حقيقة إن الحديث عن الحب لهو تماما كما البحث عن الذات ، خاصة وأننا نعيش في زمن أصبح من السهل أن تكون الرؤية فيه ضبابية أو كمن نظر للشيئ الموجود تحت الماء .
فلو نظرنا إلي الذات لوجدنا بصمات سوداء خطت على وجه صفحات الذات ، وذلك رغما عن إرادتنا ورغما عن مكونات طبائعنا اللتي تسير معنا في كل إتجاهات الحركة والتفاعل داخل المجتمع لدينا .
فربما المحافظة على الهيبة أو الكرامة أو أي مقدس لدينا ، قد يجبرنا أن نتخذ وننحني المنحى اللذي لا يروق لطبائعنا ولا ينسجم مع مسلكياتنا اللتي رضينا بها طريقا لتفاعلنا مع بقية عناصر المجتمع وصولا للحياة الهانئة .
وهكذا شيئا فشيئا تتراكم البصمات السوداء في ذاتنا ، وبعد فترة نجد أنفسنا وكأننا وذاتنا غرباء لا يعرف أحدهم الآخر ، فتكون المحاولات العصيبة في البحث عن الذات ومحاولة الإقتراب منها ما أمكن .
أما الحديث عن الحب ، فيا ترى عن أي حب نتكلم ، هل عن الحب اللذي يتم بالعمل الحسابي ؟ أحب فلانا لأن محبته تقتضي أن أستمتع بمكسب ما أولذة ما !!، أم نتحدث عن حب الأنا ،بمعني انني أرغب بإمتلاك هذا الشيئ فأدعي محبته ؟! .
أنا أريد لمن يبحث عن الحب أن يدرك تماما معنى الحب، ومن تحب ومتتطلبات الحب وكيف تختار من تريد أن تحبه ، لأن الحب الحقيقي أصبح اليوم وفي عصرنا الحالي صعب الوصول إليه ، إن لم نقل إنه من بقايا الماضي و صفحات العهود السابقة.
متعنا الله بالحب الصادق الوفي الصفي النقي اللذي لا لبس فيه ، الحب البرئ ، الخالص لوجهه تعالى .
تقبلي مني أختي الكريمة خالص الإحترام ،وإلى الأمام بإذن الله ، ودمتي بود وسرور .