بسم الله الرحمن الرحيم
واعلم يا أخي أن لحوم العلماء رحمة الله عليهم مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛ لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم خلق ذميم ، والإقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم ، إذ قال مثنيا عليهم في كتابه وهو بمكارم الأخلاق وضدها عليم (والذين جاءو من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم) والارتكاب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاغتياب وسبّ الأموات جسيم ، ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )" فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :من أكل لحم أخيه فى الدنيا قرب اليه يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيا فيأكله ويكلح ويصيح والكلوح معناه" أن الشفا العليا ترتفع الى منتصف الرأس والشفا السفلى تنزل إلى منتصف الصدر
وصدق الله العظيم إذ يقول {وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} الحجرات.
تبث في الصحاح والحسان والمسانيد من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته في حجة الوداع: ( إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت ) رواه البخاري ومسلم
و تذكروا قول الرسول صلى الله عليه وسلم :" يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فان من تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته فضحه ولو فى جوف بيته"
وعن أمنا عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا) رواه البخاري ومسلم.
وأنشد بعضهم قائلا :
لا تلتمس من عيوب الناس ما ستروا*** فيهتك الله سترا عن مساويك
واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا***ولا تعب أحدا منهم بما فيك.
اسأل الله العلى القدير أن يكون قد رق قلبك لما قرأت وأعلنت التوبة هنيئا لمن يدافع عن عرض أخيه المسلم وهذه البشارة من حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار" .