خـــواطـــر حـــول الوهـــابــيــة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد > أرشيف قسم العقيدة و التوحيد

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

خـــواطـــر حـــول الوهـــابــيــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-03-26, 21:30   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وحيــــد
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية وحيــــد
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ويدل على ذلك أمران:

أحدهما: قبل ولايته: فقد استطاع "عباس الأول" محافظ مصر آنذاك لجده محمد علي أن يخرج الوهابيين من أبناء ابن سعود والذين سجنهم محمد علي في القلعة بحيلة دبرها، ولم يستطع الجنود أن يخبروا محمد علي إلاّ بعد ثلاثة أيام خوفًا منه، ولكنه على كل حال لم يفعل شيئًا؛ لأنّه كان يثق بعباس، ومنذ ذلك الحين صار عباس صديقًا حميمًا لفيصل بن سعود إلى نهاية حياتهما.

ولا ريب أن انتشار أئمة الدعوة في مصر كان له الفضل الأكبر في سريان حقائق الدعوة هناك، ولا سيما أن هؤلاء "الوهابيين" كانوا طلبة علم، فالتحقوا بالأزهر، ودرسوا فيه، ودرَّسوا.

والأمر الآخر: أن "عباسًا الأول" كان الوحيد من أولاد محمد علي الذي كان يتردد إلى المساجد في شهر رمضان لاستماع الدروس والمواعظ الدينية، وفي أيام "عباس باشا" لم يكن أحد يستطيع أن يسير في الشوارع وقت الصلاة وإلاّ تعرض لسياط "الشاويشية" الأتراك، جنود "عباس"، وفيما عدا "عباساً" كان أبناء محمد علي جميعًا يميلون إلى أبيهم محمد علي الكبير ويتبعون سياسته في الحكم مائلين إلى الغرب.

موقف بعض العلماء الأزهريين:

كان من المقرر أن يصطحب ستة من علماء الأزهر وفقهائه حملة محمد علي الأولى إلى جزيرة العرب تحت قيادة "طوسون باشا"، ولكنهم تخلفوا في الشرقية بأعذار مختلفة، وكلها من التكئات الواهية؛ فهم مطالَبون بمناظرة علماء التوحيد أمام الناس عند الغزو، كنوع من الإعلام يستخدمه الأتراك لإحراج علماء السعودية، وعلماء الأزهر يدركون أن ما يقوله العلماء هناك حق وصدق، وهو لب الدين وجوهره، ويصعب عليهم أن يقولوا ما لا يعتقدون، وإن قالوا؛ فلن يجدوا الأدلة على باطلهم من القرآن والسنة، وسيكون موقفهم مزريًا ومثيرًا للخجل والاحتقار.

ولم يكن منتظرًا منهم أن يذهبوا مع الحملة إلى جزيرة العرب، ثم يعلنوا انضمامهم إلى إخوانهم من العلماء، تاركين أهلهم وأولادهم في مصر تحت رحمة الباشا الطاغية، ثم هم ليسوا من طلاب الشهادة والاستبسال بوجهٍ عام [12].

موقف "الجبرتي" فخر المؤرخين المصريين:

كان "عبد الرحمن الجبرتي" وهو أحد مشاهير علماء الأزهر يطالع، ويدوِّن في حذر ما يأتيه من أخبار الحركة الوهابية.

ولما قرأ الجبرتي بعض المنشورات الوهابية التي أحضرها الحُجَّاج من البلاد الحجازية، أثبت المنشور بطوله في كتابه، وفيه دعوة خالصة إلى التوحيد والسنة، ونبذ الشرك والبدعة مدعمة بأدلة الكتاب والسنة، وعلق الجبرتي ـ رحمه الله تعالى ـ قائلًا:
"أقول: إن كان الحال كذلك، فهذا ما ندين الله به نحن أيضًا، وهو خلاصة لُباب التوحيد، وما علينا من المارقين والمتعصبين، وقد بسط الكلام في ذلك ابن القيم في كتابه (إغاثـة اللهـفان)، والحافـظ المقـريـزي فـي (تجريد التوحيد)، والإمام اليوسي في (شرح الكبرى)، و(شرح الحِكَم) لابن عباد، وكتاب (جمع الفضائل وقمع الرذائل)، وكتاب (مصايد الشيطان)، وغير ذلك" [13] أ.هـ.

لقد صار الجبرتي شديد الإعجاب بالوهابيين، يدافع عنهم في مجالسه، وفي أوراقه التي يكتبها، ولم يخش سلطان محمد علي باشا الذي كان يحكم مصر، برغم أن هؤلاء كانوا في عداد أعدائه.

وظل يُظهر تعاطفه مع الدعوة الوهابية، حتى تَحـوَّل تاريخه إلى دعاية صريحة للوهابيين، وقد كلَّفه هذا الموقف حياة ابنه ثم حياته نفسِه.

يقول الأستاذ محمد جلال كشك: "أستطيع أن أجزم بأن كتابات الجبرتي عن القضية الوهابية هي السبب الأساسي لما نزل به من تنكيل الباشا، إلى حد اغتيال ابنه، وتوقفه عن الكتابة، ثم نهايته الغامضة الظروف" [14].

وقال الزركلي في ترجمة الجبرتي: "وقُتل له ولد، فبكاه كثيرًا حتى ذهب بصره، ولم يَطُلْ عماه، فقد عاجلته وفاته مخنوقًا" [15].

وقال الشيخ أحمد بن عبد العزيز الحصيِّن: "وبلغ حقدهم الدفين على هذه الدعوة المباركة حتى وصل الأمر إلى قتل ابن المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي وهو ممن يتحمسون لهذه الدعوة، بإيعاز من محمد علي حاكم مصر الذي حارب هو وأبناؤه الدعوة انتقامًا من أبيه لتعاطفه مع الوهابيين" [16].

موقف الشيخ محمد رشيد رضا: [17]

لم يعـرف الشيخ "رشيد" عن دعوة "الشيخ محمد بن عبد الوهـاب" في الشام إلاّ ما يعرفه عامة الناس آنذاك، وما تتناقله الألسن من الكذب والافتراء على دعوة "الشيخ محمد ابن عبد الوهاب"، ولم يعرف الشيخ "رشيد" حقيقة هذه الدعوة إلاّ بعد قدومه مصر، واطلاعِه على تاريخ الـجبرتي، ولقد وصلت دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى مصر عن طريق أولاده وأحفاده الذين أتى بهم واليها محمد علي ومعهم عِلمُهم وكتبهم، لقد قدم إلى مصر عدد كبير من أسرة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب، ودرس بعضهم في الأزهر، وكانوا طلقاء يمشون بين الناس، ولهذا السبب، ولأنّهم دَرَسوا في الأزهر، ودرَّسوا، وصنفوا، انتشرت هذه الدعوة بمصر، وعُرفت.

لقد بقي "عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب" تلميذ الجبرتي مدة ثماني سنوات في مصر قبـل عـودتـه إلـى وطـنـه فـي ســنـة (1241هـ)، وبقـي ابـنـه "عبد اللطيف" ثلاثين عامًا في الأزهر.

ومن هذا يتضح أنّ دعوة الشيخ محمد وصلت مصرَ مبكرًا، وهناك عرفها الشيخ رشيد رضا على حقيقتها؛ فماذا عرف عنها؟

يقول الشيخ رشيد: "لم يخلُ قرن من القرون التي كثرت فيها البدع من علماء ربانيين يجددون لهذه الأمة أمر دينها، بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين... ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين، قام يدعو إلى تجريد التوحيد، وإخلاص العبادة لله وحده، بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وترك البدع والمعاصي، وإقامة شرائع الإسلام المتروكة، وتعظيم حرماته المنتهكة المنهوكة...".

إنّه لا يسع منصفًا مهما اختلف مع الشيخ رشيد رضا [18] إلاّ أن يقر بأنّه "أبو السلفية" في مصر، وأن له في عنق السلفيين، شاؤوا أم أبوا شكروا له أو جحدوا، مِنَّةً وفضلًا، وآية ذلك دوره الرائد في نشر التراث السلفي، ومنافحته عن عقيدة السلف، ورموزها مـمثلة في شيخـي الإسلام ابن تيمية، ومحمد بن عبد الوهاب، وذلك من خلال مجلته (المنار).

لقد بدأ رشيد رضا الدفاع عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة 1320هـ (1903م)، ففي تلك السنة أقيمت بمصر احتفالات بمناسبة مرور مائة عام على مُلك أسرة "محمد علي" على مصر، وزُيِّنَتَ المساجد والجوامع بالأنوار، فهـاجـم "رشـيد" ذلك العـمل، وقال: "إن المساجد بيوت الله، ولا يصح أن تُزَين للاحتفال بذكرى الملوك والأمراء المستبدين. ثم تطرق إلى مساوئ سياسة محمد علي ومنها قتاله للوهابيين وقضاؤه عليهم، وهم الذين نهضوا بالإصلاح الديني في جزيرة العرب مهدِ الإسلام ومعقله" [19]. أ.هـ.

وقال أيضًا: "هذه نُبذة صحيحة من تاريخ مجدد الإسلام في القرن الثـاني عـشر محمد بن عبد الوهاب، وقد اتفق الواقفون على تأثيـر ذلك الإصـلاح من مؤرخي الشرق والغرب على أنّه يشبه نشأة الإسلام الأولى، وأنّه لولا الموانع التي اعـترضته لجدد للإسلام مجده الديني والدنيوي معاً، وأعظـم تلك الموانع: مقـاومـة الدولة العثـمانية له، ومساعدة محمد علي باشا لها على قتال الوهابيين، وتدمير قوتهم، وكان المحرك الخـفي لهذه المقـاومة دولة الدسـائس الشيطانية ـ يقصد بها بريطانيا ـ وعدوة الشرق ولا سيما الأمة الإسلامية" [20]. أ.هـ.

وقال الأمير شكيب أرسلان: "تصدى رشيد رضا للدعاية المناوئة لعلماء نجد، وعندما انتشرت الأراجيف ضدهم بعد افتتاح الطائف وزع ألوفًا من رسالة (الهدية السنية والتحفة النجدية)، ونشر مقالات في الدفاع عنهم، والرد على خصومهم، وقد قال له شيخ الأزهر أمام ملأ من العلماء: جزاك الله خيرًا بما أزلت عن الناس من الغمة في أمر الوهابية" [21].

وما زال أعداء الدعوة السلفية يروِّجون لهذه الكتب المملوءة بالكذب والتدليس، مما أوحاه الشيطان وزخرفه إبليس، وينفخون في رمادها، ويكررون صدى صوتها، {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ} [سورة الذاريات: 53]، ولا عجب، فإنّ أعداء الحق في كل عصر على وتيرة واحدة، وقلوبهم متشابهة فيما يرد عليها من الخواطر والوساوس، وتلك سُنَّة ماضية، وكأنما التاريخ يعيد نفسه:

ألا إنما الأيامُ أبناءُ واحدٍ
وهذي الليالي كلُّها أخواتُ
فلا تطلبن من عند يومٍ ولا غدٍ
خلافَ الذي مرت به السنواتُ

ومن سنة الله تعالى أيضًا أنّه يسلط جند الحق على أهل الباطل، فيذبُّون عن شريعته الغراء ما يُكدِّر صَفْوَها، ويُميطون أذى المبتدعين عنها.

من الدين كشف الستر عن كل كاذب
وعن كل بِدْعيٍّ أتى بالعجائبِ
ولولا رجال مؤمنون لهدمت
صوامع دين الله من كل جانبِ

وما أكثر المصنفات النافعة المباركة التي صنفها المئات من علماء أهل السنة ودعاتهم يذبون فيها عن دعوة شيخ الإسلام، ويدحضون شُبَهَ خصومها، ويكشفون حقائقها الناصعة. رحم الله أمواتهم، وبارك في عمر أحيائهم، واستقصاء ذلك له موضع آخر.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


----------------------------------------------------


[1] (الهدية السنية) ص (42).

[2] (الوهابية حركة الفكر والدولة) ص (5، 6).

[3] وقـد رصد الشيخ: مشهور حسن سلمان الكتب التي هاجمت الدعوة الوهابية فبـلـغت عنده اثنـين وسبـعين كتـاباً، ذكـرها في كتابه: (كتب حذر منها العلماء) (1/250 ـ 286).

[4] (الوهابية حركة الفكر والدولة) ص (31، 30).

[5] انظر: (تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية) للدكتور محمد بن سعد الشويعر.

[6] ويشبه هذا ما قاله "زويمر" كبير المنصِّرين: "إن ابن القيم تُشَبَّهُ أفكاره وآراؤه بآراء الوهابيين"، وقال بدون تردد: "إنه وهـابي، ولكنه يسمي نفسه حنبليّاً"، فالمسكين لا يعرف أن اصطلاح الوهابية ما عُرِف إلا بعد ابن القيم بأكثر من أربعة قرون.

[7] (محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه) ص (84).

[8] (المصدر نفسه) ص (82).

[9] (المصدر السابق) ص (211).

[10] (سلفية لا وهابية) ص (388)، وانظر: (حرمة أهل العلم) ص (353).

[11] انظـر: (مـنهـج الشـيخ محـمـد رشـيد رضـا في العقـيدة) لتامر متولي، ص (37 ـ 40).

[12] (الدولة السعودية) تأليف "أحمد رائف" ص (478).

[13] (الوهابية حركة الفكر والدولة) ص (30، 31).

[14] (السعوديون والحل الإسلامي) ص (176).

[15] (الأعلام) ص (3/304).

[16] انظر: (الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبـد الوهاب) ج 2 للدكتور عبد الرحمن عميرة (أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب) ص (6).

[17] انظر: (منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة) ص (192،191).

[18] فإن هناك بلا ريب تحفظًا شديدًا من بعض آراء "رشيد رضا" التي تابع فيها شيخه "محمد عبده"، ومن أفضل من تتبعها بالنقد والتمحيص مع الإنصاف والعدل الأخ: تامر متولي في أطروحته: (منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة)، طبعة دار ماجد عسيري، جُدَّة (1425هـ ـ 2004م).

[19] (تاريخ الأستاذ الإمام) ص (1/583).

[20] (المنار) المجلد (26) ص (205).

[21] انظر: (السيد رشيد رضا)، أو (إخاء أربعين سنة) لشكيب أرسلان، ص (366).

رابط المقالة من الموقع الأصلي

https://www.albayan-magazine.com/bayan-242/bayan-02.htm


منقولة من موقع طريق الإسلام و الذي نقلها عن مجلة البيان

في أمان الله










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 13:53

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc