بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين ثم أما بعد: فإن المشكلة لها عدة أوجه . أما الأول فهو أن الجميع يعتقد أن المرسة الأساسية التي حملت على عاتقها مهمة تعليم و تربية أجيال عديدة أثبتت كفاءتها و نفسها في كل الميادين هي من تسبب في نفس الوقت بزرع روح الوطنية في نفوس التلاميذ الذين اتهمهم الغافلون بالإرهاب و التسبب في سنوات العشرية السوداء. فهل يعقل مثل هذا القول؟ هل كل الشعب الجزائري مدان بالإرهاب؟ أم أن هذا الشعب كان هو من دفع الثمن الأكبر لهذه المحنة؟
أما الشق الآخر للقضية فإن القائمين على ما يسمى بالإصلاح لم يعوا و لم يعترفوا بعد بأن إصلاحهم كان فاشلا إلى حد بعيد و الدليل الوحيد الذي لا يستطيع أحد رده هو المدرسة الجزائرية الحالية و ما هي عليها من 1- ضعف رهيب في المستوى. نتيجة سياسة "التطباب" و دفع الحاضر بالغائب. احيني اليوم و اقتلني غدوة.
2- العنف الرهيب المنتشر في المدرسة و المجتمع على حد سواء. الأجيال الحالية لا تعترف للكبار بجميل الصنيع و لاتحترم رموز الدولة و النضال الطويل بل أكثر من ذلك فهي تزدري التاريخ و الجهاد الجزائري و لا تريد لا دراسته و لا معرفته. فمن كان السبب في هذا أهو معلم الأساسي الذي يغار على بلاده و يحبها ويعلم كل صغيرة و كبيرة عن نضالها ؟
3- تزعم الجهات الوصية أن كل من تخرج من الجامعة فهو رفيع المستوى يمكن له تقديم ما لا يستطيعه سابقوه. فمباشرة من مقاعد الدراسة كمتعلم إلى مقاعد التدريس كمعلم فمن أين له أن يعرف نفسية الطفل و ميوله و كل المتعلقات؟
ندائي إلى السلطات الوصية أن تراجع نفسها في هذه السياسات و أن تعمل على إصلاح ما أفسده المفسدون
.