هذه نصيحتي لك- يا اختي-، نصيحة من يحب لك الخير، ويتمنى لك الرفعة، ففكري فيها، وضعيها نصب عينيك، واحملي عقلك دائماً في رأسك، لا تنسيه أبداً، لا تنسيه في قصة غرام، أو ديوان غزل، أو بين صفحات مجلة، أو عبر حرارة الهاتف، أو أمام شاشة التلفاز، أو عند نظرات ذئب جائع أو بين معسول حديثه ، ضعي عفتك وكرامتك وشرف أهلك بين عينيك، تعرفين جيداً كيف تردين أي شيطان، فإن أفسق الرجال وأجرأهم على الشر، يخنس ويبلس ويتوارى إن رأى أمامه فتاة متسترة، مرفوعة الهامة، ثابتة النظر، تمشي بجد وقوة وحزم، لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل، حينئذ يطرح الذئب عن جلده فروة السباع، وينزل من على الجدار، تائباً مستغفراً ليطرق الباب في الحلال، رجلاً وسط أهله وعشيرته، بل ويستشفع بأهل الخير والصلاح ليشفعوا له عند أبيك، كي يمدحوه بالدين والخلق، فكفى بالدين والخلق مدحاً أنه ينسب إليهما كل أحد، وكفى بالرذيلة والخديعة مذمة أن يتبرأ منهما كل أحد.
هنالك تزفين وسط قبلات الأهل، ودموع الأم، وحنان الأب، مرفوعة هامتك، عزيز جانبك، إلى بيت الشرف والكرامة... يا صانعة الرجال
* فهل بعد ذلك سيبقى لهذا ( المخادع ) مكانا في سمعك ، وحظا من مشاعرك ، ونصيبا من خيالك ، ( اخيتي ) ان السعيد من اتعظ بغيره ، والشقي من اتعظ بنفسه .
وقد صدق الشاعر حين قال عن الفارس المزعوم لقد وجد هذا الفارس صوتا آخر..
صوتا هو أرق عذوبة ، وأكثر في الخيال خصوبة000
سيلعب معها الدور نفسه، ويعيد اليوم أمسه
يردد لها نفس القصص ، ويعطيها في الثناء حصص...
حتي اذا سئم منها ، أطبق في وجهها سماعة الهاتف وهو يردد
تقولين الهوى شئ جمـــيل ** ألم تقرأ قديما شعر قيــــــــس
لقد أخطأت حين ظننت أني ** أبيع رجولتي وأضيع رأسـي
لقد شوّهـت أيامي وعمري ** فجفت ريشتي وانبح همســـي
فأكبر من جمالك كبريائي ** فمهما كنت0أجمل منك نفسـي