السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الانضباط ممكن في كل وقت ، و بالوسائل القانونية .
شخصيا لا أتهاون في الجانب الانضباطي داخل القسم و خارجه ، فداخل القسم لا أريد أي صوت خارج إطار التعلم ، و لا أقبل من أحد أن يقوم و يحدث صوتا عندما يرفع يده للمشاركة ، و كل من يقوم و يحدث فوضى لا أمكنه من المشاركة ، و أكثر من هذا لا أقبل حتى الحركات البسيطة كالالتفات للوراء أو النظر إلى الزميل أو لرفع شئ وقع على الأرض ، أو بنت تصلح شعرها ، كل هذه الأمور أرفضها أثناء العمل .
و وسيلتي في فرض الانضباط و الهدوء الإكثار من التنبيه و دون ملل ، و إذا تعدى الطفل حدوده أعاقبه بجعله يتابع الدرس واقفا لمدة معينة دون الاستناد لشئ ما ، و لا أنكر أني أحيانا أخرى ألتجئ للضرب ( لكني أعرف كيف أضرب )
و أزيدكم شيئا آخر ، أني أمنع حتى الخروج من القسم بحجة قضاء الحاجة ، لأني علمتهم منذ السنة الأولى أن لهم أوقاتا خاصة للتوجه إلى دورة المياه لقضاء حاجاتهم ، و أراقبهم في ذلك ، و هذا أيضا يدخل في إطار الانضباط ، لأن التلميذ إذا تركناه لحريته سيقضي وقت الاستراحة في الجري في الساحة و اللعب ، و لما يعود إلى القسم يبدأ المطالبة بالخروج .
و صدقوني إن قلت لكم رغم هذا النظام العسكري الذي فرضته على تلاميذي فإنهم يحبونني ، لأني أترك لهم بعض الفسحات من الوقت للتنفس ، سواء بالنشيد ، أو بحصص الرسم و الأشغال اليدوية أو التربية البدنية ، و أضحك معهم متى احتاج الموقف إلى الضحك ، و ألعب معهم و أمازحهم متى اقتضى الأمر ذلك .
إخواني ، هذه هي مهنتنا ، إنها مهنة المتاعب و قد اخترناها عن قناعة ، إذن فلنقم بدورنا التعليمي و التربوي على أكمل وجه ، و تعويد التلاميذ النظام و الانضباط هو جزء من التربية ، لأنه يعود بالفائدة عليهم بالدرجة الأولى .