مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ للأستاذ سمير سمراد - الصفحة 2 - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

مَواقِفُ المُصْلِحِينَ الجَزَائِريِّينَ مِنْ رُسُومِ المتُصَوّفِينَ وَأَوْضَاعِ الطُّرقيِّينَ للأستاذ سمير سمراد

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-01-15, 23:36   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

أما العلماء فقد سمعت منهم وقرأت لهم ومن أمثال هؤلاء علماء جمعية العلماء المسلمين كابن باديس واخوانه
وأما ما يحدث في الاضرحة والمزارات فقد رايتها بعيني وسمعت مايقال بأذنيّ رأسي ولم يقل لي أحد

اتخذوا إلههم هواهمُ والتمسوا حاجتهم من مواتهم عياذا بالله









 


قديم 2013-01-16, 21:17   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


شيخُ الطريقة القادرية يُسمعُ الطرق كلمةَ الحقّ
أو :
الشَّيخ عبد العزيز بن الشَّيخ الهاشمي شيخُ الطَّرِيقَة القَادِرِيَّة في شمال إفريقيا يُعلِنُ:
«دعوةُ العلماء السَّلفيينَ حقٌّ»


عقد رؤساء الطرق والزوايا مؤتمرهم في عاصمة الجزائر يوم 15 أفريل 1938م ، والأيام التى تليه : 16 ، 17 ، 18 ، " وقدم إلى الجزائر يوم الاثنين (19) الشاب الناهض الشَّيخ محمد الصالح بن الشَّيخ الهاشمي (1) ليشترك في هذا المؤتمر نيابةً عن أخيه الشَّيخ عبد العزيز رئيس الطريقة القادرية بشمال إفريقيا الذي استدعى للحضور ، فألقى خطبةً رائعةً ،بيَّن بها أن لا طريقة إلاّ طريقة السنَّة ، وذكر فضل علماء الإصلاح على الجزائر في بثّ الهداية الإسلاميَّة الحقَّة (2) ، وقد نشرت "البصائر" نصَّ الخطاب الذي ألقاه الشَّيخ محمد الصالح في مؤتمر الطرقيَّة ، ممَّا جاء فيه :

1- جاهرهم بالانتقاد على كون اجتماعهم واتحادهم "جامعة اتحاد الزوايا" خاصًّا بأصحاب الطرائق وأرباب الزوايا دون غيرهم من العلماء ، فقال :" حزنَّا كثيرًا لقصور هذا الاتحاد – إن تحقق – على طائفة من المسلمين دون طوائف، وودنا لو كان هذا العنوان عامًّا في مدلوله شاملاً للمسلمين كلهم "
" إن هذا الاجتماع سوق أقمناه ومعرض نظمناه فكان أول عيوبه ونقائصه ما في اسمه من تخصيص النِّسبة وقصور الإضافة " ، " أيها الإخوان : لو كان هذا الاجتماع دنيويًّا عقد باسم الدنيا ولغرض من أغراض الدنيا – لكان للتخصيص فيه معنى ، ولكان للطائفية فيه عذر مقبول وغرض معقول ، لأن الناس فرقت بينهم أسباب الدنيا ومصالحها واختلفت بسببها آراؤهم واختصاصاتهم فيها ... ولكن هذا الاجتماع ديني وفي معناه ومبناه وبأسبابه ودواعيه ، وليس في الدين حرفة ينفرد أهلها برأي ولا تجارة ينفرد أصحابها ببضاعة ، وإنما هو كتاب الله منه المبدأ وإليه المصير ، وعليه قامت سنة نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم استقام هدي سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ، وبهذه الثلاثة قامت الحجة علينا ، وبهذه الثلاثة يجتمع شملنا وتتفق كلمتنا ، وإلى هذه الثلاثة يجب أن تكون دعوتنا جهارًا بلا أسرار ، وجمعًا بلا تفرق ، فما أحقَّ هذا الاجتماع بأن تكون دعوته الجفلى وأن يكون باسم الأمة الإسلامية كلها ، لتجتمع على الكلمة الجامعة من كتاب ربها وسنة نبيِّها ، وما أحقه أن يزدان بحضور علماء الوطن الجزائري الذين هم زينته ومفخره " (3)

2- وانتقد عليهم أن يكون اجتماعهم اجتماعًا: " تثور فيه الحقود وتنمو بسببه الضغائن من طائفة من المسلمين على طائفة أخرى " (4)، مشيرًا إلى ما كان في هذا الاجتماع من التعرض للعلماء المصلحين والتهجّم عليهم.

3- دعاهم إلى أن يكون اجتماعهم اجتماعًا حقيقيًّا، تبذلُ فيه النصيحة وتُسمعُ الحقيقة، فقال: " لا قيمة لاجتماعنا هذا إلا إذا كان معرضًا للحقائق تجلى فيه بكل صراحة ، وملجأً لكلمة الحق تلقى فيه بكل حريَّة ، وإنه لا مكافأة لما صرفه الإخوان الحاضرون من وقت ومال في سبيل هذا الاجتماع ، إلا ما يسمعونه من حقائق ويتبادلونه من نصائح دينيَّة وإرشادات ويقومون به جميعًا من واجب التواصي بالحق والتواصي بالمرحمة والتآمر بالمعروف والتناهي عن المنكر ، فإن لم يكن هذا فنعلم أننا غششنا أنفسنا وغششنا المسلمين وأسخطنا الله ورسوله وصالحي المؤمنين " (5)

4- جاهرهم بأن من أعظم أسباب ما أصاب هذه الأمة من البلاء : " تفرُّق النِّسب برؤسائها الدينيِّين " ، هذا البلاء الذي طال عليه " الأمَدُّ حتى استعصى على العلاج ، فالواجب على كلِّ من في قلبه مثقال ذرة من الرحمة بهذه الأمة أو الشفقة عليها أن يُعين على إزالة أسباب هذا البلاء " (6)
5- جاهرهم بأن دعوة العلماء المصلحين حقٌّ ، فقال : " إن أحق الناس بالدعوة إلى هذا هم العلماء وقد كانت هذه الدعوة ، وكانت صارخة مستنفزَّة ، فثقلت على النفوس وقوبلت من بعضها بالاشمئزاز والتنفير ، ومن بعضها بالردّ والصدّ ، ولا نخفي الحقَّ إذا قلنا إنَّ هذا الاجتماع أثرٌ من آثار تلك الدعوة ، لكن الحق الذي يجب أن يقال في هذا المقام هو أن تلك الدعوة في ذاتها حق ، لأنها تدعو إلى كتاب الله وهو حق وإلى سنة رسوله وهي حق وإلى هدي السلف وهو حق ، وإلى هدم البدع التى لابست الدين وهي موجودة حقًّا وكثيرة حقًا وكلها شرٌّ حقًّا وباطلة حقًّا ، والواجب على كل مسلم هدمها حقًّا "

6- دعاهم إلى ترك حظوظ النفس وإيثارها على قبول الحقّ الذي دعا إليه العلماء ، فقال : " ومن الحق الذي يجب أن يقال في هذا المقام أن ثقل تلك الدعوة على بعض النفوس ليس من طبيعة تلك الدعوة ، وإنَّمَا هو من طبيعة تلك النفوس ، والواجب علينا قبل كل شيء أن نفرِّقَ ماهو من حقوق الدين ، وبين ما هو حظ من حظوظ النفس ، وأن نربي أنفسنا على إيثار حقوق الدين على حظوظ النفس ، وأن نربيها على الاتساع والإذعان والرجوع للحق ، وأن نربي آذاننا على سماع كلمة الحق ، وألستنا على النطق بها " (7)

7- وأخيرًا صارحهم : بأن لا طرقية في الإسلام ، فقال : " أيها الإخوان : أنا طُرُقِيٌّ وِرَاثَةً ، وابن زاوية عريقٌ في نسبة الزاوية والطرقية إلى بضعة أجداد في التاريخ ، وعندى من العلم ما أُفَرِّقُ به بين الحق والباطل على الأقل ، ومن المعرفة العامة ما أُمَيِّزُ به بين الخير والشرِّ وبين المقبول والمردود ، وإني أدين الله الذي أُؤمِنُ بلقائه بأن لا طرقية في الإسلام ولا زاوية في الإسلام ولا طائفيَّة في الإسلام ، وبأنه إن كان في هذه الزاويا وهذه الطرق خيرٌ فإنَّ شرَّها يذهب بخيرها ، وبأنَّ من آثارها النفسيَّة التى لا ينركها إلاَّ أعمى البصيرة أنَّها فرقت كلمة المسلمين ، لا أتكلم عن غائب ولا عن مجهول وإنَّما أتكلَّم عن مشاهد وعيان وأعبِّرُ عن وجدان لا تزال آثاره في نفسي التي بين جنبيَّ لولا أن عصمني الله بما وفقنىي إليه من العلم "
8- وخَتَمَ شيخُ ورئيسُ الطريقة القادرية بشمال إفريقيا خطابَهُ بثناءٍ على دعوة العلماء وتبيينٍ لمراميهم النَّبِيلة ، فقال : " إنني أدين الله أيضًا أن الحركة القائمة إنَّما هي ضدَّ البدع المحدثة في الدين وإنَّها إن أَتَتْ فإنما تأتي على الباطل أمَّا الحقُّ فهو ثابتٌ بإذن الله محفوظٌ بحفظ الله ، وإني فهمت ولا زلتُ أفهم من أقوال القائمين بها وأعمالهم ومراميهم أنَّها ليست موجَّهة لهدم الزاويا وإنَّما هي مُوَجَّهة لإصلاحها (8) عبد العزيز بن الهاشمي (9)

الحواشي :
(1) : قال ابن باديس في مقالته : " الشَّيخ عبد العزيز الهاشمي والإصلاح " : بعد أن ذكر الشَّيخ الهاشمي : شيخ الطريقة القادرية ، واشتراطه في أبنائه أن لا حظَّ لأحدهم في الحبس إلاَّ إذا حصل على شهادة العالمية (التطويع) من جامع الزيتونة : (... انتهى أمر الحبس إلى الشَّيخ عبد العزيز بن الشَّيخ الهاشمي بمقتضى شرط المحبس بعد وفاة أخيه الأكبر ، وتولَّى مشيخة الطريقة القادريَّة ، ودخل معه في الحبس أخوه الشَّيخ محمد الصالح لتحصيله على شهادة العالميَّة ، فكان الرجلان بما لهما من العالميَّة بعيدين عن كلِّ تلك المواقف العدائيَّة التى وقفها شيوخ الطرق الأخرى أو أُوقِفُوا فيها ضدَّ جمعيَّة العلماء ) انظر : " آثار الإمام ابن باديس " (5/397)
(2) : "البصائر" ، العدد (111)، 28 صفر 1357هـــ ، 29 أفريل 1938م ، (ص:6).
(3) : "البصائر" ، العدد (112) ، 6 ربيع الأول 1357هـــ ، 6 ماي 1938م ، (ص:6-7)
(4) : المصدر نفسه
(5) : المصدر نفسه
(6) : "البصائر" ، العدد (113) ، 13 ربيع الأول 1357 هـــ ، 13 ماي 1938م ، (ص:2-3) .
(7) : نشر ابن باديس ( للحقيقة والتاريخ ) – كما قال – القانون الفرنسي لجمعيَّة الزوايا (الطرقيَّة) ، وذلك : ( ليطّلع عليه القراء ويعرفوا منه غاية هؤلاء الناس وما إليهِ يعملون ) ، يقول كبراء الزوايا عن غايتهم وغاية (جامعتهم) : ( غاية هذه الجمعية هي أوَّلاً المحافظة على نفوذ الزوايا والطرق وعلى شهرتها وسمعتها ومكانتها ) ، وعلَّقَ ابنُ باديس بقوله : ( النفوذ ! والشهرة ! والسمعة ! والمكانة ! فهل أَبْقَوْا من مظاهر السلطان والسيادة والكبرياء والعظمة والاستيلاء شيئًا ؟ هذه هي غايتهم: أن يَبْقَوْا سادةً على الناس، وأن يُبْقَوْا الناسَ مُسْتَعْبدِينَ لهم، أين هي التربية ؟ أين هو التعليم ؟ أين هو نشر الإسلام ؟ أين هي مقاومة المفاسد والشرور ؟ أين هو الوعظ والارشاد ؟ هذه كلها أمورٌ لا ذكر لها عندهم، لأنهم يخافون منها على سلطانهم....) ، انظر : " آثار الإمام ابن باديس " ( الزوايا وغاياتها كفى بهم شهداء على أنفسهم ) (5/161-162) .
(8) : وقد شرع الشَّيخ عبد العزيز بن الهاشمي ( بعمارة زواياه بالعلم ، وعيَّن رجلين للتعليم من أبناء سوف المتخرجين من جامع الزيتونة ...) انظر : " آثار الإمام ابن باديس " (5/398) ، فالزوايا إن كانت تعلِّم العلم الصحيح ، وتُرَبِّـي على الكتاب والسُّنَّة وهدْي سلف الأمَّة ، فنِعمَّا هيَ ، أمَّا إن كانت زوايا طرقيَّة ، تُعطي العهود ، وتُلقِّنُ الأوراد البدعيَّة ، ويكونُ الـمُريدُ فيها خاضعًا مطيعًا لشيخِها الجاهل ، فهذا الذي هَدَمَهُ المصلحون ، وقال فيه ابنُ باديس : ( الأوضاعُ الطرقية بدعةٌ لم يعرفها السلف ، ومبناها كلّها على الغلوّ في الشَّيخ ، والتحيُّز لأتباع الشَّيخ ، وخدمة دار الشَّيخ ، وأولاد الشَّيخ ، إلى ما هناك من استغلال ... ومن تجميد للعقول وإماتة للهمم وقتل للشعور ، وغير ذلك من الشرور ) انظر : " آثار الإمام ابن باديس " (5/155) .
تنبيهٌ : بعضُ الإصلاحيين العصريِّين - ممَّن أشرتُ إليهم آنفًا - يُؤثْـرُ التَّعبير - عن قصدٍ أو غيرِ قصدٍ - بأنَّ المصلحين لا زالوا يثنُون على زوايا العلم والقرآن ، وإنَّما كانوا يُحاربون زوايا الشعوذة والخرافة والتدجيل ، والشطح والبندير ، وقد يبدُو كلامهُم هذا لأوَّل وهلةٍ صحيحًا ، لكن إذا استحضرنا دفاعهم عن الطرق السُّنيَّة ! - في زعمهم - ، أدركنا أنَّهم يُدخلون في جملة الثناء : الزوايا الطرقيَّة ، إذا خَلَتْ ! - عندهم من مظاهر التدجيل والابتزاز ... الخ ، وقد رَدَدْنَا عليهم مزاعمهم ، وفنَّدنا ادِّعاءاتهم في هذا البحث وما تضمَّنه من فصول وفروع ، وأزيدُ هنا ، فأقولُ :
التَّعبير الصوابُ والدَّقيق : أنَّ المصلحين كما حاربوا زوايا الشطح والبندير ، والشعوذة والخرافة ، حاربوا زوايا الطُّرقيَّة ، وأنكروا أوضاعها البِدعيَّة ، من النسبة للشَّيخ ، وإعطاء العهد ، وتلقين الوِرْدِ والمواظبة على وظائفها المخترَعَة ، كتحديد الأذكار بعَدَدٍ وتوقيتٍ وترتيبٍ الثواب عليها ... الخ ، فالذي نمدحُهُ ونحمدُهُ : زوايا العلم والقرآن ، التي لا تنتمي إلى طريقة ولا يَحْشُرُ الشَّيخُ إليها الطلبةَ ويتَّخِذُهُم مُريدينَ لهُ ، يَفرضُ عليهم الخضوع والطاعةَ والاستسلام !! - ترغيبًا وترهيبًا - .
(9) : "البصائر" ، العدد (113) ، 13 ربيع الأول 1357هــ ، 13 ماي 1938م ، (ص:2-3)


يتبع..........









قديم 2013-01-17, 21:25   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


الصوفية تَستَعْلِنُ بمذهبها


تقوّت المذاهب الصوفية على مرِّ الزمن ، وأخذت لها صبغةً خالصةً مستقلةً ، ووجدت لها موضعًا في هذه الأمة التي مزَّقتها البدع وفتَّتَتْ وحدتها ، وأفسدت دينها ، حيث " كان لأفكار الفُرْسِ الإلحادية تأثيرٌ كبيرٌ في هذا التصوف الفلسفي ، بل الفُرْسُ هم الذين دبَّروا المكيدة ضد الإسلام وعقيدته ، حيث تستَّروا باسم الإسلام ونشروا الزندقة والإلحاد والخلاعة والمجون باسم الدين ... وكان تركيزهم على بعض المبادئ والأفكار ... [ من ذلك:] عقيدة وحدة الوجود والحلول والاتحاد ... والتركيز على النظام الباطني ... وكان وراء هذه الفتنة: ابن عربي والحلاج وابن الفارض ومن تبعهم، وهم اعتمدوا على " تأويل النصوص وتحريفها " ، و " الكشف " ، و " العلم الباطني " (1)
" والمطَّلِعُ على الحركة الصوفية من أول نشأتها إلى حين " ظهورها العَلَني " على هذا النحو يجدُ أساطين الفكر الصوفي في القرنين الثالث والرابع الهجري كانوا من الفُرْس ، وفي نهاية القرن الثالث استطاع الحلاَّج أن يظهر مُعْتَقَدَهُ على الملاء ، مِنْ أنَّ اللهَ حلَّ في شخصه : [ مذهب الحلول ] ، فأفتى علماء عصره بكفره وقتله سنة : 309 هــ " (2)
يقول الإمام الإبراهيمي – رحمه الله - : " وما كاد السيفُ الذي سُلَّ على الحلاج وصَرْعَى مَخْرَقَتِهِ يُغْمَدُ ويُوقِنُ القوم أنهم أصبحوا بمنجاةٍ من فَتكاتِهِ ، حتى أجمعوا أمرهم وأبَدوْا للناس بعض مكنونات أسرارهم ملفوفةً في أغشية جميلة من الألفاظ ، ومحفوفةً بظواهر مقبولة من الأعمال " (3) ، عمدوا إلى المغالطة والتمويه ، بل وإلى الكذب الصريح ، فكم روَّجوا للأحاديث الباطلة المكذوبة .
وحاولت المذاهب الصوفية أن تفتعل لها نسبةً وصلةً بالدين، فزعموا: أنها موروثةٌ عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم، وأن لها سندًا متصلاً إلى بعض الصحابة.

يقول الإمام الإبراهيمي – رحمه الله - : " وحاولوا أن يصلوا نِحْلَتُهمْ تلك بعُجَرِها بصاحب الشريعة أو بأحدِ أصحابه فلم يفلحوا ، وافتضحت حيلتهم وانقطع الحبل من أيديهم ، فرجعوا إلى ادّعاء الكشف وخَرْقِ الحُجُب والاطلاع على رواء الحس إلى آخر تلك "القائمة" التى لا زلت تسمعها من أفواه العامة وتجدها في معتقداتهم " (4)

واعلم أن كل صوفي يؤمن بالكشف ، الذي يعرّفه الصوفية بأنه : " الاطلاع على ما رواء الحجاب من المعاني الغيبية ، والأمور الحقيقية وجودًا وشهودًا " (5) ، والله تعالى قال : ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا الله ﴾ [ النمل:56]

قال أبو يعلي الزواوي رحمه الله (1862م-1952م) (6) عن المتصوّفة : " إنَّهم يثبتون الخيالات والأوهام المتقدِّمة [ عقيدة إسناد الحوادث إلى الأولياء الأموات أو لأهل الديوان ... ] – ولله الحمد – شريعة واضحة .. ﴿ وَأَنَّ هَذَاصِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [ الأنعام:153]... وعليه فالمتصوفة المسلمون مقيَّدون بالشريعة ولا سبيل إلى غيرها إلاّ بالمروق من شريعتهم " وقال: هذا هُوَ " الوهم والضلال الباطني الباطل الذي وقع فيه المتصوفة أكثر من غيرهم " إ.هــ (7)

الحواشي:
(1) : ينظر : مقدمة تحقيق كتاب "الزهد" للإمام وكيع ( الباب الثاني في الزهد والتصوف ) لعبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي (1/131) .
(2) : "الصوفية في ميزان الكتاب والسنة" لمحمد جميل زينو (ص:5) ، وقال ابن الجوزي في "تلبيس إبليس" (ص:166-167) : ( اتفق علماء العصر على إباحة دم الحلاج ... وقد تعصب للحلاج جماعة من الصوفية جهلاً منهم وقلّة مبالاة بإجماع الفقهاء ... وقد جمعت في أخبار الحلاج كتابًا بينت فيه حِيلَهُ ومخاريقه وما قال العلماء فيه ، والله المعين على قمع الجهال ) إ.هــ
(3) : آثار الإبراهيمي (1/167)
(4) : المصدر نفسهُ (1/167)
(5) : عبد الرحمن الوكيل : تحقيق كتاب "مصرع التصوف" للبقاعي (ص:188-192)
(6) : انظر ترجمته في : "من أعلام الإصلاح في الجزائر" للحسن فضلاء ، ومقال : (الشَّيخ أبو يعلي الزواوي الملقب بــــ "شيخ الشباب وشاب الشيوخ" أعدَّه : عز الدين رمضاني ، نُشر في مجلة الإصلاح [ تصدر عن دار الفضيلة ، الجزائر ] ، العدد الثَّاني ، ربيع الأول / ربيع الثاني 1428 هـــ الموافق لـــ:مارس/ أفريل 2007م ، (ص:56-65) .
(7) : مقالة: (التصوف ؟؟)، "البصائر" ، العدد (7)، (21) ذو القعدة 1354هـــ، (14) فيفري ، 1936م (ص:4-5) .

يتبع...........









قديم 2013-01-18, 11:39   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

حادثةٌ فيها عبرة أو الحَميَّة الطرقيَّة


حدث ذلك للشَّيخ أحمد بوشمال (1) – عضد الإمام ابن باديس وأمين سرِّه والمدير العلني لصحيفة "الشهاب" ، خليفة "المنتقد" – حيث اجتمع في بلدة "الجلفة" بالشَّيخ السعيد بن عبد السلام آغة ، بغرض جمع اشتراكات مجلة "الشهاب" – فكان منه اعتراضٌ ومن بوشمال دفاعٌ – في هدوء – عن الخطة الدينية التي انتهجها ابن باديس وإخوانه وتلاميذته ، فإذا برجل قد شابت لحيته " متوسم بوسام العلم ونشاني الافتخار والاحترام عُلِمَ بعد ذلك أنه قاض يحكم بين الناس ويصلح بين المتخاصمين !... ومؤلف أيضًا !..." ، ظهرت منه أخلاق سيئة ،وآداب منحطة ، خاض معهما في الحديث بعناد وتكبر ، وَصْفَ "مَنْ لا يرى الحق إلاَّ لجانبه" ، سأل ذاك الباش آغة بوشمال قائلاً : " وما قولكم في مسألة تجديد العهد ؟ .... لما أحس بوشمال أن الفهامة معه "عسيرةُ النَّـوَال" ، قال له متباعدًا عن النزاع : إن " وظيفتي الآن هي تحديد اشتراككم ، وأعمدة "الشهاب" تتشرف بنشر سؤالكم وهي رحبة لردود الرادين " ، ثم التفت للموصوف المزين الصدر بالأوسمة ، ورغب منه تشريفه باسمه ، فأجابه بعنف : لا أعطي اسمي للمتعجرفين – لماذا متعجرفين ؟ فنطق أحد – دخيل أيضًا – بأبيات معناها أن كلَّ من أتى بنكرة جديدة فهو يدعى زنديق ! فأجابه : " لا مذهب جديدًا نريد نشره ولا غاية للشبيبة إلاَّ إصلاح الأمة وجمع كلمتها على الصالح العام ... " ، ثم قال : " ثم هممت بكتابة وصل السيد الباش آغة وفي ذمته أربعة أشهر فقال : هذه الجريدة انْتَاعْكُمْ يأخذها ..." فأجاب صاحب الدكان الذي نحن فيه جالسون : أمالاَ ... على ضلال !؟

قال : هذا هو مذهبكم ، قال : هذا هو مذهبكم ، فختم بوشمال هذا المجلس بقوله : " لا مذهب لنا جديدًا " ، وإنما الذي جلب على الأمة هذا الشقاق والتفرق ، إنما هو : " هذا الافتراق الطرقي الذي نحن بصدد إزالته ووجلنا لأجله هذا الطريق الصعب وقلنا الحق الذي أغضب كثيرًا من الناس ، أفلا يكونُ المسلم مسلمًا إلاَّ إذا جدَّدَ العهد وصار تابعًا أو خادمًا لأحد الأشياخ ؟ إيه ...! إنا نرى ونسمع – وقد رأينا وسمعنا – أعمال وأقوال الذين جددوا هذا العهد ....! "

فما سمع هذا الكلام ذاك المخلوق ، حتى قام ووجه إليه ضربتين لولا أنه تباعد عنهما لوقعتا عليه ، " وأخذ يقول : لا تستحي تسبّ الأولياء وتقول هذا الكلام أمام الباش آغة وشرع في سرد ألفاظ السب والبذاءة على مسمع من الناس مجتمعين أمام الدكان " حملهُ على ذلك : " غَيْرَتُهُ المرابطية وحميته الطرقية " وكاد أن يسلط عليه مجموعةً ليفتكوا به (2)

وعَوْدًا على بدءٍ : أقولُ : لو زعم زاعمٌ أن طريقته ، أو نسبته لأحد شيوخ الطرق ، تخلو من تلكم الشرور في الدنيا ، فهل هي خاليةٌ من الشرور الأخرى المتعلقة بالدين – مما ذكره الدكتور الهلالي - ؟! ، ولو سلمت من كل ذلك ! ، فإنه يحرمُ عليه التلبسُ بهذه الأوضاع لا لشيءٍ إلاَّ لبدعيتها ، فهل يَفْهَمُ هذا مَنْ يَرُومُونَ إصلاح الطرق مع إقرار بها !!
فإذا أبطل "الإصلاح السَّلفيُّ" هذه البدعة ، يكونُ بذلك قدْ نَسَفَ "الطرقية" من أساسها ، وقضى عليها القضاء المبرم ، ومحاها من الوجود .

الحواشي :
(1) : هو الأستاذ أحمد بوشمال : مدير مجلَّة "الشهاب" وصاحب امتيازها إلى أن توقَّفَت ، ولدَ في مدينة قسنطينة في عام 1898م ونشأ فيها ، حفظ القرآن العظيم ، وكان في الرعيل الأول من تلامذة الإمام عبد الحميد بن باديس ، وأصبح من خواصِّه وملازميه ، بل أمين سرِّه ، رافقه وناصره في نضاله منذ بدأ الإمام ابن باديس مسيرته في "الجامع الأخضر" إلى أن توفي في سنة (1940م) ، اعتُقِلَ أثناء الثورة ، في 13 سبتمبر 1957م ، ولم يظهر له أثرٌ – رحمه الله - ، انظر : "شهداء علماء معهد ابن باديس" لأحمد حماني ص:45) ، "ومن أعلام الإصلاح في الجزائر" (1/169-171) للحسن فضلاء .
(2) : "الشهاب" ، العدد (87) ، 6 رمضان 1345هــ موافق 10 مارس 1927م ، (ص:11-14) ، مقالة : (عجز عن القول فاضطر للضرب ،شأن الأوباش)

يتبع.....









قديم 2013-01-18, 12:03   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكيفاني مشاهدة المشاركة
حادثةٌ فيها عبرة أو الحَميَّة الطرقيَّة


حدث ذلك للشَّيخ أحمد بوشمال (1) – عضد الإمام ابن باديس وأمين سرِّه والمدير العلني لصحيفة "الشهاب" ، خليفة "المنتقد" – حيث اجتمع في بلدة "الجلفة" بالشَّيخ السعيد بن عبد السلام آغة ، بغرض جمع اشتراكات مجلة "الشهاب" – فكان منه اعتراضٌ ومن بوشمال دفاعٌ – في هدوء – عن الخطة الدينية التي انتهجها ابن باديس وإخوانه وتلاميذته ، فإذا برجل قد شابت لحيته " متوسم بوسام العلم ونشاني الافتخار والاحترام عُلِمَ بعد ذلك أنه قاض يحكم بين الناس ويصلح بين المتخاصمين !... ومؤلف أيضًا !..." ، ظهرت منه أخلاق سيئة ،وآداب منحطة ، خاض معهما في الحديث بعناد وتكبر ، وَصْفَ "مَنْ لا يرى الحق إلاَّ لجانبه" ، سأل ذاك الباش آغة بوشمال قائلاً : " وما قولكم في مسألة تجديد العهد ؟ .... لما أحس بوشمال أن الفهامة معه "عسيرةُ النَّـوَال" ، قال له متباعدًا عن النزاع : إن " وظيفتي الآن هي تحديد اشتراككم ، وأعمدة "الشهاب" تتشرف بنشر سؤالكم وهي رحبة لردود الرادين " ، ثم التفت للموصوف المزين الصدر بالأوسمة ، ورغب منه تشريفه باسمه ، فأجابه بعنف : لا أعطي اسمي للمتعجرفين – لماذا متعجرفين ؟ فنطق أحد – دخيل أيضًا – بأبيات معناها أن كلَّ من أتى بنكرة جديدة فهو يدعى زنديق ! فأجابه : " لا مذهب جديدًا نريد نشره ولا غاية للشبيبة إلاَّ إصلاح الأمة وجمع كلمتها على الصالح العام ... " ، ثم قال : " ثم هممت بكتابة وصل السيد الباش آغة وفي ذمته أربعة أشهر فقال : هذه الجريدة انْتَاعْكُمْ يأخذها ..." فأجاب صاحب الدكان الذي نحن فيه جالسون : أمالاَ ... على ضلال !؟

قال : هذا هو مذهبكم ، قال : هذا هو مذهبكم ، فختم بوشمال هذا المجلس بقوله : " لا مذهب لنا جديدًا " ، وإنما الذي جلب على الأمة هذا الشقاق والتفرق ، إنما هو : " هذا الافتراق الطرقي الذي نحن بصدد إزالته ووجلنا لأجله هذا الطريق الصعب وقلنا الحق الذي أغضب كثيرًا من الناس ، أفلا يكونُ المسلم مسلمًا إلاَّ إذا جدَّدَ العهد وصار تابعًا أو خادمًا لأحد الأشياخ ؟ إيه ...! إنا نرى ونسمع – وقد رأينا وسمعنا – أعمال وأقوال الذين جددوا هذا العهد ....! "

فما سمع هذا الكلام ذاك المخلوق ، حتى قام ووجه إليه ضربتين لولا أنه تباعد عنهما لوقعتا عليه ، " وأخذ يقول : لا تستحي تسبّ الأولياء وتقول هذا الكلام أمام الباش آغة وشرع في سرد ألفاظ السب والبذاءة على مسمع من الناس مجتمعين أمام الدكان " حملهُ على ذلك : " غَيْرَتُهُ المرابطية وحميته الطرقية " وكاد أن يسلط عليه مجموعةً ليفتكوا به (2)

وعَوْدًا على بدءٍ : أقولُ : لو زعم زاعمٌ أن طريقته ، أو نسبته لأحد شيوخ الطرق ، تخلو من تلكم الشرور في الدنيا ، فهل هي خاليةٌ من الشرور الأخرى المتعلقة بالدين – مما ذكره الدكتور الهلالي - ؟! ، ولو سلمت من كل ذلك ! ، فإنه يحرمُ عليه التلبسُ بهذه الأوضاع لا لشيءٍ إلاَّ لبدعيتها ، فهل يَفْهَمُ هذا مَنْ يَرُومُونَ إصلاح الطرق مع إقرار بها !!
فإذا أبطل "الإصلاح السَّلفيُّ" هذه البدعة ، يكونُ بذلك قدْ نَسَفَ "الطرقية" من أساسها ، وقضى عليها القضاء المبرم ، ومحاها من الوجود .

الحواشي :
(1) : هو الأستاذ أحمد بوشمال : مدير مجلَّة "الشهاب" وصاحب امتيازها إلى أن توقَّفَت ، ولدَ في مدينة قسنطينة في عام 1898م ونشأ فيها ، حفظ القرآن العظيم ، وكان في الرعيل الأول من تلامذة الإمام عبد الحميد بن باديس ، وأصبح من خواصِّه وملازميه ، بل أمين سرِّه ، رافقه وناصره في نضاله منذ بدأ الإمام ابن باديس مسيرته في "الجامع الأخضر" إلى أن توفي في سنة (1940م) ، اعتُقِلَ أثناء الثورة ، في 13 سبتمبر 1957م ، ولم يظهر له أثرٌ – رحمه الله - ، انظر : "شهداء علماء معهد ابن باديس" لأحمد حماني ص:45) ، "ومن أعلام الإصلاح في الجزائر" (1/169-171) للحسن فضلاء .
(2) : "الشهاب" ، العدد (87) ، 6 رمضان 1345هــ موافق 10 مارس 1927م ، (ص:11-14) ، مقالة : (عجز عن القول فاضطر للضرب ،شأن الأوباش)

يتبع.....

شيء واحد الطرقية هم الذين اعلنوا الجهاد ضد المستعمر الفرنسي ولم ولم يقكرو في الاندماج كما فعلت جمعيتك









قديم 2013-01-18, 12:27   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة

شيء واحد الطرقية هم الذين اعلنوا الجهاد ضد المستعمر الفرنسي ولم ولم يقكرو في الاندماج كما فعلت جمعيتك

اقرأ ما قاله المارشال بيجو في رسالته لشيخ التيجانية لتعرف من المجاهد ومن .................
كلامك ينطلي على السذج
ولعلي أتفرغ بعد اكمال نشر مباحث هذه الرسالة لدعواك
رحم الله ابن باديس وسائر اخوانه العلماء فقد كشفت كتاباتهم العديد من الخيانات والعملاء وأعوان فرنسا









قديم 2013-01-19, 08:07   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
al.walid7
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم










قديم 2013-01-22, 10:01   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

العلماءُ والطُّرقيَّة


يقول الإمام الإبراهيميُّ – رحمه الله - : " ... قالوا إن هذه الطرقية مَرَّتْ عليها قرونٌ ولم يُنْكِرْهَا العلماء ، فَبَيَّنَّا لـهُمْ أنَّ عدم إنكار العلماء الباطل لا يُصَيِّرُهُ حقًّا ، ومرور الزمن عليه لا يُصَيِّرَهُ حقًّا ... " (1)
ويقول الشَّيخ مبارك الميلي –رحمه الله – في "رسالة الشرك" (ص:54) ، تحت فصل "الجواب على المطاعن" : " .... لا ، لم نأت بشيء جديد في نظر الدين ، ولكنه جديد في آذان المستمعين ، ومن تقدَّمنا من العلماء بعضهم نكروا مثلنا فطُعن فيهم وحيل بينهم وبين العامة ، وبعضهم أسَرُّوا الإنكار لمن وثقوا بامتثاله ، ومنهم من كتم لغلبة يأسه ، ومحافظته على هناء نفسه ، ومنهم من لم يكن يدري هذا الشأن ، وإنما اشتهر بمسائل الفروع ، ثم العلماء الثقات حجّةٌ فيما يأثرون ، لا فيما يفعلون أو يقرُّون ، ولا يكون الفعل أو التقرير حجّة إلا من المعصوم .
فأما تأويل النصوص فأكثره تحريف للكلم عن مواضعه ، وغضٌّ من مهابة ظواهرها وعظم موقعها في النفوس ، وأما صرف أقوال العامة ، وأفعالها إلى غير ما أرادت منها ، فتغرير بها وإغراء لها على الباطل .

وأمَّا ابن تيمية فلم يبتدع ضلالة ، وإنما أحيا السنّة ، ودعا إلى الهدى ، واجتهد في النصح ، وليست الدعوة إلى التوحيد بمذهب خاص ، ولكنه دين الله العام .

وما جعل العوام يستخفون بما وقعوا فيه من الشرك الجلي إلا الاعتياد ، وجبن جل العلماء عن الجهر بالإرشاد والعادة – كما يقال – "طبيعة ثانية" ، والإسرار بالعلم إِقْبَارٌ له ... وما جعل بعض العلماء ينتصبون للدفاع عن تَدَيُّنِ العامة ، إلا مجاراة للعوام والتقرب منهم ، ومن مُغرضي الحكام لنيل منصب أو حطام ، وهذا ظاهر في هذا الزمان ، لا يختلف فيه اثنان ... " إ.هــ.
ويقول في فصل "الإكثار على الاحتجاج بسكوت العلماء" في آخر رسالته (ص:295) : " أبعد هذا يحتج محتج لتقرير بدعة بسكوت من يعرفه من العلماء عنها ؟ على أن العلماء العاملين لم يتواطئوا على السكوت وقد نقلنا في هذه الرسالة من الأقوال ما تعرف به استمرار الإنكار على البدع في كل زمان ، وأنَّ ما نكرناه على أهل زماننا نكره مَن قبلنا على أهل زمانهم ، ولم ينفرد بهذه الخطة التقي ابن تيمية رحمه الله وإن انفرد بالشهرة فيها " إ.هــ .
وهذا كاتبٌ من شيبة الإصلاح بالمغرب الأقصى "الرباط" راسلَ "الشهاب" ، [مرآة الإصلاح والمصلحين ، ليس في الجزائر فحسب ، بل في الشمال الإفريقي ] ، ونُشرت مقالته بعنوان : "لا طرق في الإسلام" (2) ، جاء فيها قولهُ : " راقبوا الله أيها العلماء ، واسعوا بكامل مجهودكم إلى تنبيه أولئك الغافلين الذين أضلَّتهم فئة المبتدعين ، وقولوا لنا جهرًا على رءوس الأشهاد بلا خوفٍ ولا وَجَلٍ أنَّ لا طرق في الإسلام ، أما كفاكم أنَّ العوام يستدلون بسكوتكم ويدّعون أنّ ما هم فيه أمرٌ ثابتٌ لا يخرج عن أصول الدّين ؟ " إ.هــ .

الحواشي :
(1) : "آثار الإبراهيمي" (1/174)
(2) : "الشهاب" ، العدد (64) ، (ص:10-12) ، السنة الثانية ، 20 ربيع الثاني 1345هــ أكتوبر 1926م .


يتبع ..........









قديم 2013-01-26, 19:04   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
الكيفاني
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي


اَخْذُ العَهْد الطُّرُقي بدعةٌ للإمام المُصلح السَّلفي الشَّيخ ابن بَاديس - رَحِمَهُ اللهُ


نشر الإمام ابن باديسٍ رحمه الله في مجلته "الشهاب" [المجلد 13/الجزء الأول / 1 محرم 1356هــ - 14 مارس 1937م / ص:25-26 ] تحت عنوان : "الدجل" نص استفتاء وجوابه لأحد المدرسين ، عن "مجلة الإسلام" المصرية : " تلقينا رسالة من جمعية الشبان المسلمين "بدماص دقلهية" وموقعه باسم ... يشكون فيها من بعض مشايخ الطرق الذين يجوبون البلاد بزعم الدعوة إلى الدين والفضيلة ، وهم في الواقع يجوبونها لأخذ العوائد وبث الخرافات ويحملون اتباعهم في سبيل الاحتفاء بهم فوق الطاقة وربما يقترضون المال بالربا الفاحش لعمل "عزائم" قد تبلغ تكالفيها أكثر من ثلاث جنيهات ، ثم يعتقدون أنه في حال عدم عمل العزومة ودفع العوائد ، قد يحصل لهم وموت جاموسة أو خلافه ، وتسألنا هذه الجمعية أو المتكلم باسمها رأينا في هذا وفي "أخذ العهد" أهو حرام أم حلال ؟ " ، وكان الجواب : " وإننا في الإجابة على هذا : إن من الكبائر أن يلزم الرجل نفسه بما لا يستطيع ، وإن من أشنع الجرائم أن يقترض بالربا لأجل الاحتفال برجل يَتَزَيَّا بزيّ رجال الدين وربما كان من كبائر المجرمين ، لأنه لو كان صالحًا حقًّا لما رضي لأتباعه بالوقوع في جريمة الربا ، ولما أخذ على إرشاده ووعظه "أجرًا" ... وأما الاحتجاج بأنه يأخذ "العادة" ولو من طريق الربا ليعطيها لآخرين من غير البلد ، فهذا حرام في الشرع ، وأما الضرر الذي يقع على من لم يؤد "العادة" فهو ضرر موهوم منشؤه وساوس الشياطين في رءوس "المغفلين" ... وأما مسألة "العهد" فلابأس منه إذا جر نفعًا ، ولا خير فيه إذا جلب ضرًّا – كما يحصل في عهود بعض المرتزقة - ... " إ.هــ .

[الشَّيخ سمير سمراد – حفظه الله] : لقد نشر الإمام ابن باديس الاستفتاء وجوابه ، في مجلته ، لغرض قصده ، وكأني به لم يرتض جواب ذاك المفتي ، الذي شدد في التحذير من تلكم الشرور الظاهرة ، في حين تساهل في حكم أعظم تلكم الشرور ، بل في مسببها ومولِّدها ، فقام الإمام بواجب البيان ، وجلَّى الحقيقة التي جهلها ذاك المفتي ، أو غابت عنه !

قال الإمام ابن باديس رحمه الله :
" ش: أخذ العهد الطرقي بدعة لم يفعلها السلف الصالح رحمهم الله ، وهي الذريعة لكل ما ذكره في السؤال وأجاب عنه ولغيره ، فهي حرامٌ لِبدْعِيَّتَهَا والتَّذَرُّعِ بها للشر والفساد والضرر " إ.هــ .
[الشَّيخ سمير سمراد – حفظه الله] : وهذا الذي صرح به الإمام ، هو الذي قدمناه سابقًا من كون "الانخراط في طريقة" ، و "إعطاء العهد لأحد شيوخها" : أمرٌ محرمٌ ، لأنه بدعةٌ ، هذا أولاً .
وثانيًا : لأنه ذريعةٌ لشرورٍ عظيمةٍ في الدين والدنيا .
لذا قال الإمامُ في سياقٍ آخر : " والطرق حيثما كانت فهي تكأة وملجأ البدع والخرافات " (1)

الحواشي :
(1) : "آثار ابن باديس" (5/130) .


يتبع ...............









 

الكلمات الدلالية (Tags)
المتُصَوّفِينَ, المُصْلِحِينَ, الجَزَائِريِّينَ, الطُّرقيِّينَ, سمراد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:00

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2025 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc