من روائع مفدي زكريا عن ثورة نوفمبر ___ اقراء كتابك .

[ينابيع الصفاء]

مضت الدهور و ما أتين بمثله...و لقد أتى فعجزن عن نظرائه.

الحرية للجزائر...
إن الجزائـرَ فـي الوجـود رسـالـةٌ الشعـبُ حرّرهـا..وربُّـك َوَقّـعـا!
إن الجـزائـرَ قـطـعـةٌ قـدسـيّـةٌ في الكون.. لحّنها الرصـاصُ ووقّعـا!
وقـصـيـدةٌ أزلـيّــة، أبيـاتُـهـا حمراءُ.. كان لهـا (نوفمبـرُ) مطلعـا!
نَظمتْ قوافيها الجماجـمُ فـي الوغـى وسقـى النجيـعُ رويَّـهـا.. فتدفَّـعـا
غنَّـى بهـا حـرُّ الضّميـر، فأيقظـتْ شعباً إلـى التحريـر شمّـر مُسرِعـا
سمـعَ الأصـمُّ دويَّهـا، فغنـا لـهـا ورأى بها الأعمى الطريـقَ الأنصعـا
شقّـتْ طريـقَ مصيرهـا بسلاحـهـا وأبـتْ بغيـر المنتـهـى أن تَقنـعـا.
مفدي زكريا...مضت الدهور و ما أتين بمثله...و لقد أتى فعجزن عن نظرائه

دام نزف حرفك رضا غيابة
دام وفاؤك لوطنك الأم الجزائر
بلادي و إن جارت علي عزيزة...وأهلي وإن ضنوا علي كرام

لن يفيد الرجوع إلى الوراء
فمن لا يحب صعود الجبال....يعش أبد الدهر بين الحفر
هذا النمط من النظام....
يعتقد أني سأنسى
و لكني أتذكر...نعم أتذكر
الآن!!...أنا حر من كل الآلام....حر من كل المؤامرات
لن أتخلى عن الحلم الجزائري
لن أتوانى عن خدمة وطني....لن أنظر إلى الماضي
سأسامح.....و لكن لن أنسى
التغيير....ليس وهما..
الحياة الجزائرية
أنا أعيش...بين حياتين
بين ضفتين
هنا....و هناك(فرنسا)
أما الحياة الأولى...فهي هذا الديكورالبائس الذي أراه كل يوم
أما الحياة الأخرى...فلا زلت أبحث عنها
أريد العودة إلى جذوري...لم أعد قادرا على التوفيق بين الثقافتين
إذا الشعب يوما أراد الحياة....فلا بد أن يستجيب القدر.
حياة جزائرية.....صرخة وتحدي.
حياة جزائرية.....لأن الوقت لا ينتظر.