السّلام عليكم؛
صدقتُم كلُّكم؛ خاصّةً كوكبَ الشّرقِ حين تكلّم عن النِّسبيّةِ؛ فقط لستُ مُقتنعاً بمسألة جمالُ الرّوحِ بل إذا أردتّم قولو جمالُ النّفسِ؛ سأحاولُ في هذه المُداخلةِ المتواضعةِ رفع هذا اللُّبسِ؛
الأجسادُ مُختلِفةٌ والرُّوحُ واحدَةٌ؛ فتفاعُلُهما أنشأ النّفوس؛ و خيرُ النّاسِ من زكّاها وشرّهم من دسّاها؛ فمن زكّاها أخذ بنفسِهِ المُطمئنّةِ إلى الأعلى أي إلى الرّوحِ؛ ومن دسّاها فقد أنزل بنفسِهِ الخبيثةِ إلى مستوى الأجساد؛ فمن كانت نفسُهُ أقرب إلى الرّوحِ فقد أُوتي شطراً من الحُسنِ؛ والشطرُ اللّذي بقي هو الحُسنُ الظاهر.
فأمّا هذا الحُسنُ فالنّاسُ مُختلفون فيهِ؛ ولكنّهم أحسنُ من كلِّ مخلوقاتِ للهِ؛ إذ أنّه سبحانهُ وتعالى؛ خلق الإنسان في أحسن تقويمٍ؛ فمن كُنتُ أراهُ جميلاً قد لا يراه كذالك الآخر؛ فالأمرُ نِسبي لا مُطلق؛ وهذا الإختلافُ من رحمةِ ربّي، إذ لولاه لإختلّت موازينُ الحياةِ؛ ولما تزوّجَ زيدٌ وعمرٌ.
فمن أوتي حُسن الباطِن وجمالَ الظاهر فليحمدِ للهَ على نِعمَتِهِ؛ فمن إتّفق على حُسنِهِ أكثرُ النّاسِ فقد اقتربَ من الكمالِ؛ كيوسُف؛ عليهِ السّلامُ؛ وللهُ أعلمُ.
السّلام عليكم.