أخي الكريم! عندما تكون الصرامة و الجد و القيم النبيلة تحكم عمل الأستاذ و المعلم و توجههه، فعليه أن يواجه الساحق و الماحق و البلاء اللاحق..فبدل أن تكون الصرامة و الجدية ...مجلبة للفخر و الاعتزاز ..صار صاحبها منبوذا من التلاميذ و الأولياء و المجتمع و الوزارة و حتى النقابات..لأنه أصبح عدوا للكل..فعن أية عدالة و صرامة و جدية نتحدث في الجزائر؟؟إذا كان الإهمال و التسيب و اللامبالاة و الغش و خيانة الضمير... هي القيم التي تبوئ صاحبها أسمى المراتب و أعلى المنازل!!!أظن يا أخي أنك لا تعيش في واقع افتراضي، ففي الواقع المعيش تفرض عليك الإدارة و المفتش و الولي و كل الأطراف الفاعلة في العمل التربوي- ظاهرا أو ضمنا- نفخ النقاط و إنجاح التلميذ و لو كان مجرما أو منحرفا...لأن في هذا نجاح للكل إرضاء للكل..و إلاغضب منك الجميع، فنعتوك بأبشع الصفات، و تربصوابك في كل مكان و حين للانتقام منك ، متسلحين بالقوانين التي أصبحت تؤازرهم و تدعمهم، و لن تجد أنت من يدافع عنك، لا قانون رباني أو إنساني و لا نقابات و لا زملاء لأنك وبكل بساطة
تعيش في واقع افتراضي مبدأه هو ما يجب أن يكون، و من ثمّ يكون فيه الأستاذ المثال و القدوة و صاحب المنزلة الرفيعة، و ليس واقعا فعليا مبدأه ما هو كائن، و من ثم الأستاذ فيه مجرم ملاحق من قبل كل الأطراف..
أخي لقد أصبح كلامك عن الجدية و الاجتهاد و الاعتداد بالصرامة و الجدية في العمل و التعامل و التقييم و كل العمليات المصاحبة للفعل التربوي من كلام الماضي الرجعي الذي لا يجلب لصاحبه سوى المتاعب و الهموم...و انظر لحال النقابات التي لا يهمها سوى الجانب المادي و الاجتماعي للمعلم...بينما كرامته و شرفه و راحته النفسية لا تعنيها في شيئ..و هكذا أريد بالمدرسة أن تكون جحيما لا يطاق، و انتقاما لتلك (الزيادات) التي انتزعتها (النقابات) من (مغتصبيها)..و فعلا كان لهم ما أرادوا..و كيف لا يكتب لهم النجاح في مترع خصب كالذي نعيش فيه؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.