يعتقد الكثير من الناس أن الإنسان المثقف هو من يقرأ كثيرا, و يطالع كثيرا, ويجادل كثيرا, و يفهم في كل علم.
ولكن لنتوقف قليلا, مانفع هذا العلم, و المعلومات جميعها إذا لم تترجم إلى واقع, و ما نفعها إذا لم تصقل شخصية المثقف, فتغير من شخصيته, و تجعله يتبنى مبادئ, ثم تترسخ في شخصيته قيما, (حيث القيم و المبادئ هي الجسد المعنوي الذي يستند عليه الشخص في تصرفاته و قراراته), فإن كان ما يقرأه أو يتعلمه من الكتب أو المجتمع صحيحا و ذا معنى, و من ثم تم هضمها جيدا, و أصبحت جزءا لا يتجزأ من الشخصية, فإن التصرفات سوف تنبع نبعا جميلا جاريا, لأن ماتستند عليه ثقيل و قوي.
و هذا هو منظوري للمثقف, هو ذلك الشخص ذو “المعلومات و المبادئ”, و من ثم تترجم هذه المعلومات و المبادئ إلى إنتاج فكري يفيد به الأمة.
فأنا أرى لو أصبح لدينا مثقف واحد لكل خمسين شخصا و بالمواصفات التي ذكرتها, فسوف نرى كيف يزيد الوعي في كل المجالات, و تتحسن أحوال الأمة.
فلو أننا نشرنا ثقافتنا العربية و الأسلامية الصحيحة بين جموع الناس, فستصبح كالمضاد الحيوي من أي أفكار و قيم دخيلة على مجتمعنا, فلن نخاف بعد اليوم من إنتشار المحطات الفضائية المتنوعة, و لن نرى من يتحدث عن نظرية المؤامرة الأمريكية على مبادئنا و قيمنا, لأننا أصبحنا محصنين من الداخل, و لن نحتاج بعد اليوم إلى وصي علينا, يحلل هذا و يحرم ذاك.
و هذا هو دور المثقفين و المتعلمين أن ينشروا روائع حضارتنا الأسلامية بين الناس, بكل ما أوتوا من قوة.
و من بعدها لن نشتكي و لن نتحسر, و سوف تنهظ أمتنا بأذن الله عاجلا أم آجلا.
( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) الإسراء)
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية