نظرات في منهج جماعة الإخوان المسلمين - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

نظرات في منهج جماعة الإخوان المسلمين

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-09-06, 15:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
هشام البرايجي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية هشام البرايجي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله ربّ العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولّى الصّالحين، وأشهد أنّ محمّدا عيده ورسوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدّين أمّا بعد:

فإنّ الشّعار عندما يرفع ينبغي أن يُبحث عن الحقيقة الّتي وراءه، والّتي رُفعت عليه، في هذا الطّرح، في هذا التّسويق، في هذا التّرويج، نتأمل فيه، أمبنيّ هو على قاعدة الإسلام العظمى وهي {صحّة المعتقد}؟ عند الجماعة منهج اعتقاديّ هو منهج الإسلام في الاعتقاد؟ أم ماذا الّذي عندهم؟؛ ما دمنا ندعى فلابدّ أن نتساءل وسؤالات تطرح وما تزال علامات استفهامها قائمة، تحتاج جوابا، وتبحث عن جواب، من أجل أن نفهم، ومن أجل أن نسترشد بالإجابات على الوصول إلى الطّريق المستقيم، من غير ما تعنّت وإنّما بتجرّد مطلق، ومن أجل ما تشهير ولا تجريح فالأمر أمر دين، ونحن جميعا في سفينة واحدة تلعب بها الأعاصير، وتتلاطم بها الأمواج في بحر الظّلمات في هذا العالم الكبير، نحن جميعا في سفينة واحدة، وويل لمن أراد أن يخرق السّفينة ليغرق أهلها، ويل له ثمّ ويل له ثمّ ويل له، جميعا في سفينة واحدة، فمن الحدب على إخواني، ومن الحرص والشّفقة على أحبّائي، أن أسأل، وأن أتساءل، من أجل أن أكون قائما على الصّراط المستقيم، عند القوم منهج اعتقاديّ هو منهج الإسلام في الاعتقاد يمثّل الإسلام عندما يدّعى للجماعة الشّموليّة! وأنّها هي دعوة ربّنا ودعوة خير البريّة! صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم لابدّ أن نطرح الاستفهام تلو الاستفهام.

وانظر إلى الاضطراب الحادث عندهم في منهج الاعتقاد، الاضطراب في الأسماء والصّفات، يقول الشيخ المؤسّس عليه رحمة الله وغفرانه في كتابه الأصول العشرين في الأصل العاشر في الصّفحة التّاسعة والثّلاثين، والشّيخ رحمة الله عليه لمّا كتب الأصول العشرين صارت بعد منهجا، يقولون – غفر الله لنا ولهم-: (ينبغي أن يُفهم الإسلام في ضوء الأصول العشرين للإمام البنّا) ! كيف..؟!!، كيف يؤتى بهذا المتّسِع الّذي لا حدود له تراميا كالمحيط بل كمثله المحيط لكي يُدخل في سمّ الخياط؟!!، كيف تأتي بالعالم كلّه لكي تجعله داخلا في سمّ خياط ؟!!، كيف..؟!!، هذا قلب للأوضاع وإنّما عليك أن تخرج من المضيق إلى الفضاء الواسع الرّحيم، ينبغي أن يُفهم الإسلام العظيم دين ربّ العالمين في ضوء الأصول العشرين !!، في اجتهاد بشر يخطئ ويصيب؟!!.

الإسلام هو الحلّ..هو هذا؟!!، أسأل وأريد جوابا، بلا تعنّت وبلا تجريح ولا تشهير، هو حقّ أمّة على الدّاعينها إلى هذا المنهج عسى أن يكون قويما وعسى أن يكون رشيدا وعسى أن يكون مؤدّيا إلى الصراط المستقيم، وهيهات فاسمع..يقول الشّيخ المؤسّس الإمام في الأصل العاشر – والإسلام يفهم في ضوء هذه الأصول!- يقول: (ومعرفة الله تبارك وتعالى وتوحيده وتنزيهه أسما عقائد الإسلام، وآيات الصّفات وأحاديثها الصّحيحة وما لحق بذلك من المتشابه نؤمن به كما جاء من غير تأويل ولا تعطيل) وهذا خرق لما كان عليه علماء الأمّة من المتثبّتين، والتّفويض لا يكون في المعاني وإنمّا يكون في الكيفيّة، فهذا تنزيل للأسماء والصّفات بمنزلة الكلام الأعجميّ الّذي لا يُفهم، فعندما تسمع صفة من صفات ربّك، وعندما يمرّ عليك اسم من أسماء جلال ذاته فعليك ألا تبحث عن معنى! وإنّما - كما يقول الشّيخ- نؤمن به كما جاء من غير تعطيل ولا تأويل!، المتشابه لا يُفهم معناه، وأمّا أسماء الله تبارك وتعالى وصفاته فينبغي أن تُفهم في ضوء معناها مع تفويض الكيفيّة إلى الله ربّ العالمين، كما قالت أمّ سلمة عليها الرّضوان وكما قال الإمام مالك عليه الرّحمة وكما هو الشّأن عند علماء أهل السنّة من المتثبّتين: (الاستواء معلوم ) وإلا فإنّ الله تبارك وتعالى يخاطبنا بالعربيّة بما لا معنى له! حاشا لله ربّ العالمين (الاستواء معلوم والكيف مجهول) فنفوّض الكيفيّة لله ربّ العالمين.

يقول الشّيخ البنّا عليه الرّحمة في رسالة العقائد من مجموعة رسائل البنّا صفحة 498: (ونحن نعتقد أنّ رأي السّلف من السّكوت وتفويض علم هذه المعاني إلى الله تبارك وتعالى أسلم، وأولى بالإتّباع حسما لمادّة التّأويل والتّعطيل) وهذا ليس بمذهب السّلف ولا بمنهج السّلف، منهج السّلف هو أن تفهم في ضوء معناها مع تفويض الكيفيّة إلى الله ربّ العالمين، وأمّا الشّيخ فيثبت للسّلف ما لم يثبتوه، وهذا ممّا لا ينبغي ان يتورّط فيه عالم بل طالب من أوساط طلاّب العلم المجتهدين، غفر الله ربّ العالمين له وعفا عنه ونسأل الله أن يتجاوز عنه وأن يصفح.

والأستاذ محمود عبد الحليم ينقل ما سمعه بأذنيه من محاضرة للشّيخ الإمام حسن البنّا رحمة الله عليه، يقول: ( أقرّر أنّ خصومتنا لليهود ليست دينية، لأنّ القرآن حضّ على مصافّاتهم ومصادقتهم)، وأسأل مستفهما: أين هو الموضع في كتاب الله تبارك وتعالى الّذي حضّنا فيه ربّنا جلّ وعلا على مصافاة اليهود ومصادقتهم؟، هذا القرآن بين أيدينا فأين هو الموضع الّذي حضّنا فيه ربّنا على مصافاة اليهود ومصادقتهم؟..

يقول: (والإسلام شريعة إنسانيّة قبل أن يكون شريعة قوميّة، وقد أثنى الله على اليهود) ونريد أن نعلم في أيّ موضع من كتاب الله تبارك وتعالى ثناء ربّنا جلّ وعلا على اليهود؟!!، يقول: ( وقد أثنى الله على اليهود، وجعل بيننا وبينهم اتّفاقا، قال تعالى: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالّتي هي أحسن}) فأين قول الله جلّ وعلا: {لتجدنّ أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا اليهود والّذين أشركوا} أين حضّ الله تبارك وتعالى على مصافاتهم ومصادقتهم؟ وأين أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابه؟.

هذا هو الإسلام هو الحلّ..؟!!، فلم تصدّع الرّؤوس؟ من مسجد السّليم وبالاعتداء على المقدّسات والحرمات؟ من أجل أيّ شيء؟ أمن أجل الوصول إلى تحصيل أصوات توصّل إلى أمور ثمّ لا يتأتّى من بعدها إلا قبض على الهباء بالخلاء؟ ما الدّفين وما الخفيّ؟ نسأل ونريد الإجابة عسى الله جلّ وعلا أن يهدينا جميعا إلى سواء الصّراط المستقيم.

يقول الشّيخ: (حينما أراد القرآن الكريم أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية والقانونية)، وأنا أسأل: أين هي الوجهة القانونية في كتاب الله ربّ العالمين الّتي تناول بها القرآن العظيم مسألة اليهود؟ أين هي الوجهة القانونيّة؟ أين هي الوجهة الاقتصادية في كتاب الله ربّ العالمين؟، عفى الله تبارك وتعالى عنه؛ هذا في كتاب (أحداث صنعت التّاريخ) لمحمود عبد الحليم في الجزء الأول صفحة 409.

وكان الشّيخ البنّا عليه الرّحمة صوفيا على الطّريقة الحصافيّة الشّاذليّة – رحمه الله عليه-، يقول في مذكّرات الدّعوة والدّاعية صفحة 27: (وصحبت الإخوان الحصافيّة بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التّوبة كلّ ليلة)، وقال في صفحة 33: ( وحضر السّيد عبد الوهّاب)، هو المجيز المسلّك للمريدين في اصطلاح الطّرق، قال: ( وحضر السّيد عبد الوهّاب المجيز في الطّريقة الحصافيّة، وتلقّيت الحصافيّة الشّاذليّة عنه وآذنني بأدوارها ووظائفها)، وقال الشّيخ رحمة الله عليه في مذكّرات الدّعوة والدّاعية صفحة 28، وتأمّل في هذا النّص جدّا، فالشّيخ قد كتبه بيده وفي أخريات حياته رحمة الله عليه، ومازال قائما مرجعا، ومازال قائما مصدرا يعاد إليه ويصدر عنه، يقول الشّيخ: (وفي هذه الأثناء بدا لنا أن نؤسّس في المحموديّة جمعيّة إصلاحية هي الجمعيّة الحصافيّة الخيريّة، وانتخبت سكرتيرا لها، وخلفتها في الكفاح جمعيّة الإخوان المسلمين بعد ذلك)، خلفتها في الكفاح على الطّريقة الحصافيّة الشّاذليّة الخيرية جمعيّة الإخوان المسلمين بعد ذلك.

وقال الشّيخ رحمه الله في مذكّراته صفحة 32: (ونزلت دمنهور مشبّعا بالفكرة الحصافيّة، ودمنهور مقرّ ضريح الشّيخ السّيد حسنين الحصافي، شيخ الطّريقة الحصافيّة).

قال جابر رزق في كتابه حسن البنّا بأقلام تلامذته ومعاصريه صفحة 70 وهو ينقل عن عبد الرّحمن البنّا أخ حسن البنّا رحمة الله عليه: (قال عبد الرّحمن البنّا وعقب صلاة العشاء يجلس أخي حسن إلى الذّاكرين في جماعة الطّريقة الحصافيّة وقد اشرق قلبه بنور الله ن فأجلس إلى جواره أذكر الله مع الذّاكرين وقد خلى المسجد إلاّ من أهل الذّكر وخبى الضّوء إلاّ خبالة من سراج، وسكن اللّيل إلاّ همسات من دعاء وومضات من ضياء، وذابت الأجسام وهامت الأرواح وتلاشى كلّ شيء في الوجود وانمحى)، وتلاشى كلّ شيء في الوجود وانمحى كلمة خطيرة جدا عند أهل السنّة من أصحاب المنهج الحقّ، يقول: (وانساب صوت المنشد في حلاوة وتطريب:
الله قل وذر الوجود وما حوى إن كنت مرتادا بلوغ كمالي
فالكـلّ دون الله إن حقّقتـه عدم على التّفصيل والإجمال...).

وهذا البيت الأخير خطير جدا عند من يفهم شيئا في أصول الاعتقاد، وعند من يشمّ شيئا من رائحة المنهج الاعتقاديّ الصّحيح لدين الإسلام العظيم؛ لأنّه يشير بجماع الكفّ إلى عقيدة وحدة الوجود وإلى الاتّحاد؛ يقول: (فالكـلّ دون الله إن حقّقتـه عدم على التّفصيل والإجمال).

الإسلام هو الحلّ..ما الإسلام الّذي هو الحلّ؟!!، نريد أن نعرف حتّى نمضي معا ولا نختلف، نريد أن نعرف حتّى نزيل جهالاتنا، وحتّى نكون متحقّقين متثبّتين من أمر ديننا، وعلى يقين من برهان ربّنا.

ذكر الشّيخ رحمة اله عليه في مذكّرات الدّعوة الدّاعية صفحة 58 أنّه كان من عادته الخروج في ذكرى المولد بالموكب بعد الحضرة كلّ ليلة من أوّل ربيع الأوّل إلى الثّاني عشر منه وهم ينشدون القصائد، وذكر عبد الرّحمن البنّا أنّ المجموعة كانت تردّد هذا البيت – يعني الكورس كان يردد هذا البيت- فهذا بيت يتكرّر ، وكلّما أنشد المنشد مقطعا ردّد الكورس وراءه هذا البيت:
(صلّى الإله على النّور الّذي ظهرا للعالمين ففاق الشّمس والقمرا) [صلى الله عليه وسلّم]
فهذا يردّد والنشد يقول؛ والمنشد من؟..هو الشّيخ الإمام رحمة الله عليه وغفرانه، يقول: (بينما ينشد الشّيخ حسن وأنشد معه) هذا كلام أخيه عبد الرّحمن البنّا رحمة الله عليه، يقول: (كان الشّيخ ينشد:
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا...).

حضر النّبي صلى الله عليه وسلّم في المولد بجسده!، بذاته!.
(هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكلّ فيما قد مضى وجرى)

من خصائص من هذه؟ لمن هذه؟ لله، لله وحده، الّذي يغفر الذّنوب ويعفو عن الزلاّت هو الله، الله وحده، فهذا من اعتداء المعتدين على جناب الألوهيّة، هذا حقّ الله، لا ينازعه فيه أحد أبدا فيفلح.

(هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكلّ فيما قد مضى وجرى
لقــد أدار علـى العشّاق خمرته صرفا يكاد سناهـا يذهب البصرا).

الّذي أدار على العشّاق خمرته الضّمير هنا يعود إلى الرّسول صلى الله عليه وسلّم.

(يا سعد كرّر لنا ذكــر الحبيب لقد بلبلت أسماعنا يــا مطرب الفقرا
ومــا لركـب الحمى مالت معاطفه لا شكّ أنّ حبيب القوم قد حضرا)

الإسلام الّذي هو الحلّ نريد أن نعرفه!، ما هو المنهج الاعتقاديّ الّذي نصدر عنه نجابه به الدّنيا؟ وترتكز عليه قلوبنا؟ وتستقرّ عليه أفئدتنا؟ وتمرح في أفيائه وتحت ظلاله أرواحنا؟ والّذي ندعو إليه العالم؟ ونأمر النّاس أن يدخلوا تحت لوائه؟ أين هو؟.

الشّيخ رحمة الله عليه، لعلّ ذلك كان في بدء حياته ثمّ كان شيئا مضى وانقضى!!، والّذي مرّ إذا أردت ان تعود إليه في مصدره فهو في كتاب حسن البنّا بأقلام تلامذته ومعاصريه لجابر رزق صفحة 71.

هذا الكلام كتبه عبد الرّحمن البّنا بعد موت الشّيخ حسن رحمة الله عليه، هذا الكلام الّذي مرّ ذكره كتبه عبد الرّحمن بعد موت الشّيخ الإمام رحمة الله عليه.

بقول سعيد حوّى في كتابه (جولات في الفقهين) الجولة الثّامنة صفحة 154: (إنّ حركة الإخوان المسلمين نفسها أنشأها صوفيّ، وأخذت حقيقة التّصوّف دون سلبيّاته)، حقيقة التّصوّف الّتي يتكلّم عنها الأستاذ سعيد حوّى رحمة الله عليه هي الّتي أعلنها في كتابه (تربيتنا الرّوحية) عندما أعلن مجاهرا أمام العالم متحدّيا أنّ البطائحيّة الرّفاعية من الممخرقة المندسّين على دين الله ربّ العالمين عندما يضرب الواحد منهم صدره بالشّيش وهو قطعة من الحديد مدبّبة فيخرج هذا الشّيش من ظهره ثمّ يستلّه! هكذا سحرا ومخرقة تحت الأعين ممّا يموّه به على السذّج والعامّة.. !، يقول: (إنّ هذا الشّيء وإدخال الشّيش من جانب الفم إلى الجانب الآخر ويمضي به الرّجل شيئا بضع خطوات ثمّ ينزعه من غير ما أذى ولا قطرة من دماء – يقول – هذا [هذا!] دلالة على صدق أنّ هذا الإسلام من عند الله).

فالتّصوّف الحقيقي دون السّلبيّ يسال عنه المنظّر الكبير الأستاذ سعيد حوّى رحمة الله عليه في كتابه (تربيتنا الرّوحية) إلى غير ذلك من تلك الأشياء كالذكر بالاسم المفرد بل بالضّمير.

الأستاذ أبو الحسن النّدوي يقول في كتابه (التّفسير السّياسي للإسلام) صفحة 138: (وقد مارس الشّيخ حسن أشغال الطّريقة الحصافيّة الشّاذليّة وداوم عليها مدّة، وقد حدّثني كبار رجاله وخواصّ أصحابه أنّه بقي متمسّكا بهذه الأشغال والأوراد إلى آخره عهده وفي زحمة أعماله لأنّ المرء إذا ما سلّك له طريقه على طريقة فينبغي أن يلزم ومن اعترضه انقرض كما هو معلوم..) والله ربّ العالمين هو المسؤول أن يهدينا جميعا إلى سواء الصّراط المستقيم.

الّذي يدعو إلى التّساؤلات هو أنّ القوم أعلنوا بدعائنا ودعوتنا إلى الدّخول معهم، ولم يدعوا ولم يتركوا لنا بديلا، إمّا أن تسير في طريق (الإسلام هو الحلّ) وإلاّ فأنت في طريق الطّاغوت والشّيطان، لأنه إذا كانت القسمة قد صارت ثنائية:الإسلام هو الحلّ فما المقابل؟ الكفر هو الحلّ! والشرك هو الحلّ؟! والفساد هو الحلّ؟! والبدعة هي الحلّ؟!..

لم يدعوا لنا خيارا.. ! فوقفنا على رأس الطّريق، ولو تركوا لنا خيارا لاخترنا، ولكن وقفنا على رأس الطّريق متسائلين متحيّرين متلبّدين مستفهمين، نطرح السّؤال تلو السّؤال، ونريد جوابا شافيا لأنّ الأمر أمر دين، ولأنّه أمر آخرة، والإنسان ينبغي عليه أن يكون محتاطا، وألاّ يسلم زمام قلبه وروحه لكلّ داع، وإنّما من حقّ المدعوّ على داعيه أن يسأله وأن يستفهمه وأن يسترشده، وأن يطرح بين يديه السّؤال تلو السّؤال، حتّى تستقرّ الأمور على قرار، والأمر من قبل ومن بعد لله ربّ العالمين.
وهذه الأمّة في مهبّ الأعاصير، وهذا الوطن مقبل على المحن، إلاّ أن يشاء ربّي شيئا، فحذار ثمّ حذار ثمّ حذار أيّها الأخ الحبيب، أن تكون في فتنة مشاركا، أو على فتنة مهيّجا، أو في فتنة بكلمة قائلا، والزم الجادّة فقد جاءكم النّذير صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ودلّك على الخير البشير صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، ولم يحوجك دينك إلى أحد أبدا، وإنّما إلزم الجادّة وسر على الصّراط المستقيم.

وأسأل الله جلّت قدرته أن يجمعنا وإخواننا جميعا على كلمة سواء، وأن يهدينا وأن يهديهم، وأن يشرح صدورنا وصدورهم، وأن يثبّت أقدامنا وأقدامهم، وأن يجمعنا جميعا على طريق الإسلام الصّحيح، تحت راية محمّد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.

أسأل الله ربّ العالمين بأسمائه الحسنى وصفاته المثلى ألاّ يجعل للهوى على قلوبنا من سبيل، وألاّ يجعل للهوى على أرواحنا من سبيل، وأن يجرّدنا لوجهه الكريم طالبين للحقّ متمسّكين بالحقّ سائرين على الحقّ، حتّى نلقي الحق على الحقّ، إنّه تعالى على كلّ شيء قدير.

اللهمّ اجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما، واجعل تفرّقنا من بعده تفرّقا معصوما، ولا تجعل فينا ولا حولنا ولا بيننا شقيّا ولا مطرودا ولا محروما.

اللهمّ اهد قلوبنا وثبّت أقدامنا وبيّض وجوهنا، اللهمّ ثقّل موازيننا وسدّد ألسنتنا، واشرح صدورنا وأصلح بالنا، اللهمّ اجمع المسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها على كلمة سواء يا ربّ العالمين ويا أرحم الرّاحمين، ويا ذا القوّة المتين، اللهمّ ألّف بين قلوب المسلمين، ألّف بين قلوب المسلمين.

اللهم ارزقنا الإخلاص، أرزقنا الإخلاص، أرزقنا الإخلاص، اللهمّ ارزقنا الإخلاص، أرزقنا الإخلاص، اللهمّ أعذنا من النّفاق، أعذنا من النّفاق، أعذنا من الرّياء أعذنا من السّمعة.

اللهمّ إن أردت بالنّاس فتنة فاقبضنا إليك غير فاتنين ولا مفتونين، اللهمّ إنّا نعوذ بك من فتنة القول والعمل، نعوذ بك من فتنة القول والعمل، نعوذ بك من فتنة القول والعمل.

اللهمّ استر عورات المسلمين، وآمن روعات المسلمين، اللهمّ احقن دماء المسلمين، اللهمّ ألّف بين قلوب المسلمين، ألّف بين قلوب المسلمين، حكّاما ومحكومين، اللهمّ ردّنا إلى الإسلام الحقّ الصّحيح ردّا جميلا، في غير ضراء مضرّة ولا فتنة مضرّة، اللهمّ جنّب وطننا مضلاّت الفتن، ما ظهر منها وما بطن، اللهمّ جنّب وطننا وجميع أوطان المسلمين مضلاّت الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهمّ عورات المسلمين، وآمن روعات المسلمين واحقن دماء المسلمين، اللهمّ احفظ أرض الإسلام على المسلمين يا ربّ العالمين، اللهمّ احفظ عواصم المسلمين وأوطان المسلمين وديار المسلمين، وأعراض المسلمين، اللهمّ طهّر عواصم المسلمين من الكفر والكافرين، ومن الظلم والظّالمين، ومن الفساد والفاسدين، واجمع الجميع على كلمة سواء يا ربّ العالمين.

اللهمّ فهّمنا حقيقة الدّين، أرزقنا الإخلاص والسّداد في القول والعمل، أرزقنا الإخلاص في النّيّة القصد، وارزقنا الإخلاص في القول والعمل، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلّها، واجعل عاقبتنا رشدا، واجعل آخر كلامنا من الدّنيا لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم. وأقم الصّلاة



لفضيلة الشيخ:محمد سعيد رسلان










 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, المسلمين, الإخوان, جماعة, نظرات


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc