لو احتفظ المعلّم بماء وجهه ، و سعى لإفادة غيره و تبليغ ما عنده من العلم و حرص كلّ الحرص على أن يرتزق مالا حلالا ، ما ضاعت هيبته ، دعونا لا نرجئ كل تصرف أحمق لسوء تربية الطالب ! ، الأستاذ الحقّ يفرض نفسه في المجتم، و تخضع له كبرياء المتعلّم ، كم من معلّم و معلمة صادفتهم في مشواري الدراسي و سأصادف أيضا بإذن الله : أستاذ/ة بحقّ ، مثلا تلميذ سلوكه هشّ و فض مع أغلب الأساتذة إلا تلك أو ذلك الأستاذ/ة تجده يعامله معاملة الولد لوالده ، يهابه ، نجده حريصا على احترامه و كأنه يدين له بشيء عظيم - بل هو كذلك ، لماذا ؟ لأن الأستاذ أحسن التسيير فلاقى الجزاء
مشكلتنا أو لأقل : مشكلة الأساتذة - ليسوا كلهم - ، يلقون اللوم على الطالب في كل سلوك سيء ، و الله نحن التلاميذ كنا صغارا ؛ تربةً خصبة ؛ و لازلنا ، ترى الفلاح أو البستاني المحنّك ، يههتم بالبذرة الصغيرة و يوليها اهتماما أكثر من الكبيرة ، و تراه ينظر إلى تلك المتضررة بعين تحاول الإصلاح فيجتهد لأن لا يفقدها ن هكذا نحن التلاميذ : فإن لم نكن من تلك البذرة الصغيرة التي يجب ان يُهتم بها ، فإننا إما من الكبيرة الصالحة - سلمنا - أو من تلك المتضررة التي يُهتمّ بها ايضا ن و للأسف : ليس كلّ الأساتذة يعامل الطالب معاملة البستاني لنباته ، و لا كلهم يعاملنا معاملته لولده .
حقيقة أخرى لا أهملها : يوجد من التلاميذ من قد طلّق حسن اللتعامل مع الغير بالثلاث ، فلا الأستاذ و لا الإداريين احترم - على الرغم من وجود يد حانية تحوطه - ! ، و أوقن أن هؤلاء قليل .
ازرع خيرا تلقه ،
و أيضا من المبالغة أن يشغل الأستاذ ذهنه بالتلميذ أنى وجده ، فإن لم يسلم عليه التلميذ اعتبر هذا إنقاصا لقيمته و هيبته ، لا ! نحسن الظنّ لنكون الأفضل و لنريح ضمائرنا ، هكذا نتعلم و نعلم الأجيال ،
المجتمع أساسا : مبني على البذل و العطاء و حسن التعامل كما يعلمنا الإسلام و يجب أن يكون هذا متبادلا بين كل من المعطي و الآخذ ، و إلا : اختلّ الميزان و لا علاقة للتكنولوجيا - بنظري - في هذا الأمر لأننا نرى سواء في وسائل الإعلام - و هي الأكثر رواجا في أيامنا - عن ثقافات الأمم المختلفة - و غير المسلمة ايضا - كيف تحترم معلمها و منتشر هذا عبر الإعلام
وجهة نظر لا غير ، و أعتذر إن كنت خرجت عن الموضوع
واقعية -