السّلامُ عليكم؛
قد جعلَ للهُ لكلِّ شيئٍ حدّاً لايتعدّاهُ؛ ففي البصر قال تعالى : "لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " وفي السّمعِ؛ قال تعالى :" وَمَا يَسْتَوِي الأحْيَاءُ وَلا الأمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ " فكذالك العقلُ؛ فالعاقلُ يعرِفُ قدر نفسِهِ ويشعُرُ بما علّمهُ للهُ من فضلِهِ؛ فيعرفُ متى يتكلّم عن عِلم ومتى يسكُتُ عن جهل؛ ومن لم يشعُر بما علّمهُ للهُ من فضلِهِ؛ يسبحُ في بحرٍ ويرجوا أن يصل الشّاطئ؛ ولكنّهُ لن يصلَ أبداً؛ ُ فالحلالِ بيِّن و الحرامِ بيِّن وبينهما أمورٌ مُتشابهاتٌ؛ قال تعالى : " هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُإِلاَّ أُوْلُواْالألْبَابِ "
أمرنا أن نكونَ لا كاللّذين يقفون عند مُفترق الطّريقِ بين الحلال والحرام؛ فيوشِكُ أن لايزدادوا خيراً باتّباعِ الحلال ويوشكِ أن يقعوا في الحرامِ وقد اقتربوا؛ بل أمرنا أن نكونَ مثلَ ذالك؛ قال تعالى : " إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ " ففي هذا أمرنا أن نتفكّر فيزداد إيمانُنا.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علال بن الشيخ
ما شاء الله على الاستدلال، أي مستوى هذا!!!!!
|
أمّا عن المُستوى، فأنا عبدٌ للهِ عرف قدر نفسِهِ وتواضع للهِ بما علّمهُ من فضلِهِ؛ ويسألُهُ أن يزيدَهُ عِلماً وتواضُعاً لهُ ورحمةً بخلقِهِ.
السّلامُ عليكم.