![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() بارك الله فيك أختنا الماسة ها قد أطلتعلينا أنوار يوم المولد النبوي الشريف، ولقد كثر الحديث هذه الايام عنه، فكان المتحدثون بين موافق له ومعارض له، وكلما أراد من يجيزونه الاحتفال وإبداء الشوق والرغبة للقاء المصطفى عليه الصلاة والسلام، خرج عليهم من ينكرون ذلك بالشرك والتبديع، وطبعا يقولون ذلك بغير علم، وأما الذين يجيزون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هم الأصح عندنا، ونحن هنا لنبين أدلتهم الصحيحة بإذن الله تعالى، والله تعالى أعلى وأعلم. سؤال: هل هناك أيام مخصوصة لها فضلها عند الله تعالى أكثر من أيام أخرى؟ الجواب: نعم، والدليل على ذلك من الكتاب والسنة هو التالي: 1. لا بد أن كل منا يحفظ سورة القدر، والتي تبين أن ليلة القدر خير من ألف شهر من باقي أيام السنة العادية، أي بما يعادل اثنين وثمانين سنة أو تزيد. 2. قال الله جل وعلا في سورة البقرة (الآية 203): ((واذكروا الله في أيام معدودات))، وهي أيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، وفيها يوم عرفة، وما أدراك ما يوم عرفة لما فيه من الاجر والثواب، لما يتذلل له فيه المسلمون، هذا طبعا إضافة لباقي الأيام. 3. قال تعالى في سورة الجاثية (الآية 14): ((قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون))، أي لا ينالون نعم الله كما في تفسير الطبري، وفي فتح القدير: المعنى : لا يرجون ثوابه في الأوقات التي وقتها الله لثواب المؤمنين. 4. قال الله تعالى على لسان عيسى عليه السلام: (( والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم ابعث حيا))، فعظم النبي عيسى عليه السلام يوم مولده بذلك. 5. عن أبي هريرة أنه قال: خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار، فجلست معه، فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان فيما حدثته أن قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أهبط من الجنة وفيه تيب عليه وفيه مات وفيه تقوم الساعة)). رواه مالك في الموطأ ومسلم في صحيحه وغيرهما بصيغ مختلفة، فإذا كان يوم مولد النبي آدم عليه الصلاة والسلام من الأيام العظيمة عند الله تعالى، فكيف بميلاد سيد خلق الله تعالى، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) رواه مسلم. إذن فالأيام عند الله تعالى تفضل بعضها بعضا كما تدل عليه هذه الأدلة. ![]() سؤال: هل يجوز الاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وما فضل هذا اليوم؟ الجواب: نعم، وذلك لأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وارد في الكتاب والسنة، ومن الأدلة على ذلك: 1. قوله جل وعلا في سورة إبراهيم الآية الخامسة: ((وذكرهم بأيام الله))، ومن المعلوم أن التذكير يكون بالأحداث التي تمت في هذه الأيام، وليس المقصود هو التاريخ كما قد يعرض لبعض الأشخاص، وقال بعض المفسرين يعني ذكرهم بنعم الله تعالى، ومن المعلوم بأن مولد الرسول صلى الله عليه وسلم هو من أعظم أيام الله تعالى، وأعظم الأحداث على مر التاريخ، فإذا كان ميلاد آدم عليه السلام فيه إيجاد لنا، فإن ميلاد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم فيه هداية لنا ونجاة من النار، فهو من أعظم نعمه جل وعلا، ولأن التذكير بها استجابة لأمر الله جل وعلا فصار بذلك الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عبادة لله تعالى. 2. قال الله تعالى في سورة يونس الآية الخامسة والثمانون: ((قل بفضل الله ورحمته وبذلك فليفرحوا))، ومن المعلوم بأن الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم هو رحمة للعالمين حيث قال ربنا جل وعلا في سورة الأنبياء (الآية 107): ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين))، فكيف لا يفرح المؤمنون بميلاد من هو مثله صلى الله عليه وسلم. 3. ما رواه الامام مسلم والامام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون فنحن نصومه تعظيما له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نحن أولى بموسى منكم)) فأمر بصومه. فإذا كان يوم نجاة موسى عليه الصلاة والسلام من أيام فرح المؤمنين، فكيف بمن هدى الله تعالى على يده الأمة بأجمعها، ثم انظر كيف أصل النبي صلى الله عليه وسلم هنا الاحتفال بالأحداث الدينية المؤقتتة بالزمان. 4. ما رواه الامام مسلم في صحيحه عندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أوقات صومه، فلما بلغ يوم الاثنين قال فيه: ((سئل عن صوم الاثنين ؟ قال ذاك يوم ولدت فيه ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه)))، فهذا دليل واضح وصريح على احتفال النبي صلى الله عيله وسلم بيوم مولده الشريف. 5. ما رواه الامام البخاري عن عمر بن الخطاب أن رجلا من اليهود قال له: يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرؤونها لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا. قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قال عمر: قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النبي صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة يوم جمعة. فانظر كيف لم يعترض سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه على مسألة اتخاذ ذلك اليوم عيدا، ولم ينه الرجل عن قول ذلك، إذن فقد اقر سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه للرجل ما قال، وهو إمكانية اتخاذ يوم معين عيدا. 6. وإذا كان هناك بعض العلماء الذين لا يجيزون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فإن أكثر علماء الأمة من أهل السنة الجماعة يجيزونه منذ القرن الرابع الهجري كما نقله المؤرخون، ومن أمثالهم لا على سبيل الحصر: الحافظ ابن حجرالعسقلاني، والحافظ جلال الدين السيوطي، والحافظ ابن حجر الهيتمي، والإمام ابن مرزوق، وشيخ الإسلام ابن جماعة، والحافظ ابن الجوزي، والحافظ الشامي، والحافظ أبو الخطاب ابن دحية الكلبي، والحافظ ابن كثير، والحافظ العراقي، والحافظ السخاوي، والإمام العلامة السمهودي، والحافظ ابن الديبع اليمني، والعلامة شمس الدين الخطيب الشربيني، وملا علي القاري الحنفي، والعلامة البرزنجي، والإمام أحمد الدردير، والعارف بالله محمد بن جعفر الكتاني، والإمام يوسف النبهاني، والإمام العلامة ابن باديس، والعلامة محمد علوي المالكي، وإمام الحرمين العربي التباني الجزائري، والأمام الشهاب أحمدالقسطلاني شارح البخاري حيث قال في كتابهالمواهب اللدنية- 1-148-طبعة المكتب الإسلامي) ما نصه: ((فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء)) أهـ، الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري: إمام القراء وصاحب التصانيف التي منها: (النشر في القراءات العشر)، وسمى كتابه: ( عرف التعريف بالمولد الشريف)، الإمام الحافظ ابن الجوزي: حيث قال في المولد الشريف: إنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام،و الإمام أبو شامة شيخ الحافظ النووي قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث_ص23) ما نصه: (( ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور, فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين)) أهـ، ومن وراء هؤلاء آلاف مؤلفة من أهل العلم والصلاح ومن خلفهم ملوك الإسلام وملايين مملينة من الشعوب الإسلامية كلهم مقرون ومجيزون ومحتفلون بمولده صلى الله عليه وسلم. ![]() ومن أقوال العلماء عن المولد النبوي الشريف: قال الإمام الحجة الحافظ السيوطي: في كتابه ((الحاوي للفتاوى)) بابا أسماه (حسن المقصد في عمل المولد) ص189، قال في أوله: وقع السؤال عن عمل المولد النبوى في شهر ربيع الأول، ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أم مذموم؟ وهل يثاب فاعله أم لا؟ والحواب عندي ((أن أصل عمل المولد_ الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن، والأخبار الواردة في بداية أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما وقع له من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك_هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإظهار الفرح بمولده الشريف)).ثم قال: ((وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة.. إلى أن قال : وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شئ من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة)) انتهى كلامه رحمه الله. الإمام أبو شامة شيخ الحافظ النووي قال في كتابه (الباعث على إنكار البدع والحوادث_ص23) ما نصه: (( ومن احسن ما ابتدع في زماننا ما يفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده صلى الله عليه وآله وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور, فإن ذلك مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكرا لله تعالى على ما من به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين)) أهـ الأمام الشهاب أحمد القسطلاني حيث قال في كتابه: (المواهب اللدنية- 1-148-طبعة المكتب الإسلامي) ما نصه: ((فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء)) أه. قال الإمام السبكي: عندما نحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف يدخل الأنس قلوبنا ونشعر بشيء غير مألوف. وقال الإمام الشوكاني في كتابه البدر الطالع: ((إن الأحتفال بالمولد النبوي جائز)). ويقول ابن القيم في كتاله مدارج السالكين: (( والاستماع صوت حسن في احتفالات المولد النبوي أو أية مناسبة دينية أخرى في تاريخنا لهو مما يدخل الطمأنينة إلى القلوب وبعطي لاسامع نورا من النبي صلى الله عليه وسلم إلى قلبه ويسقيه مزيدا من العين المحمدية)). قال الإمام السخاوي: بدأ المولد النبوي بعد ثلاثة قرون من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واحتفلت به جميع الأمم الإسلامية، كما تقبله جميع العلماء بعبادة الله وحده بالصدقات وتلاوة السيرة النبوية. ![]() ولذلك نقول: إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز، بل هو مندوب لما فيه من الخير على الناس، فهو بدعة حسنة، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه: عن جرير بن عبدالله قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم الصوف فرأى سوء حالهم قد أصابتهم حاجة فحث الناس على الصدقة فأبطؤا عنه حتى رؤي ذلك في وجهه، قال: ثم إن رجلا من الأنصار جاء بصرة من ورق ثم جاء آخر ثم تتابعوا حتى عرف السرور في وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سن في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده كتب له مثل أجر من عمل بها ولا ينقص من أجورهم شيء ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء)). وهذه البدعة لا تكون إلا بدعة حسنة، ألا وهي بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، ولا يكون فيها إلا ما ورثناه من الكتاب والسنة من العبادات، ففيه يزيد شكر الله تعالى، وليس شكر الله تعالى فيه فقط، وإنما نقول نزيد شكرا لله تعالى، فنصوم ذلك اليوم، ونتلو القرآن لوقت أطول، ونردد المديح لحضرة جنابه صلى الله عليه وسلم، ونزيد من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، لأن هذا اليوم لابد وأن يزاد في الصلاة عليه فيه، ويقدم الطعام لليتامى بشكل اكبر مما في غيره من الأيام، ونعطف على الصبيان تقليدا له عليه الصلاة والسلام، ونحاول ان نفعل كل خير نستطيعه في ذلك اليوم، ولابد ان نذكر ببعض الاخطاء المحرمة التي يفعلها بعض الناس في يوم المولد النبوي الشريف مثل اختلاط النساء بالرجال أو الرقص مثلا أو ابتداع عبادة لم ترد لا في كتاب ولا سنة من البدع التي انتشرت في وقت من الأوقات. والله اعلى وأعلم هو مولانا ونعم النصير، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله واصحابه أجميعن. منقول للأمانة. --------- خلاصة أن الاحتفال بالمولد مسألة خلافية، و الخلاف فقه و علم فلا يجوز الإنكار على المسائل المختلف فيها كما قرر ذلك علماء السلف. إن تجاهل الرأي المخالف ليس من فقه الدّعوة و لا من أخلاق الدّاعية و إنّما الواجب أن نتعاون في ما نتفق عليه و أن يعذر بعضنا بعضا في ما نختلف فيه و شعار العلماء "نختلف و لا نفترق " فالاختلاف في الآراء و الفهوم لا ينبغي إذ يؤدي إلى الاختلاف في القلوب و بالأحرى إلى التبديع أو التكفير. و لنسم باختلافاتنا فى مثل هذه الجزئيات إلى خلاف التابعين و الأئمة المجتهدين الذين كانوا يختلفون و في نفس الوقت كانوا يتحابون بارك الله فيكم |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأولى, الاحتفال, النبوي, بذكرى |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc