أعلى تحية للأعضاء الاعزاء
نظرتُ لإمرأةٍ قدْ جعلتْ منْ بريقِ عينهَا نوراً له
و قدْ جعلَ منْ أحزانهَا أفراحهُ
كمْ سَهرتْ الليالي تُواسيهِ و هو عنْ مواساتهَا يَحتقرُ
فَأحَلتْ صَمتهَا بينَ ثغرهَا و غَادرتهُ بتجاهلٍ
لأنَ نهرَ عذبِ الكلامِ منهُ قدْ جفَ و نقطعْ
و أُثْقِلَتْ سِهَامُهُ الجَارِحَةَ جَسَدَهَا منْ كثرتْ الآلامِ
فعزمتْ الرحيلَ في صمتٍ حتى لسانهَا
إحتارَ لسجنهَا لهُ خَلفَ القضبانِ
و غابتْ شمسُ أيامِ الؤنسِ عندَ عَاشِقِهَا
فأحسَ الفراغَ يجتاحُ نفسهُ و ضجرُ أنهكَ حالهُ
وأخذَ يتذللُ بالحبِ لغيرهَا ليكونَ المَعْشُوقَ في قلوبْ الغَوانِي
وحلَ بهِ لؤمٌ على روحهَا فكتبَ قصائداً في ذمهَا بعدَ أنْ كانَ يَنْحَتُهَا في غزلهَا
فإحْتَارَتْ جَميلتي في الحياةِ لتقولَ هلْ الزمنُ يغدرُ أمْ الحبيبُ الواعدُ ؟
مَا ذنبُ الزمنِ و مَا لَهُ معَ الغدرِ إذَا كانَ الحبيبُ منْ زيفِ الأحبةِ ؟؟
و إذْ تُذَكِرْهُ تِلْكَ الأيامُ عنْ نفسهَا بأنَ لي في الإخلاصِ مكانةً
و عند المودةِ مجلسًا و لي من الحب قلوب كُثُرْ
فأين أنت مني يا من تقول أنا أنا و ليس لك مِنْهُمْ غيرَ الهَواءَ ... ؟؟
فخاطبهَا يقولُ قدْ كنتي تَفْتِنِينَ تلك القلوبْ....
فإبتسمتْ سيدتي و من منطقهَا تقولُ
إنَ القلوبَ ليسَ عليهَا حارسٌ إلا مُصَرِفِ الأهواءِ
فإنْ كنتَ أنتَ حارسهَا
فإعلمْ أنَ حبي كانَ أحرسُ منكَ على أبوابهاَ...
فأنا العاشقة لتلك القلوبْ...
و نقطعَ حبلُ الكلامِ و ذابَ بين العنادِ
ليكشفَ لها معنى زيفِ الحبيبْ....
تحياتي للجميع