** كما كنتم يولى عليكم ...**

ulacc · 2013-02-22, 05:45

كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان شخصان .في سفر ماشيان،عندما أدركهما الليل واقتربت الشمس من الغروب
اضطرا ان يتوجها الى قبيلة مجاورة للطريق لقضاء ليلتهما هناك
وعند مدخل القرية استقبلهما أعرابي والفرحة تبدو على وجهه
ثم انطلق مسرعا ينادي فرحا يا قوما لقد جاء من تبحثون عنه
فاندهش الصديقان وقال في ما بينهما ما هن يكون وكأنه يعرفونا
وهم في حيرتهم حتى خرج من بين جمع غفير نفر يبدو أنهم من كبار القوم
وتقدموا نحو الشخصان مرحبين مهللين ثم ضيفوهم احسن الضيافة وعند العشاء ابتدر احد من أهل القرية
وقال يبدو أنكما مندهشين مما يجري لا تخافا نحن قوم اختلفنا على من يحكمنا
لكن اتفقنا على ان داخل الاول الى القبيلة سيكون هو حاكمنا وها قد ساقكم القدر الينا لتحكومونا وبما انكما اثنين فقد اتفقنا ان يكون الاختيار غد صباحا ،ستجلسان في مكان يراكما الجميع
ونطلق حمامة ومن حطت على رأسه فهو حاكمنا والثاني وزيره
وبعد هذا اتفاق تفرق الجمع وذهبا الصديقان في ذهول إلى المقام الذي خصص لهما
وقبل النوم تساءل الصديقان من يا ترى سيكون الحاكم ومن الوزير وسأل الصديق الأول الثاني ماذا لو وحصل وحطت الحمامة فوق رأسك كيف سيكون حكمك فقال الثاني سأملأ البلدة عدلا ومساواة
سأخذ الحق من الظالمين الى المظلمين سأبني الجسور واعبد الطرق و.. و.. و.. و.. الخ ثم سكت برهة
وقال لصديقه وان حطت الحمامة على رأسك كيف سيكون حكمك فقهقه
ثم ردا قائلا اما انا يا خي فسأملأها ظلما سأكون سيفا قاطعا لكل من سولت له نفسه ان يعترضني
وانا اصادر ممتلكاته او محاصيله كما انتقم من ضعيفهم قبل قويهم لن أغفر لمن اخطأ فيكثر المخطئون
ولن أجازي المحسن فيكثر الطماعون سأفعل أي شيء اراه رادعا لهم دون رحمة سأضرب بيد من حديد و..و..و..و .
وهم يتحدثون حتى أخذهم النوم وفي الصباح اجتمع القوم والصديقان في المكان المخصص وآمرو ان تطلق الحمامة واطلقت فعلا لتحط فوق رأس ذلك الذي وعد بان يكون اغلظ عليهم
ومرت الايام وبدء عمله في نهب خيرات القبيلة دون أن يراعي ضعفيهم، غنيهم أوفقيرهم وسلط جنوده عليهم وقتل المخطئون والمصلحون
وملاء الأرض ظلما كما وعد فزادت معانات القبيلة من فقر وجوع وذل و...و...و...و وبعد ان تضرر القوم وكثرت مصائبهم رفعوا شكوة الى صديقه لعله يخفف عنهم الظلم فقال لهم ساكلمه عنكم وساحاول ان يجعله يخفف من سطوته ولو القليل
وفي احد الأيام عندما كانا الصديقان جالسين لوحدهما قال له يا صاحبي ان القوم تضرر من حكمك هذا كثير وسألوني ان اتتوسط لهم عندك لعلك ترفع هذا الظلم
فقال له الحاكم ان أهل هذه القبيلة قوم مفسدون منافقون ويستحقون كل شر
ولو كانوا اهل للخير والعدل والرحمة لا حطة الحمامة فوق رأسك وانت الذي وعدت بعدل والاحسان اما وقد حطت على رأسي بعد ما وعدتك بطريقة حكمي فلن ارجع عنها بل سأزيد

ترى ما هي الاسباب التي اوصلتنا الى هذا الحال وما السبل التي يجب اتخاذها لنصلح من أحوالنا

لا تبخل بكلمة