لقد اعجبني ما قلت خصوصا (عندما يتوقف عقل مصدر القرار عن التفكير و تسير الأمور و القرارات بهوى النفس و خواطر الضمائر الميتة) ولقد والله وددت لو زدت فذكرت نتيجة هذا في عبارة موجزة دقيقة كالكلام الذي قلت، فتصبح حكمة.
تقبل الله صيامك
أخوك عبد الحميد من الوادى
[/quote]
شكرا لك جزيلا أخي في الله , في الحقيقة كل كلامي ما هي الا مآسي تتحدث بتلقائي نفسها ,, مآسي وجود وطن و ثروة و شباب ,, و انعدام الهدف ,, نعم يا أخي ,, لو سألت أكبر خبراء العالم من الألمان او اليابان يجيبك بأن الوطن مع الثروة مع الشباب دون الهدف كما الإناء المثقوب من الأسفل ,, أي عندما تملأه بالماء و تريد أن تشرب تجده فارغ ,, تعيد و تملأء فتجده فارغ وهكذا دواليك ,, و هكذا نحن ,, لو سألت نفس الخبير لقال لك نحن لم يكن لنا لا وطن و لا ثروة , أي بعد خروجهم من الحرب العالمية الثانية ,, لكن كان لنا هدف لهذا أصبحنا على ما نحن فيه ,, نعم يا أخي العزيز , هذا هو ما يسمى بانقلاب الموازين ,, هذه الحقيقة قد لا يمكنك رؤيتها لكنها موجودة ,, أعطيك مثال : لا يمكنك رؤية فيروس الايدز لكنه موجود , و ممكن جدا انه مر من قربك شخص يحمل الفيروس (عافانا الله و إياكم منه) ,, لكنها حقيقة ,, هذا ما نحن عليه , لا وجود لهدف ,,لو سألت أغلب مسؤوليين الإدارات و المراكز العلمية بالسؤال التالي (ما هو هدفك في الحياة) ,, في بداية الأمر يسكت لأنه لم يفهم السؤال ,, ثم بعد فترة يستدرك و يقول (ندير قصر و 3 زوجات ,, و الأولاد و المزارع ,, نرقد مليح و النود مليح و نتحكم في الناس و نتمنى أني نكون الكل في الكل ) , هدف ساذج كسذاجة صاحبه ,, لو أعدت طرح نفس السؤال عليه يعطيك جواب آخر ,, ثم تعيد و تطرح السؤال يعطيك جواب مختلف عن سابقه ,, لأنه بدأ يستفيق تدريجيا ,, و عند طرح السؤال للمرة 1000 قد يعطيك جواب (هدفنا الشباب و تنمية الوطن و الاهتمام بالعلم .. الخ) , ثم يستقر جوابه هذا ,, لماذا ؟ لأنه كان في ذيل الأولويات , هذا ما يسمى بانقلاب الموازين ,, كل شيء مقلوب , فمثلا في سلم التوظيف تلاحظ بأن للهيئة نقطة كاملة و للمقالة الدولية التي بها تلقي رسالة الدكتوراه و التي قد تأخذ سنة تدرس عند خبراء المجلة الدولية لتقبل هذا إن قبلت ,, هذه المقالة عليها 0.5 نقطة , و الملتقيات و النشاطات العلمية التي من خلالها تلتقي بأساتذة من الخارج للنقاش في أمور علمية عليها 0 نقطة , لو أعطيت السلم لنفس الخبير الأجنبي و طلبت منه إعادة التنقيط لبدأ بعكس السلم ,, لماذا ؟ لأنه كان مقلوب عندنا ,,
لماذا ؟
لأنه لا يوجد لدينا لجنة أو هيئة علمية تضع سلم التنقيط للتوظيف ,, بل يوجد شخص واحد ,, لا تدري هذا الشخص متى يأتيه الإلهام , إلهام تغيير سلم التنقيط ,, يمكن أن يأتيه أثناء نزع حدائه أو أثناء محاولته الخلود في النوم , أو ممكن أثناء شربه قهوة الصباح أو أثناء غسيله لأسنانه بالفرشاة , أو لربما أثناء دخوله للمرحاض , ثم يقول في خاطره (والله هذا قرار جيد ,, غدا سوف أصدره بشكل رسمي ,, حتى أن ابنة أخت صديقة أم الطباخة التي عندي تتوفر فيها الشروط ,, فشرط الهيئة تتوفر فيها مئة بالمائة ) ثم يأتي الصباح لتجد القرار الجديد عمم على كل المؤسسات ,, ثم يتصل هاتفيا بتلك الفتاة المسكينة و يبشرها بالنجاح و يقول لها سوف تنجحين حتى و لو اضطررنا إلى إلغاء النتائج ,, و هذا ما حدث السنة الماضية ,, صدر القرار في 11 أكتوبر و ألغى نتائج المسابقات التي أجريت في شهر سبتمبر ,, كان لدي صديق نجح في المراتب الأولى فوجد نفسه في الاحتياط ,, و الذي كان في الاحتياط أصبح في المرتبة الأولى ,, و هذا ما يسمى بانقلاب الموازين
غريب أمر هذا الوطن