بارك فيكم جميعا وأشكر للسيف العامري شرحه المُوفّق
نحن لا نختلف أخي أبو إسحاق
ذلك أنني لم أُردْ تفصيل القصة و ذكرت فقط طَرفيْها و هذه القصة قد توجد متفرقة في بعض الكتب (وفيها روايتان متشابهتان على ما وقفت عليه وللإفادة اخترت تجميع هذه)
َوَ لْنروي القصة من الأول :
من المعروف أن جرير و الفرزدق تهاجيا قرابة النصف قرن وكان لكل منهما أنصار ..
وكان عرادة النَّمِيري ) من بني نمير ( نديماً للفرزدق
و يُذكر أن عبيد بن حصين الراعي النَّمِيري و هو من كبار الشعراء كذلك -وسُمِّي بالراعي لكثرة ذكره الإبل في شعره و يُكنّى كذلك أبو جندل .و جندل إسم ابنه –
يذكر أنه قَدِم البصرة فدعاه عرادة لطعام وشراب فلما أخذت الكأس منهما -غفر الله هما -
قال عرادة للراعي: يا أبا جندل، قل شعراً تُفَضِّل الفرزدق على جرير. فلم يزل يزين له ذلك حتى قال:
يا صَاحبَيَّ دنا الأصيل فسيرا ***** غلب الفرزدق في الهجاء جريرا
فغدا به عرادة على الفرزدق فأنشده إياه، وكان عبيد الراعي شاعر مضر ) القبيلة ( وذا سِنِّها ) أي شيخها وكبيرها (، فحَسِب جرير أنه مغلب الفرزدق عليه، فلقيه يوم الجمعة فقال: يا أبا جندل: إني أتيتك بخبر أتاني، إني وابن عمي هذا - يعني الفرزدق - نستب صباحاً ومساء، وما عليك غلبة المغلوب ولا عليك غلبة الغالب، فإما أن تدعني وصاحبي، وإما أن تغلبني عليه، لانقطاعي إلى قيس وحطي في حبلهم. فقال له الراعي: صدقت، لا أبعدك من خير، ميعادك المربد. فصحبه جرير، فبينما هما يستخرج كل منهما مقالة صاحبه رآهما جندل بن عبيد الراعي فأقبل يركض على فرس له فضرب بغلة أبيه الراعي، وقال: مالك يراك الناس واقفاً على كلب بني كليب-يقصد جريرا-؟! فسقط جرير شر سقطة. فقال جرير: أما والله لأثقلن رواحلك. ثم أقبل إلى منزله، فقال للحسين: زد في دهن سراجك الليلة، وأعدد لوحاً ودواة. ثم أقبل على هجاء بني نمير، فلم يزل يملي حتى ورد عليه قوله:
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
فقال: حسبك، أطفئ سراجك ونم، فرغت منه.
وللحكاية بقية وأظن أن المقام يكفيه هذا !
أتمنَّى أن الأمر وَضُح لَكم
…. بتصرف من أختكم عن كتابي الأغاني و خزانة الأدب
لكننا لا نرى إن كان من طلب الشرح قد استفاد من جوابنا أم لا?,