‏

‏ قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة : وجدت بخط‎ ‎أبي الحسن الدارقطني رحمه الله ، عن ‏إسحاق الهادي ، قال : سمعت أبا العباس ثعلبا‎ ‎يقول : استوى : أقبل عليه وإن لم يكن معوجا (ثم استوى ‏إلى السماء ) أقبل ( و استوى‎ ‎على العرش‎ ) : ‎علا‎ ‎واستوى وجهه : اتصل واستوى القمر‎ : ‎امتلأواستوى ‏زيد وعمرو تشابها واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما‎ ‎هذا الذي يعرف من كلام العرب‎ ) ( ‎شرح ‏اعتقاد اهل السنة و‎ ‎الجماعة للامام اللالكائي 3\443‏‎ )
‏49- حماد البوشنجي‏‎ ‎الحافظ(ت291هـ)‏

روى الإسلام الهروي بإسناده إلى حماد بن هناد‎ ‎البوشنجي قال : هذا ما رأينا ‏عليه أهل الأمصار , وما دلت عليه مذاهبهم فيه , وإيضاح‎ ‎منهاج العلماء ‏وصفة السنة وأهلها , أن الله فوق السماء السابعة على عرشه بائن من‎ ‎خلقه . ‏وعلمه وسلطانه وقدرته بكل مكان . انتهى . ونقله الذهبي في كتاب « العلو‎ » ‎وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية‎ » .
‏50-الإمام مسند‎ ‎العصر‎ ‎أبو مسلم الكجي‎ ‎الحافظ ( ت 292 هـ ) :

‏ روى قصة‏‎ ‎ملخصها ما قاله‎ :
‎)‎خرجت فإذا الحمام قد فتح سحرا فقلت للحمامي أدخل أحد قال لا‎ ‎فدخلت فساعة افتتحت الباب قال لي ‏قائل أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول‎
لك الحمد‎ ‎إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع‎
تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا‎ ‎نسمع‎

قال فبادرت وخرجت وأنا جزع فقلت للحمامي أليس زعمت أنه ليس في الحمام‎ ‎أحد قال ذاك جني يتزايا لنا ‏في كل حين وينشدنا فقلت هل عندك من شعره شيء قال نعم‎ ‎وأنشدني‎ :

أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادى وتكسب الذنب جهلا‎
كم وكم‎ ‎تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا‎
كيف تهدي جفون من ليس يدري‎ ... ‎أرضي عنه من‎ ‎على العرش‎ ‎أم لا ) ( رواه الذهبي في العلو‎ ‎بسنده و ‏صححه الالباني‎ )













قديم 2010-09-19, 23:57   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


‏51-عمرو بن عثمان‎ ‎المكي‎ ( ‎ت 297 هـ ) ‏‎:‎

‏ صنف كتاباً سماه ( التعرف بأحوال العباد والمتعبدين‎ ) ‎قال باب ما يجيب الشيطان للتائبين فذكر في ‏التوحيد , فقال : من أعظم ما يوسوس في‎ ‎التوحيد بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو ‏بالجحد لها والتعطيل فقال‎ ‎بعد ذكر حديث الوسوسة‎ :
‎(‎فلا تذهب فى أحد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وأرض لله‎ ‎بما رضى به لنفسه وقف عند خبره لنفسه ‏مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا‎ ‎مناسبة التنقير الى أن قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا ‏الشجرة الجائى قبل‎ ‎أن يكون جائيا لا أمره المتجلى لأوليائه فى المعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على‎ ‎الجاحدين حجتهم‎ ‎المستوى على عرشه‎ ‎بعظمة جلاله‎ ‎فوق كل مكان تبارك و تعالى‎ .)



و قال ايضا‎ : (‎النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه‎ ‎بالوسيلة القريب فى ‏قربه من حبل الوريد البعيد فى علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه‎ ‎بالناس‎ .
الى أن قال : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل‎ ‎أأمنتم من فى السماء ان يخسف بكم ‏الأرض فإذا هى تمور‎
أم أمنتم من فى السماء أن‎ ‎يرسل عليكم حاصبا تعالى وتقدس أن يكون فى الأرض كما هو‎ ‎فى‎ ‎السماء‎ ‎جل ‏عن ذلك علوا كبيرا أهـ ( مجموع الفتاوى 5 / 62‏‎ )




‎ 52-‎الامام الحافظ‎ ‎ابن أبي شيبة‎ ( ‎ت 297 هـ )‏:


‏ قال في كتابه العرش‏‎ : ‎فهو فوق السماوات وفوق‎ ‎العرش بذاته‎ ‎متخلصاً من خلقه بائناً منهم علمه في ‏خلقه لا يخرجون من علمه‎ . ( ‎كتاب العرش 51‏‎ )



‎53-‎ الإمام المحدث‎ ‎زكريا الساجي‎ ( ‎ت 307 هـ ) ‏‎:‎

‏ القول في السنة التي رأيت عليها‏‎ ‎أهل الحديث الذين لقيتهم أن‎ ‎الله على عرشه في سمائه‎ ‎يقرب من خلقه ‏كيف شاء . ( تذكر الحفاظ ص 710‏‎ ) .


‎54-‎‏ الإمام الحافظ شيخ المفسرين‏‎ ‎محمد بن جرير الطبري‎ ( ‎ت 310 هـ )

قال في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم‎ ‎أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ‏ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو‎ ‎على عرشه فوق سماواته السبع‎ . ( ‎تفسير الطبري 27 / 216‏‎ )



‎ ‎و قال رحمه الله في تفسيره : ( وأولى المعاني بقول الله جل‎ ‎ثناؤه : { ثم استوى إلى السماء فسواهن‎ } ‎علا عليهن‎ ‎وارتفع‎ ‎فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات‎ )
و قال رحمه‎ ‎الله في تفسيره لسورة الملك (( {أم أمنتم من في السماء} وهو‎ ‎الله‎ ))
‎ ‎و قال ايضا رحمه الله : (وعني‎ ‎بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو‎ ‎على عرشه‎ )
‎ وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (( يقول تعالى ذكره‎: ‎تصعد‎ ‎الملائكة والروح، وهو جبريل عليه ‏السلام إليه،‎ ‎يعني‎ ‎إلى الله‎ ‎عز و جل‎ ))

‎55 ‎-ابن الأخرم‎ ( ‎ت 311 هـ ) :

قال رحمه الله ‏‎:‎الله تعالى‎ ‎على العرش‎ ‎وعلمه محيط بالدنيا والآخرة . ( تذكر الحفاظ / 747‏‎ )


‏56- إمام الأئمة‏‎ ‎ابن خزيمة‎ ‎رحمه الله ( ت 311 هـ )
:‏

قال رحمه الله ‏‎:‎‏ من لم يقر بإن الله تعالى‏‎ ‎على‎ ‎عرشه قد استوى فوق سماواته‎ ‎فهو كافر بربه , يستتاب ‏فإن تاب وألا ضربت عنقه‎ ‎وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بالنتن ريحة ‏جيفته , وكان‎ ‎ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه‎ ‎وسلم . ( ‏كتاب التوحيد‎ )


‎57- ‎نفطويه‎ ‎شيخ العربية ( ت 323 هـ ) :

‏ صنف الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن‏‎ ‎عرفة النحوي نفطويه كتابا في الرد على الجهمية وذكر فيه ‏أشياء منها قول ابن العربي‎ ‎الذي مضى ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي لا رحمه الله ‏يقول سبحان ربي‎ ‎الأسفل , قال : وهذا جهل من قائله‎ ‎ورد لنص كتاب الله‎ ‎إذ‎ ‎يقول ( أأمنتم من‎ ‎في السماء‎) ‎‎( ‎العلو للذهبي‎ )

‎58-
‎الامام‎ ‎أبو الحسن الأشعري‎ ‎إمام الفرقة الأشعرية ( ت 324 هـ ) ‏‎:‎
قال في كتابه الإبانة : ( فإن قال قائل‎ ‎ما تقولون في الإستواء ؟ قيل : نقول إن الله مستو‎ ‎على عرشه‎ ‎كما ‏قال ( الرحمن على العرش استوى ) وقال: ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وقال‎ : ( ‎بل رفعه الله إليه ) , وقال ‏حكاية عن فرعون ( وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا‎ ‎لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى ‏إله موسى وإني لأظنه كاذبا‎ )
كذّب‎ ‎موسى في قوله إن الله‎ ‎فوق السموات‎ , ‎وقال عزوجل‎ : ( ‎أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم ‏الأرض ) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق‎ ‎السموات وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال ( ‏أأمنتم من في السماء ) يعني جميع‎ ‎السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر ‏السموات فقال وجعل‎ ‎القمر فيهن نورا ولم يرد أنه يملأهن جميعا‎ )

و قال في موضع اخر‎ : ( ‎ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله‎ ‎مستو على ‏العرش الذي هو فوق السماوات‎ ‎فلولا أن الله على العرش‎ ‎لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من‎ ‎المعتزلة‎ ‎والجهمية والحرورية‎ ‎إن معنى استوى‎ ‎إستولى‎ ‎وملك‎ ‎وقهر وأنه تعالى في كل مكان‎ ‎وجحدوا أن ‏يكون على عرشه‎ ‎كما قال‎ ‎أهل الحق‎ ‎وذهبوا في الإستواء إلى القدرة‎ ‎فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين ‏العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء‎ ‎والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش , ‏وكذا لو كان مستويا على العرش بمعنى‎ ‎الإستيلاء لجاز أن يقال‎ ‎هو مستو على الأشياء‎ ‎كلها ولم‎ ‎يجز عند ‏أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش‎ ‎فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء‎ ) ( ‎الإبانة للأشعري و ذكر‎ ‎نحوه عدد من اهل العلم كالذهبي و غيره و ذكر انه شهره الحافظ ابن عساكر , و ‏هذا‎ ‎الكتاب مرجع للاشعرية عند دفاعهم عن امامهم , و ممن نقل هذا الكلام منه من‎ ‎المتأخرين : الامام ‏مرعي الكرمي – ت1033 هـ‏‎-

و قال في كتابه الذي سماه‎ ‎إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية ‏وغيرهم إلى‎ ‎أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته‎ ‎وكتبه ‏ورسله .. الى ان قال : وإنه‎ ‎على العرش‎ ‎كما قال‎ : ( ‎الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله ‏بالقول بل نقول‎ ‎استوى بلا كيف‎ ) ( ‎قال الذهبي : نقلها ابن فورك بهيئتها في‎ ‎كتابه المقالات و الخلاف بين ‏الاشعري و ابن كلاب‎ )


‎59-‎شيخ‎ ‎الحنابلة الامام‎ ‎أبو الحسن علي البربهاري‎ ( ‎ت 329 هـ:

‎ ‎قال : (وهو‎ ‎على عرشه‎ ‎استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من‎ ‎علمه مكان ) ( شرح السنة للبربهاري ‏ص1‏‎ )


‎60- الوزير‎ ‎علي بن‎ ‎عيسى‎ ( ‎ت 334 هـ ) :

‏ قال محمد بن علي بن حبيش : دخل أبو بكر الشبلي رحمه‎ ‎الله دار المرضى ليعالج فدخل عليه الوزير بن ‏عيسى عائدا فقال الشبلي ما فعل ربك ؟‎ ‎قال : الرب عز وجل‎ ‎في السماء‎ ‎يقضي ويمضي . ( العلو 1258‏‎ ‎‎)

‎-61 ‎العلامة الفقيه‎ ‎أبوبكر الصبغي‎ ( ‎ت‎ 342 ‎هـ ) ‏

قال رحمه الله: قد تضع العرب في موضع على قال الله تعالى ( فسيحوا في‎ ‎الأرض ) وقال ( ولأصلبنكم في ‏جذوع النخل )ومعناه على الأرض وعلى النخل فكذلك قوله‎ ( ‎من في السماء ) أي من‎ ‎على العرش‎ ‎كما ‏صحت الأخبار عن‎ ‎رسول الله ( كتاب العلو ص1264‏‎)


‎62-‎شيخ المالكية العلامة‎ ‎ابو إسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان المالكي‎ ( ‎ت355 هـ‏‎ ) :


قال الذهبي رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله (أوله: الحمد لله‎ ‎الحميد، ذي الرشد والتسديد، ‏والحمد لله أحق مابدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل‎ ‎عن المثل فلا شبه له ولا عدل،‎ ‎عال على ‏عرشه،‎ ‎فهو دان‎ ‎بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية. ( السير 16 / 79‏‎ )


‎ 63-‎‏ الإمام‏‎ ‎أبوبكر الآجري‎ ( ‎ت 360 هـ‏

قال‎) ‎في كتابه الشريعة : والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل‎ ‎على عرشه فوق سماواته‎ ‎وعلمه ‏محيط بكل شيء . ( كتاب الشريعة‎ )

‎ -‎وفي موضع آخر قال : ( وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله‎ ‎تبارك وتعالى‎ ‎في السماء على ‏عرشه‎ ‎وعلمه محيط بجميع خلقه‎ ) ‎ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال : ( ‏هذه السنن قد‎ ‎اتفقت معانيها , ويصدق بعضها بعضاً وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل‎ ‎على عرشه ‏فوق سماواته‎ ‎وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير‎ ‎عليم خبير‎ . )

و قال ايضا في موضع اخر من كتابه الشريعة‎ :

‎ - (‎وقد‎ ‎علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود : [ سبحان ربي الأعلى ثلاثا‎ ]
وهذا كله يقوي ما قلنا : أن الله عز وجل العلي الأعلى‎ : ‎على عرشه فوق السموات‎ ‎العلا وعلمه محيط بكل ‏شيء خلاف ما قالته‎ ‎الحلولية نعوذ بالله من سوء مذهبهم ) ص 295‏‎


‎ 64-‎الحافظ الامام‎ ‎أبو الشيخ‎ ( ‎ت 369 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال في كتاب العظمة : له ذكر عرش‎ ‎الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما و‎ ‎علو الرب فوق عرشه‎ ‎‎. ‎ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك . ( العظمة 2 / 543‏‎ ) .


‎ 65-‎‏ العلامة‏‎ ‎أبوبكر الإسماعيلي‎ ) ‎ت 371 هـ )‏

قال في كتاب‏‎ ‎إعتقاد أئمة الحديث ص 50 : يعتقدون إن الله تعالى ... استوى على العرش , بلا كيف‎ , ‎إن ‏الله انتهى من ذلك إلى‎ ‎إنه استوى على العرش ولم يذكر كيف‎ ‎كان استواؤه‎ .


‏66-أبو الحسن بن مهدي‎ ‎المتكلم ( ت 380 هـ ) ‏‎:‎

قال في كتابه مشكل الآيات : في باب‎ ‎قوله ( الرحمن على العرش استوى‎ )
‎( ‎أعلم أن الله‎ ‎في السماء‎ ‎فوق كل شيء‎ ‎مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه ومعنى الإستواء‎ ‎الإعتلاء‎ ‎كما تقول العرب إستويت على ظهر الدابة وإستويت على‎ ‎السطح بمعنى علوته وإستوت الشمس على ‏رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في‎ ‎الجو فوجد فوق رأسي‎ )


‎ -‎و قال ايضا : ( فالقديم جل جلاله‎ ‎عال على عرشه‎ , ‎يدلك على أنه‎ ‎في السماء‎ ‎عال على عرشه‎ ‎قوله : ( ‏أأمنتم من في السماء ) وقوله : ( يا عيسى إني متوفيك‎ ‎ورافعك إلي ) وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب ‏وقوله ثم يعرج إليه‎ )
‎(‎العلو‎ ‎للذهبي , و كذا كتاب الكلمات الحسان نقله صاحبه عن المخطوط الأصلي لكتاب أبي الحسن‎ ‎بن ‏مهدي الموجود في مكتبة طلعت في مصر ورقة 132‏‎ )

‏67- الإمام‏‎ ‎الزاهد‎ ‎أبو عبدالله بن بطة العكبري‎ ( ‎ت 387 هـ ) :

قال ‏‎:‎أجمع‎ ‎المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى‎ ‎على‎ ‎عرشه فوق سماواته‎ ‎بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع‏‎ ‎خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب ‏الحلولية‎ . )


‎ - ‎و قال‎ ‎في موضع اخر : ( و قال : ( الرحمن على العرش استوى ) فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه‎ , ‎و ‏أنه‎ ‎على العرش‎ .( ‎المختار من الإبانة‎
‎ - ‎و قال أيضا في موضع آخر : ( و قال ( يخافون ربهم من فوقهم ) فأخبر‎ ‎انه فوق الملائكة , و قد ‏أخبرنا الله تعالى‎ ‎انه في السماء على‎ ‎العرش‎ , ‎أوَ مَا سمع الحلولي قول الله تعالى { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي‎ ‎السَّمَاءِ ‏أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ‎ ‎أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ‎ ‎كَيْفَ نَذِيرِ (17) } ) ( المختار من الإبانة 3\136 -144‏‎ )


‎ - ‎و قال‎ ‎ايضا : (وَهُوَ‎ ‎عَلَى عَرْشِهِ‎ ‎بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ0‏‎ ) ( ‎متن كتاب الشرح و الإبانة‎ )


قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة‎ : (‎كان إماما في السنة ) لسان الميزان ( 4\113‏‎ )


‎ 68-‎الإمام‎ ‎أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي‎ ( ‎ت 386 هـ ) ‏‎:‎

قال في‎ ‎كتابه الجامع ( ص 139 – 141 ) ( مما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ومن السنن‎ ‎التي ‏خلافها بدعه وضلالة أن الله تبارك وتعالى‎ ‎فوق سماواته على‎ ‎عرشه‎ ‎دون أرضه وإنه في كل مكان بعلمه‎ ‎‎.)

ثم قال في آخره : وكل هذا‎ ‎قول مالك ، فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه‎


‎ -‎وقال رحمه الله‎ ‎في أول رسالته المشهور في مذهب الإمام مالك ( وإنه‎ ‎فوق عرشه‎ ‎المجيد بذاته‎ ‎وهو ‏بكل مكان بعلمه ) . ( مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه‎ ‎الرسالة ص 56‏‎ ) .


قال الحافظ الذهبي عن الإمام ابن أبي زيد القيرواني‎ : (‎وكان رحمه الله على طريقة السلف في الاصول، لا ‏يدري الكلام، ولا يتأول، فنسأل الله‎ ‎التوفيق.) السير ( 12\17‏‎ )



‎ 69-‎الإمام الحافظ محدث الشرق‎ ‎ابن مندة‎ ( ‎ت 395 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال في كتابه التوحيد : ذكرُ الآي‎ ‎المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل‎ ‎على العرش فوق‎ ‎خلقه‎ ‎بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء . ثم ذكر ثلاث آيات في استواء الرحمن‎ ‎على العرش .( 3\185‏‎ )


‎ - ‎وقال رحمه الله : ذكر الآيات المتلوة‎ ‎والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على أن الله تعالى‏‎ ‎فوق سماواته وعرشه‎ ‎وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم . ثم ذكر آيات‎ ‎دالة على العلو وساق جملة من الأحاديث ‏في ذلك . ( كتاب التوحيد 3 / 185 – 190‏‎ ) .

70-‎الإمام‎ ‎ابن أبي زمنين‎ ( ‎ت 399 هـ) ‏‎:‎

‎ ) ‎قال : ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش‎ ‎واختصه‎ ‎بالعلو والإرتفاع فوق جميع ما خلق‎ ‎وسبحان من بَعُدَ فلا يُرى وقَرُبَ بعلمه‎ ‎فسمع النجوى . ( أصول السنة ص / 88‏‎ ) .

‎ - 71‎‏ القاضي‏‎ ‎أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري‎ ( 403 ‎هـ ) ‏‎:‎

جاء في كتاب‎ ‎التمهيد : فإن قالوا فهل تقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل‎ ‎هو مستو على عرشه‎ ‎كما ‏أخبر في كتابه فقال تعالى‎ : ( ‎الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى ) . ( التمهيد ص / 260‏‎ )


‎ - ‎ثم‎ ‎قال في موضع آخر : ولا يجوز أن يكون‎ ‎معنى‎ ‎استواؤه على‎ ‎العرش‎ ‎هو استيلاؤه عليه‎ ‎؛ لأن ‏الإستيلاء هو القدرة‎ ‎والقهر والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً عزيزاً مقتدراً . (التمهيد ص\260 – 262‏‎ )

قال الحافظ الذهبي معلقا على كلام الباقلاني‎
‎( ‎فهذا النفس نفس هذا‎ ‎الإمام وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل فلقد امتلأ الوجود بقوم لا‎ ‎يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها صم بكم غتم عجم يدعون إلى‎ ‎العقل ولا ‏يكونون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون ) العلو‎

‏72‏‎- ‎الشيخ‎ ‎العلامة أبوبكر بن محمد ابن موهب المالكي‎ ( ‎ت 406‏‎ ‎هـ ) ‏‎:‎

‏ قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني : ( أما قوله إنه فوق‎ ‎عرشه المجيد بذاته , ‏فمعنى‎ ‎فوق وعلى‎ ‎عند جميع العرب‎ ‎واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك‏‎ .


‎ - ‎وساق حديث الجارية والمعراج إلى‎ ‎سدرة المنتهى‎
إلى أن قال : ( وقد تأتي لفظة في في لغة العرب بمعنى فوق كقوله‎ ‎فأمشوا في مناكبها و في جذوع النخل ‏و أأمنتم من في السماء قال أهل التأويل يريد‎ ‎فوقها‎ ‎وهو قول مالك‎ ‎مما فهمه عمن‎ ‎أدرك من التابعين مما ‏فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي‎ ‎أن الله في‎ ‎السماء يعني‎ ‎فوقها وعليها‎ ‎فلذلك قال الشيخ أبو ‏محمد إنه‎ ‎فوق عرشه ثم بين أن‎ ‎علوه فوق عرشه‎ ‎إنما هو‎ ‎بذاته‎ ‎لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف ‏وهو في كل مكان‎ ‎بعلمه لا بذاته لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها‎ )


‎ - ‎و قال ايضا‎ : ( ‎ثم‎ ‎بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته‎ ‎، لأنه تعالى‎ ‎بائن عن جميع خلقه بلا كيف ، ‏وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته ، لا تحويه الأماكن‎ ‎وأنه أعظم منها ، وقد كان ولا مكان .... ) ، نقله عنه ‏الحافظ الذهبي في كتاب العلو‎ ‎ص 264‏‎

و العلامة ابن موهب من أخص تلامذة‏‎ ‎الامام ابن أبي زيد و هو أعرف بأقواله من المتأخرين الذين حرّفوا ‏كلام الامام ابن‎ ‎ابي زيد بكل صفاقة و الله المستعان‎

‎‏-73الإمام العارف‎ ‎معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني‎ ( ‎ت418 هـ ) ‏‎:

‏ قال في وصيته‏‎ ‎لأصحابه : " وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول‎ ‎والكيف فيه مجهول . وأنه عز وجل‎ ‎مستو على عرشه بائن من خلقه‎ ‎والخلق منه بائنون ; بلا حلول ولا ‏ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة ; لأنه‎ ‎الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق ) ( الفتوى الحموية ‏لابن تيمية‎ )

‎ 74-‎الإمام الحافظ‎ ‎أبو القاسم اللالكائي‎ ( ‎ت418 هـ ) :‏

‏ قال رحمه الله في كتابه النفيس شرح أصول اعتقاد اهل السنة‏‎: (‎سياق ما روي في قوله تعالى ( الرحمن ‏على العرش استوى ) وأن الله‎ ‎على عرشه في السماء‎ ‎وقال عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب‎ ‎والعمل ‏الصالح يرفعه ) وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )وقال‎ : ( ‎وهو القاهر فوق عباده ‏ويرسل عليكم حفظة ) فدلت هذه الآيات أنه تعالى‎ ‎في السماء‎ ‎وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ‏ذلك من‎ ‎الصحابة : عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي‎ ‎عبد ‏الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء : مالك بن أنس ،‎ ‎وسفيان الثوري ، ‏وأحمد بن حنبل )( شرح أصول اعتقاد أهل السنة و الجماعة 3 \429-430‏‎ )

‎ 75‎-السلطان العادل يمين الدولة‎ ‎محمود‎ ‎سبكتكين‎ ( ‎ت421 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال أبو علي بن البناء: حكى علي بن الحسين العكبري‎ ‎أنه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجلي قال: ‏دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال‎: ‎لا يجوز أن يوصف الله‎ ‎بالفوقية لان لازم ذلك وصفه ‏بالتحتية،‎ ‎فمن جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت‎.

فقال السلطان: ما أنا‎ ‎وصفته حتى يلزمني، بل‎ ‎هو وصف نفسه‎.
فبهت ابن فورك،‎ ‎فلما خرج من عنده مات , فيقال: انشقت مرارته.) ( سير أعلام النبلاء 17\487‏‎ )


‎ 76-‎المفسر الأصولي‎ ‎يحيي بن عمار‎ ( ‎ت 422‏‎ ‎هـ ) ‏‎:‎

‏ قال رحمه الله : ( كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه‎ ‎رفع يديه الى السماء . و ‏المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا‎ ‎يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله ‏‏: ( سبح اسم ربك الأعلى ) – الى ان قال‏‎ :

و نقول‎ : ‎هو بذاته على العرش‎ , ‎و علمه محيط‎ ‎بكل شيء‎ )

‎- ‎و قال ايضا : ( و لا نقول كما قالت الجهمية انه مداخل‎ ‎للأمكنة و ممازج لكل شيء و لا نعلم أين هو ؟ ‏بل نقولُ‎ ‎هو بذاته‎ ‎على العرش‎ ‎و علمه محيط بكل شيء و علمه و سمعه و بصره و قدرته مدركة لكل ‏شيء‎ ‎و ذلك معنى قوله : ( و هو معكم أين ما كنتم ) فهذا الذي قلناه هو ما قاله الله و‎ ‎قاله الرسول ( ‏الحجة في بيان المحجة 2 \ 106 – 107‏‎ )


‎ 77- ‎الامام الحافظ‎ ‎أبوعمر الطلمنكي المالكي‎ ( ‎ت429 هـ ) ‏‎:‎

‏ قال في كتابه‏‎ ‎الوصول الى معرفة الأصول : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله ( وهو‎ ‎معكم أينما كنتم ) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى‎ ‎فوق السموات بذاته‎ ‎مستو على عرشه ‏كيف شاء ) ( العلو للذهبي و اجتماع الجيوش‎ ‎لابن القيم‎)


‎ - ‎و قال ايضا في نفس الكتاب : (أجمع المسلمون من أهل‎ ‎السنة على أن الله استوى على عرشه‎ ‎بذاته‎ ) ‎‎( ‎اجتماع‎ ‎الجيوش لابن القيم‎ )


‎ - ‎وقال في هذا الكتاب أيضا : ( أجمع أهل السنة‎ ‎على أنه تعالى‎ ‎استوى على عرشه على الحقيقة‎ ‎لا على‎ ‎المجاز ) ثم ساق بسنده عن مالك قوله : ( الله‎ ‎في السماء‎ ‎وعلمه في كل مكان‎ )


قال الامام الذهبي : (كان الطلمنكي من كبار‎ ‎الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس‎ )

‎ 78-‎الحافظ‎ ‎أبو‎ ‎نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني الشافعي‎ ( ‎ت430 هـ ) ‏

قال في مصنف حلية الأولياء‎, ‎قال في كتاب الإعتقاد له : ( طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة ‏وإجماع‎ ‎الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم‎ ‎يزل عالما ‏بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن‎ ‎القرآن كلام الله وكذلك ‏سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع‎ ‎الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ‏ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية‎ ‎ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة ‏واللفظية من الجهمية وأن‎ ‎من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من ‏الجهمية وأن‎ ‎الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه‎ ‎يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف‎ ‎ولا تمثيل وأن الله‎ ‎بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا ‏يمتزج بهم وهو مستو على عرشه‎ ‎في سمائه‎ ‎من دون أرضه )( العلو للذهبي ص 243‏‎ )


وقال رحمه الله فى كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين تأليفه‎ : ( ‎وأجمعوا أن الله‎ ‎فوق سمواته عال ‏على عرشه‎ ‎مستو عليه‎ ‎لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل فى كتابه أأمنتم من ‏فى‎ ‎السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى (مجموع الفتاوى لابن تيمية‎ 5/60 )‎


‎‎-79‎إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي(535ه)‏‎:


ذكر ابن القيم في كتاب‎ « ‎اجتماع الجيوش الإسلامية » عنه أنه قال في كتاب « الحجة » « باب في بيان استواء‎ ‎الله على ‏عرشه » قال الله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وذكر آيات ثم قال‎ : ‎قال أهل السنة : الله فوق السموات لا ‏يعلوه خلق من خلقه , ومن الدليل على ذلك أن‎ ‎الخلق يشيرون إلى السماء بأصابعهم , ويدعونه ويرفعون إليه رءوسهم ‏وأبصارهم – ثم قال‏‎ : « ‎فصل في بيان أن العرش فوق السموات وأن الله سبحانه وتعالى فوق العرش » إلى أن‎ ‎قال : قال ‏علماء السنة : إن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه . وقالت المعتزلة‎ : ‎هو بذاته في كل مكان – إلى أن قال : ‏وروى عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله‎ ‎تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) قال : هو على ‏عرشه , وعلمه في كل‎ ‎مكان – إلى أن قال : وزعم هؤلاء – يعني المعتزلة – أنه لا تجوز الإشارة إلى الله‎ ‎سبحانه ‏بالرءوس والأصابع إلى فوق , فإن ذلك يوجب التحديد , وقد أجمع المسلمون أن‎ ‎الله سبحانه العلي الأعلى , ونطق بذلك ‏القرآن , فزعم هؤلاء أن ذلك بمعنى علو الغلبة‎ ‎لا علو الذات . وعند المسلمين أن لله عز وجل علو الغلبة , والعلو من ‏سائر وجوه‏‎ ‎العلو , لأن العلو صفة مدح فنثبت أن لله تعالى علو الذات وعلو الصفات وعلو القهر‎ ‎والغلبة . وفي منعهم ‏الإشارة إلى الله سبحانه وتعالى من جهة الفوق خلاف منهم لسائر‎ ‎الملل , لأن جماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع ‏منهم الإجماع على الإشارة إلى الله‎ ‎سبحانه وتعالى من جهة الفوق في الدعاء والسؤال , واتفاقهم بإجماعهم على ذلك ‏حجة‎ , ‎ولم يستجز أحد الإشارة إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق‎ . ‎انتهى المقصود من كلامه‎ ‎‎


‎-80‎‏ أبي نصر السجزي(ت‏‎ 444‎هـ)


لقد نقل في كتابه الإبانة عن الثوري ومالك والحمادين وسفيان بن عيينة والفضيل‎ ‎وابن المبارك وأحمد وإسحاق أنهم ‏متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه‎ ‎بكل مكان .‏
وقال في كتابه(الرد على من أنكر الحرف والصوت ص123 ‏‎: ‎‏ ((وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق ‏العرش بلا كيفية بحيث لا مكان))‏

‏81- أبي عثمان الصابوني‎(ت449هـ):


قد ذكرت‎ ‎عنه فيما تقدم أنه نقل عن أصحاب الحديث أنهم يعتقدون ويشهدون أن الله فوق سبع‎ ‎سمواته على عرشه كما ‏نطق به كتابه , وأن علماء الأمة وأعيان الأئمة من السلف لم‎ ‎يختلفوا أن الله على عرشه وعرشه فوق سمواته‎ .


‎-‎‏82قول أبي عمرو عثمان بن أبي الحسن بن الحسين السهروردي الفقيه المحدث‎ ‎من أئمة أصحاب الشافعي‎:


ذكر ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش‎ ‎الإسلامية » عنه أنه قال في كتابه في أصول الدين : ومن صفاته تبارك وتعالى ‏فوقيته‎ ‎واستواؤه على عرشه بذاته كما وصف نفسه في كتابه , وعلى لسان رسوله صلى الله عليه‏‎ ‎وسلم بلا كيف – ثم ‏ذكر الأدلة على ذلك من القرآن إلى أن قال : وعلماء الأمة واعيان‎ ‎الأئمة من السلف لم يختلفوا في أن الله سبحانه مستو ‏على عرشه . وعرشه فوق سبع‎ ‎سمواته , ثم ذكر كلام عبد الله بن المبارك : نعرف ربنا بأنه فوق سبع سمواته على‎ ‎عرشه , بائن من خلقه . وساق قول ابن خزيمة : من لم يقر بأن الله تعالى فوق عرشه قد‎ ‎استوى فوق سبع سمواته فهو ‏كافر – ثم ذكر حديث الجارية التي قال لها النبي صلى الله‏‎ ‎عليه وسلم : « أين الله ؟ » فأشارت إلى السماء فقال لها : « ‏من أنا ؟ » فأشارت إليه‎ ‎وإلى السماء . تعني أنك رسول الله الذي في السماء فقال : « اعتقها فإنها مؤمنة‎ » ‎فحكم رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم بإسلامها وإيمانها لما أقرت بأن ربها في السماء‎ ‎وعرفت ربها بصفة العلو والفوقية . انتهى




‎-‎‏83 أبي بكر أحمد بن الحسين‏‎ ‎البيهقي(458هـ)‏‎:


قال في كتابه المسمى ب « الاعتقاد » : « باب القول في‎ ‎الاستواء » قال الله تبارك وتعالى : ( الرحمن على العرش ‏استوى ) ثم ذكر آيات في ذكر‎ ‎استواء الرب على العرش , وآيات في ذكر علو الله على خلقه , وقد ذكر الآيات أيضاً‎ ‎والكلام عليها في كتابه المسمى ب « الأسماء والصفات » ونقلت من كلامه ما يتعلق‎ ‎بالرد على من زعم أن معية الله ‏لخلقه معية ذاتية فليراجع ذلك مع الكلام على قول‎ ‎الله تعالى : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض) الآية‎ .


‏84- أبي عمر بن عبد‏‎ ‎البر(463هـ)‏‎:


قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الصحابة والتابعين‎ ‎على القول بأن الله تعالى على العرش وعلمه في كل مكان , ‏وما خالفهم في ذلك أحد يحتج‎ ‎بقوله , وذكرت له أيضاً كلاماً حسناً على حديث النزول فليراجع كل ما تقدم عنه‎ .


‏85- سعيد الزنجاني(471هـ) ‏

قال رحمه الله((وهو فوق عرشه بوجود ذاته))إجتماع الجيوش الإسلامية ص197‏‎

‎-‎‏86‏‎ ‎الإمام أبي بكر محمد بن محمود بن سورة التميمي فقيه نيسابور(477هـ)‏‎:


ذكر‎ ‎ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » ما رواه الحافظ عبد القاهر الرهاوي‎ ‎عنه أنه قال : لا أصلي خلف ‏من لا يقر بأن الله تعالى فوق عرشه بائن من خلقه‎ .

‏87-شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري‎ ‎الهروي‎: (481‎هـ)‏‎


ذكر الذهبي في كتاب « العلو » عنه أنه قال في كتاب‎ « ‎الصفات » له « باب استواء الله على عرشه فوق السماء ‏السابعة بائنا من خلقه من‎ ‎الكتاب والسنة » ثم ساق آيات وأحاديث – إلى أن قال : وفي أخبار شتى أن الله في‎ ‎السماء ‏السابعة على العرش بنفسه وهو ينظر كيف تعملون . وعلمه وقدرته واستماعه ونظره‎ ‎ورحمته في كل مكان‎ .

‎-‎‏88- أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي(490هـ)‏‎:

ذكر الذهبي‎ ‎في كتاب « العلو » عنه أنه قال في كتاب « الحجة » له , وأن الله تعالى مستو على‎ ‎عرشه بائن من خلقه كما ‏قال في كتابه‎ . ‎

‏89-أبي الحسن الكرجي من كبار فقهاء‏‎ ‎الشافعية‎: (491‎هـ)‏‎

ذكر الذهبي في كتاب « العلو » عنه أنه قال في عقيدته‎ ‎الشهيرة‎ :
عقيدة أصحاب الحديث فقد سمعت***بأرباب دين الله أسمى المراتب‎
عقائدهم أن الإله بذاته *** على عرشه مع علمه بالغوائب‎
وقد ذكرت فيما تقدم‎ ‎قول الذهبي أنه مكتوب على هذه القصيدة بخط العلامة تقي الدين ابن الصلاح : هذه‎ ‎عقيدة أهل ‏السنة وأصحاب الحديث‎

‏90- الحسين بن مسعود‏‎ ‎البغوي‎:‎‏(516هـ)‏‎


قال في الكلام على قول الله تعالى في سورة الحديد‎ : ‎‏(وهو معكم ) بالعلم . وقال في الكلام على قول الله تعالى في سورة ‏المجادلة : ( ما‏‎ ‎يكون من نجوى ثلاثة ) أي من إسرار ثلاثة ? إلا هو رابعهم ? بالعلم يعلم نجواهم‎ . ‎

‎‎‏91- أبي جعفر‏‎ ‎الهمداني‎(‎‏531هـ) ‏‎:


قال شارح العقيدة الطحاوية : ذكر محمد بن طاهر المقدسي‎ ‎أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس الأستاذ أبي ‏المعالي الجويني المعروف بإمام‎ ‎الحرمين , وهو يتكلم في نفي صفة العلو ويقول : كان الله ولا عرش وهو الآن على ما‎ ‎كان . فقال الشيخ أبو جعفر : أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا‎ , ‎فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا ‏وجد في قلبه ضرورة يطلب العلو , ولا يلتفت يمنة‎ ‎ولا يسرة . فكيف ندفع هذه الضرورة عن أنفسنا ؟ قال : فلطم أبو ‏المعالي على رأسه‎ ‎ونزل , وأظنه قال : وبكى , وقال : حيّرني الهمداني . وقد ذكر هذه القصة ابن القيم‎ ‎في كتاب « ‏اجتماع الجيوش الإسلامية » بنحو ما ذكرها شارح العقيدة الطحاوية . وذكرها‎ ‎الذهبي في كتاب « العلو » فقال : قال أبو ‏منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى‎ ‎الزنجاني : أنبأنا عبد القادر الحافظ بحران , أنبأنا الحافظ أبو العلاء , أنبأنا‎ ‎أبو جعفر ابن أبي علي الحافظ قال : سمعت أبا المعالي الجويني , وقد سئل عن قوله) ‎الرحمن على العرش استوى ) ‏فقال : كان الله‎ ‎ولا عرش , وجعل يتخبط في الكلام فقلت‎ : ‎قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيلة ؟ فقال ‏‏: ما تريد بهذا القول‎ , ‎وما تعني بهذه الإشارة ؟ فقلت : ما قال عرف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام‎ ‎من باطنه ‏قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق , فهل لهذا القصد الضروري عندك من‎ ‎حيلة , فنبئنا نتخلص من الفوق ‏والتحت , وبكيت وبكى الخلق , فضرب الأستاذ بكمه على‎ ‎السرير وصاح يا للحيرة وخرق ما كان عليه , وانخلع وصارت ‏قيامة في المسجد , ونزل ولم‎ ‎يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة والدهشة الدهشة , فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون‎ : ‎سمعناه يقول : حيرني الهمداني . قال شارح العقيدة الطحاوية في الكلام على هذه القصة‎ : ‎أراد الشيخ أن هذا أمر فطر ‏الله عليه عباده من أن يتلقوه من المرسلين يجدون في‎ ‎قلوبهم طلباً ضرورياً يتوجه إلى الله ويطلبه في العلو . انتهى‎ .

‎92-‎‏ عدي بن مسافر الأموي الهكاري(555هـ) ‏‎:‎

قال رحمه الله ‏‎:‎‏ ((وأن الله على عرشه بائن من خلقه,كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه بلا كيف,أحاط بكل ‏شيء علما وهو بكل شيء عليم))إعتقاد أهل السنة والجماعة ص30‏‎

‎93-‎‏ الشيخ عبد القادر الجيلي‏‎ ‎الحنبلي‎ 561( ‎هـ)‏‎


قال الشيخ عبد القادر‎ ‎بن أبي صالح ‏الجيلي، في كتاب "الغنية" له: "وهو ‏بجهة العلو ‏مستو على العرش، محتو‎ ‎على الملك، محيط علمه بالأشياء، {إِلَيْهِ ‏يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ‎ ‎‏وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ ‏يَرْفَعُهُ}، {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى‎ ‎الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ ‏مِقْدَارُهُ ‏أَلْفَ سَنَةٍ‎ ‎مِمَّا تَعُدُّونَ}، ولا يجوز وصفه ‏بأنه في كل مكان، بل يقال إنه في ‏‏السماء على‎ ‎العرش كما قال {الرَّحْمَنُ ‏عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، وينبغي إطلاق ‏صفة ‏الاستواء‎ ‎من غير تأويل، وأنه استواء ‏الذات على العرش، وكونه سبحانه ‏وتعالى على ‏العرش مذكور‎ ‎في كل كتاب ‏أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف‏‎"[‎‏ كتاب الغنية ‏لطالبي طريق الحق لعبد القادر الجيلاني (1/54-57)، ‏ط: الحلبي،‎ ‎‏‎
‎ ‎
‎94-‎‏ ابن رشد ‏‎:‎‏(ت590هـ)‏

قال ((في "مناهج الأدلة": وأما هذه الصفة – أي الجهة - فلم يزل أهل ‏الشريعة في أول الأمر‎ ‎يثبتونها لله ‏سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم ‏على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي‎ ‎المعالي, ومن اقتدى بقوله, وظواهر ‏الشرع ‏تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى‎: {‎الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ ‏اسْتَوَى}، ومثل قوله تعالى: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ‎ ‎السَّمَاوَاتِ ‏وَالأَرْضَ}، ‏ومثل قوله: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ‎ ‎يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}، ومثل قوله: ‏‏{يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى‎ ‎الأرْضِ ‏ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ ‏أَلْفَ سَنَةٍ‎ ‎مِّمَّا تَعُدُّونَ}، ومثل قوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ‎}‎،‎ ‎ومثل قوله: ‏‏{أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا‎ ‎هِيَ ‏تَمُورُ}، إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها ‏عاد ‏الشرع كله‎ ‎مؤولاً, وإن قيل فيها: إنها من المتشابهات عاد الشرع كله ‏متشابهاً، لأن الشرائع‎ ‎كلها مبنية على أن ‏الله في السماء, وأن منها ‏تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين‎, ‎وأن من السماء نزلت الكتب وإليها ‏كان الإسراء بالنبي ‏صلى الله عليه وسلم حتى قرب‎ ‎من سدرة المنتهى.‏‎

‎-95‎‏ بن قدامة المقدسي(ت600هـ)‏‎:


قد ذكرت فيما تقدم أنه نقل إجماع السلف‎ ‎على أن الله تعالى فوق العرش , وذكرت أيضاً كلامه في كتابه « إثبات صفة ‏العلو » وما‎ ‎ذكر فيه من إجماع جميع العلماء من الصحابة والأئمة من الفقهاء على إثبات صفة العلو‎ ‎لله تعالى , وأن ‏الأخبار قد تواترت في ذلك على وجه حصل به اليقين . فليراجع كلامه‎ ‎في ذلك . الله سبحانه وتعالى وليراجع أيضاً ما ‏ذكره مما جعله الله مغروزاً في طبائع‎ ‎الخلق عند نزول الكرب من لحظ السماء بالأعين , ورفع الأيدي للدعاء نحوها . ‏وانتظار‎ ‎مجيء الفرج من الله تعالى , وأنه لا ينكر ذلك إلا مبتدع غالٍ في بدعته , أو مفتون‎ ‎بتقليده على ضلالته‎ .

‎-96‎‏ أبي عبد الله محمد بن‏‎ ‎أحمد الأنصاري القرطبي مؤلف التفسير الكبير المسمى ب « الجامع لأحكام القرآن‎ ‎‎»:‎‏(677هـ)‏‎


قال في كتابه المسمى ب « الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى‎ » ‎وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة بل نطقوا هم ‏والكافة بإثباتها لله تعالى , كما‎ ‎نطق كتابه وأخبر رسوله صلى الله عليه وسلم , ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه‏‎ ‎استوى على العرش حقيقة , ثم ذكر كلام أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها ب‎ « ‎الإيماء إلى مسألة الاستواء » ‏وحكايته عن القاضي عبد الوهاب أنه استواء الذات على‎ ‎العرش وذكر أن ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري ‏كبير الطائفة , وأن القاضي‎ ‎عبد الوهاب نقله عنه نصاً وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه , وقول الخطابي‎ ‎وغيره من الفقهاء والمحدثين‎ .
قال القرطبي : وهو قول أبي عمر بن عبد البر‎ ‎والطلمنكي وغيرهم من الأندلسيين , ثم قال بعد أن حكى أربعة عشر قولاً ‏‏: وأظهر‎ ‎الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار , وقال جميع الفضلاء الأخيار : إن الله على‎ ‎عرشه كما أخبر في كتابه ‏وعلى لسان نبيه بلا كيف بائن من جميع خلقه , هذا مذهب السلف‎ ‎الصالح فيما نقل عنهم الثقات . انتهى . وقد نقله ابن ‏القيم في كتاب « اجتماع الجيوش‎ ‎الإسلامية » وأقره‎ .

‎-97‎‏ شيخ الإسلام أبو العباس بن‏‎ ‎تيمية‎ (728 ‎هـ)‏‎


قال في بعض فتاويه : والرب سبحانه فوق سمواته على عرشه‎ , ‎بائن من خلقه ليس في مخلوقاته شيء من ذاته , ولا ‏في ذاته شيء من مخلوقاته . انتهى‎ . ‎وهو في صفحة 406 من الجزء الأول من مجموع الفتاوى المطبوع في القاهرة ‏في سنة 1326 ه‏‎ .
وقال في أول « الفتوى الحموية الكبرى » : فهذا كتاب الله من أوله إلى آخره‎ , ‎وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ‏أولها إلى آخرها , ثم عامة كلام الصحابة‎ ‎والتابعين , ثم كلام سائر الأئمة مملوء بما هو إما نص أو ظاهر في أن الله ‏سبحانه‎ ‎وتعالى هو العلي الأعلى , وهو فوق كل شيء , وأنه فوق العرش , وأنه فوق السماء ثم‎ ‎ذكر الأدلة على ذلك من ‏القرآن , ثم قال : وفي الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى‎ ‎إلا بكلفة – وذكر عدة أحاديث في ذلك وقال بعد ذكرها – ‏إلى أمثال ذلك مما لا يحصيه‎ ‎إلا الله مما هو من أبلغ المتواترات اللفظية والمعنوية التي تورث علماً يقيناً من‏‎ ‎ابلغ العلوم ‏الضرورية أن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله ألقى إلى أمته‎ ‎المدعوين – أن الله سبحانه على العرش , وأنه ‏فوق السماء كما فطر الله على ذلك جميع‎ ‎الأمم عربهم وعجمهم في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن ‏فطرته . ثم عن‎ ‎السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفاً . ثم ليس في كتاب الله‎ , ‎ولا في سنة رسوله ‏صلى الله عليه وسلم ولا أحد من سلف الأمة لا من الصحابة ولا من‎ ‎التابعين لهم بإحسان , ولا عن الأئمة الذين أدركوا ‏زمن الأهواء والاختلاف – حرف‏‎ ‎واحد يخالف ذلك . لا نصاً ولا ظاهراً . انتهى‎ .
وفي كتب شيخ الإسلام وفتاويه من‎ ‎كلامه وما نقله عن أكابر العلماء في إثبات علو الرب على خلقه , وأنه سبحانه مستو‎ ‎على عرشه , بائن من خلقه , وتقرير ذلك بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة والإجماع‎ ‎شيء كثير جداً . وقد ذكرت جملة ‏منه فيما تقدم . وأما كلامه في المعية , وقوله إنها‎ ‎معية العلم فهو كثير أيضاً , وقد نقل أقوال بعض الذين حكوا الإجماع ‏على ذلك في‎ ‎مواضع كثيرة من كتبه وفتاويه , وقد ذكرت بعض نقوله عنهم فيما تقدم فلتراجع ففيها‎ ‎أبلغ رد على من ‏وعم أن معية الله لخلقه معية ذاتية‎ .
وقد ذكر في « الفتوى‎ ‎الحموية الكبرى » عن سلف الأمة وأئمتها أئمة أهل العلم والدين‎
من شيوخ العلم‎ ‎والعبادة أنهم أثبتوا أن الله فوق سمواته على عرشه , بائن من خلقه وهم بائنون منه‎ . ‎وهو أيضاً مع ‏العباد عموماً بعلمه , ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية‎ , ‎وهو أيضاً قريب مجيب . ففي آية النجوى دلالة ‏على أنه عالم بهم . انتهى . وذكر في‎ « ‎شرح حديث النزول » قول الله تعالى في سورة الحديد : ( وهو معكم أينما كنتم‎ )‎وقوله تعالى في سورة المجادلة : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة‎ ‎إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ‏ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) ثم قال : وقد‎ ‎ثبت عن السلف أنهم قالوا : هو معهم بعلمه . وقد ذكر ابن عبد البر ‏وغيره أن هذا‎ ‎إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان , ولم يخالفهم فيه أحد يعتد بقوله , وهو‎ ‎مأثور عن ابن عباس ‏والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم‎ .
ثم ذكر ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله‎ : ) ‎وهو معكم) قال : هو على ‏العرش وعلمه معهم , قال : روى عن سفيان الثوري أنه قال‎ : ‎علمه معهم , وروى أيضاً عن الضحاك بن مزاحم في ‏قوله : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا‎ ‎هو رابعهم) إلى قوله : ( أينما كانوا ) قال : هو على العرش وعلمه معهم . ورواه‎ ‎بإسناد آخر عن مقاتل ابن حيان . وهو ثقة في التفسير ليس بمجروح كما جرح مقاتل بن‎ ‎سليمان . وذكر أيضاً ما رواه ‏عبد الله بن أحمد عن الضحاك في قوله تعالى : ( ما يكون‎ ‎من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا ‏أدنى من ذلك ولا أكثر إلا‎ ‎هو معهم أينما كانوا ) قال : هو على العرش , وعلمه معهم , وروى أيضاً عن سفيان‎ ‎الثوري ‏في قوله : ( وهو معكم أينما كنتم ) قال علمه . وذكر أيضاً ما رواه حنبل بن‎ ‎إسحاق في كتاب « السنة » قال : قلت لأبي ‏عبد الله أحمد بن حنبل : ما معنى قوله‎ ‎تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم ) و : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ‏إلى‎ ‎قوله : ( إلا هو معهم أينما كانوا ) قال : علمه , عالم الغيب والشهادة , محيط بكل‎ ‎شيء , شاهد علام الغيوب , يعلم ‏الغيب , ربنا على العرش بلا حد ولا صفة , وسع كرسيه‏‎ ‎السموات والأرض‎ .
قلت : قوله : بلا حد ولا صفة معناه أنه لا يحد استواء الرب‎ ‎على العرش ولا توصف كيفيته كما قال ربيعة بن أبي عبد ‏الرحمن ومالك بن أنس‎ : ‎الاستواء معلوم , والكيف غير معقول . قال شيخ الإسلام : وأيضاً فإنه افتتح الآية‎ ‎بالعلم ‏وختمها بالعلم , فكان السياق يدل على أنه أراد أنه عالم بهم . ثم ذكر أن لفظ‎ ‎المعية في اللغة – وإن اقتضى المجامعة ‏والمصاحبة والمقارنة , فهو إذا كان مع العباد‎ ‎لم يناف ذلك علوه على عرشه , ويكون حكم معيته في كل موطن بحسبه , ‏فمع الخلق كلهم‎ ‎بالعلم والقدرة والسلطان , ويخص بعضهم بالإعانة والنصر والتأييد . انتهى‎ .

‎98-‎قول الحافظ محمد بن أحمد بن عثمان‎ ‎الذهبي‎ (748 ‎هـ)‏‎


قد صنف الذهبي رحمه الله تعالى في إثبات علو الله على‎ ‎عرشه كتابه المسمى ب « العلو للعلي الغفار » وساق فيه أدلة ‏العلو من الكتاب والسنة‎ ‎وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أكابر العلماء إلى قريب من زمانه , ومنهم من‎ ‎حكى ‏الإجماع على أن الله تعالى فوق عرشه ومع الخلق بعلمه , وقال في أثناء الكتاب‎ : ‎ويدل على أن الباري تبارك وتعالى ‏عالٍ على الأشياء فوق عرشه المجيد , غير حال في‎ ‎الأمكنة قوله تعالى : ( وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده ‏حفظهما وهو العلي‎ ‎العظيم ) ثم ساق آيات وأحاديث كثيرة في إثبات العلو فليراجع , وليراجع الكتاب كله‎ ‎فإنه كثير الفوائد ‏عظيم المنفعة‎ .

‎-99‎قول العلامة شمس‎ ‎الدين ابن القيم‎ (751 ‎هـ)‏‎


قد صنف ابن القيم رحمه الله تعالى في إثبات علو‎ ‎الله على خلقه كتابه المسمى ب « اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو ‏المعطلة والجهمية‎ » ‎وساق فيه أدلة العلو من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم من‎ ‎أكابر العلماء إلى ‏قريب من زمانه , ومنهم من حكى الإجماع على أن الله تعالى فوق‎ ‎عرشه , وهو مع الخلق بعلمه , فليراجع الكتاب كله ‏فإنه كثير الفوائد عظيم المنفعة‎ .
ولابن القيم أيضاً فصول في كتابه المسمى ب « الكافية الشافية » وفي كتابه‎ ‎المسمى ب « الصواعق المرسلة على ‏الجهمية والمعطلة » قرر فيها علو الرب تبارك وتعالى‎ ‎فوق جميع المخلوقات , ورد فيها على أهل التشبيه والتعطيل . ‏فلتراجع أيضاً‎ .



‎-100‎قول الحافظ إسماعيل بن عمر بن‎ ‎كثير‎:‎‏(ت774هـ)‏‎


قال في تفسير سورة الحديد وقوله تعالى : ( وهو معكم أينما‎ ‎كنتم والله بما تعملون بصير ) أي رقيب عليكم , شهيد على ‏أعمالكم حيث كنتم وأين كنتم‎ ‎من بر أو بحر , في ليل أو نهار , في البيوت أو في القفار , الجميع في علمه على‏‎ ‎السواء , ‏وتحت بصره وسمعه فيسمع كلامكم , ويرى مكانكم , ويعلم سركم ونجواكم . وقال‎ ‎في تفسير سورة المجادلة : ثم قال ‏تعالى مخبراً عن إحاطة علمه بخلقه , واطلاعه عليهم‎ ‎وسماعه كلامهم , ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا فقال ‏تعالى : ( ألم تر أن الله‎ ‎يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة ) أي من سر ثلاثة ( إلا هو‎ ‎رابعهم ‏ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا‎ ( ‎أي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ‏ونجواهم , ورسله أيضاً مع ذلك تكتب ما يتناجون به‎ ‎مع علم الله به وسمعه له . ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن ‏المراد بهذه الآية‎ ‎معية علمه تعالى , ولا شك في إرادة ذلك , ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم , وبصره نافذ‎ ‎فيهم , فهو ‏سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء . ثم قال تعالى‎ ) ‎ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن ‏الله بكل شيء عليم ) قال الإمام أحمد‎ : ‎افتتح الآية بالعلم واختتمها بالعلم . انتهى‎ .



فهذا ما تيسر إيراده من أقوال‎ ‎أكابر العلماء في إثبات العلو لله تعالى , وأنه فوق جميع المخلوقات , مستو على عرشه‎ , ‎بائن من خلقه , والخلق بائنون منه , وأن معيته لخلقه معية العلم والإحاطة‎ ‎والاطلاع والسماع والرؤية . وأن له معية ‏خاصة مع أنبيائه وأوليائه , وهي معية النصر‎ ‎والتأييد والكفاية . ولم يأت في القرآن ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة‎ ‎والتابعين وتابعيهم بإحسان ما يدل على أن معية الله لخلقه معية ذاتية , وإنما جاء‎ ‎ذلك عن بعض أهل البدع , وهم الذين ‏يقولون : إن الله بذاته فوق العالم , وهو بذاته‎ ‎في كل مكان . وهذا قول باطل مردود بالأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة ‏والإجماع وقد‎ ‎تقدم بيان ذلك في أول الكتاب فليراجع‎ .

وكلام أكابر العلماء المتأخرين في‎ ‎المائة الثامنة من الهجرة فما بعدها في إثبات العلو والرد على من قال بخلاف ما عليه‎ ‎أهل السنة والجماعة كثير جداً , وفيما ذكرته عن المتقدمين كفاية إن شاء الله تعالى‎ . ‎









قديم 2010-09-19, 23:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الدليل من الفطرة على علو الله على خلقه
لقد شهدت قلوب بني آدم أن الله تعالى فوق العالم كله , ولأجل هذه الفطرة السليمة , ‏ولأجل هذه الضرورة التي يحسونها في قلوبهم تراهم يرفعون أيديهم عند الدعاء والتضرع ‏إلى الفوق وهكذا تتوجه قلوبهم إلى العلو لاعتقادهم وشهادة قلوبهم بأن الله تعالى فوق ‏العالم عال على خلقه أجمعين‎ .‎
‎ ‎
وأول من صرح بهذا الدليل الفطري واستدل به على علو الله تعالى على خلقه وفوقيته ‏على عباده : الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – ([1‏‎]) .‎
‎ ‎
كما استدل بهذا الدليل غيره من أئمة الإسلام كالإمام يزيد بن هارون([2]) , وابن ‏كلاب([3]) , وابن قتيبة([4]) , والدارمي([5]) , وابن خزيمة([6]) , ‏والأشعري([7]) , والخطابي([8]) , والباقلاني([9]) , وابن فورك([10]) , وابن ‏عبدالبر([11]) , وغيرهم من أئمة الإسلام قبلهم وبعدهم‎ .‎
‎ ‎
فكلهم استدلوا على علو الله تعالى وأنه فوق العالم – بأن بني آدم يرفعون أيديهم وتتجه ‏قلوبهم إلى جهة الفوق عند الدعاء‎ .‎
‎ ‎
فدل ذلك على أن الله تعالى فوق العالم بائن عن هذا الكون‎ .‎
قال الإمام ابن القيم ‏‎:‎‏ وإليه أيدي السائلين توجهت ***نحو العلو بفطرة الرحمن
وإليه آمال العباد توجهت***نحو العلو بلا تواص ثان
بل فطرة الله التي لم يفطرو***إلا عليها الخلق والثقلان
ونظير هذا أنهم فطروا على ***إقرارهم لا شك بالديان
لكن أولو التعطيل منهم أصبحوا***مرضى بداء الجهل والخذلان(
12)‏

وجميع الطوائف تنكر قول المعطلة إلا من تلقاه منهم,وأما العامة من جميع الأمم ففطرهم ‏جميعهم مقرة بأن الله فوق العالم,وإذا قيل لهم لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا ‏تحته ,ولا ترفع إليه الأيدي ,ولا تتوجه إليه القلوب نحو العلو أنكرت فطرهم ذلك غاية ‏الإنكار ودفعته غاية الدفع(13). ومنهم من لا يصدق أن عاقلا يقول ذلك,لظهور هذه ‏القضية عندهم,واستقرارها في أنفسهم,فينسبون من خالفها بالجنون(14).‏
قال ابن القيم رحمه الله ‏‎:‎
وعلوه فوق الخليقة كلها ***فطرت عليه الخلق والثقلان ‏
لا يستطيع معطل تبديلها ***أبدا وذلك سنة الرحمان ‏
كل إذا ما نابه أمر يرى ***متوجها بضرورة الإنسان
نحو العلو فليس يطلب خلفه***وأمامه أو جانب الإنسان
(15)‏

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في تقرير ذلك((...وأن الخلق كلهم إذا حزبهم شدة أو ‏حاجة في أمر,وجهوا قلوبهم إلى الله يدعونه ويسألونه,وأن هذا أمر متفق عليه بين الأمم ‏التي لم تغير فطرتها,لم يحصل بينهم بتواطئ و اتفاق.ولهذا يوجد هذا في فطرة الأعراب ‏والعجائز والصبيان من المسلمين واليهود والنصارى والمشركين ,ومن لم يقرأ كتابا ,ومن ‏لم يتلق مثل هذا عن معلم ولا أستاذ....))(16)‏
قال أبو الحسن الأشعري في كتبه‎: ‎ورأينا ‏المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله عز وجل مستوٍ‎ ‎على ‏العرش الذي هو فوق السماوات؛ فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا ‏أيديهم‎ ‎نحو السماء كما لا يحطونها إذا دعوا نحو الأرض‎.

هذا لفظه في أجل كتبه‎ ‎وأكبرها وهو "الموجز", وفي أشهرها وهو "الإبانة" التي ‏اعتمد عليها أبصر الناس له‎, ‎وأعظمهم ذباً عنه من أهل الحديث أبو القاسم ابن ‏عساكر؛ فإنه اعتمد على هذا الكتاب‎ ‎وجعله من أعظم مناقبه في كتاب "تبيين ‏كذب المفتري" ثم قال في كتابه: ومن دعاء أهل‎ ‎الإسلام جميعاً إذا هم رغبوا إلى ‏الله عز وجل في الأمر النازل بهم يقولون يا ساكن‏‎ ‎العرش ويقولون: لا والذي ‏احتجب بسبع سماوات‎.‎
وقال أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب في كتاب "الصفات", وقد ذكر مسألة ‏الاستواء‎ ... ‎قال: ولو لم يشهد بصحة مذهب الجماعة في هذا إلا ما ذكرنا من ‏هذه الأمور لكان‎ ‎فيه ما يكفي؛ كيف وقد غرس في بنية الفطرة, ومعارف ‏الآدميين من ذلك ما لا شيء أبين‎ ‎منه, ولا أوكد لأنك لا تسأل أحدا عنه عربياً ‏ولا عجمياً ولا مؤمناً ولا كافراً‎ ‎فتقول أين ربك؟ إلا قال: في السماء إن أفصح أو ‏أومأ بيده أو أشار بطرفه، وإن كان لا‎ ‎يفصح لا يشير إلى غير ذلك من أرض ولا ‏سهل ولا جبل, ولا رأينا أحداً داعياً إلا‎ ‎رافعاً يديه إلى السماء‎.‎
-

-وقال ابن عبد البر إمام أهل السنة ببلاد المغرب في "التمهيد" لما تكلم على حديث‎ ‎النزول قال: هذا حديث ثابت من جهة النقل صحيح الإسناد لا يختلف أهل الحديث ‏في صحته‎, ‎وهو منقول من طرق سوى هذه من أخبار العدول عن النبي صلى ‏الله عليه وسلم, وفيه دليل‎ ‎على أن الله في السماء على العرش فوق سبع سماوات ‏كما قال الجماعة, وهو من حجتهم على‎ ‎المعتزلة في قولهم إن الله بكل مكان، ‏قال: والدليل على صحة قول أهل الحق قوله تعالى‎ - ‎وذكر عدة آيات - إلى أن ‏قال: وهذا أشهر وأعرف عند العامة والخاصة من أن يحتاج إلى‎ ‎أكثر من حكايته ‏لأنه اضطرار لم يوقفهم عليه أحد, ولا أنكره عليهم مسلم وهذا قليل من‎ ‎كثير من ‏كلام من ذكر أن مسألة العلو فطرية ضرورية, وأما من نقل إجماع الأنبياء‎ ‎والرسل والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين؛ فأكثر من أن يذكر ولكن ننبه على ‏اليسير‎ ‎منه)).‏

وليتأمل القارئ اللبيب القصة التالية ‏‎:‎‏ قال أبو منصور بن الوليد الحافظ في رسالة له إلى ‏الزنجاني انبأنا عبد القادر الحافظ بحران أنبأنا الحافظ أبو العلاء أنبأنا أبو جعفر بن أبي علي الحافظ ‏قال سمعت أبا المعالي الجويني وقد سئل عن قوله الرحمن على العرش استوى فقال كان الله ولا ‏عرش وجعل يتخبط في الكلام فقلت قد علمنا ما أشرت إليه فهل عندك للضرورات من حيله فقال ما ‏تريد بهذا القول وما تعني بهذه الإشارة فقلت ما قال عارف قط يا رباه إلا قبل أن يتحرك لسانه قام من ‏باطنه قصد لا يلتفت يمنة ولا يسرة يقصد الفوق فهل لهذا القصد الضروري عندك من حيلة فنبئنا ‏نتخلص من الفوق والتحت وبكيت وبكى الخلق فضرب الأستاذ بكمه على السرير وصاح ياللحيرة ‏وخرق ما كان عليه وانخلع وصارت قيامة في المسجد ونزل ولم يجبني إلا يا حبيبي الحيرة الحيرة ‏والدهشة الدهشة فسمعت بعد ذلك أصحابه يقولون سمعناه يقول حيرني الهمداني))(17)‏

قال شيخ الإسلام ابن تيمية تعليقا على هذا الكلام ‏‎: ‎‏((فهذا الشيخ تكلم بلسان جميع ‏بني آدم,فأخبر أن العرش والعلم باستواء الله عليه إنما أخذ من جهة الشرع وخبر الكتاب ‏والسنة.بخلاف الإقرار بعلو الله على الخلق من غير تعيين عرش ولا استواء,فإن هذا أمر ‏فطري ضروري نجده في قلوبنا نحن وجميع من يدعو الله تعالى,فكيف ندفع هذه الضرورة ‏عن قلوبنا؟ ‏‎!‎‏))(18)‏

ونذكر في هذا المقام ‏‎:‎‏ ما جرى بين شيخ الإسلام ابن تيمية وبين أحد المشايخ النافين ‏للعلو ,يقول شيخ الإسلام مخبرا عن ذلك ‏‎:‎‏ ((وقد كان عندي من هؤلاء النافين لهذا –‏يعني صفى العو-من هو من مشايخهم, وهو يطلب مني حاجة ، وأنا أخاطبه في هذا المذهب ، كأني غير منكر ‏له ، وأخرت قضاء‎ ‎حاجته حتى ضاق صدره ، فرفع طرفه ورأسه إلى السماء ، وقال: يا الله ، فقلت له: أنت‎ ‎محقق لمن ترفع ‏طرفك ورأسك ؟ وهل فوق عندك أحد ؟‎!
فقال: استغفر الله ، ورجع عن‎ ‎ذلك لما تبين له أن اعتقاده يخالف فطرته ، ثم بينت له فساد هذا القول ، فتاب من ذلك‎ ‎، ‏ورجع إلى قول المسلمين المستقر في فطرهم‎
.‎‏))(19)‏


---------------------------------------------‏
‎[1] ) ‎انظر الفقه الأبسط بشرح السمرقندي 16-20 , والفقه الأبسط بتحقيق ‏الكوثري 46-52‏‎ .‎

‎[2] ) ‎روى نصه أبو داود في مسائله 262 , وعبدالله بن أحمد في السنة ‏‏119-120‏‎ .‎
‎[3] ) ‎نقل عنه شيخ الإسلام في درء التعارض 6/194‏‎ .‎
‎[4] ) ‎انظر نصه في تأويل مختلف الحديث 271-272‏‎ .‎
‎[5] ) ‎انظر الرد على الجهمية له 20-21‏‎ .‎
‎[6] ) ‎انظر كتاب التوحيد له 1/254‏‎ .‎
‎[7] ) ‎انظر الإبانة 2/107‏‎ .‎
‎[8] ) ‎انظر تلبيس الجهمية 2/436-437 عن كتاب شعار الدين للخطابي‎ .‎
‎[9] ) ‎انظر نصه في التمهيد له 260-262‏‎ .‎
‎[10] ) ‎انظر تفسير سورة الأعلى ضمن دقائق التفسير 5/39 , وضمن ‏مجموع الفتاوى 6/90 عن كتاب ابن فورك الذي صنفه في أصول الدين‎ .‎
‎[11] ) ‎انظر نصه في التمهيد له 7/134/135‏‎ .‎
‏(12)الكافية الشافية(ص54-55)‏
‏(13)الصواعق المرسلة(ص1281)‏
‏(14) درء التعارض العقل والنقل(6/243).‏
‏(15)الكافية الشافية(ص104-105).‏
‏(16) درء تعارض العقل والنقل(6/12).‏
‏(17) كتاب العلو للإمام الذهبي (ص1347) وقال العلامة الألباني في(مختصر ‏العلو) ‏‎: ‎‏((وإسناد هذه القصة صحيح مسلسل بالأسانيد).‏
‏(18)مجموع الفتاوى(4/61).‏
‏(19)درء تعارض العقل والنقل(6/3436-344).‏









 

الكلمات الدلالية (Tags)
منكر, مقني, الردود, العزيز, الودود..متجدد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:58

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc