اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاكف
كبرياء أنثى
بقلم .. نجوى بولقرون من منطقة الزيبان ، طالبة في الثانوية - الباكالوريا-
مشيت و حدي في حاشية الطريق
و بنيت بنفسي قمر ضيائي
وحدي سقيت أزهار عمري
فكم من ليل محى هنائي
ومشيت في طريق الشوك وحدي
و أهملت من قال ليس لك بالعناء
وبنيت قصر أحلامي وحدي
ورفعت رأسي عاليا في السماء
فلا تتجرأ بالنظر في عيني
أو حتى بأن تساومني في ذكائي
فقد تعاليت عني في زماني
وبطشت و حسبت حالك من العظماء
فقد غامرت و أهنت كرامتي
ونسيت أني شمعة الكون و الهناء
فقد سرقت يوما مني حقا
كان و الله نصيبي و غطائي
فلا تتجرأ و تناديني باسمي
لأنك و الله لن تعد ما دمت أسمائي
فأنا الحرة و الريحانة و السيدة
و السلطانة .. أنا الشجرة التي وقتك من العناء
ولا تتجرأ و ترثيني بعد رحيلي
لأنك و الله لن تبدع في رثائي
فلن أركع لك ما دمت حية
و لو سلخت الجلد و نثرت أشلائي
لن أركع لك ما دمت أنثى
ولو طوقتني ورميتني في الخلاء
فأنا عمود الكون لو كنت تدري
و لو كنت تدري أن تعيش تحت غطائي
ممزقة أنا بين سوء ظنونك
ممزقة أنا بين قسوتك و شقائي
ممزقة أنا تحت نصل سيوفك
و متناثرة فوق أشواكك كوردة حمراء
فكم مرة قتلتني بمر كلامك
وكم مرة أدرت أذنك عن غثائي
كم مرة خنقتني بأصبعك الأليم
وكم وكم قسوت و غاليت في عنائي
لقد خلقنا القدر مع بعضنا
و أعطانا الكون قدرا من العطاء
فمشكلتي أنني اليك أنتمي
و مشكلتك أنك لا تقوى على اختفائي
فان كنت رجلا و تلك قوتك
فاني أنثى و ها هو ذا كبريائي
|
هذا ليس كبرياء .. هذا قمة البذل والعطاء .. هذا قمة إثبات الوجود ، اللذي لا يعترف ولا يقف عند حدود جنس معين ، هذه إرادة من يريد أن يكون موجودا .. كائنا حيا .. يترك بصماته على كل الأشياء كما تفعل هي به ، هذا عالم الإبداع اللذي يتسابق إليه كل ذي وعي وإدراك بأن من جد وجد ، ومن زرع حصد ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى .
أما أولئك الحمقى اللذين لا يملكون القدرة على فعل ذلك ، فإنهم لا يريدون التفوق لغيرهم ، ولذلك يبادرون لكسر وتحطيم وهدم هذه الطاقات المبدعة عند الأنثى ، فليتهم فعلوا ما فعلت تلك الأنثى ، وليتهم صمتوا عندما عجزوا عما تفعله هذه الأنثى .
كلمات رائعة ، ومستحقة لكل أنثى مكافحة مصابرة مكابدة مجتهدة مبدعة ، ولكن أقول هنا أن الذكور ليسوا ذكرا مكررا ، ومن الإثم أن نأخذهم كلهم بجريرة البعض منهم ، فمنهم الكريم ، ومنهم النبيل والوفي والمنصف والعادل ، اللذي لا يبخس عمل أى عامل سواء أكان ذكرا أم أنثى ، ودمتم بود وسعادة .