المجتمع ..المطلقة .اللقيط ...

[م.عبد الوهاب]

قالت لي أمرآة يوما و هي تبكي و الخشوع يتملكها لا أريد الطلاق من زوجي إني أريد أن أعود إلى بيتي ، فاحترت لما قالت و قلت لها يا إمراة و هل زوجك يريد ان يطلقك
قالت بلى
فقلت لها و لماذا
قالت لي إن له امرأة اخرى غيري و انه يحسب انه لم يراه احد لكنني رأيته معها و لم أقل له يوما ، انه يفعل هذا او كشفته للعامة و للقربى و الوالدين و الابناء و كل من يعرفه فيتسخ ثوبه خصوصا و المرأة من أقرب المقربين اليه
فقلت لها ، يا إمراة الا تريدين ان تسمعي نصيحة من أبنك وهذا قبل ان ارفع القلم و اخط ما جئت لأجله .

قال لى بلى اني مستمعة اليك

قلت لها ان زوجك يريد الطلاق و هو مغرم بغيرك ، فما جدوى بقائك عنده و ما الفائدة التي تنجر وراء هذا و كيف ستستمر حياتك من غير زوج يرعاك و اولادك ، حتى وإن أصررت على البقاء فلن تري منه الوجه الذي يليق و سيزيد عذابك و ستتمنين انت في يوم من الايام الطلاق

فقالت لي المسكينة أشر عليا يا ابن الناس إنني احترت في امري ، و لا اريد ان اضيع اولادي و المجتمع لا يرحم و لا مسكن لي ياويني ، و لا مكان لي عند والدي لانه يعيش حالة من الضيق الشديد

فقلت لها انصتي لي جيدا

زوجك يطلب الطلاق
قالت بلى
قلت لها لا تقبلي الطلاق ، و افرضي عليه نفقة الخمس اولاد بمبلغ 2.500 دج للطفل الواحد حتى يبلغوا و البنت تبقى حتى زواجها ، و افرضي عليه المسكن ا وان ياخذ قميصه و يترك المسكن من غير رجعة و افرضي عليه في حالة لم يوفر المسكن كراء مسكن يسير على عاتقه مادام حيا

وهذه قوانين يا ابنة الناس في صالحك و سترعاك بإذن الله تعالى و لن يضيع الاطفال ان شاء الله مادام والدهم حيا حتى ولو كان مطلق او بعيدا عنهم لان القانون في صفهم او سيسجن مدى الحياة

فقالت لي و ان دخل السجن
قلت لها شهر سنة سنتين ثلاث لا يستطيع صبرا حتى على 06 أشهر و سيضرب رأسه على الحائط فيفيق من غفلته و ان حياته على وشك الضياع متنقلا بين السجون فسيرضى و ستاخذين حقك لان السجن ظلمة فوق ظلمة كظلمة القبر . فصبرا جميل و تمسكي بما قلت لك .

ذهبت المسكنة تجر عناء سنين من وراءها لانها قالت لي إنني بنيت معه المسكن طيلة 14 عشر سنة او يزيد و عانيت معه الويلات و الويلات و ضحيت لاجله الليالي و الايام ، و في آخر المطاف هذا هو جزائي (طلاق )

تخيلت هذا و هي ذاهبة و قلت ماذنب المسكينة و ما ذنب أولادها بالأخص لهم والد و أب فما مصير من ليس له أب ألا يكون طلاق امه من أبيه اهون عليه بعشرة ألاف مرة او يزيد .

لكم غاظني الأمر كثيرا و بقيت جامدا في مكاني لا حراك لي حتى نش عليا زميلي فرمشت و قلت له كم الساعة فقال لي انه الغداء


يعني خلاصة قولي لما طرحت بين ايديكم هذه القصة الواقعية هو انكم رأيتم كيف حفظ القانون المرأة من جبروت الرجل إذا أراد بها شرا او باولادها و اولاده فلا تكون عليهم نفقة و انه رتبت على عاتقه بنود و قوانين لا يتم الطعن فيها و لا تركها و لا نسيانها مادام الوالد حيا يرزق

بالقوانين الصارمة الغير رجعية و الغير قابلة للنقاش تحفظ كرامة المراة او كرامة الرجل أو كرامة الاولياء او أيا كان حتى ولو كان بقطع الرأس امام العامة او الجلد امام العيان حين يكون قانونا ربانيا تشريعيا صنعه الرب جل و علا فلا يكون فيه رجعة و لا لعب او لهو حين هذا و حين يريد المغتصب فعل فعلته فيعرف بان رأسه ستقطع لا ومحالة و حين يعرف الشاب حين يكون في اعتى نزواته امام شابة جميلة فيتخيل بانه سيجلد 100 جلدة حتى الموت او سيعدم على الفور فحتما حتما لا يكون كل هذا العناء و ستكثر الحلول بإذن الله

اقطعوا رؤوس الحمير فلن تكون هناك البغال
و من والد البغل إن لم يكن حمار و أمه الفرس


لا حول ولا قوة الا بالله

حتى بني البشر بدئوا يسيرون في طريق الحيوانية و الغريزة إلا من رحم ربي فهذا كلام يقال على الصفحات ، و ان اقصص علينا اولي التجارب القصص اغرقونا حتى نكاد نقول ليسوا هؤلاء ببشر و إنما حيوانات تمشي على رجلين


في امان الله