اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لوز رشيد
و ما تفسيرك لهذا النص القرآني الصريح
وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ ...
|
سورة النمل
وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ (٨٧) وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (٨٨)
هناك الكثير من الاعجازيون يستخدمون الاية رقم 88 في سورة النمل في ان القرآن قال بدوران الارض بصورة غير مباشرة عن طريق القول بان الجبال تمر مرّ السحاب. ولكن هل هذه المزاعم صحيحة؟ انا احاول لكم ان اشرح لكم عدم صحة ذلك واستند في كلامي على خيرة المفسرين القدماء للقرآن.
كلنا نعلم ان الارض تدور حول محورها بسرعة 1670 كيلومترا في الساعة تقريبا وتنهي دورة كاملة في 24 ساعة تقريبا وبما ان الارض وجميع الموجودات عليها (الجبال ,البنايات وغيرها) تدور بنفس تلك السرعة الثابتة فلا نشعر نحن بحركة دوران الارض هذه. والسرعة النسبية للبنايات والجبال والاشياء الثابتة نسبة ال سرعة الارض تساوي صفراً لان الارض والاشياء التي ذكرناها يسيرون بنفس السرعة.
ولكن هناك اشياء عديدة سرعتها النسبية (نسبة الى سرعة الارض) ليست صفرا مثل الرياح (مُسيِّر السحاب) والطائرات والطيور (عندما تطير) والسيارات (عندما تسير) , وكل لها سرعة نسبية معينة فمثلا الطئرة قد تطير بسرعة 1000 كم/الساعة وهكذا لبقية الاشياء السيارات والطيور والرياح وغيرها.
والجبال في الحالات الاعتيادية (غير فرضيات يوم القيامة) سرعتها النسبية صفرا اي نحسبها نحن وكذلك السابقون في زمنهم انها جامدة وثابتة وهذا لا غبار عليها, ولكن هل تنتطبق هذا على الاية المذكورة اعلاه ؟ الجواب طبعا لا , لان هاتين الايتيين تتناولان احداثا في يوم القيامة (الموعودة حسب الاديان) وهذا ما يؤكدّه جميع المفسرين واكتب في نهاية هذا الموضوع بعضا منها. فالاية رقم 88 هي الجزء المكمّل للاية رقم 87 وهذا ما لا يكتبوها الاعجازيون ابدا واعتقد شخصيا انها مقصودة لاخفاء الحقيقة (كمثل لا تقربوا الصلاة وتسكت) , اذ في الاية الاولى يتحدث القرآن عن نفخ في الصور من قبل اسرآفيل في يوم القيامة (وليست ايامنا العادية الان) فيفزع من في السماوات وفي الارض وخروا الا من استثناهم الله والاية التالية اي رقم 88 تبدأ بحرف الواو اي هي تكملة للاية السابقة وهذا ما يؤكّده جميع المفسرين القدماء (امثلة مكتوبة ادناه) , وقد ذكر القرآن الجبال بشكل جمع وليست مفردا لان القرآن (المفسرين) يقول ان الجبال سوف تُجمع وتسير سيرا كما في وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً سورة الواقعة رقم 5 والبس تعني السير ويقول المفسرون ان الجبال في يوم القيامة تتجمع وتسير سير السحاب ولكنك تحسبها جامدة لانها عظيمة وعملاقة تماما كما تنظر الان الى السحاب المتراكمة المتلاطمة العظيمة عن بعد وتحسبها جامدة ولكنها تسير وهذا الكلام يذكره ايضا ابن عباس و الجلالين في تفسير الاية رقم 88 (مذكوران ادناه). والجبال عندما تتجمع وتسير فتقع على الارض فتصبح كالعهن المنفوش