اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hakimammari
اعلم اخي اني لست سلفيا ولا اشعريا ولا جهميا ولا احدا ممن ذكرت فانا المسلم بلا كذب وانا من اتباع ابن عبد المطلب واقرا قوله تعالى وتمعن = لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي = ان ديننا جلي بين ايدينا ولكن الذين يطلبون الحكم والرياسة ياولون كل على هواه فلا داعي ان نتسمى بغير ما سمانا ربنا على لسان ابراهيم فنحن = مسلمون = وديننا واحد وبيتنا واحد نختلف بداخله ولا نخرج احدا منه ولنكن كما علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم رحماء بيننا فمن تعثر فلنقومه بالسننا لا بارجلنا ومن حاد فلنبصره ولا نكفره فالله حسيبنا واليه مرجعنا .
|
أخي الكريم أني والله أحييك لما أرى فيك من غيرة وحب للإسلام والمسلمين إلا أن هذه الغيرة الطيبة منك تحتاج لبعض الظبط.
فقولك مثلا((اني لست سلفيا ولا اشعريا ولا جهميا ولا احدا ممن ذكرت)) فيه عدة أخطاء لعلك لم تبتبه إليها منها:
أولا:إن جعلكم للسلفية مع الجهمية والأشعرية في سطر واحد لهو من إلباس الحق بالباطل وتسمية الأسماء بغير مسمياتها وإلا يصدق عليها مع الدعوة السلفية قول قائل:
لا تعترضن بذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
وقول القائل:
ألم ترى السيف ينقص قدره إذا قيل السيف أمضى من العصا
وذلك كما هو معلوم أن الدعوة السلفية ظهرت يوم البعثة وقد كان يطلق عليها آنذاك بالإسلام في مقابل ديانات الكفر ولما خرجت الفرق المنحرفة للوجود ومن بينها الجهمية والأشعرية والخوارج أصبحت تلقب بالسلفية في مقابل هذه الحزبيات الجديدة التي ما أنزل الله بها من سلطان فالسلفية هي ذاك الإسلام المصفى الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم وفهمه أصحابه الكرام رضوان الله عليهم ثم ورثه التابعون لهم بإحسان عبر الأزمان من طرف علماء السنة السلفيين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم(العلماء ورثة الأنبياء) ولا ينكر هذا المعنى إلا معاند أو جاهل فيعلم إذ أنه من المعلوم أن الألفاظ قوالب المعاني وأن المعنى هو المقصود واللفظ جاء تبعا كما بين ذلك ابن القيم في إعلام الموقعين.
ثانيا:هذه المقولة منك يلزم منها البراءة من نهج السلف وكأنك يقول لا أتبع العقيدة الذي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم ومن المعلوم شرعا وعقلا أن العقيدة التي كان عليها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه هي العقيدة الصحيحة التي يجب اتباعها فالسلفية منهج ملزم لكل مسلم وقد تواترت الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وعلماء الأمة .
فمصطلح السلفية وإن كان حادثا إلا أن له أصل في الشريعة ألا وهو السير على نهج السلف الصالح
قال السمعاني (ت 562) في الأنساب (3/273): "
السلفي؛ بفتح السين واللام وفي آخرها فاء: هذه النسبة إلى السلف، وانتحال مذاهبهم على ما سعمت منهم"
وردا على باقي كلامك أقول:
إن هذا الإستدلال يتم قبل حصول الإفتراق وانتشار الفرق هنا وهناك أما بعد أن حصلت الفرق ووجدت كالشيعة والخوارج والمرجئة والمعتزلة وماشابه ذلك من فرق الضلال ,فلا بد والحالة ماذكر من أن يتميز أهل الحق عن غيرهم لأن الكل يقول إنه مسلم بل ما من فرقة من فرق البدع حتى في هذا العصر كالإخوان المسلمين والسرورية والتبليغ وغيرهم وإلا وهي تستدل بالكتاب والسنة على ما أصلوه من بدع ,لذا كان الواجب الرجوع إلى فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة حتى يفهما الفهم الصحيح المستقيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (
(فعلم أن شعار أهل البدع:هو ترك انتحال اتباع السلف:ولهذا قال الإمام أحمد في رسالة عبدوس بن مالك:"أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم")).
وبذلك يتمحص الحق من الباطل قال تعالى"
ليميز الله الخبيث من الطيب" وقال سبحانه"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض" .
ونحن دائما نشبه هذا الأمر بما يلي: أن الإسلام الحقّ: هو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ محجة بيضاء -كالورقة البيضاء- جاء الخوارج قطعوا قطعة ولوّنوها، وجاء الروافض، وقطعوا قطعة ولونوها بلون آخر، وجاء الصوفية ولوّنوها بلون ثالث . . . و . . . وهكذا، فبقيت في الوسط دائرة بيضاء؛ فمن ينظر إلى هذه الدائرة البيضاء فإنه يقول: هذه فرقة مثل الفرق؛ لأنه لا يعرف حقائق الأشياء، وأما الذي ينفذ نظره إلى ما بعد الألوان، فإنه يعرف أن الأصل هو البياض؛ وأنّ ما حوله منحرف عنه!
فنقول: إنَّ جميع الفرق انحرفت، وبقيت هذه الجماعة على الأصل، وهو ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ فهل السَّلفيَّة عندئذٍ تفرق الأمَّة؟!
أم أنها هي الباقية على المحجة البيضاء؛ ليلها كنهارها، لا يزيغُ عنها إلا هالك، ولا يتنكبها إلا ضال؟!
ولذلك؛ فعندما يعود المسلمون إلى ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أمةً واحدةً، وجماعةً واحدةً، فعندها تتساقط جميع التسميات تلقائياً، ومن أصر على شيء: فعندها يقال له: تريد تفريق جماعة المسلمين.