اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة like_an_angel
أن يقول كلامك هذا تلميذ مرحلة متوسطة فيمكن أن أتفهمه .. لكن أن يقول من يضع أمام اسمه (دال نقطة) فحقا هو يوم أسود ..
أولا يا حامل الدال نقطة . وسائل الإعلام في اسرائيل مثل غيرها من وسائل الإعلام في العالم , فيها من يتحرى الصدق و المصداقية حتى لا يخسر اسمه وسمعته ومصداقيته في مجال الإعلام واسهمه في السوق , أو لأسباب أخرى ... وفيهم الصحافة الصفراء مثل أي صحافة تجارية في العالم
والصدق والمصداقية قيمة انسانية غير مرتبطة بأرض أو جنس أو عرق ,
وليس شرطا أن العدو يكذب .. كما ليس شرطا أن الصديق أو الشقيق يصدق . فقد رأينا وتابعنا كيف أن دولة "إيران" زوّرت خطاب الرئيس مرسي على الهواء مباشرة حتى صارت "سوريا" بالعربي تعني "البحرين" بالفارسي رغم أنها دولة تدعي الإسلام واتباع آل البيت ..
ووسائل الإعلام في "اسرائيل" هي قنوات مستقلة موجهة بالأساس إلى شعبها وليست إلى "العدو" , فماهي الأسباب التي تدعو وسائل الإعلام تلك إلى الكذب على شعبها في رأيك ؟
قل كلاما منطقيا يقبله العقل قبل أن تتحجج بحكاية "عدو" وما عدو .. يا حامل د.
أم أن قلبك على بشار ..وتريد أن تُلبس انحيازك إلى الطاغية لبوس العقل والنقل
|
إطمئن فلن تستطيع إستفزازي لأن الحوار مهنتي و أكثر الأشياء التي أمارسها في حياتي و انا بالتالي قد إكتسبت خلال حياتي هذه ما يكفي من الحصانة في مواجهة مثل هذه الردود التي لا تستند إلى منطق إلا تسخيف الآخر و إحراجه.
و يبدو لي أنك تخلط كثيرا ما بين اليهودية و الصهيونية و بين اليهود كأهل كتاب لا نواليهم و لا نعاديهم و بين مغتصبي الأرض من شذاذ الآفاق و قاتلي الأطفال و النساء و الشيوخ ... و سواد ردك هذا لا يضاهيه سواد لأنه يبرز مدى محدودية نظرة كثير من أبناء أمتنا إلى حقيقة ما تعمل عليه الدوائر الصهيونية و ما تقوم به من دراسات و ما تجنده من وسائل و إمكانات لإعادة تشكيل الوعي لدى شعوبنا حتى من خلال فرض المصطلحات و التسميات و المفاهيم.
و بقدر ما كان ردك قاسيا بقدر ما خفف من حدته كلامك عن وهم " إستقلالية الإعلام " الذي يبدو أننا آخر من يحتفظ بهذا الكم الهائل من السذاجة و الخبل ليؤمن به و ليدافع عنه و ليتغنى به ... فلا وجود لإعلام مستقل ... لأن أي وسيلة أعلامية إنما وجدت لخدمة مصلحة مموليها أو مؤسسيها، بصرف النظر عن تقييمنا لهذه المصلحة أو تلك.
لا أدري إن كان سنك يسمح لك بإستيعاب كلامي إن قلت لك أن الإعلام الصهيوني و العربي على حد سواء قد لعب دورا كبيرا في تهيئة العقل العربي لقبول الوجود الإسرائيلي من خلال " إدخال " العلم الصهيوني إلى كل بيت من خلال شاشات التلفاز و من خلال هذه الخرائط التي إستبدلت تسمية فلسطين بتسمية " أسرائيل " و من خلال إمتناع كل وسائل الإعلام العربية عن ذكر كتابة إسم فلسطين على خرائطها و الإكتفاء بكتابة " الضفة الغربية " و " قطاع غزة " تحضيرا لمخطط معلن و غير سري يقضي بضم غزة إلى مصر و ضم الضفة إلى الأردن ... و أنا أعلم علم اليقين أنك ستسخف كلامي هذا .. و لكن إن أطال الله في عمرك فسترى بوادر هذا المسعى قريبا جدا بإذن الله.
حتى إن إتفقت معك في بعض ما ذهبت إليه من قولك " والصدق والمصداقية قيمة انسانية غير مرتبطة بأرض أو جنس أو عرق " ... فإنني لا أستطيع أن أستوعب علاقة هذا الكلام بحقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يدخل ضمن هذه التصنيفات ... فلا هو بالأرض و لا هو بالجنس و لا هو بالعرق و لا هو بالدين .... إن هو إلا عصابات مجرمين من أركان الدنيا الأربع...
لقد تعلمنا من علمائنا الأفاضل أنهم يضعفون الحديث أو ينكرونه إذا كان رواته محل شك و ريبة حتى و إن كان مضمون الحديث مقبولا من طرف المحققين .... و لو كنت قد درست أبسط قواعد الإعلام لكنت قد وفرت علينا كثيرا كل هذا الجدل العقيم، و لكنك تناقش موضوعا تخصصيا بعقلية " الثقافة العامة " و هو ما يجعلك تستحضر كل رصيد من المفاهيم البراقة و المصطلحات العلمية لإستخدامها في غير محلها.
كما لا أفهم ما هي علاقة إيران بموضوعنا و لماذا تصر على إقحامها في الموضوع ... و لكنني أدرك أنك لم تفعل ذلك إلا لتنقل إلى من يتابع نقاشنا هذا فكرة محددة مفادها أنني أنتمي إلى هذا الفريق أو ذاك و دليل ذلك أنك تقول أن قلبي على بشار و كأننا يا أخي اصبايا نعشق هذا أو ذاك و نحلم بأن يتقدم لخطبيتنا .... و حيث تنجح في إيهام القاريء بأنني من المدافعين عن إبران و عن بشار يكون من السهل عليك أن تطعن في صوابية تحليلي بإعتباره منجازا لهذا الطرف أو ذاك ... و هي طريقة خبيثة في الحوار و النقاش لأنها تنقل الموضوع من دائرة الحرفية و العلمية إلى حضيض الذاتية.
إن كلامك هذا ليس سوى إنعكاسا لمدى قابليتك للتطبيع طالما أنك تعتبر أن بعض وسائل الإعلام في "إسرائيل" هذه من يتحرى مثل غيرها من وسائل الإعلام في العالم , فيها من يتحرى الصدق و المصداقية حتى لا يخسر اسمه وسمعته ومصداقيته في مجال الإعلام واسهمه في السوق , أو لأسباب أخرى ... و حيث ان هناك وسائل إعلام بمثل هذه الطيبة و البراءة و الحرفية فبالتأكيد أن هناك في " إسرائيل " رجالا طيبين و أحزاب طيبة بريئة من المشروع الصهيوني و هيا أيها العرب لنضع أيدينا بأيديهم لبناء سلام " الشجعان " ... و لا ادري أخي العزيز أين كانت وسائل افعلام الموضوعية المستقلة الصادقة هذه على غمتداد صراعنا مع العدو الصهيوني و لماذا لم تعمل هذه الوسائل ذات المصداقية على فضح عدم شرعية الوجود الصهيوني على أراضي العرب و المسلمين و لماذا لم نقرأ فيها يوما مقالا واحدا ينادي بإطلاق عشرات الآلاف من الأسرى أو معارضة هدم منازل الفلسطينين و تشريدهم.
أخي الكريم .. إن مصداقية و موضوعية وسائل الإعلام الغربية بما فيها الصهيونية هي حقيقة قائمة حين يتعلق الأمر بشؤونها الداخلية تماما مثلما هي الديمقراطية و حقوق الإنسان و غير ذلك من هذه المفاهيم ... أما في العلاقات الدولية و في فلسفة صراع الجماعات فوسائل إدارة هذه العلاقات و خوض هذا الصراع مختلفة لا تراعي أخلاقا و لا تستند إلى مبدأ.
ختاما ... لا تحاول التشكيك في مؤهلاتي فأنا لم أترشح لوظيفة و أنت لست من اللجنة التي ناقشت أطروحتي ... و لست من زملائي و لا من طللابي ... فحاول أن تتحلى بادب الحوار الذي يفرض علينا مناقشة الأفكار دون التعرض بالإساءة إلى الأشخاص ... و تعلم أن لا تشخصن الأمور و درب نفسك في كل حوار على أن تجعل أدبك شفيعا لفكرتك ... و أعلم أن الناس لا يهتمون بمن يشتم أكثر بل يقدرون من يحترم عقولهم و لا يخاطب غرائزهم.
و لك مني كل الود و الإحترام و للقراء إعتذاري عن الإطالة المملة فالمقام يوجبها و يبررها.
[/size]