لماذا أحبك ياشام 2 الشام والمراة الشامية ؟
نتابع الحلقة الثانيه من لماذا احبك يا شام ؟أحببت الرجل الشامي أحببت الأباظيات...والرجوله... أحببت المرأة الشامية ... أحببت اللكنة الشامية ومصلحاتها... أحببت الأرض والماء والهواء .... أحببت الجامع وشيوخه ...احببت الخانات وامرأها تاريخاها ... حضارتها .... احبك ياشام ....
الشامية... والمحكيّة
اما المرأة الشاميه فهي:-
تعتبر المرأة الشامية "زوجة مثالية",فنانة في إدارة شؤون البيت وشؤون الأسرة, كما أنها بارعة في ممارسة الحب وفنونه.
وكما دربتها أمها فن ادرة البيت والمطبخ ... فإنها تدرب ابنتها كيف تميل قلب الرجل وتسيطر عليه بحب دون حاجة إلى أمر ونهي. وصِفتُها في ممارسة الحب ذاع صيتها في الآفاق, فمن يريدعيشه هنية "فليتزوج من شامية". وهي تلبي حاجت الرجل في بيته بكل مهاره وتفوق.
وليس في ذلك اي مبالغة, فالشامية صريحة في حبي زوجها, تعلن عن حبها بلا أدنى حرج. ولا تعتبر ممارسة الحب واجبا ثقيلا لأنها تقاسمه الشراكة صراحا, وتغدق عليه فلا يجد متسعا ليبصّ يمينا أو شمالا.
ولذلك فإن الرجل الشامي قد تربى على الاعتراف بحاجات المرأة وعلى احترام هذه الحاجات والحرص على تلبيتها, مما جعل العلاقة الخاصة بين المرأة الشامية ورجلها علاقة صحية قائمة على التبادل لا على التملك.
وإذا كان من حِيل اخترعت هذه العلاقة, فإن الشامية ربة المخترعات, لأن لها ألف طريقة وطريقة للوصول الى ما تريد, وليس منها المباشرة.
المحكيه الشاميه ...اللكنه... بل المصطلحات الشاميه الخاصه.....وسنفرد انشاء الله حلقه خاصه حول المحكيه الشاميه ومصطلحاتها...
كلمات الحبّ في الشامية المحكيّة وعبارات الولع كثيرة وقاموسها ثخين.. وهي جميعها من اختراع المرأة تعبيرا عن عواطفها السياحة النيّاحة تجاه رجلها ومن ثم أبنائها وبناتها.
"تطلع على قبري"
, "تشكل آسي"
، "تقبرني"،
"سيد راسي"
، "تكفنّي"...
هي عبارات لا نجدها! الا في الشام ولا نسمعها الا من الشاميات.. وإذا كان الموت مستتراً خلف الحب فإنها الشامية هي التي "شومت" الدعاء العربي "بأبي أنت وأمي" أو " فديك" وبدل أن تكون التفدية بالأب والأم جعلت الشامية نفسها فداء من تحب. وهو تطوير راقٍ للمعنى بزّت به العرب والعروبة واللغة العربية اجمعين.
ولقد كانت عبارات الولع هذه حكراً على النساء, غير ان بعضها, "تقبرني" مثلا, تسللت الى لغة الرجل الشامي بل واللبناني, فما زاد فضل المرأة على اللغة, وهو فضل ليس في ميدان الحب فحسب.
فالمحكية الشامية من أغنى المحكيات العربية غنى وثراء بالخيال والمجاز والخفّة.. وتماثلها المحكية المصرية... حتى لا يزعل علينا إخوانا المصريين ... بس كمان ما يزعل علينا أخواننا في المغرب العربي وخاصة الجزائرين ..."الشامية" لغة ناعمة مثل نسائها, لينة مثل طباعهن. وليس المدّ والمطّ فيها إلا صورة من صور الذي به تقمع المرأة رفض رجلها لطلباتها أو تليّنه لرغباتها. وفي المقابل فهي محكية الرجال والأباظيات وكبارية الحارة... وقد اكتسبت المحكية الشامية هذا الثراء المدهش في التعبير من غنى التفاصيل التي تحفل بها حياة المرأة أولا في بيتها
ولرجل الشامي نصيب ...في الحضارة ....والمهن والحرف اليدويه...
وحياة الرجل في مهن الحضارة. فالشام من أغنى مدن العالم بفنون الحرف اليدوية. وتعكس أسماء أسواقها أنواع أدوات الحضارة فالبزورية والعصر ونية والقزازين والنحاسين وغيرها تنبئ عن تخصصات لم تعرفها الا المدن العريقة في العالم- والشام أقدمها وأعرقها.
وفي البيت العربي ...او البيت الشامي القديم لمرأة الشاميه دور .بل دور كبير...
كل ذلك الى مطبخ الشامية وبيتها المزخرف بأروع الحفر في الحجر والخشب, وفنونها البيتية من المطرزات والمشغولات وحديقتها الداخلية المزينة بأروع النباتات والروائح والألوان
عوده الى المحكية الشامية جمالات فريدة في اللغة, ومجازات ثرة. وإذا كانت المحكيات الأخرى المعاصرة "وخصوصا البدوية" مذكرة بسبب استقامتها وخشونتها وتقشّفها الجمالي, فإن المحكية الشامية تنضح بالأنوثة والانحناءات والاستدارات. وتظل اللغة الشامية "والمحكية عموما" مصدرا غزيرا للخيال الشعري في كل من الفصيحة والمحكية. ولولا الوقيعة بينهما والموقف الايدولوجي ألازدرائي القديم من المحكية "وهو موقف ايدولوجي ازدرائي من المرأة" لكان الشعر الشامي مؤهلاً -في رأيي- للفوز في سبق الشعرية العربية..... فهل أوفي بحبك ياشام ؟ بحبك ياشام
منقول بتصرف