اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثائرة الجبال
رأي الفلاسفة هو رأي العقل والمنطق وعد لعلماء المسلمين تجدهم جملة فلاسفة مثل أبي حامد الغزالي ، ابن سينا ، الفارابي ، أبو حيان التوحيدي ، سفيان الثوري .... والقائمة طويلة ، ولا عيب أن في آراء الفلاسفة الملاحدة - كما سميتهم - إن كان موافقا للعقل وليس ضد الدين الاسلامي بل تجد منهم من يؤمن بوحدانية الله - سبحانه وتعالى - فقط بتأمله وفكره وعقله مثل أفلاطون والذي آمن بوحدانية الله . فليس كل ما يأتي من الغرب سيء بل يجب أن نطلع على كل مالديهم ونختار ما يناسبنا وليس فقط دراسة القرآن والسنة .
علما أني لم يعجبني تلميحك بأن أعود للقرآن والسنة .
|
تلميحي إليك بالرجوع للقرآن والسنة لم أقصد به أي شيء سيء مما قد يدور في خاطرك بل هي مجرد ملاحظة لما كنت قد اطلعت عليه في بعض كتاباتك وأنا لا أدري هل الكتابات منقولة أم هي من بنات أفكارك. على كل حال أرجو المعذرة رغم أنني لم أقصد أبدا الإساءة إليك ولا أدري كيف يمكن أن يكون توجيه أحد ما إلى القرآن والسنة إساءة؟
لا أوافقك الرأي بأن جملة علماء الإسلام كانوا فلاسفة خصوصا سفيان الثوري الذي هو من أمراء المؤمنين في علم الحديث وهو أبعد ما يكون من الفلاسفة وضلالاتهم. وليكن في علمك بأن علماء الإسلام كانوا على خلاف دائم مع الفلاسفة لأن الفلاسفة مبدأهم تقديم العقل على النقل وبذلك تجدينهم يعرضون نصوص الوحيين على عقولهم فما وافق فكرهم ومنطقهم قبلوه وماخالف ذلك عملوا فيه بالتأويل ولي أعناق النصوص حتى يوافق عقولهم الكاسدة وبذلك خالفوا كثيرا منهج الصحابة والسلف الصالح المشهود لهم بالخيرية على لسان الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. وكثير من الضلالات دخلت في الإسلام بعد ترجمة كتب الفلاسفة اليونانيين والإغريق في عهد المأمون والمعتصم ولعلك تعرفين جيدا محنة إمام السنة أحمد ابن حنبل في مسألة خلق القرآن كان وراءها الفلاسفة.
كثير من العلماء المسلمين الذين كانوا على منهج الفلاسفة رجعوا في أواخر عمرهمم إلى منهج أهل السنة والجماعة ومنهم الغزالي الذي مات وصحيح البخاري على صدره والفخر الرازي الذي قال فيه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان : ( 4/426 - 429 ) : " كان له تشكيكات على السنة على غاية من الوهن " إلا أنه أدرك عجز العقل فأوصى وصية تدل على حسن اعتقاده فقد نبه في أواخر عمره إلى ضرورة اتباع منهج السلف ، وأعلن أنه أسلم المناهج بعد أن دار دورته في طريق علم الكلام فقال : " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية رأيتها لا تشفي عليلاً ولا تروي عليلاً ، ورأيت أقرب الطرق ، طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات [ الرحمن على العرش استوى ] و [ إليه يصعد الكلم الطيب و العمل الصالح يرفعه ] ، و أقر في النفي [ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ] و [ ولا يحيطون به علماً ] ، ثم قال في حسرة وندامة : " ومن جرب تجربتي عرف معرفتي " أهـ . ( الحموية الكبرى لا بن تيمية ) .
أختي الكريمة طريق علماء السلف وعلى رأسم الصحابة والتابعين مخالف تمام لطريق الفلاسفة وأهل الكلام.
إذا كان هناك من الفلاسفة من وصل بعقله إلى وحدانية الله فهذا لا يعني أن نعرض عما جاءنا ونتبع ما وصل إليه عقل فلان أو علان. نعم الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أولى بها ولكن إذا كان في ديننا ما يغنينا فيجب علينا أن نتمسك به ولا نستبدله بما عند غيرنا حتى لو كان فيه بعض الحق.