السلام عليكم
أعتقد أنه لو كان جلُّ معلمي وأساتذة بلادي مصلحين كما كان عليه آباؤنا وأجدادنا أيام ابن باديس الذي يُقال عنه أنه في أيام العطلة كان يراسله طلبته ، وإذا التقى بهم خارج الأقسام كان بينهم كالأخ أو الصديق لأنهم كانوا يحبونه ويجلونه ـ لصلح حال البلاد والعباد ، والواقع المرّ أن كثيرا من الذين دخلوا وانخرطوا في سلك التعليم دخلوه بدون مستوى وبدون معايير معتبرة في اختيار الموظفين ، فلو أن نظامَ البلاد مثلا يفرض على الراغب في التعليم أن يكون حافظا قدرا معينا من القرآن ، أو جزءا من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وإلماما بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إضافة إلى القدر الكافي من المستوى العلمي ، وأنّه يهتمّ بالجانب التربويِ للمعلم والأستاذ لكان التعليم قد أخرج جيلا تقيا يحملُ أفكارا بنّاءة ولساهم بقوةٍ في دحر الفساد وأنصاره. و لأنّ هذا لم يُعط له اعتبارٌ أصبح حالُ التعليم في بلادنا يرثى له .
و أظنّ أن كثيرا من الإخوة الذين يضعون اعتبارا للجانب التربوي في عملهم قد لمسوا مدى نجاعة ذلك في سلوك التلاميذ وكسب احترامهم ومحبتهم .
ولو أننا أحببنا هذه المهنة وأحببنا من نتعامل معهم لحققنا نتائج مذهلة . ولذا أدعو إخوتي ورفقاء الدرب أن ينهلوا من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ليأخذوا منه سبل وفنون التعامل مع شتى أصناف البشر .
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) الأحزاب
والسلام عليكم.