الأمير عبد القادر سبق اتفاقيات جنيف بخصوص حقوق الإنسان
قال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إن الأمير عبد القادر قام ابتداء من سنة 1837، أي قبل اتفاقية جنيف بكثير، بتحديد مفهوم حقوق المستضعفين والمغلوبين والأسرى وجرحى الحرب والسجناء. وأضاف رئيس الجمهورية إن الأمير قام بتقنين هذه الحقوق التي كانت غير معروفة آنذاك.
جاء في رسالة رئيس الجمهورية، التي بعث بها للمشاركين في الملتقى الدولي، الذي نظمه مجلس الأمة أمس، بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لميلاد الأمير عبد القادر، أن هذا الأخير قام بصياغة مرسوم وطني تناول طرائق الحرب. وهو مرسوم يمنع على جنوده المساس بكرامة الأسرى وبسلامتهم الجسدية. وقد قيد هذا القانون العسكري، حسب رئيس الجمهورية، الذي كان يحظر تعذيب الأسرى من العداء وقتلهم، في ميثاق حظي بدوره بموافقة زعماء العشائر وممثلي هيئات الدولة الجزائرية آنذاك.
وجاء في كلمة رئيس الجمهورية كذلك أن هذه الاتفاقية كانت سباقة لاتفاقية جنيف التي تم تبنيها سنة .1864 ومن جهته تحدث رئيس المجلس الدستوري الدكتور بوعلام بسايح عن الأمير عبد القادر في دمشق، وتطرق لواقعة إقدامه على تخليص ألف ومائتي مسيحي من الموت بسبب الصراعات الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسيحيين سنة .1860 وتحدث الدكتور بسايح عن تفاصيل هذه الواقعة التي وضعت الأمير في مصاف الشخصيات العالمية، إذ تلقى الأوسمة والنياشين من كل دول العالم تقريبا. وتحدث بسايح عن شجاعة الأمير في الدفاع عن أفكاره، وكيف وصل به الأمر للمخاطرة بحياته وبحياة الجالية الجزائرية في دمشق، ورد على المسلمين الذين اتهموه بمساعدة الكفرة، هو الذي خاض حربا ضد المسيحيين في الجزائر، كما يلي ''لم أحارب المسيحيين، بل حاربت من يدعون أنهم مسيحيين''. ووصل الأمر بالأمير عبد القادر، حسب ما ورد في محاضرة رئيس المجلس الدستوري أنه قال ''سنحارب من أجل قضية مقدسة مثل تلك التي حاربنا من أجلها بالأمس''. وكان يقول إنه يسعى لتخليص المسيحيين عملا بتعاليم الدين الإسلامي. وقال الدكتور بسايح إن الأمر وصل بالأمير إلى انه دفع مبلغا من ماله الخاص لكل من يخلص مسيحيا من الموت.
وتحدث بسايح في الأخير عن المغزى من هذه الواقعة، وتساءل قائلا ''ماذا كان سيحدث لو لم يقدم الأمير على تخليص المسيحيين من الموت في دمشق؟''، ورد قائلا ''كان ذلك سيؤدي إلى حرب صليبية ثانية يدفع العالم العربي والإسلامي ثمنها غاليا''. ولدى تناوله الكلمة، دعا إدريس الجزائري الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة إلى إحياء تراث الأمير عبد القادر، في ما يتعلق بالدفاع عن حقوق المظلومين، بغرض مواجهة الأفكار المدمرة التي راجت في العالم اليوم بسبب فكرة صدام الحضارات. ويعتقد ادريس الجزائري أن ''إنتاج الأمير الفكري يقدم إجابات شافية للتحديات الراهنة''. وهي نفس الفكرة التي طرحها الدكتور كلوفيس مقصود، الذي تحدث في محاضرته عن واقع الوعي القومي العربي وحالة التشرذم التي تعاني منها الأمة العربية.
وقال مقصود ''علينا أن نقوم بتحرير اليهود من لا إنسانية الصهيونية''. مضيفا ''علينا أن لا نلغي العدو، بل أن نخلصه من عنصريته''. ورفض مجابهة العدو بواسطة الانتقام، وبثقافة الكراهية التي تعني الموت، مفضلا الغضب الذي يعني حسبه ''استدراج من نغضب عليه للحوار، وتحريره من العوامل التي أدت به إلى أنه يملي علينا''. وبحسب اعتقاد الدكتور مقصود، فإن ارث الأمير عبد القادر بإمكانه أن يعيد للأمة العربية وحدتها، ويقضي على الصراعات الطائفية التي نشهدها حاليا في ظل وضع عربي مفكك يعيش على وقع غياب التواصل بين الأجيال. الأمر الذي خلق وضعا غابت عنه المناعة القومية، وحلت محلها واقعية جديدة عبارة عن مصيدة لتقرير مصير العرب.
بلدة أمريكية تحمل اسم الأمير عبد القادر

تعد بلدة القادر في الوسط الغربي الأمريكي بولاية "ايوا " الموقع الأمريكي الوحيد الذي يحمل اليوم اسم شخصية عربية مسلمة ما يجعل لهذا الاسم دلالات تاريخية وسياسية كبيرة.خاصة في الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام والمسلمون لحملة عداء
وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها : إن بلدة القادر kader صغيرة حيث لا يتجاوز تعداد سكانها 1400 نسمة، وقد سماها المحامي الأمريكي تيم ديفيس على اسم الأمير عبد القادر الجزائري عام 1840 تكريماً لمقاومته للاستعمار الفرنسي للجزائر آنذاك.
وقالت بيتي بوكهولز مديرة متحف البلدة: إن المتحف وأهل البلدة يحفظان ذاكرة الأمير ووقوفه أمام الجيوش الفرنسية في نهاية نضاله كمقاوم في الجزائر وكرمز للتسامح أثناء إقامته في سورية.
وأضافت بوكهولز: إن الأمير عبد القادر قاتل من أجل الحرية واستقلال بلاده وشعبه، ولهذا استحق الإعجاب وإيمان الناس به في هذه البلدة
قصيدة رائعة للعالم الشاعر الأمير عبد القادر
يعتبر الأمير إضافة لكونه مجاهدا، عالما وشاعرا أديبا له الدواوين والكتب التالية:
ألف كتاب (المقراض الحاد لقطع لسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد) و(ذكرى الغافلوتنبيه الجاهل) وكانت له قدم راسخة في الشعر، جمع شعره في ديوانه (نزهة الخاطر) ونشر زكريا عبد الرحمن صيام (ديوان الأمير عبد القادر الجزائري) سنة 1978 .
القصيدة :
لنا في كل مكرمة مجال – عبد القادرالجزائري
لنا في كل مكرمـة مجـال ......... ومن فوق السماك لنا رجالُ
ركبنا للمكـارم كـل هـول ..............وخضنا أبحراً ولها زجـال
إذا عنها توانى الغير عجـزاً ...... فنحن الراحلون لها العجـال
سوانا ليس بالمقصـود لمـا ........ ينادي المستغيث ألا تعالـوا
ولفظُ الناسِ ليس له مسمّـى ......... سوانا والمنـى منّـا ينـال
لنا الفخر العميم بكل عصـرٍ .......... ومصر هل بهذا مـا يقـال
رفعنا ثوبنا عن كـل لـؤمٍ ............ وأقوالـي تصدّقهـا الفعـال
ولو ندري بماء المزن يزري ..... لكان لنا على الظمإ احتمـال
ذُرا ذا المجد حقا قد تعالـت .......... وصدقا قد تطاول لا يطـال
فلا جزعٌ ولا هلـعٌ مشيـنٌ .......... ومنّا الغدرُ أو كذبٌ محـال
ونحلم إن جنى السفهاء يوماً ...... ومن قبل السؤال لنـا نـوال
ورثنا سؤددا للعـرب يبقـى ........ وما تبقى السماء ولا الجبال
فبالجدّ القديم علـت قريـش ............ ومنا فوق ذا طابـت فعـال
وكان لنا دوام الدهـر ذكـرٌ ............ بذا نطق الكتاب ولا يـزال
ومنّا لم يزل في كل عصـرٍ .............. رجالٌ للرجال هـمُ الرجـال
لقد شادوا المؤسّس من قديـم ...... بهم ترقى المكارموالخصال
لهم هممٌ سمت فـوقَ الثريـا ............ حماة الدين دأبهـم النضـال
لهم لسنُ العلوم لها احتجـاج .......... وبيضٌ ما يثّلمهـاالنـزال
سلوا تخبركم عنـا فرنسـا .......... ويصدق إن حكت منها المقال
فكم لي فيهم من يوم حـربٍ ........... به افتخر الزمان ولايـزال
منقول لافائدة :::::::مذكرا الامير عبد القادر
+
+
+
+
+
+
+