مثير للاشمئزاز ...

[صَمْـتْــــ~]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *محمد*

السلام عليكم ورحمة الله

تحية طيبة وبعد :

اليوم وجدت نفسي وعلى غير العادة متحمسا جدا لاضافة موضوع جديد رغم أني افتقدت تلك الحماسة منذ وقت طويل ، لعل نوع الموضوع هو السبب ... فاليوم و على غير العادة جئت أحدثكم عن احدى الوقائع المحرجة الرائعة التي نمر بها يوميا أو كل بضعة أيام ... قد يستغرب البعض كيف تكون محرجة ورائعة في نفس الوقت .. لكن سأؤكد لكم بعد حين أنها كانت كذلك ....

قررت أخيرا حصر الموضوع حتى لا أطيل انتظاركم وأزيد من شغفكم للتطلع لأني أخشى بعد ذلك أن تكون خيبة الأمل كبيرة بقدر ذاك الشغف ...

أرجح ان اغلبكم مر بهذا الموقف البسيط ولم يلق له بالا .. ولا أدري ان كنت أنا فقط من انتبه وهذا ما أخشاه لأنه سيكون من الصعب لفت انتباهكم له ... ببساطة من يومين أو أكثر كنت في احدى المقاهي الجامعية - مقهى داخل احدى الكليات بالجامعة - أُمسك وصديقي فنجانا من القهوة مرفوقا بقطعة حلوى وصادف أن كان قُبالتنا شابتان في مقتبل العمر أكتفي بهذا القدر من الوصف حتى لا أغوص في بحر آخر - ليس هذا مهما كثيرا لكن قد نستغله كنقطة أخرى للنقاش - ...

المهم لم يكن هذا ... بل حدث وأن سقط مني جزء من قطعة الحلوى أرضا وكعادتي نزلت لألتقطها ... كنت أظنها ّ كعادتي ّ لكن يبدو أنها كانت على غير العادة فما ان رفعت رأسي حتى رمقتني 5 أو 6 أزواج من الأعين بنظرات اشمئزاز واحتقار واضحة ومرت تلك اللحظات معي كأنها سنوات لم أدر كم بالضبط لكن مايكفي لا ستحضار جميع ردات الفعل الممكنة اتجاه هؤلاء ..الا ردة فعل واحدة لم تخطر بالبال بعدما رأيت صديقي ينسحب خفية كأنما ينسل من الساحة وهو ما أنساني كل مارأيت ولم أرى من غيره ...

لست حزينا أو متأثرا بما حدث معي ولو أني لمت نفسي كثيرا بعدها لاحساسي بالذل وأنا من أتوعد بحفظ كرامتي ولو على نفسي .. وليس ماجعلني أكتب هذا انصافا لنفسي أوحتى اتلقى من عندكم بعض كلمات التعازي في مصابي .. لكن مادفعني له هو استهجان الكثير لبعض التصرفات كهاته وغيرها مثال ذلك ّ لعق الأصابع الثلاثة ّ... الخ الخ
وبينما كنت مشمئزا من تواجد فتاة داخل المقهى كان الجميع يشمئز من وجود هذا الحقير - على حد زعمهم داخله - ...

قبل أن أنسى كنت قد وعدتكم في البداية أن أوضح كيف كانت هاته الحادثة محرجة ورائعة في نفسي الوقت .. وها أنا ذا عند وعدي لكم

.. محرج ماقام به هذا الصديق ورائع ماقمت به - برأيي على الأقل -


لهذا أود معرفة رأيكم أنتم بكل صراحة

هل تلتقط ماوقع منك من طعام ان وقع في مكان نظيف

وهل تسمح لك نفسك الأبية بتكرار مافعلت أنا

ومارأيك بكل صراحة أيضا في الموقف من الجانبين -- أنا وهم -

وبامكانك أخيرا ان تتكلم عن وجود الفتاة داخل المقهى



وشكرا مسبقا لتفاعلكم واثراكم للموضوع

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي محمّد أحسنتَ بِنقلِك لهذا الموقِف الذي يستحقُّ أن يكونَ عبرةً لِلجميع..
ودونَ إطالة هذه أجوِبتي:

أجل كلّ ما هو صالِحٌ للأكل ألتقِطُه إن وقعَ منّي في مكانٍ نظيفٍ وأقومُ بمسحِه من الشّوائِبِ العالِقة فيه وبكلٍّ سرورٍ أقومُ بِأكلِه.
وما فعلتَه أخي الفاضِل هو عينُ الصّواب ومن رأى عكسَ ذلِكَ أخطأ حينما استصغرَك على فعلٍ يُظهِرُ رِفعةَ تصُرُّفِكَ الذي ينبعُ من رِفعةِ أخلاقِك، إذ علينا صِيانةَ كلِّ ما هو رِزقٌ من الله.
،،،،

ومنه أكرِّرُ أنّ موقِفَك جسّدَ الصّورة المِثاليّة للرَّجُل الواعي والقنوع الذي يَعي قيمةَ النِّعم..والمتّصِف بالبساطة والتّلقائيّة البعيدة عن مظاهِر التكبُّر والتّباهي والغرور..وهي صِفاتٌ تنطبِقُ على من رمقوكَ بنظرةِ احتِقارٍ يستحقّونَها على ردّةِ فعلِهِم الشّنيع والذي لا يمتدُّ بأيِّ شكلٍ من الأشكال إلى أصولِ المسلِمِ الحقّ والمُدرِكِ لأساسيّات السّير وِفقَ منهجِ ديانتِنا وفي كلِّ مجالات حياتِنا بما فيها تصرُّفاتِنا تُجاه ما نحياه وما نُصادِفه في حياتِنا اليوميّة.

ولا أستثني صديقَك الذي تظاهَر بالخجل من تواجُده معك خلال ما قُمتَ به، وهروبه دليلٌ على جُبنِه وضُعفِ شخصيّته وخضوعِه لِتيّارات الآخرين دون اهتِمامه بما يتماشى والمبادئ الدّينيّة التي تحفظُ قيمةَ المرء أمام نفسه وخالقه ولا يهمّ إن جهِل ذلِك أمثالَ من سبقَ ذكرهم.

فإرضاءُ الخالِقِ أساسُ تواجُدِنا ونجاحِنا ومبدأ لا تنازُلَ عنه،
أمّا إرضاءُ النّاسِ فغايةٌ لا تُدرَك.
،،،،

أمّا عن وُجود المرأة بالمقهى فأنا سأتكلّمُ انطِلاقا من قناعتي، حيثُ أنّي خِلال فترة تواجُدي بالجامِعة لم أذكُر أنّي دخلتُ المقهى حتّى لو أوقعني الجوعُ أرضا ، فقد كنتُ أتحاشى الأماكِن التي تمتلئ بالشّباب، والتي يكثُرُ فيها الصّخب وما شابه ذلِك..
وتمنّيتُ دائِما لو أتيحت لنا فُرصة التّواجُد بأماكِن نكونُ فيها دونا عنِ الذّكور وكانت إحدى أمنياتي أن نحظى بِحافِلاتٍ للنّساء لتفادي الحرجَ الكبير الذي نواجهه يوميّا.

ـــ
بارك الله فيكَ ونفع بِك..