السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و بعد
روعة كل نص تكمن فيما حواه من اساليب و بلاغة و فصاحة و قوة بيانه و تماسك بنيانه و روعة ألفاظة و جمال سبكه و عاطفته و غير ذلك مما هو معلوم.
و العاطفة ينظر إليها بمنظارين منظار الأدب و ذلك في قوتها من ضعفها و صدقها من زيفها. و ينظر إليها بمنظار الشرع و ذلك كونها عاطفة حميدة أو عاصفة مقيتة تعلو القلب فتجعله يسوّد المحاذير..
و أما عن نصك ايها السلطان فعاطفته ضعيفة لا تناسب المقام و ذلك راجع لعدم اختيارم للألفاظ الدالة دلالة قوية و عدم توظيفك الألفاظ الانفعالية التي تدل على اعمال القلوب و أفعالها ....
ثم استعمالك لبعض الأفاظ كان استعمالا غير موقف و مثال ذلك:
اقتباس:
ففي ساعة الولادة كِدتُ ألاَّ أُولد
|
فقد أضفت الفعل لنفسك، و ها غير حميد من جهتين:
1- أن ذلك لله و ليس لك.
2- أن القاعدة الأدبية تقول: إذا ذكر فعلين أحدهما مشين و الأخر جميل فيسند أكملهما لله و الثاني يسند لنفسك، و مثاله قوله ابراهيم عليه الصلاة و السلام ((إذا مرضت فهو يشفيني)) فلاحظ كيف اضاف المرض إلى نفسه و أضاف الشفاء إلى الله مع أن كلاهما من الله. و مثاله قصة الخضر عليه السلام مع كليم الله موسى عليه الصلاة و السلام و فقد اضاف الخضر الأفعال التي غير حميدة الى نفسه فقال ((فأردنا) و يقصد قتل الغلام و إعابة السفينة. و اما مع الغلامين ابني الرجل الصالح فقال: ((فأراد ربك أن يبلغا))..مع ان كل ذلك انما هو من الله و بإرادة الله و ما الخضر عليه السلام إلا ممثل لأمر ربه. و لهذه القاعدة أمثلة كثيرة تطلب من مظانها...
و اما ما انت عليه ايها السلطان فليس من قبيل هذا....فتنبّه
هذا من جهة اضافة الفعل لنفسك...
كاد يأتي بمعنى الكيد، و يأتي بمعنى فعل ناقص من أفعال المقاربة.
و تعديتك له بحرف الاستعلاء يرجح المعنى الأول دون الثاني
و عليه فلنا على هذه الجملة ملاحظتان:
أحدهما ان القدر بمعنى التقدير و هو صفة لله و الأفعال تضاف لموصوفها و ليست للصفة...
الثانية: ان القدر من لدن حكيم عليم عادل رحيم....و كله عدل و حكم فلا ظلم فيه و لا كيد و لا جور...
و إنما الكيد فعل من أفعال الله و هي التي تسمى أفعال المقابلة و منه قوله تعالى: (( و يكيدون كيدا و أكيد كيدا))
فالكيد من أفعال الله و ليس صفة للقدر....
اقتباس:
و خرجت إلى الدنيا من دنيا الأموات.
|
حتما فأنت تقصد عالم الأموات...و بين الدنيا و العالم فوارق..
نعجب كيف تفرق بين الأفعال في الموقف الواحد....
فقولك خرجت فيه معنى قوي فانت و على صغرك لشدة ما اصابك كانت له قوة و ارادة خرجت بهما
لما انزلت اسلبوك الى كلمت أحسست.....فاين انت من رغبت و أحببت و وددت و غير ذلك من الأفعال المناسبة في قوتها لما سلف...
حدثناك من قبل بقوة العلم أن اليتيم من مات عنه والده و لم يصل سن البلوغ و الرشد.. و لكنك لا تنزال مصرا على ان اليتيم من ماتت امه....فنعجب ممن يولد المعاني....
و لا اعتراض علي في كونك تقصد تشبيه البكاء بالبكاء .....فذلك ايهام
و لي عودات
ان شاء الله
فربما سننشط اكثر
خاصة و ما بقي أكثر عيوبا مما غصت فيه...
ههههههههههه