السلام عليك ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أحسن الله إليك ، أنا لا أتهم أحدا بكلامي الذي سأقوله لك ولكنها رسالة لك ولكثيرين ممن تحملهم همومهم التي أثقلتهم ومشاكلهم التي أطبقت على صدورهم حتى عادت كالجبال
أقول : تحملهم همومهم على طلب النصيحة والمشورة عبر
( الانترنت ) الشبكة العنكبوتية
وينسون أن من على الشبكة أشخاص هم غير معروفين
وطلب النصيحة أختي وبث الهموم لا يكون هكذا وإنما يكون لشخص:
محب ،ثقة ،كريم ،عاقل ،فطن ، صالح .
وليس شخصا مجهولا أمثالنا كلنا بما فيهم أنا
وأيضا يتطلب التأكد من فطنة هذا الشخص وحكمته وأن لا يكون متحاملا ... إلى غيرها من الصفات الحميدة وأهمّ شرط وأهم صفة تكون في الناصح هي :
ألا ينصحك بأمر نتيجة تعاطف تام معك أو نتيجة أن شعورك هو ذات شعوره في موقف مشابه قد مرّ به
لأن هذا لا يبقي مساحة للعقل كافية تحكم بالخير للشخص المتسبب بالضرر لك
كما أنه لا يبقي مساحة لحسن الظن بالأخر في القلب وهذه مشكلة أخرى
ذلك أن الذي ينصح نتيجة تعاطف أو نتيجة أنه مر بموقف مشابه يغفل أنه ينظر إلى مشكلتك من زاويته ، ويسقط بعض الجوانب من مشاكله على مشكلتك وقد لا تكون مشابهة لها أبدا لكن لمجرد أن الشخصيات تحمل نفس الاسم :
عجوزة ، كنّة ، حماة أو سلفة .. إلى غير ذلك ..
وسامحيني أختي أن أقول لك شيئا وأنا لست ضدك في شعورك هذا لكني أريد أن ألفت انتباهك إلى أمور من شأنها أن تخفف عنك كل ما يفسد عليك حياتك
الجانب الأول :
أنك امرأة وأم وستصبحين يوما ما في نفس موقف أم زوجك
وكثير من النساء لا يتصورن هذا وبعضهن تكابر وتقول : لا أنا لست كذلك أنا عاقلة ومتفهمة ولن أوذي ولدي ....
إلى آخرها من الكلمات الرنانة والجميلة
ولكن .... يبقى الغيب لا يعلمه إلا الله والنفوس تتغير ومن كانت ترفض تصرفات ( عجوزتها بالعامية الجزائرية ) اليوم تصبح غدا تفعل نفس التصرفات وبتبريرات كثيرة
ونفس الشعور لو كان من آذاك هنّ أخوات زوجك فإن كن غير متزوجات فاعذريهن وتخيلي لو أن الله لم يرزقك زوجا وتذكري نعمة الله عليك .
وإن كن متزوجات ويتدخلن في شؤونك فلا تنسي أن بعض الصور عنك قد تنقلها أم زوجك بعاطفة الأمومة المجروحة من ولدها الذي سرقته أنت منها
وأنا لا أجعل هذا مبررا لكنه يمكن أن يكون سببا لو نظرنا أن الأم ترى تعامل ولدها مع زوجته أحسن من تعامله معها وهذا يحدث كثيرا وواقع معروف للأسف
أرجو أنك فهمتني .....
لذلك :
فليس أجمل وأعقل للمرأة أن تقول في نفسها هذه أم تشعر وكأني سرقت لها ابنها وتتصرف هذه التصرفات لا شعوريا
وسأسامحها لعل الله يحفظني من هذا الخلق السيّء وهذه العاطفة الجارفة في المستقبل .
الجانب الثاني :
أنها قد تكون عجوزا كبرت ووصلت إلى سن اليأس وهذه السن تتغير فيها كل النساء إلا من حفظت نفسها وعقلها بدين الله وبأخلاق دين الله .
الجانب الثالث :
أن لا يبالغ الشخص بأن يجعل نفسه ضحية فربما يكون غافلا عن أمر ما أو فلتة لسان لم ينتبه لها مع وجود ترقب من الطرف الثاني وحساسية منه فينتج فتنة يؤججها الشيطان والعياذ بالله وفي الدعاء : « اللهم اغفر لي ما علمت وما لم أعلم »
يعني قد يكون الإنسان وقع في شيء لم ينتبه له سهوا وبحسن نية وهذه طبيعة الإنسان
وهذه بعض الجوانب المهمة التي لا بدّ أن تعيريها اهتماما حين تأتيك نوبة الضيق هذه اتجاههم
وتأكدي أنها نفثات شيطان رجيم يريد أن يحزنك ويصدك عن باب عظيم هو العفو وصفاء الصدر اتجاه رحم زوجك الذي وصى بهم ديننا الحنيف
ولا يوجد أفضل من أن يضع الإنسان نفسه في مكان ظالمه إن كان ممن له علاقة وطيدة وقريبة مثل أقرباء الزوج
ويتخيل كيف يكون لو كان ظالما هل يتمنى أن لا يسامحه خصمه ؟
ولا تقولي أنك لست كذلك ، ولا يحق لي أنا أيضا أن أقول أني لست كذلك
لأن الإنسان بطبيعته سينصر نفسه لا محالة ففكري في مشكلتك بطريقة تغيير المواقع ....ستتنفتح لك نوافذ لم تكوني ترينها أبدا
ولكن إن وقع عليك الظلم فلتحتسبي ولتسألي الله نصره وفرجه ولتكون المسامحة عملا صالحا يكون في ميزان حسناتك يوم القيامة وهذه فرصة جاءتك عند قدميك حتى تتقربي لله بهذا الأمر العظيم
تقبلي نصيحة أختك في الله ( أم عبد المصوّر )